المسلة:
2024-11-27@05:34:07 GMT

كيف أعدّت حماس جيشا مصغرا وفعالا لقتال إسرائيل؟

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

كيف أعدّت حماس جيشا مصغرا وفعالا لقتال إسرائيل؟

14 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: ستواجه القوات الإسرائيلية التي تستعد لغزو غزة في مهمة للقضاء على حركة حماس خصما يزداد قدرة وتدرب لسنوات على يد شبكة دعم سرية تمتد بعيدا عن الجيب الصغير إلى إيران والجماعات العربية المتحالفة معها.

وفقد أظهر الهجوم الدامي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل ستة أيام حجم الخبرة العسكرية التي اكتسبتها منذ سيطرتها على غزة في 2007، إذ لم يسبق أن نفذت الحركة هجوما بهذا التخطيط والحجم.

وقال علي بركة القيادي بحماس إن “الحاجة أم الاختراع”، مضيفا أن الحركة تعتمد منذ فترة طويلة على المال والتدريب من إيران ووكلائها الإقليميين مثل جماعة حزب الله اللبنانية بينما تعزز قواتها في غزة.

وأضاف بركة، المقيم في لبنان، إن صعوبات استيراد الأسلحة جعلت الحركة خلال السنوات التسع الماضية “تطور قدراتها وأصبحنا قادرين على التصنيع محليا”.

وأردف أنه في حرب غزة عام 2008، كان الحد الأقصى لصواريخ حماس هو 40 كيلومترا، لكنه ارتفع إلى 230 بحلول صراع عام 2021.

ولا يتصور من يرى هذه المنظمة السرية الضخمة اليوم أنها هي نفسها تلك المجموعة الفلسطينية الصغيرة التي أصدرت أول منشور لها قبل 36 عاما احتجاجا على الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لمقابلات أجرتها رويترز مع 11 شخصا مطلعين على قدرات المجموعة، بمن فيهم شخصيات من حماس ومسؤولون أمنيون إقليميون وخبراء عسكريون.

وقال مصدر مقرب من حماس في قطاع غزة طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر “إنهم جيش مصغر”. وأضاف أن الجماعة لديها أكاديمية عسكرية لتدريب مجموعة من التخصصات بما في ذلك أمن الفضاء الإلكتروني، ويضم جناحها العسكري البالغ قوامه 40 ألف فرد وحدة قوات خاصة (كوماندوز) بحرية.

وعلى النقيض من ذلك، يشير موقع (جلوبال سيكيوريتي دوت أورج) إلى أنه لم يكن لدى حماس في التسعينيات سوى أقل من 10 آلاف مقاتل.

وأشار مصدر أمني إقليمي، رفض أيضا الكشف عن اسمه، إلى أنه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين عمدت الحركة إلى بناء شبكة أنفاق أسفل غزة لمساعدة المقاتلين على الاختفاء وتصنيع الأسلحة وجلب العتاد من الخارج. وقال مسؤولون في حماس إن الحركة حصلت على مجموعة من القنابل وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.

وازادت هذه القدرات فتكا مع نموها وتطورها على مر السنين. ففي حين فقدت إسرائيل تسعة جنود خلال توغلها عام 2008، قفز العدد إلى 66 في 2014.

وقال إتش. هيلر، الباحث الكبير في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، إن إسرائيل قادرة على تدمير حماس في هجومها المتوقع على القطاع المكتظ بالسكان.

وأضاف “السؤال ليس ما إذا كان ذلك ممكنا أم لا. السؤال هو ما هو الثمن الذي سيُفرض على بقية السكان، لأن حماس لا تعيش على جزيرة في المحيط أو في كهف في الصحراء”.

وبعد حرب غزة الأخيرة في 2021، تمكنت حماس وحركة الجهاد الإسلامي من الاحتفاظ بما يصل إلى 40 بالمئة من مخزونهما الصاروخي، وهو هدف رئيسي للإسرائيليين، وفق المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي غير الهادف للربح ومقره الولايات المتحدة. واحتفظت بنحو 11750 صاروخا مقارنة مع 23 ألفا قبل الصراع.

ويدعو الميثاق التأسيسي لحماس عام 1988 إلى تدمير إسرائيل، التي تصنف الحركة منظمة إرهابية هي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا ومصر واليابان.

وبالنسبة لإيران، فيرى مسؤولون غربيون أن حماس قد ساعدتها في تحقيق طموحها المستمر منذ سنوات لتطويق إسرائيل بجيوش من الجماعات شبه العسكرية، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية الأخرى وحزب الله اللبناني. ولديها جميعا أسلحة متطورة، وتقاوم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ زمن بعيد.

وينتشر زعماء حماس في أنحاء الشرق الأوسط، في دول منها لبنان وقطر، لكن تظل غزة قاعدة قوتها. وحثت الحركة سكان غزة على عدم الاستجابة لدعوة إسرائيل للمغادرة قبل غزو بري متوقع يأتي بعد أيام من القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة نحو 1800 شخص.

وكان الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ 50 عاما، وأطلقت فيه حماس أكثر من 2500 صاروخ. أما مقاتلوها، الذين استخدموا طائرات شراعية ودراجات نارية ومركبات دفع رباعي، فتغلبوا على الدفاعات الإسرائيلية واجتاحوا بلدات وتجمعات سكنية، موقعين 1300 قتيل واحتجزوا العشرات.

وقالت المصادر التي تحدثت إليها رويترز إنه على الرغم من تدريب إيران الحركة وتسليحها وتمويلها، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن طهران وجهت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول أو أجازته.

وقال المصدر الأمني الإقليمي “القرار، ساعة الصفر، كل ذلك كان قرار حماس. ولكن بالطبع التعاون العام والتدريب والإعداد كله جاء من إيران”.

وتعترف إيران بأنها تساعد في تمويل حماس وتدريبها لكنها نفت أي دور لها في الهجوم رغم إشادتها به.

وقال زعيم حماس إسماعيل هنية في مقابلة مع قناة الجزيرة العام الماضي إن حركته تلقت 70 مليون دولار مساعدة عسكرية من إيران. وأضاف أن لديها صواريخ محلية الصنع، لكن الصواريخ البعيدة المدى جاءت من الخارج، من إيران وسوريا وغيرها عبر مصر.

يشير تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2020 إلى أن إيران تقدم نحو 100 مليون دولار سنويا للفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين–القيادة العامة.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن إيران زادت بشدة تمويل جناح حماس العسكري العام الماضي من 100 مليون دولار إلى نحو 350 مليون سنويا.

بدأت فكرة حماس تتشكل في العاشر من ديسمبر كانون الأول 1987، عندما اجتمع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في اليوم التالي لاصطدام شاحنة تابعة للجيش الإسرائيلي بسيارة تقل أربعة من عمال المياومة الفلسطينيين، مما أدى لمقتلهم جميعا. وتلا ذلك احتجاجات ورشق بالحجارة وإضرابات وإغلاقات في غزة.

وقرروا خلال اجتماعهم في منزل الشيخ أحمد ياسين إصدار منشور يوم 14 ديسمبر كانون الأول يدعو إلى المقاومة مع اندلاع الانتفاضة الأولى ضد إسرائيل. وكان هذا أول عمل عام للمجموعة.

وقالت مصادر بأجهزة مخابرات غربية إنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، بدأت حماس في استيراد الصواريخ والمتفجرات وغيرها من العتاد من إيران. وأضافوا أنها شُحنت عن طريق السودان قبل نقلها بالشاحنات عبر مصر، ثم تهريبها إلى غزة من خلال متاهة أنفاق ضيقة أسفل شبه جزيرة سيناء.

ولم تكتف إيران بتسليح وتدريب وتمويل الحركات الفلسطينية فحسب، وإنما وسعت نطاق ذلك ليشمل حلفاء إقليميين شبه عسكريين آخرين، مما أعطى طهران في النهاية وجودا قويا في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة.

