ذكر تقرير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بعنوان "الفشل في غرفة عمليات الحرب"، أنه لا يمكن الامتناع عن إجراء مقارنة بين أيام بدء حرب أكتوبر قبل 50 عاما وأحداث غزة الأسبوع الماضي.

وأشار التقرير الذي كتبه إيتي إيلناي إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قبل 50 عاما، دافيد أليعازر، كان أكثر قربا من المستوى السياسي، مقارنة بنظيره الحالي هرتسي هاليفي، الذي يتعامل مع أعضاء المجلس الأمني المصغر الأكثر تفككا.

وكان مجلس الحرب عام 1973 يضم أسماء لها تاريخ عسكري أكثر تجربة، مقارنة بالمجلس الوزاري الحالي في حكومة بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد على عقد اجتماعات على مدى زمني متباعد.

وأوضح التقرير أن مجلس 2023 يعاني نقصا في شخصيات على خلفية أمنية ما عدا يوآف غالانت وآفي ديختر.

وتابع "الأخطر من ذلك أن الوزير بتسلئيل سموتريتش اكتفى بفترة تجنيد وجيزة، في حين أن الوزير إيتمار بن غفير لم يتجند نهائيا، وكلاهما أمعن في إهانة أداء الجيش في الضفة الغربية قبل أسابيع، وهو المجال الذي سيحتاج الجنرال هرتسي هاليفي للتعامل معه".

ونقل التقرير عن شخصية أمنية اشتركت في عشرات جلسات المشاورات الأمنية قولها "لا يوجد مجلس أمني. هؤلاء عبارة عن مجموعة مهرجين"، متسائلة "هل سمعتم ذات مرة عن مجلس أمني يضم في عضويته أناسا تهربوا من الخدمة العسكرية، لا يجيدون التفرقة بين مسدس وسكين مطبخ؟ هل عرفتم سبب اندفاع نتنياهو نحو تشكيل حكومة طوارئ؟ لأنه في تلك الحالة يوجد أناس يتحدث معهم حول طاولة التباحث، نتنياهو هو شخص حكيم، يستعين بأناس يجلسون معه في المجلس الأمني المصغر، ورأيته يستمع ويتشاور معهم".


فشل استخباراتي عسكري

وأوضح التقرير أن أحد المواضيع التي يحتاج هاليفي تفسيرها لنتنياهو في خضم الأحداث الحالية، هو بالطبع الفشل الاستخباري المدوي الذي حدث في صبيحة يوم "السبت الأسود"، وأن وزير المخابرات المصري عباس كامل حذر رئيس الحكومة نتنياهو أن أمرا كبيرا يوشك أن يحدث في قطاع غزة، وهنا لا يمكن الامتناع عن المقارنة بين هذا التحذير، وذلك التحذير الذي تلقاه الموساد في أكتوبر/تشرين الأول 1973 من المصري أشرف مروان، حسب التقرير.

ووفقا لشخصيات مصرية -حسب التقرير- فإن التحذيرات الحالية، لقيت تجاهلا من نتنياهو، الذي قال إن الجيش مشغول أكثر مما يجب في النشاط الأمني بالضفة الغربية.

ويضيف التقرير أنه على شاكلة الفشل الاستخباري عشية حرب أكتوبر، يمكن إضافة فشل آخر هو الفشل العملياتي في خط المواجهة، ففي غزة، اعتمد الجيش الإسرائيلي على العائق المتمثل في حائط منيع بتكلفة مليارات الشواكل، وبتعزيزات مراقبة، لكن الاحتياطات الأمنية انهارت، رغم فرضية عدم إمكانية اقتحامها، لأن كتائب القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تغلبت على العوائق الأمنية وسيطروا على مراكز المراقبة وعرقلوا إمكانية الرد، وبالتالي تمكنوا من مداهمة مناطق غلاف غزة.

ونقل التقرير عن غاي أبيعاد، الباحث الأسبق في شعبة الدراسات التاريخية بالجيش الإسرائيلي، قوله إن "المفاهيم الدفاعية للواء الجنوب انهارت، وهرتسي مسؤول عما حدث".

وأشار أبيعاد إلى أن الاستهانة بقدرات حماس شبيهة بما حدث لدى الاشتباك مع الجيش المصري عام 1973، مضيفا "ربما كان تنظيم حماس في البداية عصابة، لكنه أصبح مع الوقت جيشا تقف خلفه قوة عظمى تتمثل في إيران".

وأوضح أبيعاد أن حركة حماس نجحت في التغرير بالمخابرات الإسرائيلية، رغم سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية لقياداتها البارزين، كما أن العناصر التي خططت للهجوم مجموعة من المطلوبين يعرفون بعضهم لمدد تتراوح بين 20 و30 عاما، وهؤلاء الفتية لم يخونوا بعضهم ولم يمرروا أي معلومات لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي

نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- رسالة تضمنت صورة يائير، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على شواطئ ميامي الأميركية.

وقالت القسام في رسالتها "هذا يائير في ميامي بعيدا عن الخطر فما الذي يدفع نتنياهو للبحث عن صفقة شاملة بشأن الأسرى".

وتزامنت الرسالة مع تصعيد كبير يمارسه ذوو الأسرى الإسرائيليين للمطالبة بعقد صفقة شاملة حتى لو كان ثمنها هو وقف الحرب.

وقالت عائلات الأسرى -في مؤتمر صحفي في وقت سابق اليوم- إن استمرار الحرب "لم يعد منطقيا بعدما تمكنت إسرائيل من تركيع حماس وقتل قادتها"، مؤكدين أن نتنياهو "يرفض التوصل لصفقة بسبب دوافعه السياسية".

وأكدت العائلات أن غالبية الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب واستعادة الأسرى، ووصفوا رفض نتنياهو أي حديث عن وقف الحرب قبل القضاء على حماس بأنه "محاولة لإفشال المفاوضات الحالية".

وخلال الأسابيع الماضية، نشرت المقاومة العديد من الرسائل التي تضمنت رسائل لأسرى إسرائيليين لا يزالون علي قيد الحياة، واتهموا نتنياهو بالسعي لقتلهم جميعا.

مقالات مشابهة

  • عاجل | يديعوت أحرونوت: رئيس الموساد أوصى بشن هجوم على إيران وليس على الحوثيين ردا على إطلاق الصواريخ على إسرائيل
  • صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
  • الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته في بيت حانون شمال قطاع غزة
  • يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن