في مواجهة دعم الإمارات لحميدتي.. مصر تسلم الجيش السوداني طائرات بدون طيار
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
سلمت مصر طائرات بدون طيار للجيش السوداني، لتعزيز قتاله ضد قوات الدعم السريع وأمير الحرب القوي محمد حمدان دقلة (حميدتي)، في تصعيد خطير محتمل للصراع الذي يجذب المزيد من اللاعبين الإقليميين.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤولين قولهم إن الطائرات التركية بدون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2"، والتي ساعدت في تغيير ميزان القوى في سلسلة من الصراعات الأخيرة، بما في ذلك الصراع بأوكرانيا، تم تسليمها إلى الجيش السوداني الشهر الماضي.
وقال المسؤولون إن أفراداً من الجيش السوداني تدربوا أيضاً في مصر المجاورة لتحسين طريقة تعاملهم مع هذه الطائرات بدون طيار.
ولم يرد المتحدثون باسم وزارة الخارجية المصرية والجيش السوداني على طلبات التعليق.
وكان مسؤولون مصريون قد دعوا في السابق إلى إنهاء القتال.
ووفق الصحيفة، يعد تسليم الطائرات بدون طيار أحدث مثال على تورط القوى الإقليمية في الحرب الأهلية في السودان، البلد المرغوب منذ فترة طويلة بسبب موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، وإمكانية وصوله إلى نهر النيل واحتياطيات الذهب الهائلة.
اقرأ أيضاً
بعد اليمن.. التنافس السعودي الإماراتي يحتدم في السودان ومصر تغير مساره
وكانت "ستريت جورنال"، ذكرت في أغسطس/آب الماضي، أن الإمارات أرسلت أسلحة إلى قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني للسيطرة على الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
وأثارت الشحنات حينها، حديثا حول خطر توسيع الصراع وتقوض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة وآخرون للتوسط في وقف إطلاق النار في السودان.
وتسلط مشاركة مصر الضوء على دور القاهرة المتوسع والمعقد بشكل متزايد كلاعب قوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عندما تشهد المنطقة أعمال عنف واضطرابات جديدة، وفق الصحيفة.
وكانت حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى جهودها للتوسط بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية، وهي مهمة تولتها مرة أخرى في أعقاب الهجمات القاتلة التي شنها مسلحو حماس في نهاية هذا الأسبوع.
لكن تزويدها بطائرات بدون طيار للجيش السوداني، على غرار الدعم المصري لقائد المتمردين في ليبيا الجنرال خليفة حفتر، يتعارض مع دعوات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدول الأخرى بالابتعاد عن الحرب السودانية.
ولطالما دعمت القاهرة الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، الرئيس الفعلي للبلاد.
اقرأ أيضاً
الإمارات والسعودية ومصر.. تباينات إقليمية وحسابات تُعمق أزمة السودان
وكان البرهان حليفًا رئيسيًا لمصر في نزاعها مع إثيوبيا، التي تقوم بتوسيع سد عملاق تقول حكومة السيسي إنه يهدد بخنق المياه التي تصب في نهر النيل.
وأرسلت مصر بالفعل طائرات حربية لدعم الجيش السوداني في الأيام الأولى للحرب.
وعمل البرهان وحميدتي معًا في عام 2019 للإطاحة بالديكتاتور السوداني عمر البشير، ومرة أخرى في عام 2021 للإطاحة بحكومة انتقالية مدنية.
جاءت شحنة الطائرات المصرية بدون طيار، التي طلبها البرهان، في الوقت الذي كان فيه الجيش السوداني يخسر الأرض أمام قوات حميدتي في أعقاب الدعم الإماراتي من الأسلحة.
وتراهن أبوظبي على حميدتي للمساعدة في حماية المصالح الإماراتية في السودان، والتي تشمل مساحات من الأراضي الزراعية وحصة في ميناء مخطط له بقيمة 6 مليارات دولار على البحر الأحمر.
وزار البرهان مصر في أواخر أغسطس/آب، وهي أول رحلة معروفة للجنرال إلى الخارج منذ بدء القتال.
اقرأ أيضاً
السودان.. صدام مصري إماراتي محتمل وقلق خليجي وفشل أمريكي
وبعد أيام، سلم الجيش المصري الطائرات بدون طيار إلى قاعدة عسكرية في شمال السودان، وفقًا لضباط في الجيش السوداني.
ومنذ ذلك الحين، تم نشر هذه الطائرات بدون طيار في العديد من القواعد الجوية، حيث تم استخدامها لشن ضربات ضد قوات الدعم السريع، واستهداف مستودعات الأسلحة والمركبات والقواعد العسكرية.
وألحقت الغارات الجوية العسكرية أضرارًا كبيرة بمنشآت قوات الدعم السريع ومستودعات الأسلحة حول الخرطوم منذ أواخر أغسطس/آب، وفقًا لمنظمة "أسليد" غير الربحية.
