شفق نيوز:
2024-07-08@08:27:31 GMT

نيجيرفان بارزانی ورؤيته حول العراق

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

نيجيرفان بارزانی ورؤيته حول العراق

في حوار له ضمن ملتقى ميري في اربيل، أشار السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الى عدة ملفات مهمة في ما يتعلق بالعراق و استراتيجية الكرد في الاعتماد على بغداد كعمق استراتيجي.

تحت شعار، معالجة الأولويات السياسية للعراق، أقامت مؤسسة الشرق الاوسط للبحوث ، ملتقى الشرق الأوسط لسنة 2023 في فندق روتانا في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق للفترة من 11 ولغاية 12 من شهر تشرين الأول سنة 2023 و في الجلسة السادسة منه وتحت عنوان: إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الفيدرالية الإقليمية: عملية طال انتظارها.

. تم استضافة السيد نیچیروان بارزانی، رئیس اقلیم کوردستان، وقام الاستاذ هیوا عثمان بواجب المحاور.

يعرف السيد نيجيرفان البارزاني بأنه قائد السياسة الناعمة soft power لیس على مستوى الاقليم فقط بل في عموم العراق، وهذا ليس بمستبعد من شخص حمل السلاح و هو شاب غض و شارك في العديد من المعارك ضمن المعارضة الكردية للنظام البعثي، كما تولى مسؤوليات ادارة الدولة و مؤسساتها بعد اقامة المنطقة الآمنة من قبل قوى التحالف الدولي بعد سنة 1991 و كان جزء مهما من عدد من ملفات بناء العلاقات و التطبيع لعدد من القوى السياسية على ساحة الاقليم و خارجها. بالاضافة الى كونه شخصا مرغوبا به من قبل كل المجتمع العراقي، الا انه يمتلك ما يمكن أن نطلق عليه الشخصية المرغوبة لدى القوى و الزعامات السياسية في المنطقة و العالم.

ضمن اجابته على أسئلة المحاور، اشار السيد نيجيرفان البارزاني الى رؤيته الشخصية و مفاتيح العلاج لعدة قضايا مهمة تشغل بال الساحة العراقية، مع أهمية كل تلك المواضيع، لكننا لا نريد الخوض فيها كلها حيث يمكن للمتابع الرجوع إلى مصدرها و الاستماع إلى كامل اللقاء، لكني أود الخوض و لو بشكل مختصر الى موضوع العلاقة بين بغداد و اربيل، و هو الملف الاقوى في بناء العراق.

يعرف عن البارزاني اعتماده شعار ، بغداد عمق الاقليم الاستراتيجي، عند تناوله للعلاقة بين الحكومة الاتحادية و حكومة الاقليم. بعد عملية تحرير العراق من النظام البعثي وبداية الدولة العراقية الجديدة ومن خلال تشريع دستور سنة 2005 تحولت الدولة من مركزية و شمولية الى دولة اتحادية تعتمد اللامركزية الإدارية والمالية، حيث هناك سلطة للعاصمة و سلطة للاقليم وسلطة للمحافظة وأخرى للاقضية. لقد أشرنا في أكثر من مقال الى ضعف فهم الدستور وبناء العراق الاتحادي من خلال تطبيق الآليات و الفكر المركزي لإدارة الدولة في دولة يفترض انها اتحادية. مع اعتراف كل القوى السياسية و المختصين في بناء الدول، أن الدول الاتحادية ( الفدرالية) هي أقوى الدول من الناحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. لكن يصطدم ذلك بمفهوم العرف الإداري للعراق الذي يعتمد على التجارب السابقة في ادارة الدولة ( الحديد والنار والمركزية في احتواء السلطة).

لقد كان رئيس الاقليم واضحا جدا في تحديد جوهر المشكلة بين بغداد و اربيل. حيث اشار الى الى الاختلاف في مفهوم الإدارة الاتحادية للعراق، وقال سيادته ان على قوى تحالف ادارة الدولة ان تتفق على هذا المفهوم وان تكون هناك واجبات وصلاحيات واضحة لكل طرف، يتم ترجمتها الى قوانين و تعليمات و اتفاقات بين الحكومتين. 