ويشكل بعض هؤلاء الحلفاء جزءا من “محور شيعي” يمتد من الفصائل الشيعية شبه العسكرية في العراق إلى حزب الله في لبنان والأقلية العلوية الحاكمة في سوريا.

ولكن “درة تاج” شبكة الميليشيات الإيرانية هو حزب الله، الذي تأسس في السفارة الإيرانية في دمشق عام 1982 بعد غزو إسرائيل للبنان خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

فالجماعة الشيعية قصفت أهدافا أمريكية ونفذت عمليات احتجاز رهائن وخطف وطردت إسرائيل من لبنان عام 2000 ثم استولت تدريجيا على مقاليد الدولة اللبنانية.

وقال المصدر المقرب من حماس إن إيران اغتنمت الفرصة لاستمالة حماس عام 1992 عندما رحّلت إسرائيل نحو 400 من قادة الحركة إلى لبنان. وأضاف المصدر أن إيران وحزب الله استضافا أعضاء من حماس وتبادلا التكنولوجيا العسكرية وقاما بتدريبهم على صنع قنابل لتنفيذ هجمات انتحارية.

وقال بركة، القيادي بحماس، إن الهدف النهائي لهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل هو إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعددهم 5000 ووقف اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى ورفع الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما.

وحذر من أنه إذا استمر الهجوم البري الإسرائيلي، بمباركة الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن الحرب لن تقتصر على غزة، وإنما قد تتحول إلى صراع إقليمي.

وأضاف “إنها ليست مجرد حرب إسرائيلية على غزة، فهناك حرب أطلسية على غزة بكل القوى. ستكون هناك خطوط أمامية جديدة”.

وجهات النظر تعبر عن المصدر رويترز.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من إیران على غزة من حماس حماس فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن مقتل قيادي بارز في حماس

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه قتل عضواً بارزاً آخر في حركة حماس في قطاع غزة.

واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي "بدقة" مؤمن الجعبري، القيادي البارز في وحدة قناصة تابعة لحماس، وفقاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي على قناته في تليغرام، صباح الأربعاء. 

جيش الدفاع يعلن عن استهداف مؤمن الجعبري - القيادي في وحدة القنص التابعة لحماس في غارة على مدينة غزة | مصادر محلية: القصف أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين واصابة آخرينhttps://t.co/Q4EEWfrWEB pic.twitter.com/5izl5CuAw2

— مكان الأخبار (@News_Makan) November 27, 2024

ولم يتسن التحقق من صحة المعلومات من مصادر مستقلة. ولا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم، أي بنود تتعلق بوقف إطلاق النار مع حماس في غزة. 

بدء سريان الهدنة في لبنان.. وإسرائيل تصدر إنذاراً عاجلاً - موقع 24بدأ صباح اليوم الأربعاء، سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، بعد نزاع استمر أكثر من عام، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى.

وقال الجيش، إن الجعبري كان يخزن "كمية كبيرة من الأسلحة في الغرفة التي كان يعمل بها".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي كان قد استهدف المبنى ذاته في أغسطس (آب) الماضي، حيث "كان يستخدم كمأوى نشط، وقضى على أكثر من 30 من حماس والجهاد".
وأشارت إسرائيل إلى أنها اتخذت إجراءات عديدة لتقليل المخاطر على المدنيين قبل الهجوم.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن مقتل قيادي بارز في حماس
  • بايدن يعلن وقف إطلاق النار في لبنان ويعد بالسعي لإنهاء الحرب بغزة
  • نتنياهو: المجلس الوزاري المصغر وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • إيران ما زالت تهدد إسرائيل برد غير متوقع.. والجديد تصريحات لـ ''باقري''
  • إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح
  • مستشار خامنئي يؤكد: إيران تستعد للرد على إسرائيل
  • حماس: لا تفاهمات مع إسرائيل حتى تحقيق شروطنا
  • لاريجاني: إيران تستعد للرد على إسرائيل
  • مستشار خامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل