سام برس:
2025-04-27@23:06:26 GMT

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
حركة «حماس» ليست حالةً استثنائيةً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولو كانَ التباهي بالعمليات فإنَّ تنظيماتٍ فلسطينيةً أخرى قد سبقتها وأذهلت زمنَها بعمليات لم تقلّ ضخامةً، الفارق أنَّ وسائلَ التصوير كانت محدودةً، ونوافذَ الإعلام مغلقة.

«الفتح الثوري»، المعروفة باسم قائدها «أبو نضال»، قتلت نحو ألفي شخص في عشرين بلداً، خطفت طائراتٍ وسفناً، واغتالت سياسيين.

«الجبهة الشعبية»، جماعة يسارية أخرى، زعيمُها جورج حبش، قامت بعملياتٍ ضخمة، أشهرها خطفُ وزراء النفط في اجتماع «أوبك» في فيينا، وطافت بهم على متن طائرة انتهت في الجزائر. وفي عملية أخرى فجَّرت ثلاثَ طائراتٍ دفعةً واحدة في مطار عمان.

أبو نضال والشعبية اندثرا في سوريا والعراق، أمَّا حركة «فتح» فمستمرة وصارت على أرضها الفلسطينية. كان نشاطُها الحركي والمسلّح جزءاً من مشروعٍ وطني سياسي. أمَّا أبو نضال فقد انتهى بندقية عند «البعث» العراقي، وحبش تابعاً لـ«البعث» السوري.

«حماس» قد لا تنجو بعد هجماتِ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الكبيرة. وأتصوَّر أنَّ قيادة الحركة كانت تدرك ذلك، عندما اعتمدت مشروعَ الهجوم؛ لأنَّ الصراعَ عادةً محكومٌ بميزان الخسائر. ولم يكن ينقصُ «حماس» في الماضي المتطوعون المتدربون على القتال، مع هذا كانت العمليةُ لا يتجاوز عددُ منفذيها أصابعَ اليدين فقط. كان التوازن جزءاً من حسابات الصراع الذي يتحمَّله ويتعايش معه الطرفان. كذلك، إسرائيل، رغم كثرة الاشتباكات الصغيرة، لا تهاجم «حزبَ الله» تقريباً إلا بعد كل عقد من الزمن، عندما ترى أنَّ قدراتِه البشريةَ والتسليحية قد نَمَت بما تعتبره خطراً عليها.

لا تحسم محطات الصراع الميليشيات المسلّحة، ومهما تردَّد صداها في العالم سرعان ما يطويها النسيان. السلطة الفلسطينية، عندما كانت «منظمة التحرير»، بقيادة «فتح»، عاشت في المنافي وأدارت الشأنَ الفلسطيني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً. بعد نفيها من بيروت، عادت عبر مؤتمر مدريد، ثم تحوَّلت إلى سلطةٍ شرعيةٍ عبر «اتفاق أوسلو»، وعلى ترابِها الموعود، الضفة الغربية. اليوم قد تكون الأمل عند الإنسان الفلسطيني الذي يريد الاثنين؛ إنقاذ وضعِه المعيشي اليومي الصعب، ودولة فلسطينية مستقلة.

الإسرائيليون يرفضون بذريعة أنَّ السلطة عاجزة عن أن تتحمَّلَ مسؤوليتَها، وأنَّ قيادتَها، «أبو مازن» ورفاقَه، قد شاخوا، وليسوا بكفاءة كبارِ قياديي المنظمة الراحلين. في المقابل، يمكننا القولُ، إسرائيل خَلَت من أمثال القادة التاريخيين؛ رابين. رئيس الوزراء الحالي، نتنياهو، ينظر إليه كثير من الإسرائيليين كشخصيةٍ فاسدة وانتهازية، ولم يكن شريكاً في السلام في كل المساعي السابقة. وهو من أجلِ إنقاذ نفسِه من السجن يعيش في صراعٍ مع منافسيه ورفاقه في الحزب.

المنطقة أمام أزمة في غايةِ الخطورة، قد تكبر وتتَّسع. إضافةً إلى غزة، قد يطول الدمار الضفة، وتنشب حربٌ في لبنان، وربَّما تمتدّ النيران إلى أبعد من ذلك جغرافياً، ولفترة طويلة.

أرى شبهاً بين هذه الحرب وحرب بيروت عام 1982 عندما غزاها شارون، بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، المفارقة أنَّ الفاعلَ كان من جماعة «أبونضال»، واتّهمت بها دمشق. لكن الذي دفع الثمنَ كانت «منظمة التحرير»، أجبرها الإسرائيليون على الرحيل إلى تونس والسودان واليمن. عملياً انتهت «فتح» كحركة نضال مسلّح.

العمليات والتصريحات الإسرائيلية تقول إنَّها تنوي التخلّص من التنظيم ومعظم مسلّحي «حماس»، بما في ذلك إخراجهم من القطاع عبر مصر.

شمالاً، من المستبعد أن يتورَّط «حزب الله» في الحرب؛ لأنَّ ذلك سيعني عودة الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان. يعي أن تدميرَ قدراتِه سيُضعفه في سوريا، التي أصبحت أكثرَ أهمية له عسكرياً وسياسياً، وقد يفقد هيمنتَه الكاملة على لبنان نفسه.

نعود ونتساءل: لماذا نفّذت «حماس» هذا الهجومَ الضخم، أو كما يسميه البعض «11 سبتمبر الإسرائيلية»؟ هل هو عملية انتحارٍ جماعية أم حسمٌ لمأزق توازن القوة؟ «القاعدة» بعد هجماتِها تحوَّل أفرادها من تنظيم يحكم دولةَ أفغانستان إلى العيش في الكهوف، وانتهى بابن لادن مختبئاً في باكستان، وأولاده في إيران. لكن «القاعدة» تختلف عن «حماس»، إن مشروعها كان دولة الخلافة، فانتازيا تاريخية، لا محلّ لها في العصر الحديث، في حين أنَّ المشروع الفلسطيني حقيقي وله أملٌ كبير.

مع هذا، نحن أمام فرصةٍ سانحة، كما قال تشرشل في «الأمم المتحدة»، بعد دمار الحرب العالمية الثانية: «لا تدَعوا الأزمات تذهب سُدى».

«حماس» اختارت هذا الطريق. وإسرائيل قرَّرت تغييرَ واقع غزة بالقوة وإنهاء «حماس». وكلا الطرفين لن يحسم الصراع، لن تحرر «حماس» فلسطين بطائراتها الشراعية، ولن يقضي نتنياهو على عزيمة الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

السيب يتطلع لحسم اللقب وقمة القاع تلهب الصراع .. والشباب عينه على المركز الرابع

يستكمل مساء الغد مباريات الأسبوع العشرين من منافسات دوري عمانتل لكرة القدم عبر إجراء ثلاث مواجهات من المؤمل أن تلهب حدة الصراع على تحسين المراكز في سلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري، أبرزها مواجهة السيب ونادي عُمان على أرضية استاد السيب الرياضي بحلول الساعة الثامنة وعشرين دقيقة، والتي قد تشهد حسم السيب للقب دوري عمانتل للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه.

إلى ذلك يستقبل صور ضيفه عبري على أرضية ميدانه بالمجمع الرياضي بصور عند الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة، فيما يحتضن المجمع الرياضي بصحار مواجهة صحم والشباب عند الساعة السابعة وخمس عشرة دقيقة.

السيب - نادي عُمان

تتجه الأنظار مساء الغد نحو استاد السيب الرياضي إذ من المتوقع أن يشهد حسم السيب للقب دوري عمانتل للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه عندما يستضيف نادي عُمان ثالث الترتيب بحلول الساعة الثامنة وعشرين دقيقة.

ويتصدر السيب جدول ترتيب فرق الدوري برصيد ٤٧ نقطة متقدمًا بفارق ٧ نقاط عن أقرب ملاحقيه، ويكفيه الفوز غدًا على ضيفه نادي عُمان لضمان التتويج بلقب الدوري قبل جولتين من النهاية.

ويسعى السيب بقيادة مدربه الصربي دوروفيتش لمصالحة جماهيره بدرع الدوري بعدما فقد بطولتي كأس السوبر وكأس جلالة السلطان لكرة القدم خلال منافسات الموسم الكروي الحالي، لذا سيرمي بكل ثقله في مباراة الغد من أجل حسم لقب الدوري بعيدًا عن حسابات الجولتين الأخيرتين.

وتبدو حظوظ السيب وافرة جدًا في تحقيق فوزه السادس عشر في المسابقة، لا سيما أن صفوفه تعج بترسانة من النجوم الدوليين على غرار علي البوسعيدي وأرشد العلوي وجميل اليحمدي وأحمد الخميسي وأمجد الحارثي وعبدالرحمن المشيفري، مما يجعله مرشحًا فوق العادة لتحقيق الانتصار، علاوة على تسلحه بعاملي الأرض والجمهور في مباراة الغد، الأمر الذي يرجح كفته في موازين الترشيحات والتكهنات.