من خلال خبرتي في كوني عضو في الدورة الرابعة لمجلس النواب، فإنني اتفق تماما مع ما تم الإشارة اليه من قبل البارزاني، حيث أن صلاحيات الاقليم، تحولت من حالة دستورية و قانونية الى دعاية انتخابية تستهلكها القوى السياسية العراقية من أجل حصد اكبر عدد من الأصوات. بالتأكيد فإن تاجيج الشارع ضد الاقليم و تعريفة كيان انفصالي، سيولد جيلا من الساسة تقتنع بهذا الكلام و تستند عليه في تصرفاتها وأفعالها. هذا ما يزيد من المشاكل السياسية و العرقية في البلد و يفتح المجال للقوى المتربصة به لمد أذرعها وتنفيذ سياساتها التي لا تصب في خدمة شعب العراق.

في ما يتعلق بالعلاج لحالة العراق الاتحادي الذي يحتوي اقليم كردستان حاليا، فقد شدد السيد رئيس الاقليم الى ان الوقت مناسب جدا لبدء عملية الاتفاق على خريطة إدارة الدولة بشكل جدي و صحيح. ان القوى السياسية و التي تحمل اسم تحالف ادارة الدولة هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة أمام الشعب و التاريخ في حل عقدة ادارة الدولة الاتحادية من أجل بناء عراق قوي و مستقر ، يشعر فيه كل المواطنين بالانتماء الجاد. في ذلك الصدد اشار سيادته الى الانجازات التي تحققت لهذا البلد، عندما كنا نتفق و نتعاون ( الاطالة بالنظام، بناء الدولة، محاربة داعش، الانتعاش الاقتصادي، الدبلوماسية العالمية،...) كما أشار في ذات الصدد الى ان الاقليم قد تجاوز في البعض من صلاحياته من طرف ومن طرف آخر فان بغداد قد منعت اربيل من صلاحيات أخرى. ان هذا الواقع و كما وضحه سيادته، يستوجب الجلوس لتحديد الطرف المتجاوز في كل نوع من الصلاحيات، و في النهاية يمكن التوصل الى صيغة مرضية لكل الأطراف و اعتمادا على الأسس الدستورية. و قال؛ لايجب ترك الأمر للمستقبل فقد مرت سنوات طويلة و لانريد ان نخسر وقتا إضافيا يمكن أن نستغله في البناء وخدمة المواطنين.

يمكن للمراقب ان يثني على هذا الخطاب الوطني و ان يستبشر به خيرا من خلال التجاوب الايجابي و المطلوب من القوى السياسية العراقية بشكل عام وقوى إدارة الدولة بشكل خاص، الإقليم جزء مهم من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي و لسياسي و الأمني للعراق، وكما أن بغداد عمق للإقليم فان الاقليم ايضا عمق مهم للعراق.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي القوى السیاسیة ادارة الدولة من خلال

إقرأ أيضاً:

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

يوليو 6, 2024آخر تحديث: يوليو 6, 2024

 محمد الربيعي

بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما تعد المدارس البريطانية من بين الأفضل في العالم من حيث جودة التعليم والبنية التحتية التعليمية حيث يتميز النظام التعليمي بتنوعه الثقافي والأكاديمي، مما يوفر بيئة غنية للتعلم والتطور الشخصي. كما يُعطى اهتمام خاص للأنشطة اللامنهجية التي تُعزز من مهارات الطلاب الاجتماعية والقيادية.

ومن ناحية التمايز تعتبر بريطانيا وجهة مفضلة للطلاب الاجانب الراغبين في الحصول على تعليم عالي الجودة، وذلك بفضل نظامها التعليمي المرموق والمعترف به عالميا، والذي يعتبر من اجدر الانظمة في إعداد اجيال من القادة والمبتكرين القادرين على مواجهة تحديات العصر والمساهمة في تقدم المجتمعات.