والشهر الماضي، استعاد الجيش السوداني أيضًا السيطرة على زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، التي كانت قوات الدعم السريع قد استولت عليها في أوائل أغسطس/آب.
كما ساعدت ضربات الطائرات بدون طيار الجيش على صد سلسلة من الهجمات بنجاح على قاعدتين كبيرتين في العاصمة الخرطوم، مما ألحق خسائر فادحة بقوات الدعم السريع، وفقًا لشهود ومسؤولين في المجال الإنساني.
لكن بعض هجمات الطائرات بدون طيار أصابت أهدافًا مدنية، بما في ذلك غارة يوم 10 سبتمبر/أيلول أدت إلى مقتل 40 شخصًا في سوق مفتوحة، وفقًا لناشطي حقوق الإنسان المحليين.
اقرأ أيضاً
بتنسيق إماراتي.. مصر تعلن تسلم جميع جنودها في السودان من الدعم السريع
وقال مسؤولون سودانيون إنه يجري تدريب المزيد من قوات القوات الجوية في مصر لتحسين القدرة التشغيلية وتجنب مثل هذه الأخطاء.
وردت قوات الدعم السريع على هجمات الطائرات بدون طيار بالقصف المدفعي وعرقلة تدفق الإمدادات الغذائية والطبية إلى معاقل الجيش، بحسب شهود عيان.
وقُتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص، وإصابة أكثر من 12 ألفاً آخرين، منذ اندلاع القتال في أبريل/نيسان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفقًا لمشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث، وهو منظمة غير ربحية.
كما أدى الصراع إلى تأجيج أعمال العنف العرقي في منطقة دارفور في غربي السودان.
وأدى القتال كذلك إلى نزوح 5.5 ملايين شخص من ديارهم بحثاً عن الأمان والملجأ، وفقاً لأحدث أرقام الأمم المتحدة، مع نزوح 4.3 ملايين داخل السودان، وعبر 1.2 مليون إلى البلدان المجاورة.
اقرأ أيضاً
وسط استياء مصري.. ضغوط إماراتية لإعادة حمدوك لمنصبه بالسودان
المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر السودان الدعم السريع البرهان حميدتي الجيش السوداني طائرات بدون طيار الطائرات بدون طیار قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان اقرأ أیضا أغسطس آب
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
قال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو إن واشنطن رصدت عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية تورطت فيها قوات الدعم السريع.
وأكد بيرييلو في مقابلة مع الجزيرة -مساء الجمعة- أن بلاده "تقف ضد قوات الدعم السريع"، مشيرا إلى أهمية وجود مؤسسات وطنية في السودان تحت قيادة حكومة مدنية.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقود الجهود لردع تدفق الأسلحة إلى السودان وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تستفيد من ذلك، بالتعاون مع شركائها وحلفائها الأوروبيين.
وأوضح المبعوث الأميركي أن العمل جار منذ شهور لزيادة المساعدات الإنسانية للسودان، وأن الولايات المتحدة شاركت في جهود المفاوضات ووقف إطلاق النار، بالتعاون مع الجانب السعودي.
السودان يعاني من حرب خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ (الفرنسية) استهداف مستشفى بالخرطوممن جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، مساء الجمعة، إن قوات الدعم السريع استهدفت مستشفى "بشائر" جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، بإطلاق جنودها الرصاص داخل المستشفى، يوم الأربعاء الماضي.
وجاء في بيان المنظمة الدولية: "أطلق المهاجمون النار داخل قسم الطوارئ، وهددوا الطاقم الطبي بشكل مباشر، وعطلوا الرعاية المنقذة للحياة بشكل خطير".
وأضافت "ندين بشدة التوغل العنيف لقوات الدعم السريع في غرفة الطوارئ بمستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم، الأربعاء".
ودعت المنظمة، قوات الدعم السريع، إلى "احترام حياد المرافق الطبية وسلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية".
إعلانوفي البيان، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان صامويل ديفيد ثيودور "دخل العديد من جنود قوات الدعم السريع غرف الطوارئ وبدأ بعضهم في إطلاق النار على العاملين الطبيين، وهددوا المرضى وموظفي أطباء بلا حدود ووزارة الصحة"، مضيفا أنه "لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى".
وشدد على أن "الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين الصحيين غير مقبولة".
وأكد ثيودور، أنه "يجب أن تظل المستشفيات أماكن آمنة وخالية من العنف والترهيب، ولا يجوز تهديد حياة الموظفين أثناء تقديم الرعاية".
وأشار البيان إلى أن مستشفى بشائر التعليمي، يعد "أحد آخر المرافق الصحية العاملة في جنوب الخرطوم وسط الصراع المستمر، حيث حافظ موظفو أطباء بلا حدود بلا كلل على الأنشطة المنقذة للحياة في ظل ظروف صعبة للغاية".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.