سودانايل:
2024-07-28@06:37:38 GMT

نصف عام من الحرب!!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الصباح الجديد -
مر على إندلاع الحرب العبثية في السودان نصف عام كامل ، وما تزال فرص الوصول إلى حلول كالملهاة الزمنية، في وقت زادت فيه نسبة الخسائر في الأرواح والممتلكات وقضت الحرب على الأخضر واليابس.
يمر نصف عام على الحرب والقوى المدنية السودانية حتى الآن فاشلة في ترتيب صفوفها وبلورة رؤية متفق عليها لإنهاء الحرب ، ومن المؤكد أن هذه الغيبوبة التي تعيش فيها القوى المدنية السودانية ستصب الزيت على النار خاصة حال إستمرار الخلافات بينها في توافه لا تستحق الوقوف عليها في هذه الظروف.


صحيح هناك خطوة هذه الأيام للوصول إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب لكن التباطؤ والاسراف في الجدل البيزينطي و(الآنا) الطاغية من شأنها تعطيل الإتفاق وأخشى أن تنطوي النقاشات النظرية على قياس عمومي فاسد في التصورات للحالة السياسية المحتملة وتضيع المجهودات هدراً ، وعليه كما أشار القيادي بقوى الحرية والتغيير ياسر عرمان لا بد من تقديم تنازلات من كل الأطراف وصولاً للاتفاق وبدء العمل لأن الجبهة المدنية (الماكينة) التي لو دارت عجلاتها لوقفت الحرب بأعجل ما تيسر.
يمر نصف عام على الحرب والعقلية التي تريد استمرارها تدهش المواطن السوداني بتصرفاتها غير المسؤولة ، فحكومة الأمر الواقع التي بنت موقفها الرافض للتفاوض بالحديث المتكرر عن جرائم القتل والنهب التي تقوم بها قوات الدعم السريع ، ورسخت هذه الحقيقة في إذهان السودانيين .. والغريب أنها في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان رفضت تشكيل لجنة دولية للتحقيق عن جرائم الحرب ، وعادت تتحدث عن تشكيل لجنة للتعامل مع قرار المجلس.
وفي المقابل نصف عام مر على الحرب والحركة الإسلامية السودانية تتبع ذات الوسائل والآليات للوصول الى السلطة عن طريق دمار السودان وأشلاء الضحايا المتناثرة في الطرقات والدماء السائلة على أرض السودان ، وبالرغم من خطل تدابيرها وفشلها إلا أنها ما زالت ماضية في غيها تارة بإعادة العلاقات مع إيران (وما أدراك ما طهران) وتارة أخرى بإثارة الفتن بين القبائل ، فضلاً عن تحديها لقيادة الجيش والعمل ميدانياً بعيداً عن أوامرها ما ينذر بخلاف قادم وإنتهاء شهر العسل قريباً وفي ذلك مزيد من التشظي والإطالة لأمد المعركة.
الحركة الإسلامية ليست وحدها.. ربائبها ومن يديرون الواجهات التي تعمل لصالح خطها السياسي كُثر منهم الحريص على وظيفته وآخرون يحملون سيرتهم الذاتية ويتجولون في بورتسودان ويمنون أنفسهم بوزراء في حكومة طوارئ قادمة.
قوات الدعم السريع هي الأخرى بالرغم من تأكيداتها دوماً برغبتها في السلام إلا أن ممارسات أفرادها الأخلاقية أصبحت هي السمة الملازمة لها وكل ما إقتحمت منطقة إهتزت صورتها وزادت سمعتها سوء ، وهذا سيجعلها تدفع الثمن كثيراً ، وأول تكلفة في هذا الصدد التأييد الشعبي الواسع للجيش بضرورة حسمها ومن ثم وقف الحرب.
نصف عام على الحرب والأوضاع المأساوية لا تحتاج لسبر أغوار لإكتشافها فالوضع الصحي منهار تماماً ليس بغياب المستشفيات وخروجها عن الخدمة فقط ، وإنما بغياب الكادر الطبي في وقت تفشت فيه الأوبئة ووصلت (الكوليرا) و(الحمى النزفية) إلى الولايات الآمنة (الجزيرة – القضارف) ، أما التعليم فيكفي توقف العام الدراسي والمصير المجهول للطلاب حتى الآن ، وفوق كل ذلك الرصاص ونيران المدافع التي تنهمر على رؤوس الأبرياء في الخرطوم والولايات.
نصف عام مر على الحرب وأثارها على الاقتصاد السوداني هي الأكثر خطورة فالجنيه إنخفض وتهاوى أمام العملات الصعبة ، ووزارة المالية فاشلة في سداد رواتب الموظفين بالدولة وقادرة على دعم المجاهدين ونثريات الرحل الماكوكية لرئيس المجلس السيادي ونائبه الذي كشفت خطابات عن مطالبته بـ5 مليون دولار كنثرية سفر.
لا سبيل للحل غير الضغط الشعبي لوقف الحرب ومهما كانت هناك مرارات فيجب أن تقف الحرب ليحاسب كل مجرم على جريرته ، ولكن استمرار الحرب يعني مزيد من الجرائم والمخالفات ، آن الآوان بأن يقول الشعب السوداني كلمته لأنها الفاصلة والحاسمة لوقف هذا العبث.
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على الحرب نصف عام

إقرأ أيضاً:

 هل ياتري ستكون سويسرا الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة؟؟

 

هل ياتري ستكون سويسرا الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة؟؟

السفير الصادق المقلي 

 