مجالات الاستفادة

يمكن للعراق أن يستفيد من تجربة التعليم المدرسي البريطاني في العديد من المجالات، منها:

التركيز على المهارات الأساسية: يركز التعليم المدرسي البريطاني على تعليم الطلاب المهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب، بشكل متين. بالاضافة الى اعتبار التعليم أساسيا لفهم الظواهر الطبيعية وكذلك لتطوير مهارات الطالب اللغوية، والتي تستخدم بشكل يومي في التواصل والتعبير. هذه المهارات ضرورية للنجاح في جميع المجالات، سواء في التعليم العالي أو في سوق العمل. التركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات: يركز التعليم المدرسي البريطاني ايضا على تعليم الطلاب التفكير النقدي وحل المشكلات، وتحفيز الطالب على تقديم أفكاره والتعبير عن آرائه، سواء كان ذلك شفويا أو كتابيا، وذلك من خلال اعداد التقارير. وتهتم المدرسة البريطانية بتمكين الطالب من استكشاف الحقائق بذاته عبر الجهد الفكري وتحفيزه على الاستقصاء الذهني والمثابرة في المحاولات بأسلوب “المحاولة والخطأ”، والتي تستمر حتى تحقيق الفهم الصحيح للمسألة. هذه المهارات ضرورية للطلاب للنجاح في القرن الحادي والعشرين، حيث يواجهون العالم المتغير باستمرار. التركيز على التعلم التعاوني: يركز التعليم المدرسي البريطاني أيضا على التعلم التعاوني. يتعلم الطلاب من بعضهم البعض من خلال العمل معا في مشاريع ومجموعات. هذا يساعد الطلاب على تطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل. التركيز على التقييم المستمر: يركز التعليم المدرسي البريطاني على التقييم المستمر. يتم تقييم الطلاب بشكل منتظم على تقدمهم، مما يساعدهم على البقاء على المسار الصحيح. ويقدّر الجهد الفكري، والذي يستند الى التفكير الابداعي القادر على ربط الحقائق بطريقة مبتكرة. التركيز على خلق بيئة محفزة للعمل: يُعد المعلمون حجر الزاوية في أي نظام تعليمي ناجح، ولذلك فأن تحفيزهم وتشجيعهم على التطور والابداع أمر ضروري لضمان جودة التعليم. لذلك تركز ادارة التعليم البريطانية على خلق بيئة عمل ايجابية ومحفزة للمعلمين، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية والتمكين، وتشجيعهم على التطور والابداع. من خلال نظام النقط وهيكلية الأقسام ولجان المتابعة والتقييم، تسعى هذه السياسة الى ضمان جودة التعليم وتحقيق أفضل النتائج للطلاب.

مجالات اخرى

ويمكن للعراق ان يستفيد فيها من تجربة التعليم المدرسي البريطاني في بعض المجالات المحددة، منها:

تحسين جودة التعليم: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في تحسين جودة التعليم من خلال التركيز على المهارات الأساسية والتفكير النقدي وحل المشكلات، وتبني اساليب تجعل من التعلم تجربة ممتعة وشيقة. زيادة فرص العمل: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في زيادة فرص العمل من خلال تعليم الطلاب المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل. تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية: يمكن أن تساعد تجربة التعليم المدرسي البريطاني العراق في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تعليم الطلاب المهارات اللازمة للمساهمة في المجتمع. خلق بيئة عمل محفزة للمعلمين: من خلال اتباع الممارسات الجيدة في النظام البريطاني، مثل نظام منح النقط للاعمال الاضافية التي يقوم بها المعلم وترجمتها الى زيادة في الراتب، والتي من خلالها يمكن للمدارس خلق بيئة عمل مثالية تجذب افضل المعلمين وتساعدهم على تحقيق امكاناتهم الكاملة، مما ينعكس ايجاباً على جودة التعليم وتحقيق أفضل النتائج للطلاب.

تكييف التجارب

من المهم أن يتم تكييف تجربة التعليم المدرسي البريطاني مع الاحتياجات الخاصة للعراق، بما يتناسب مع السياق الثقافي والاجتماعي المحلي. يجب أن تأخذ عملية التكييف هذه في الاعتبار الخصوصية الثقافية للعراق وانتشار الفساد المالي والمحسوبية والمنسوبية، مع التركيز على تعزيز الهوية الوطنية والقيم المشتركة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدا عن الطائفية والعشائرية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تعديل المناهج الدراسية لتشمل المزيد من المحتوى الثقافي الوطني، مثل التراث الثقافي المشترك والأداب والفنون والعلوم التي تعكس الإنجازات والتحديات الخاصة بالبلاد.

