دبي: يمامة بدوان
تتمتع دولة الإمارات بمجموعة واسعة من الأنظمة الإيكولوجية والمواطن الطبيعية والكائنات البرية والمائية، التي تشكل تنوعاً بيولوجياً متكيفاً مع البيئات والظروف المناخية، حيث بذلت جهوداً حثيثة في إطار زيادة رقعة المحميات الطبيعية، بإجمالي بلغ 50 محمية تنتشر في مختلف إمارات الدولة، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي، وضمان استدامة الموارد، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها، ما عزز في زيادة أنواع وأعداد الطيور المقيمة والمهاجرة المتكاثرة، واستقرار البيئات، مثل الشعاب المرجانية وأشجار القرم.


كما تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لإطلاق مبادرات طموحة وإيجابية لحفظ التنوع البيولوجي، باعتبارها تمثل حلولاً ملموسة يحتاجها العالم للتخفيف من ظاهرة التغير المناخي، خصوصا مع قرب انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي سيعمل على تعزيز وتوحيد العمل العالمي، من أجل الحد من تدهور التنوع البيولوجي وحماية النظم الإيكولوجية، التي تدعم الأمن الغذائي والمائي والصحة للمليارات من البشر، كذلك تقليل فقدان المناطق ذات الأهمية العالمية للتنوع البيولوجي.
توازن بيئي
أدركت دولة الإمارات مبكراً المخاطر، التي تواجه الموائل الطبيعية، نتيجة حركة التطور السريع والأنشطة التنموية، حيث اتخذت إجراءات استباقية، لتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاستغلال المستدام للموارد، وتطوير مبادرات لإعادة تأهيل واستعادة النظم البيئية.
وتعمل المحميات الطبيعية على حماية الحياة البرية والبحرية، وتعزيز التنوع البيولوجي، بما يسهم في صياغة نظام وتوزان بيئي فعال وصحي، حيث تعمل هذه المحميات على حماية كوكب الأرض من التأثيرات السلبية الحاصلة نتيجة التغيرات المناخية، التي تحدث بشكل متواتر بسبب تضرر البيئة، حيث تعتبر الطبيعة العامل الأكبر في مكافحة الاحتباس الحراري، لذلك تعمل دولة الإمارات على الحفاظ عليها وتوسيع انتشار المحميات الطبيعية، من أجل المساهمة في الحد من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة.
الحياة الفطرية
وتهدف الدولة من وراء التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية إلى تحسين البيئة، وحماية الحياة البرية والبحرية، والحد من تدهور الموائل الطبيعية، ووقف فقدان التنوع البيولوجي، كذلك الترويج للسياحة البيئية المحلية، حيث ساهمت هذه المحميات في تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي وتوفير بيئة آمنة للحياة الفطرية عززت جهود المحافظة على الأنواع وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها بنجاح.
وتحرص الإمارات على المحافظة على البيئة المستدامة، من خلال الاهتمام بالمحميات الطبيعية، بهدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، حيث تدعم الجهود التي تبذلها الدولة على الصعيدين المحلي والعالمي، والمساعي الدولية في مجال استدامة البيئة والمحافظة على تنوعها البيولوجي، من أجل ترسيخ أسس المجتمعات المستدامة.
غابات القرم
كما عززت دولة الإمارات طموحها لتوسيع غطاء غابات القرم «المانجروف»، من خلال زيادة هدف زراعة أشجار القرم من 30 مليوناً - التي أُعلن عنها سابقا ضمن التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنيا وفقا لاتفاق باريس للمناخ- إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030، حيث تلعب غابات القرم دوراً مهماً في حماية سواحل دولة الإمارات من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي.
نموذج فريد
وتقدم الإمارات نموذجاً فريداً في الحفاظ على البيئة وحمايتها، حيث تجمع استراتيجيتها للتنمية المستدامة بين الأصالة والمعاصرة، عبر استراتيجية وطنية للبيئة وخطة للعمل البيئي واضحة المعالم، جاءت لتعزيز التزام الدولة بحماية البيئة وتبني مبادئ التنمية المستدامة، لذا وضعت دولة الإمارات مبدأ التنمية المستدامة على رأس أولوياتها، وبما يضمن التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبين حماية البيئة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المحمیات الطبیعیة التنوع البیولوجی دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد: اجتماع مجلس الوزراء تناول ملفات استراتيجية تعزز مكانة الإمارات

أكد الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الأحد، تناول ملفات استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات عالمياً، وضمان استدامة تطورها في مختلف المجالات.

وقال آل حامد، عبر حسابه في منصة "إكس"، إن "هذه القرارات تعود بفوائد عدة وكبيرة على الدولة، من خلال دعم البيئة، وتنمية العلاقات الدولية، وتعزيز الأمن المالي.. ومن أبرز الملفات، الانضمام لمعاهدة القارة القطبية الجنوبية، مما يعزز التزام الإمارات بحماية البيئة والمشاركة في الجهود العالمية للحفاظ على المناطق الحيوية".

وأشار إلى أنه "جرى الموافقة على 22 اتفاقية دولية، ما يعكس الجهود الدبلوماسية الكبيرة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع العديد من الدول، مما يساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الإماراتي وفتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى المصادقة على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع موريشيوس، وهو ما يعزز التجارة والاستثمار المتبادل ويدعم العلاقات الاقتصادية على المدى الطويل".

ولفت آل حامد إلى أنه "جرى أيضاً استعراض مستجدات التنوع البيولوجي والاقتصاد الدائري، مما يساهم في الحفاظ على الموارد البيئية واستدامة الاقتصاد. إعادة تشكيل لجنة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تؤكد على التزام الإمارات بمكافحة الجرائم المالية، مما يعزز من سمعتها كمركز مالي آمن ومستقر. هذه الاتفاقيات والمبادرات تطلبت جهوداً دبلوماسية وفنية كبيرة، وتجسد رؤية الإمارات نحو النمو المستدام والتعاون الدولي الفاعل".

تناول الاجتماع الوزاري برئاسة سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم عدة ملفات استراتيجية تهدف لتعزيز مكانة الإمارات عالميًا وضمان استدامة تطورها في مختلف المجالات. هذه القرارات تعود بفوائد عده و كبيرة على الدولة، من خلال دعم البيئة، تنمية العلاقات الدولية، وتعزيز الأمن المالي. من أبرز… pic.twitter.com/ayCR7mpj13

— Abdulla M Alhamed (@AMB_Alhamed) October 6, 2024

 

 

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: اجتماع مجلس الوزراء تناول ملفات استراتيجية تعزز مكانة الإمارات
  • محمد بن راشد: زراعة الإمارات هي وصية زايد واستدامة وعمران لهذه الأرض الطيبة
  • الإمارات: ملتزمون بدعم جهود تقليل آثار الكوارث الطبيعية
  • حصاد البيئة في أسبوع.. تنفيذ 28 مدفنًا صحيًا.. وبدء جذب المستثمرين إلى المحميات
  • «بيئة أبوظبي» تضيء على أزمة التنوع البيولوجي
  • "مصدر" الإماراتية تعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة
  • حاكم الشارقة: «المحميات الطبيعية» بالإمارة ليست متنزهات للناس ولا مراعي
  • «موديز»: استراتيجية الإمارات لمواجهة غسل الأموال تعزز النظام المالي
  • حاكم الشارقة: “المحميات الطبيعية” بالإمارة ليست متنزهات للناس ولا مراع للحيوانات
  • سلطان القاسمي: المحميات الطبيعية بالشارقة ليست متنزهات ولا مراع للحيوانات