خبراء إسرائيليون: حماس انتصرت انتصارا مدويا وإسرائيل تنتظر محاسبة نتنياهو
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الثامن، يواصل سلاح الجو مهاجمة أنظمة التحكم والاتصالات التابعة لحماس، وسط استعدادات في كافة المناطق للعملية البرية في قطاع غزة، وفي ظل تشكيل حكومة الطوارئ، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجهاز الأمني قررا، قدر الإمكان، تجنب الحرب في عدة ساحات، والتركيز أولا على غزة حتى انتهاء المهمة، المتمثلة في الانهيار الكامل لحكم حماس.
بن كاسبيت الكاتب في موقع "ويللا" ذكر أنه "بعد أن تنتهي الحرب في غزة، ينتظر الإسرائيليون لمحاسبة نتنياهو، لأن السؤال الموجه له ليس مع من ستبقى في اليوم التالي، بل ما إذا كنت ستبقى هنا في اليوم التالي، بعد أن انهار المفهوم الأمني للاحتلال مرة أخرى بعد 50 عاما بالضبط من سابقتها في 1973، وتحقق ذلك يوم "السبت الأسود"، ولا أعرف كم من الوقت ستستغرق الحرب الجارية، وكم ستكلف، لكني أعلم أنه لا يوجد خيار آخر، لأن حماس قامت بما قام به اليابانيون في ميناء بيرل هاربر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "انتصار حماس يوم السبت كان مدويا، لقد تلاعبت في الحظيرة الإسرائيلية، وسادت في الأيام القليلة الماضية حالة من الذعر، وتجول المستوطنون بعيون دامعة لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على بنادق لأنفسهم، ولذلك أمامنا بضعة أشهر صعبة هنا، قد يكلّفنا الكثير، وقد يسبب دماراً كبيراً هنا، لكن في منطقتنا، من يبدون رخيصين ينتهي بهم الأمر لدفع ثمن باهظ، بعد أن أدمنت إسرائيل على الصمت، وتعلمت الكذب على نفسها، والأسوأ أنها أخطأت خطيئة الغطرسة".
وأوضح أن "إسرائيل رغم أنها أغلقت أنفاق حماس، وأقامت حاجزا ضخما، وسياجا عاليا، وأبراج حراسة، وأنظمة روبوتية لرصد إطلاق النار، وأجهزة استشعار، وطائرات بدون طيار، ونقاط مراقبة، وحبستها في قفصها، وألقت المفاتيح في البحر، لكن الحركة كسرت القفص، وخرجت منه، وهكذا انهار المفهوم مرة أخرى، بالضبط بعد 50 سنة من الكارثة السابقة 1973، لكن هذه المرة كان أكثر رعبا، وكان هناك فشل استخباراتي، لأننا علمنا بالفعل أن أقل من عشرة من حماس علموا بسرّ العملية".
وأكد أن "بعد الحرب ستخرج المعضلة الحقيقية المصاب بها المستوى السياسي الفاسد، العصابة غير الكفؤة والقذرة والإجرامية التي استولت على الدولة، وركضت بها إلى الدمار بأعين مفتوحة، رغم كل التحذيرات الصريحة، من نتنياهو إلى بن غفير إلى سموتريتش، مما باتوا يشكلون خطرا واضحا وفوريا على أمن الدولة".
رون بن يشاي الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال إن "بدء حكومة الحرب المصغرة في العمل قد يسفر عن تغييرات في الخطط العسكرية، ولكن ليس في الأهداف الاستراتيجية التي يسعى إليها الجيش والدولة، مع ان ذلك يستدعي الحصول على المعلومات الاستخبارية الكافية، صحيح أن عملية تشكيل حكومة الحرب تشكل مساهمة مهمة في الردع، واستعادة الشعور بالأمن المفقود لدى المستوطنين، لأنه تقوّض إلى حد كبير نتيجة الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس على مستوطنات غلاف غزة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اللجوء لتشكيل حكومة الحرب المحدودة إجراء مهم ليس فقط بسبب أهميته السياسية والاجتماعية، بل لأن الحكومة العادية لم يكن لديها العدد الكافي من الوزراء الذين لديهم التدريب والخبرة لفهم التحركات العسكرية والمواد الاستخباراتية، لكنها ليست حلّا للمواجهة، لأن الاختبار التالي هو متى وأين وكيف ستبدأ العملية البرية في غزة، وقد وصل التخطيط لها لدخول مرحلة متقدمة مثل الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية الرئيسية، حيث يتمركز الجيش والشاباك في الجنوب".
وأشار إلى أن "جيش الاحتلال ينفذ عدّة هجمات في نفس الوقت، أولها بشكل رئيسي على البنية التحتية لحماس وأفرادها على جميع المستويات، وكما في الماضي استعدادًا لدخول بري محتمل، وثانيها قيام طائرات سلاح الجو بتدمير أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات التابعة لحماس بشكل منهجي، مع أن هذه الهجمات يتم تنفيذها دون إنذار مسبق لعائلاتهم، وفي الوقت نفسه تجري جهود جمع المعلومات الاستخبارية، ويقوم الجيش بحشد قوات مدرعة ومشاة وهندسة ومدفعية من جميع الأنواع".