الاهداف التربوية العراقية

استنادا على فلسفة واهداف التعليم البريطاني نرى ضرورة ان تتضمن الاهداف التربوية العراقية ما مدرج ادناه، وبأن توضع الخيارات والخطط والسياسات لتحقيقها:

تربية الطالب بثقافة المحبة والاخاء بين القوميات والاديان والطوائف ونبذ التعصب بكل اشكاله. تربية الطالب بثقافة الاعتراف بالاخر وثقافة السلم وبالقيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. ألتأكيد على مبدأ المواطنة الصالحة وحب العراق ووحدته. تربية الطالب بأهمية القوانين واحترامها وبعدم مخالفتها وبحرمة ممتلكات الدولة واموالها، وبتعريفه على حقوقه وواجباته. تنمية الشخصية وحب الاستطلاع والتفكير المستقل وممارسة السلوك المتمدن والعمل التعاوني والمبادرة عند الطلاب. تنمية القدرات اللغوية (عربي وكردي وانكليزي) عند الطفل وأكسابه مهارات الاتصال اللغوي الاساسية. ألتاكيد على اهمية تدريس العلوم والرياضيات وتنمية التفكير العلمي والقيم المرتبطة به والتآلف مع التكنولوجيا، لاسيما الحاسوب، كمصدر للمعلومات.

من الضروري ان يتم توفير تدريب مكثف للمعلمين العراقيين على الأساليب التعليمية الحديثة، بحيث يكونوا قادرين على تطبيق أفضل الممارسات التعليمية. يجب أن يشمل هذا التدريب أساليب التدريس الحديثة، استراتيجيات التقييم، وكيفية دمج التكنولوجيا بطريقة تعزز التعلم وتشجع على التفكير النقدي، في صفوف دراسية منظمة وفقا للتخصصات بدلاً من الأعمار، مما يسمح بتوفير جميع الموارد التعليمية الأساسية في الصفوف لتكون في متناول المعلم عند الحاجة لها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعطى الأولوية لإنشاء بيئة تعليمية ترحيبية وداعمة، تعزز من التفاهم المتبادل والاحترام بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية وتحبذ التعلم للطلاب. يجب أن تكون المدارس مساحات للتعلم والنمو، حيث يمكن للطلاب أن يشعروا بالأمان والتقدير، وأن يكونوا قادرين على استكشاف هوياتهم الثقافية وتطوير مهاراتهم الشخصية والأكاديمية.

بشكل عام، يمكن أن تكون تجربة التعليم المدرسي البريطاني مصدرا قيما للعراق في تحسين جودة التعليم وزيادة فرص العمل وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

* أعرب عن شكري لصديقي الدكتور حسن صادق الخبير التربوي في بريطانيا لملاحظاته القيمة التي اغنت المقال.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية يكشف تحركات مصر الخارجية بشأن السودان
  • أستاذ علوم سياسية: مؤتمر القوى السياسية السودانية يوثق مجهودات مصر لحل الأزمة
  • البرلمان يؤشر طريقة وحيدة للقضاء على 95 بالمئة من الفساد في مؤسسات الدولة- عاجل
  • نائب كردي:لا سيادة للعراق في ظل الاحتلال التركي لشماله
  • نيجيرفان بارزاني يدعو إلى التعاون المشترك على تقديم خدمات أفضل للشعب والبلاد
  • بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟
  • نيجيرفان بارزاني مهنئا بزشكيان: نتطلع لتطوير علاقات الصداقة القديمة
  • وزير الخارجية: الحفاظ على المؤسسات هو ضمانة لحماية الدولة السودانية
  • الحكيم: اخذنا عهدا على منع أي ثغرة تهدد الاستقرار.. ولن تتمكن أي قوة من ذلك
  • ‏نيجيرفان بارزاني يهنئ رئيس الحكومة البريطانية الجديد