المدينة الأكثر غرابة في أمريكا بطقوسها القديمة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
تتبع بلدة في قلب أمريكا الطقوس الهندية القديمة، وهي مخصصة للتأمل، وقد أُطلق عليها اسم المكان "الأكثر غرابة" في البلاد.
وتأسست مدينة مهاريشي الفيدية، التي أطلقت عليها أوبرا وينفري ذات يوم اسم "المدينة الأكثر غرابة في أمريكا"، في عام 2001 على يد الراحل مهاريشي ماهيش يوغي، مؤسس التأمل التجاوزي المشهور عالمياً.
اللغة الرسمية للمدينة هي اللغة السنسكريتية، وهي لغة كلاسيكية نشأت في جنوب آسيا منذ أكثر من 3500 عام. وكانت الحياة اليومية في هذه المدينة غير العادية تدور دائماً حول تعاليم مهاريشي والتأمل التجاوزي، الذي كان يعتقد أنه يمكن أن يحقق السلام العالمي.
ويؤدي السكان تمارين التأمل مرتين في اليوم، والتي تشمل "الطيران اليوغي"، وهي مجموعة يوغا حيث يقفز المتأملون في الهواء أثناء جلوسهم متربعين. يتوجه العديد من السكان إلى قباب مهاريشي الذهبية للتأمل اليومي.
وتم بناء المبنيين التوأم، أحدهما للرجال والآخر للنساء، خصيصاً للتأمل الجماعي. وذلك في بلدة فيرفيلد القريبة، والتي تعد أيضاً موطنًا لجامعة مهاريشي الدولية. وخلال زيارتها للقباب في عام 2012، التقت أوبرا بعمدة فيرفيلد إد مالوي، الذي قال لها: "النشاط الوحيد هنا هو التأمل، ساعات طويلة من التأمل".
وبدأ مهاريشي، بالتعاون مع أحد المطورين العقاريين، في تطوير مدينة مهاريشي الفيدية في عام 1991. وتقع المدينة الصغيرة على مساحة ثلاثة أميال ونصف فقط من الأراضي الريفية، وهي الآن موطن لـ 277 ساكناً فقط، وفقاً لتعداد عام 2020.
المدينة مكونة من "أقسام فرعية فريدة" مرتبة في 10 دوائر. وتم بناء جميع المنازل والمباني وفقاً لمبادئ هندسة مهاريشي الفيدية - وهو نظام قديم للتصميم يُعرف باسم فاستو والذي يعتمد على القانون الطبيعي. وهذا يعني أن جميع المباني تواجه الشرق نحو شروق الشمس.
ويوجد في وسط كل مبنى مساحة صامتة تسمى براهماستان وتتميز أيضاً بزخارف سقف ذهبية تُعرف باسم كالاش بالإضافة إلى حدود محيطية تسمى سياج فاستو. وبالإضافة إلى المنازل، تضم المدينة أيضاً مبنى يُعرف باسم "القصر"، وهو المقر الرئيسي للدولة العالمية للسلام العالمي التي تروج للتأمل التجاوزي والتعليم وبناء "مباني من أجل السلام" في المدن الكبرى في العالم ولها عملتها الخاصة، الرام.
وأحد أكثر الأجزاء الفريدة في المدينة هو مرصد مدينة مهاريشي الفيدية، وهو مرصد في الهواء الطلق مساحته فدان ونصف يتكون من 10 أدوات فلكية من الخرسانة البيضاء والرخامية مرتبة في دائرة.
ويمتد التزام المدينة بـ "تعزيز الصحة والرفاهية ونوعية الحياة" لسكانها إلى طعامها أيضاً. وفي عام 2002، أصدر مجلس المدينة، المكون من خمسة أعضاء، أمراً بحظر بيع الأطعمة غير العضوية داخل حدوده. كما أن لديها مزرعة عضوية خاصة بها وتحظر أيضاً استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الاصطناعية داخل حدود المدينة، مما يجعل مدينة مهاريشي الفيدية أول مدينة عضوية بالكامل في الولايات المتحدة، بحسب صحيفة ديلي ستار البريطانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الولايات المتحدة الأمريكية فی عام
إقرأ أيضاً:
ناصر عبدالرحمن يكتب: المدينة
جدران بلا أوتار، إعلان نيون يسقط على المارة شرزاً، موظف فى الشارع بيده مكنسة، أطفال تنسب للشوارع، مساجد تنتظر المصلين، المدينة امرأة تلد الأيتام، أم مزقت الرحم، وحبيبة فاقدة الذاكرة، أنين غزله الصخب، وحركة تذوب فى العجين، شجر يقتل جهاراً على الطريق، المدينة خليط من الزيت والحلبة، وجمع بين القاتل والمصلوب، وصبح ثمرته ليل، ودكان يترحم على صاحبه، مروحة سقف وثلاجة وبقايا طعام، ملابس معلقة وحريق بلا دخان، مطر وماسورة بلا لحام، باب مفتوح وشمس على هيئة مدام، وكاتب يبكى قلمه، وسخيف نعته كاتب.
