فايننشال تايمز: ما ينتظر “إسرائيل” في حال شنها هجوماً برياً على غزة كابوس لا يمكن تخيله
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
لندن-سانا
اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن أي عدوان بري يستهدف قطاع غزة المحاصر سيكون بمثابة كابوس لا يمكن تخيله بالنسبة لـ (إسرائيل)، واختبار فعلي حقيقي لقوات الاحتلال في حرب المدن.
ونقلت الصحيفة عن إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق في كيان الاحتلال الإسرائيلي قوله.. إن ما ينتظر الجنود الإسرائيليين في حال شنهم هجوماً برياً على غزة هو كل ما يمكنك تخيله وأسوأ.
وأشار أولمرت وفق الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى الإخفاقات الاستخباراتية الواضحة التي سبقت عملية طوفان الأقصى من الممكن أن تتجه قوات (إسرائيل) نحو قاذفات جديدة أو أنواع جديدة من الصواريخ الأقوى والأكبر حجماً أو الصواريخ الجديدة المضادة للدبابات.
ورأت فايننشال تايمز في تقريرها أن عملية طوفان الأقصى كانت صادمة بالنسبة لسلطات (إسرائيل) التي أنفقت المليارات على أجهزة استشعار للكشفعن التحركات تحت الأرض، وبناء حاجز لمنع الأنفاق من الوصول إلى المستوطنات.
واعتبرت الصحيفة أن سلطات الاحتلال ستعتمد إستراتيجية تتطلب أن يكون لدى قواتها الجوية مجموعة كبيرة من الأهداف التي تم فحصها مسبقا وتدميرها بطريقة سريعة، لافتة إلى أن هذا الأمر بدأ بالفعل، حيث تقصف طائرات الاحتلال المقاتلة بشكل مكثف مساحات واسعة من غزة وتتوقف فقط للتزود بالوقود وغالباً ما تكون في الجو.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى شل حركة المقاتلين الفلسطينيين، وتحقيق الحد الأقصى من الأهداف قبل أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطا سياسية لإبطاء العدوان على غزة.
إلى ذلك رأى الرائد الأمريكي السابق جون سبنسر الذي يرأس دراسات حرب المدن في معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية أنه في حال أقدمت (إسرائيل) على شن هجوم بري ضد غزة فإن الأمور ستكون دموية للغاية، فلا يمكن تغيير طبيعة حرب المدن.
من جهة أخرى، أشار المستشار السابق في قوات الاحتلال الإسرائيلي نداف موراغ إلى الويلات التي ستكون بانتظار جيش (إسرائيل) عند محاولته اقتحام غزة، وقال: إنه سيكون على جنوده اختراق سلسلة من الخطوط الدفاعية التي ستشمل الألغام ومواقع الكمائن وأهداف قذائف الهاون، وإن اختراق الأنفاق سيتطلب قتالاً مكثفاً واستخدام القنابل.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لنتنياهو الالتفاف على قرار “الجنائية الدولية”؟ خبراء يجيبون
حذر مراقبون من إمكانية #الالتفات على #قرارات #المحكمة_الجنائية الدولية المتعلقة باعتقال كل من بنيامين #نتنياهو و يوآف #غالنت تحت الضغوط والصفقات.
وخلال ندوة حوارية نظمها حقوقيون فلسطينيون، قال المستشار القانوني علي المسلوخي إنه مما يثير القلق مسألة سحب الاتهامات، ويتم عادة بناءً على صفقات سياسية.
وقد تُمارس ضغوط دولية لحل النزاع سياسيًا، فيتم التوصل إلى اتفاقات سياسية مما يؤدي إلى سحب الاتهامات.
هذا هو السيناريو الذي قد يثير القلق، لأنه في مثل هذه الحالات قد تتغير مجريات الأمور بناءً على #الصفقات_السياسية. مستشهدا بحالة الرئيس الكيني في 2013-2014، عندما سحبت فاتو بن سودا القضايا بحجة عدم وجود دليل كافٍ.