تكشف هذه التطورات أن جيش الاحتلال يقوم الآن على تجميع الذخيرة والإمدادات اللوجستية التي ستكون متاحة للقوات في المنطقة، في وقت قصير، إذا بدأت المناورة البرية، أما الجبهة الداخلية التي استعدت بشكل كامل لحماية محاور التنقلات في حال تطور قتال عنيف في غزة، فإنها تخشى محاولة فلسطينيي48 المساهمة بدورهم في هذه المواجهة من خلال تعطيل الحياة والحركة على طول المحاور، مما يجعل الاحتلال يفتقر لضمانات حقيقية بنجاح عدوانه البري، في حال خرج الى حيز التنفيذ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة حماس فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمثل قطاع الدواء أحد الأعمدة الرئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الصحي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات المواطنين وضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة وجودة عالية ومع التحديات المتزايدة التي تواجه هذا القطاع في السنوات الأخيرة، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات جادة وفعالة لإزالة العقبات وتوفير بيئة مواتية للنمو والتطوير.
وفي هذا السياق، جاءت استجابة الحكومة، ممثلة في الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، للمطلب المقدم من شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، لتؤكد حرص الدولة على دعم الصناعات الدوائية والعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات التي تعترض طريقها ويأتي هذا التحرك يعكس استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز القطاع الصناعي ككل، وجعله أحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
حيث استجاب الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، لمطلب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، بتشكيل لجنة تضم عددًا من المختصين، من بينهم الدكتور عوف، لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الدواء والعمل على إزالة العقبات التي تعرقل تطوره.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن ناشد الدكتور علي عوف الحكومة، عبر بيان رسمي سابق، بضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمناقشة المشكلات التي يعاني منها قطاع الدواء وأشار في بيانه إلى أهمية هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2000 شركة ومصنع وموزع، تمثل كيانًا كبيرًا يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات السوق المحلي.
وقد عبرت شعبة الأدوية عن امتنانها لهذه الاستجابة السريعة من الحكومة، حيث أرسلت برقية شكر وتقدير إلى الفريق كامل الوزير وأشادت بالاجتماعات الدورية التي يعقدها الوزير مع المستثمرين لبحث مشكلاتهم والعمل على حلها بفعالية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لتعزيز القطاع الصناعي ووضعه ضمن أولويات التنمية.
وأكد الدكتور علي عوف أن تشكيل اللجنة يُعد تطورًا إيجابيًا يعكس اهتمام الحكومة بقطاع الدواء، الذي شهد تحديات كبيرة في الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاج المحلي وتطوير الصناعات الدوائية بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي ويقلل الاعتماد على الواردات.
استجابة وزير الصناعةوفي هذا السياق يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، يعتبر قطاع الدواء أحد الركائز الأساسية التي تدعم منظومة الصحة العامة والاقتصاد الوطني ومع تنامي التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي، جاء قرار وزير الصناعة بتشكيل لجنة مختصة بالتعاون مع شعبة الأدوية خطوة هامة لمعالجة الأزمات وتعزيز مكانة الصناعة الدوائية.
وأضاف فؤاد، أن استجابة وزير الصناعة لمطالب شعبة الأدوية التي تتعلق بتحديات تواجه القطاع، مثل نقص المواد الخام وغيرها مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتغيرات التنظيمية خطوة جيدة لدعم القطاع من خلال تبني سياسات تسهم في تخفيف الأعباء على الشركات المصنعة، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا ودوليًا.
تشكيل لجنة مختصةوفي نفس السياق يقول محمود علي طبيب صيدلي، أن الإعلان عن تشكيل لجنة متخصصة تضم ممثلين عن شعبة الأدوية، وخبراء في الصناعة، ومسؤولين حكوميين بداية الطريق الصحيح لضبط سوق الدواء وطالب علي اللجنة بدراسة المشكلات المطروحة ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ مثل تقييم العقبات التنظيمية والإدارية واقتراح سياسات لدعم المنتجين المحليين إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ووضع آليات لضمان توفير الأدوية بأسعار معقولة.
وأضاف «علي»، رغم أهمية هذه المبادرة، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة حيث تحتاج الحكومة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لضمان تحقيق النتائج بالإضافة إلى أن تشكيل لجنة لبحث تحديات قطاع الدواء خير دليل على الاهتمام الحكومي بصناعة الدواء، التي تعد دعامة أساسية للأمن الصحي والاقتصادي، موضحًا أن التنفيذ الفعال لتوصيات اللجنة، يمكن أن يشهد القطاع نقلة نوعية تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحفيز الاستثمار في هذه الصناعة الحيوية.