وكان السيب قد مُني بهزيمته الثانية في دورينا هذا الموسم على يد صحار بثلاثة أهداف لهدفين لحساب الجولة المنصرمة، ولكن ذلك لن يثني عزيمته عن العودة لسكة الانتصارات وحسم لقب الدوري من بوابة ضيفه نادي عُمان في مباراة الغد.

من جهته، يدخل نادي عُمان حسابات المواجهة بنوايا ودوافع تعزيز موقعه في المركز الثالث بسلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري، رافعًا شعار التعويض واستعادة نغمة الفوز في أعقاب تعثره بالجولة المنصرمة التي شهدت خسارته أمام ضيفه الخابورة بثلاثة أهداف لهدفين.

ويحتل نادي عُمان المركز الثالث برصيد ٣٥ نقطة جمعها من ١٠ انتصارات و٥ تعادلات، مقابل ٤ هزائم تكبدها في الموسم الحالي، وعينه هذا المساء على تحقيق فوزه الحادي عشر في المسابقة وإرجاء حسم السيب للقب الدوري للجولتين الأخيرتين.

صور - عبري

يشهد المجمع الرياضي بصور غدًا قمة قاع جدول الترتيب التي ستجمع بين صور وضيفه عبري لحساب الأسبوع العشرين من منافسات دوري عمانتل لكرة القدم.

ويبحث صور عن تحقيق فوزه الرابع في المسابقة للتشبث بآمال وحظوظ البقاء في دورينا رغم صعوبة المهمة التي تنتظره في الجولات الثلاث الأخيرة، لا سيما أن هامش التعويض قد تضاءل وفرص البقاء أصبحت شبه معدومة بعدما نزف الفريق الأزرق العديد من النقاط هذا الموسم.

ويقبع صور في ذيل جدول الترتيب برصيد ١٤ نقطة جمعها من ٣ انتصارات و٤ تعادلات، بينما رضخ لواقع الهزيمة في ١١ مباراة، وسجل ٦ أهداف واستقبل ١١ هدفًا في ١٩ مباراة.

وبات صور في موقف لا يحسد عليه؛ فشبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى أقرب من أي وقت مضى ما لم يتدارك الفريق أوضاعه في الجولات الثلاث الأخيرة بقيادة مدربه الوطني سعيد بن ناصر الفارسي.

وكان صور قد سقط في براثن التعادل السلبي أمام مضيفه صلالة في الجولة الماضية، وبالتالي تعقدت مأموريته في حسابات البقاء قبل ٣ جولات من النهاية، وحتى إن حسم صور قمة القاع لصالحه في مباراة الغد، سيراوح مكانه في ذيل جدول الترتيب، ولكنه سيحيي آماله وينعش حظوظه في البقاء، وهذا ما تصبو إليه كتيبة المدرب سعيد الفارسي.

من جهته يدخل عبري حسابات قمة القاع بنوايا ودوافع استعادة نغمة الفوز والهروب عن شبح الهبوط الذي بات يلاحقه بقوة في الجولات الثلاث الأخيرة، رافعًا شعار التعويض في أعقاب تجرعه مرارة الهزيمة التاسعة في دورينا هذا الموسم، التي تكبدها في عقر داره أمام ضيفه الشباب برباعية نظيفة لحساب الجولة المنصرمة.

ويعاني عبري الأمرين من تأرجح عروضه ونتائجه في مسابقة الدوري هذا الموسم، ترجمها باحتلاله المركز الحادي عشر ما قبل الأخير برصيد ٢٠ نقطة، متخلفًا بفارق الأهداف عن الرستاق عاشر الترتيب.

ويهدف عبري بقيادة مدربه التونسي وليد الشتاوي للعودة الظافرة لسكة الانتصارات وتحقيق فوزه السادس في المسابقة، لعله يشفع له للابتعاد عن دائرة الخطر التي تهدده بشبح الهبوط الداهم لدوري الدرجة الأولى.

صحم - الشباب

يتعين على الشباب بقيادة مدربه الوطني حسن بن رستم البلوشي بذل أقصى الجهود لتحصين موقعه في المركز الرابع بسلم جدول الترتيب العام لفرق دوري عمانتل، وذلك عندما يحل يوم غد ضيفًا ثقيلًا على صحم بالمجمع الرياضي بصحار ضمن الأسبوع العشرين من منافسات المسابقة.