مقالات ذات صلة رسالة من “حماس” إلى المنخرطين في سرقة المساعدات 2024/11/23تعطيل المحاكم
وأضاف في مداخلته في الندوة الحوارية التي شاركت بها “قدس برس”، أنه وفقًا لنظام روما الأساسي، يحق لمجلس الأمن تعليق عمل المحكمة الجنائية الدولية لمدة سنة قابلة للتجديد.
هذا الإجراء يتطلب موافقة 9 أصوات من أصل 15 من أعضاء المجلس. مشيرا أن هذا الإجراء يُعد الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى تعليق عمل المحكمة، ولكنه لا يُلغي ولا ينهي عملها. مستبعدا هذا الاحتمال في هذه القضية إرهاب القضاة من جانبه حذر الناشط الحقوقي عامر حمدان من تعرض القضاة الثلاثة الذين أصدروا قرارات الاعتقال للخطر، والتخلص منهم عقابا لهم لتجاوزهم الخطوط الحمراء التي وضعتها القوى العظمى لحماية نفوذها، خاصة الدول الإمبريالية الكبرى.
وذكّر أنه في شهر مايو الماضي، وفي سابقة خطيرة، أصدر أحد القضاة نداء استغاثة، بعد تبقيه تهديدات بقتله، وقد أكد ذلك في مقابلة، وأرسل رسالة إلى مجلس الشيوخ، حيث ذكر أن 12 شخصًا من أعضاء المحكمة هددوا قضاة المحكمة، كما نشر تحقيقًا ذكر فيه أن رئيس الموساد السابق دخل إلى مكتب فاتو بن سودا في الواحد والعشرين من الشهر وهددها بالقتل.
واعتبر أن القضاء اليوم أظهر شجاعة كبيرة، وكانوا أكثر جرأة من العديد من القادة العرب والمسلمين. هؤلاء القضاة خاطروا بحياتهم، وسيكونون في مواجهة حسابات عسيرة، وسيتم محاسبتهم. لكنهم لن يكون لديهم مستقبل مهني، إلا إذا حدثت تغييرات معينة، وذلك في ظل التعيينات التي تمارسها الولايات المتحدة ضم الضفة وتطرق حمدان لمطالبات سموتريتش باتخاذ خطوات استباقية لإحباط أي تحرك محتمل من السلطة الفلسطينية على الصعيد الدولي.
ودعوته إلى إنهاء الدعم المالي والاقتصادي والسياسي للسلطة الفلسطينية، ما يعني عملياً السعي لإضعافها بشكل كامل وجعلها غير قادرة على مواصلة أي نشاط سياسي أو قانوني في المستقبل. واعتبر حمدان أن السلطة لديها الآن فرصة تاريخية للتحرك بفعالية على الساحة الدولية.
وأن عدم استغلالها لهذه الفرصة قد يُفسر وكأنه تقاعس أو تواطؤ، وهو أمر يجب تجنبه بكل الطرق.
أما على الجانب الإسرائيلي، فأوضح أن خطوات مثل الدعوة لضم الضفة الغربية بسرعة ووقف دعم السلطة ليست مجرد تصريحات سياسية، بل هي تهديدات تهدف إلى ترسيخ الاحتلال وتوسيع سيطرته. هذه التحركات قد تبدو سياسية في ظاهرها، لكنها تحمل أبعاداً قانونية خطيرة تهدد مستقبل القضية الفلسطينية.
استخدام القوة
بدورها أوضحت الكاتبة والإعلامية الأمريكية من أصل فلسطيني سمر جراح أن هناك حالة من الرفض الشديد تجاه المحكمة الجنائية الدولية (ICC) ومحكمة العدل الدولية (ICJ)، في الولايات المتحدة، حيث يتم تهديد المحكمة بشكل مستمر، مشيرة إلى أن هذا الرفض يستند إلى وجود قانون في الكونغرس الأمريكي ينص على أنه في حال تمت محاكمة أي جندي أمريكي في هذه المحاكم، يمكن للولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات عسكرية ضد المحكمة، بما في ذلك تهديدها بالقصف.