المدينة، أفلام: «القاهرة 30، وسواق الأوتوبيس، والحريف، وطيور الظلام، المدينة، التانجو الأخير فى باريس، والبرتقالة الآلية، وأحلام كوروساوا، وBlow - up، جوكر «خواكين فينيكس»، المدينة فى شعر كفافيس، قلت سأذهب إلى بلاد أخرى، سأذهب إلى ضفة أخرى، سأجد مدينة أفضل من هذه المدينة، بينما كنت تبدد حياتك هنا.
فى هذا الركن الصغير، دمرت فى كل مكان آخر من العالم، المدينة فى عين بدر شاكر السياب: «أتعلمين أى حزن يبعث المطر، وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع، كالحب كالأطفال الموتى هو المطر، أبوقاسم الشابى يتحدث عن مدينته، وأنا الذى سكن المدينة مكرهاً، ومشى إلى الآتى بقلب دامٍ».
وقال الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى: «وكنا أنا والقاهرة الوجه والمرايا.. خلعنا أشباهنا.. ودخلنا الزمان نصبح فى عمرنا الجميل ونمسى.. وقالت الشاعرة العراقية نازك الملائكة.. صدى ضائع كسراب بعيد يجاذب روحى صباح مساء.. ويوتوبيا حلم فى دمى أموت وأحيا على ذكره».
وقال الشاعر فى المدينة المنورة: «جاءوا يصلون والأشواق تحملهم.. لكى يزوروا نبياً ضم جنباك.. إن المدينة اسم تعرفين به، يكفيك فخراً رسول الله سماك»، وقال الإخوان رحبانى عن مدينة القدس: «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلى.. لأجلك يا بهية المساكن.. يا زهرة المدائن.. يا قدس يا مدينة الصلاة أصلى».
لكل إنسان يعيش فى المدينة تصور خاص يختلف كالبصمة، من ولد فى المدينة غير الذى أتى إليها، من تغرب منها وحرم ليس كمن شبع منها وتدلل، المدينة امرأة تقص شعرها لتخفى عمرها، إن للمدن ألواناً خضراء أو حمراء أو صفراء، كذلك للمدن ملامح وأوجه، صبية أو عجوز أو خائنة أو ناقمة أو مستسلمة أو باكية أو ناعمة أو ساخرة أو مستبشرة، تشبه وتتماثل مع مزاج المرأة، ممكن أن تتحمل المدينة تغيرات، تمرض أو تصاب بألزهايمر، لكنها لا تمحى ستظل، ولو سطر فى ذاكرة التاريخ، أو فى حكاية شاعر أو روائى أو سينمائى، المدن كالنساء ليست متشابهات، لكنها بدون شك تصل إلى سن اليأس، أو تخلق من جديد بغرس جديد.
المدن أحلامها الشباب، صبغتها الفنان، فى صوت عبدالوهاب مدينة، وفى صوت فيروز مدينة، وفى صوت عبدالمطلب مدينة، وفى أوراق نجيب محفوظ مدينة، فى أوراق عبدالحكيم قاسم مدينة، أوراق الجبرتى مدينة، لكن ستظل المدينة المنورة راية المدن، مدينة رأت نور الرسول صلى الله عليه وسلم، مدينة تثمر سكينة وتمطر رحمة وتشرق حسناً، مدينة نور وحب ومدد، مدينة منبع الأدب والفضائل، مدينة الصحبة والأخوة والإيثار، مدينة الفتوحات والأسرار، مدينة بدأ طيبها، بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
إذا كنت من سكان مدينة من المدن، فاحرص على حبها وعلى أن تبدد خوفها، وشوش أذنيها بالطيب والسلام، واحضن ربوعها وتذكر أيامها واسكن قلبها، وغازل أنوارها، ولا تنس أن لكل مدينة مفتاحاً، وأن الحب مفتاح كل مدينة.