إجراء غير مسبوق.. هل تسعى الداخلية البريطانية لتجريم رفع العلم الفلسطيني؟
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
لندن- أثارت مذكرة أصدرتها وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان للشرطة البريطانية الكثير من الجدل، وذلك بسبب مضمونها الذي يلوّح بتجريم رفع العلم الفلسطيني أو رفع شعارات مؤيدة لفلسطين، الأمر الذي أحدث حالة من الارتباك في صفوف البريطانيين الراغبين في المشاركة في فعاليات متضامنة مع فلسطين.
وقالت برافرمان إن "حمل العلم الفلسطيني قد يكون غير مشروع"، ما فتح التكهنات حول قانونية حمل العلم الفلسطيني في الشوارع البريطانية.
ظل التساؤل يدور بين البريطانيين الذين يشاركون في الوقفات المتضامنة مع فلسطين، هل حمل العَلم الفلسطيني أصبح غير قانوني؟ وهل يمكن أن يؤدي حمله إلى اعتقال الشخص من قبل الشرطة؟
كل هذه التساؤلات كان سببها خطاب الوزيرة، الذي يعتبر غير مسبوق في التعامل مع أنصار القضية الفلسطينية، خصوصا أن بريطانيا كانت دائما ساحة لأكبر مظاهر التضامن مع فلسطين.
ودقت العديد من الفعاليات الحقوقية والمدنية ناقوس الخطر حول تهديدات وزارة الداخلية، واعتبروها ضربا لحرية التعبير وحق التظاهر السلمي، خصوصا أن وزيرة الداخلية دعت رجال الشرطة إلى اعتماد سياسة "صفر تسامح" مع أي مظهر من مظاهر ما أسمته الإشادة بحركة حماس التي تصنفها بريطانيا منظمة "إرهابية"، أو أي شخص يحتفي بعملية "طوفان الأقصى".
برافرمان دعت رجال الشرطة إلى اعتماد سياسة "صفر تسامح" مع أي مظهر من مظاهر ما أسمته الإشادة بحماس (الأناضول) خرق للقانونوصفت كيت هودسون الأمينة العامة لحملة الحد من انتشار الأسلحة والمناضلة المعروفة بتضامنها مع القضية الفلسطينية، تهديدات برافرمان بمعاقبة من يحمل العَلم الفلسطيني، بأنه "أمر ينافي القوانين البريطانية".
وقالت هودسون، في حديثها مع الجزيرة نت، إن "حق التظاهر هو حق ثابت وحيوي في البناء الديمقراطي، وكل مظاهرة من أجل الحقوق العادلة للفلسطينيين هي قطعا جزء من هذا النظام"، مضيفة أن وزيرة الداخلية تحاول تغيير وجهة نظر الشرطة البريطانية حول هذا الأمر.
وأكدت هودسون أنه على "امتداد سنوات كان رفع العلم الفلسطيني هو للدلالة على التضامن مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو حق تضمنه كل قرارات الأمم المتحدة".
ووجهت الأكاديمية والمناضلة الحقوقية البريطانية رسالة إلى الحكومة البريطانية، قائلة "عوضا عن مهاجمة الحق في التظاهر، فإن الحكومة عليها أن تعمل بجد من أجل حل سلمي ودائم؛ لإنهاء هذا الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وضمان بأن يعيش كل المدنيين في سلام".
مؤشر مقلق
واعتبر بن جمال مدير حملة التضامن مع فلسطين (PSC) محاولات وزيرة الداخلية اعتبار حمل العلم الفلسطيني كفعل محرض على الإرهاب، أنه "أمر مقلق للغاية، ويهدد الحريات المدنية، ويطبع مع نزع الإنسانية عن الفلسطينيين وهي السردية التي باتت تنتشر في الخطاب السياسي".
وقال بن جمال إنه في حال قامت الشرطة البريطانية بتطبيق توجيهات وزيرة الداخلية، فإنها "تعتدي على حق الفلسطينيين في حمل علم بلادهم، هذا العلم الذي يعتبر رمزا لوطنهم وأصولهم وكذلك رمزا لمعاناتهم من أجل التحرر من نظام الفصل العنصري والقمع الذي يتعرضون له".
وشدد على أنه في بلد مثل بريطانيا، فإن مثل هذه التوجيهات تعتبر "تجاوزا ورغبة في ضرب حق أساسي من حقوق المواطنين البريطانيين في إظهار التضامن مع الفلسطينيين وحقهم المشروع في الحصول على حقوقهم الإنسانية بما فيها حقهم في تقرير مصيرهم".
ودعا بن جمال كل أنصار فلسطين إلى "حمل العلم الفلسطيني في كل الوقفات والمسيرات من أجل دعم قيم حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي والعدالة والمساواة بين جميع البشر".
مظاهرة حاشدة بلندن شارك بها الآلاف من مناصري القضية الفلسطينية في مايو/أيار 2021 (الأوروبية) الداخلية توضحبعد موجة الغضب التي أثارتها وزارة الداخلية البريطانية، أصدرت الأخيرة توضيحا حول الحالات التي قد تؤدي بصاحبها للاعتقال، وهي قيام أحد ما بحمل العلم الفلسطيني "بشكل مستفز" أمام أماكن العبادة اليهودية، أو في المناطق المعروفة بأنها مناطق سكنية لليهود، أو رفع شعارات تحريضية أو تمجيد حركة "حماس" التي تعتبرها لندن حركة إرهابية.
وكانت حملة التضامن مع فلسطين، أطلقت منصة رقمية لاستقبال شكاوى أي شخص يتعرض للمضايقة بسبب حمله للعلم الفلسطيني أو التعبير عن رأي مؤيد لفلسطين، وتهدف هذه المنصة إلى توفير الاستشارة القانونية والمساعدة في مواجهة تلك المضايقات.
وتقدمت الحملة بنموذج يوضح بعض الأمور التي يتم تناولها بشكل سيئ، مثل شعار "من البحر إلى النهر.. فلسطين ستكون حرة"، وتوضح الحملة أن المقصود من هذا الشعار هو أن الجميع يتحدون من أجل حرية فلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وزیرة الداخلیة التضامن مع مع فلسطین من أجل
إقرأ أيضاً:
سيميوني يحطم رقماً غير مسبوق في «الليجا»
مراد المصري (دبي)
يخوض الأرجنتيني دييجو سيميوني مباراة خاصة للغاية، عندما يقود أتلتيكو مدريد مدرباً للمرة الـ700، في مسيرة ممتدة منذ 12 عاماً، وذلك عندما يستضيف فريق العاصمة الليلة «السبت»، ديبورتيفو ألافيس، ضمن الدوري الإسباني لكرة القدم، ويصبح أول مدرب على الإطلاق في تاريخ «الليجا» يصل إلى هذا العدد من المباريات مع نفس الفريق.
وخلال 699 مباراة سابقة، حقق المدرب الفوز 413 مرة، مقابل التعادل 153 والخسارة 133، وسجل الفريق معه 1184 هدفاً، واستقبل 596 هدفاً.
وعلى مدار مشواره الذي انطلق في يناير 2012، عندما تسلم مهمة قيادة أتلتيكو مدريد، كان الفريق يعاني من تراجع في النتائج، لدرجة أنه تعرض للهبوط، قبل أقل من عامين، فإنه حول «الروخيبلانكوس» إلى إحدى القوى الإسبانية والأوروبية، وحقق معه لقب الدوري الإسباني مرتين، ليكسر سطوة الثنائي ريال مدريد وبرشلونة، كما حصد لقب الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي مرتين لكل منهما، وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني مرة واحدة.
ولعل أبرز ما جعله يحقق استقراراً مالياً لأتلتيكو الذي ارتفع دخله المالي من 90 مليون يورو سنوياً فقط، عندما تسلم سيميوني المهمة، إلى أكثر من 400 مليون يورو في الوقت الحالي، هو نجاحه في قيادة الفريق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في جميع المواسم الـ12 الماضية.
وقال سيميوني إنه يشعر بالامتنان لأن مباراة فريقه أمام ألافيس ستكون رقم 700 له مديراً فنياً للفريق.
وأشاد سيميوني بجميع العاملين واللاعبين الذين شاركوه هذه الفترة لمساعدته في رحلته التدريبية المستمرة حتى الآن.
وقال سيميوني: «في البداية، أود أن أشكر كل الأشخاص الذين عملوا معي في الجهاز الفني والذين لا يوجدون اليوم، وكل اللاعبين الذين جعلوا تدريبي للنادي طوال هذه الفترة ممكناً». وأضاف: «أشكر الرئيس التنفيذي ميجيل أنجيل، والرئيس إنريكي سيريزو على دعمي في طريقي ومحاولة متابعته سوياً، وجماهيرنا على الاحترام الذي أظهرته لي دائماً».
وقال: «أنا حقاً ممتن لأتلتيكو، وسعيد لأنني كنت قادراً على الاستماع بالمباريات الـ700».
ويمكن لأتلتيكو أن يحقق انتصاره الثالث على التوالي عندما يستضيف ألافيس صاحب المركز الخامس عشر.
وأكد سيميوني أن الفريق بحاجة لتنفيذ خطة لعب محددة في المباراة إذا كانوا يأملون في مواصلة الانتصارات، وقال: «ألافيس فريق يلعب بشكل مباشر للغاية».
وأضاف: «يلعبون بسرعة كبيرة ويعتمدون على الكرات الثابتة، وسيكون من المهم للغاية أن نلعب بإيقاع سريع، وهذا ما سنسعى لتنفيذه».