صحيفة صدى:
2024-07-03@15:50:44 GMT

البحث العلمي من منظور اقتصادي !!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

البحث العلمي من منظور اقتصادي !!

يعتبر البحث العلمي من الأولويات التي تهتم بها أي جامعة وذلك لأهمية البحث العلمي كمرتكز رئيس ومساعد على الارتقاء بأي مؤسسة تعليمية ولدوره الأساس في تقدم المجتمع وازدهاره. وعلى ذلك تسعى الجامعات لتوفير المناخ المناسب والإمكانات اللازمة  للبحث العلمي ونشر نتائج البحوث في الدوريات المحلية والإقليمية والعالمية.

وتعد الرسائل الجامعية التي تتم في إطار إتمام متطلبات الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه جزءاً مهماً من البحث العلمي الجامعي وحلقة من حلقاته.

وغير خاف أن البحث العلمي هو مجهود منظم يقوم به باحث متخصص في فرع من فروع المعرفة الإنسانية، ويتألف هذا المجهود من عناصر متتالية، ولكل منها خصائص فنية يجب على الباحث أن يراعيها؛ ليقدم بحثاً يستحق الإجازة والإشادة. كما تعد توصيات الرسائل الجامعية والبحوث العلمية عنصرا مهما في حزمة عناصر البحث، حيث لا تكتمل جهود الباحث إلا بتناول هذا العنصر، وتمثل خلاصة مجهوده البحثي ومعايشته للمشكلة المدروسة منذ أن كانت فكرة تلفت انتباهه وتشغل اهتمامه وحتى أصبحت بحثاً متكامل العناصر البحثية. وللتوصيات فوائد كثيرة على الباحثين اللاحقين والقطاعات الخدمية والإنتاجية المستهدفة، إذ إنها تقدم السبل المسؤولة عن الارتقاء بأدائها.

وعليه يمكن القول إن البحث العلمي هو أحد الأنشطة ذات التكلفة العالية، وتصل التكلفة في الدول المتقدمة إلى نسب عالية من الدخل الوطني قد تبلغ (3%) في بعض من تلك الدول، أي أن الإنفاق على البحث العلمي في تلك الدول يمكن أن يصل إلى مليارات عديدة من الدولارات، فإذا تحققت من جهود البحث العلمي الفوائد المرجوة سواء تقنية أو علمية أو غيرها في المجالات العلمية التطبيقية   أو العلوم الاجتماعية، فإن ذلك يكون مرضياً وباعثاً على التطور والتقدم، أما في حالة عدم الاستفادة من معطيات جهود البحث العلمي، فإن ذلك يمثل هدراً وفاقداً وطنيا يؤدي إلى ضياع بعض فرص التقدم والتطور التي كان يمكن تحقيقها نتيجة للاستثمار الهادف في البحث العلمي مع الاستفادة من معطياته.

لذا ، يعد البحث العلمي من أهم الأدوات التي تحقق التنمية في عالمنا المعاصر إن لم يكن أهمها جميعاً، ولقد أثبتت الخبرات المجمعة أنه مكون أساس في صياغة مستقبل المجتمعات والأمم، كما أن الجامعات ومراكز البحث العلمي لها الدور الأساس في جهود البحث العلمي في تلك المجتمعات، ولاشك أن عدم الاستفادة من تلك الجهود يمثل هدراً وفاقداً كبيراً على المستوى الوطني.

مشكلة البحث العلمي كما يقول د. علي حبيش ، تتمثل في أن الإنتاج العلمي     لا يتجه لمواجهة المشاكل الخاصة بالتنمية أو المشكلات الحقيقية بل إنه غير تراكمي أو مجرب في كل المجالات، ولا يتجه لإحداث تغيير وتطوير وابتكار صناعي، ولم تثبت – للأسف – جدواه الفنية والاقتصادية والبيئية، وتمثل الرسائل العلمية وبحوث المؤتمرات وبحوث الدوريات العلمية المحلية والعالمية، أكبر مكونات العرض لمنتجات البحث العلمي وهي في غالبيتها أبحاث أكاديمية البحث دون عمق بل هي منخفضة الجودة بعيدة عن الإبداع العلمي والانعزال عن التقدم التقني.

ثم إن السرقات في مجال الأبحاث العلمية هي عرض لمرض حقيقي يعاني البحث العلمي منه منذ فترة طويلة لأسباب متنوعة منها نقص الاعتمادات والتمويل، ، وانفصال البحث العلمي عن الواقع المحيط به والاكتفاء بالأبحاث النظرية الصماء . ولقد تحولت رسائل الماجستير والدكتوراه إلى وسيلة فقط للحصول على الدرجات العلمية والترقيات وليست بهدف الابتكار والإبداع في المجالات المختلفة مما يستدعي ضرورة إعادة النظر في إطار برنامج متكامل للنهوض بمستقبل البحث العلمي.

وهناك أشكال أخرى من السرقات العلمية التي تهدد مستقبل البحث العلمي وهي انتشار المكاتب التي تقوم بكتابة مشروعات التخرج مما يؤهل هؤلاء الطلاب للسير في طريق السرقات العلمية واغتصاب مجهودات الآخرين       من أجل الحصول على تقديرات لا يستحقونها.

وللأسف، فإن بعضاً من مواقع التواصل الاجتماعي تروج لرسائل الدراسات العليا بمبالغ مالية محددة ، مشروطة بحصول صاحبها على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف. حيث يتم توفير رسالتي الماجستير والدكتوراه لجميع التخصصات بعد توفير الأطروحات، وتكون حديثة ومميزة ويتم إعدادها بشكل علمي. ولاشك أن الأسعار ترتفع لبعض الدراسات الخاصة بالإدارة والاقتصاد والسياسة ،  نظراً للجهود الكبيرة التي تحتاجها.

ومما يزيد الطين بلة أن هناك كثيراً من المكتبات التي تقدم مثل هذه الخدمة    في تنفيذ الرسائل العلمية، خصوصاً في الدراسات العليا ، وليست مقتصرة   على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي بلا شك مخالفة للنظام.

 

للتواصل : [email protected]

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: البحث العلمی من

إقرأ أيضاً:

بدء فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني للعلوم الأساسية بحضرموت

بدأت الثلاثاء، في مدينة المكلا بساحل حضرموت، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني للعلوم الأساسية والتطبيقية والتكنولوجيا، الذي تنظمه جامعة حضرموت على مدى يومين تحت شعار "الإبداع في العلوم والتكنولوجيا.. نحو مستقبل عالي التطور".

ويشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين من عدد من الجامعات ومؤسسات البحث العلمي اليمنية والإقليمية والدولية من أكثر من عشرين دولة من مختلف قارات العالم مشاركة حضورية، وعبر فضاءات التواصل بتقنية (الزوم)، إلى جانب منتسبي جامعة حضرموت من الداخل والخارج بأكثر من 90 بحثا علميا، إضافة إلى 187 بحثًا علميًا في العلوم الطبيعية والتكنولوجيا.

ويهدف المؤتمر إلى دعم استراتيجية جامعة حضرموت في تطوير منظومة البحث العلمي لرفع تصنيفها المحلي والإقليمي والدولي، وإتاحة الفرصة للباحثين من جامعة حضرموت لتبادل التجارب والخبرات مع نظرائهم حول العالم في العلوم الطبيعية والتطبيقية والتكنولوجيا لضمان زيادة قدرات منتسبي الجامعة في البحث والابتكار، وتوثيق وتعزيز جسور التعاون البحثي والعلمي بين جامعة حضرموت والجامعات حول العالم وتفعيل الاتفاقيات ذات الصلة والنشر العلمي الرصين ضمن قاعدة بيانات سكوباس كماً ونوعاً.

في افتتاح المؤتمر، أكد محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، أهمية المؤسسات الجامعية بمختلف تخصصاتها كونها الركيزة الأساسية في تطوير البحث العلمي، وقاطرة ومنطلق أي إصلاح، لما توفره من حلول علمية ناتجة عن أعمال نماذج دقيقة ومنطقية لحل الإشكالات المرتبطة  بالتنمية والتطوير، مشيرًا الى أن البحث العلمي يعد من أبرز أولويات المجتمع لما له من اتصال وثيق بمستقبل الأجيال وتكوين العنصر البشري، فهو أهم عوامل التغيير ومصدر كل رقي علمي وتقدّم اقتصادي واجتماعي.

بدوره استعرض رئيس جامعة حضرموت الدكتور محمد سعيد خنبش، أنشطة الجامعة خلال السنوات المنصرمة وتنفيذها عددًا من المؤتمرات العلمية المحلية والإقليمية والدولية لرفع تصنيفها على المستوى الوطني والعالمي، معلنًا عن تأسيس أول صندوق لدعم المؤتمرات العلمية.

مقالات مشابهة

  • إنجازات أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا خلال 2023 /2024.. صور
  • نائب رئيس جامعة الفيوم: يفتتح الدورة التدريبية للمعيدين الجدد
  • ننشر إتفاقيات التعاون بين جامعة المنصورة والمؤسسات البحثية والهيئات المحلية والدولية
  • برلمانيون يطالبون الحكومة الجديدة بزيادة الإنفاق على البحث العلمي
  • توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة طنطا ومصنع "كيم تك" للأجهزة العلمية
  • الهيئة العليا للبحث العلمي تصدر العدد العشرين من سلسلة العلم والتقانة والابتكار
  • المرتضى رعى مسابقة مشروع استرداد بوابة طرابلس في نقابة المهندسين
  • بدء فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني للعلوم الأساسية بحضرموت
  • انطلاق برنامج موهبة الإثرائي البحثي في جامعة الملك فيصل
  • عميد كلية العلوم في جامعة جازان: نسعى إلى الشراكة مع جامعات أوروبية لالتحاق الطلاب لبرامج الدراسات العليا دون اشتراطات