وكان الشباب بطل نسخة الموسم الحالي لمسابقة الكأس الغالية لأول مرة في تاريخه قد تمكن من خطف المركز الرابع في سلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري برصيد ٢٦ نقطة بعد اكتساحه والتهامه لمضيفه عبري برباعية نظيفة لحساب الجولة السابقة، محققًا فوزه الثامن في المسابقة.

وبات الشباب يتطلع لتحقيق انتصاره التاسع في المسابقة من بوابة مضيفه صحم في مباراة الغد بهدف تحصين موقعه في المركز الرابع قبل جولتين من النهاية.

من جانبه يبحث صحم عن استعادة ذاكرة الانتصارات مستهدفًا تحقيق فوزه في مسابقة الدوري سعيًا لمزاحمة جاره الخابورة على المركز الخامس، ويحتل صحم المركز الثامن برصيد ٢٢ نقطة حصدها من ٦ انتصارات و٤ تعادلات، في حين مُني بتسع هزائم وسجل ٢٢ هدفًا واستقبل ٣٢ هدفًا في ١٩ مباراة.

وكان صحم قد اقتنص نقطة ثمينة من مضيفه النهضة بعدما عاد بنتيجة التعادل الإيجابي بهدفين خارج قواعده، مما يحفز أزرق الباطنة معنويًا للبصم على سابع انتصاراته في دورينا على حساب ضيفه الشباب المنتشي بفوزه العريض على عبري برباعية نظيفة في الجولة المنصرمة.

توزيع الحكام والنقل التلفزيوني

سمت دائرة الحكام بالاتحاد العُماني لكرة القدم الأطقم التحكيمية التي ستدير المواجهات الثلاث المرتقبة غدًا في استكمال الأسبوع العشرين من منافسات دوري عمانتل لكرة القدم، حيث أسندت إدارة لقاء صور وضيفه عبري المقررة على أرضية المجمع الرياضي بصور إلى حكم الساحة الدولي يحيى البلوشي، ويعاونه على الخطوط كل من رشاد الحكماني حكمًا مساعدًا أول، وناصر أمبوسعيدي حكمًا مساعدًا ثانيًا، ومحمد البلوشي حكمًا رابعًا، وسالم البطاشي مقيّمًا لحكام هذا اللقاء.

وأسندت إدارة لقاء صحم وضيفه الشباب المقررة على أرضية المجمع الرياضي بصحار إلى حكم الساحة الدولي نايف البلوشي، ويعاونه على الخطوط كل من: سالم العبري حكمًا مساعدًا أول، وسعيد الفارسي حكمًا مساعدًا ثانيًا، وعلي الحارثي حكمًا رابعًا، وخميس الشماخي مقيّمًا لحكام هذا اللقاء.

فيما أسندت إدارة لقاء السيب وضيفه نادي عُمان المقررة على أرضية استاد السيب الرياضي إلى حكم الساحة محمد المانعي، ويعاونه على الخطوط كل من: محمد الغزالي حكمًا مساعدًا أول، وأيمن الحبسي حكمًا مساعدًا ثانيًا، والوليد الصبحي حكمًا رابعًا، وعبدالله الهلالي مقيّمًا لحكام هذا اللقاء.

من جانب آخر، ستنقل قناة عُمان الرياضية وعلى الهواء مباشرة وقائع ومجريات لقاء السيب ونادي عُمان المقررة على أرضية استاد السيب الرياضي عند الساعة الثامنة وعشرين دقيقة، وعينت المعلق أحمد الكعبي للوصف والتعليق على أحداث هذه المباراة.

مقالات مشابهة

  • السودان.. الحرب المنسية وخطر الغياب الدولي
  • السيب يتطلع لحسم اللقب وقمة القاع تلهب الصراع .. والشباب عينه على المركز الرابع
  • ترامب ينتقد بشدة دعوات إعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا واصفا إياها بـ”السخيفة”
  • أبرز محطات الصراع الهندي الباكستاني بشأن إقليم كشمير
  • كيف ميع حماد الدندر الصراع الطبقي؟
  • الصراع على المقاعد الأوروبية.. جاكسون يقود تشيلسي لفوز صعب على إيفرتون
  • فضحية تهز اسبانيا .. قرارات منع تزويد إسرائيل بالسلاح كانت دعاية
  • إلى أين يتجه مسار الصراع المتصاعد بين واشنطن والحوثيين؟
  • محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني
  • مساعد وزير الدفاع الأسبق: الصراع لتحرير سيناء استغرق 22 عاما