حول الزخم و الاهتمام العالمي المتزايد و المتواتر ، و فرص نجاح المبادرة الأمريكية و اجتماع جنيف في منتصف اغسطس المقيل…كتب الأستاذ اشرف عبد العزيز تقريرا ضافيا في هذه الصدد ، شاركت ببعض الاضافات في ذيله..
(( التقرير ركز علي إهتمام دولي غير مسبوق بقضية الحرب في السودان، بدأ بإجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي في 22 يونيو الماضي وتواصل المد في اجتماع القوى السياسية السودانية بالقاهرة ، ثم جاءت زيارة الرئيس الأثيوبي أبي أحمد إلى بورتسودان وقبلها كانت جولة مباحثات نائب وزير الخارجية السعودي (الخريطي) مع حكومة الأمر الواقع في السودان ، تلى ذلك مكالمة هاتفية بين قاط البرهان و محمد بن زايد . فضلا عن دعوة رئيس جيبوتي ، بوصفه رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حازمة لمنع انهيار وشيك للسودان، وفقاً لتصريحه.
وفي السياق ذاته كشفت مجلة “فورين بوليس “الامريكية أن ادارة الرئيس بايدن دشنت مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان تتضمن محادثات بين طرفي نزاع السودان تعقد في منتصف أغسطس المقبل في سويسرا.
ويأتي ذلك بعد أشهر من مفاوضات خلف الكواليس بين طرفي الصراع كشف عنها خمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر بحسب المجلة الأمريكية.
وتستضيف سويسرا والسعودية المحادثات بمشاركة قوى إقليمية اخرى ومؤسسات على رأسها الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي، مصر، والإمارات والذين سيتم دعوتهم لمراقبة المحادثات الجديدة التي تهدف للتوصل لحل سياسي متفاوض عليه يقضي لإيقاف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.
و من المتوقع أن يرأس بلونكن نفسه هذه المفاوضات..
ويعتزم المبعوث الخاص الامريكي للسودان توم بيرلو إطلاع اعضاء الكونجرس الأمريكي بالخطة كما يشارك بفعالية في إقناع كبار المفاوضين من طرفي النزاع لحضور المحادثات المقبلة.
وتابع قائلاً: “أرغب في تسليط الضوء على الوضع المثير للقلق البالغ في السودان، الدولة الشقيقة، حيث لم تحقق جهود السلام المبذولة حتى الآن نتائج حاسمة. وكلما طال أمد القتال، ازداد خطر انهيار الدولة السودانية بشكل كامل، مما سيترتب عليه عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها..))

لعل الدور الامريكى حول الحرب في السودان طيلة الفترة الماضية كان خجولا و لا تأثير له …و لم تتجاوز سياسة عصاه عقوبات شخصية طالت طرفي الصراع ..و هي لم تساوي الحبر الذي كتبت به…
و ليس من المستبعد أن هذه المبادرة الأمريكية الجديدة تهدف الي تحسين صورة واشنطن بعد فشلها في وقف نزيف الدم في غزة..و لعلها تسعي الي احراز اهداف في مرمي النزاع في السودان في ٱطار الحملة الانتخابية التي بدأ زخمها خاصة بعد تخلي بايدن عن الترشيح و مساندته لترشيح نائبته كاميلا هاريس..
فهل يا ترى سوف يوافق كلا طرفي الحرب علي هذه المبادرة الأمريكية التي ربما تمثل في اعتقادي الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة.
إن الاهتمام الدولي والإقليمي للحرب في السودان غير مسبوق وأن كل المؤسسات ووكالات الأمم المتحدة الآن تتحرك بفعالية.
منظمة الصحة العالمية حذرت من تدهور الأوضاع في الصحية في السودان وخروج 75% من المشافي عن الخدمة ، وكذلك عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة.. أكثر من 15000 قتيل و آلاف الجرحي…
الأمم المتحدة أيضاً تحدثت عن أن خمس سكان السودان يعانون من شح الغذاء و أن 750000منهم علي بعد خطوة من المجاعة.
فيما دق برنامج الغذاء العالمي ناقوس الخطر محذراً من فشل الموسم الزراعي.
كما أن الإنفلات في سعر الصرف فاقم أزمة الغلاء الفاحش و ظروف العيش حتي في المناطق الآمنة .
وبالتالي المجتمع الدولي فطن بأن حق الإنسان في الحياة لم يعد متوفراً في السودان فضلاً عن تعرض الحكومات في الغرب لضغوط كبيرة جداً من قبل الرأي العام في بلدانها..
إن التهجير القسري و النزوح القسري يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني إذ استهدف البشر و الاعيان المدنية ، الأمر الذي دفع بكا المؤسسات الدولية القانونية و الحقوقية لإجراء تحقيقات حول الحرب في السودان إبتداء من المحكمة الجنائية الدولية ولجنة تقصي الحقائق الدولية التابعة للمفوضبة السامية لحقوق الانسان..
والمنظمات ذات الصلة مثل هيومن رايتس ووتش.
كل هذه التداعيات الكارثية التي تسببت فيها الحرب جعلت كل المنظمات الدولية في حركة دؤوبة للبحث عن سبل للحلى
… ومن هنا جاء دور الإتحاد الأفريقي لتصميم عملية تفاوضية تنهي هذه الأزمة الانسانية المتفاقمة خاصة وأن طرفي النزاع غير مهتمين بالضرر الناجم عن استمرار الحرب إزاء المدنيين” مدنيون راح منهم الآلاف ضحية لهذه الحرب القذرة..
.فمن لم يمت منهم بالدانة و الرصاصة، مات عطشا، كما حدث لاؤلئك الفارين من جحيم الحرب في الصحاري.. أو غرقا كما حدث لمواطنين في سنار
أو مضي بسبب نقص في الأدوية و المعينات الطيبة المنقذة الحياة..
إن ما يحدث الآن فضيحة للدولة التي نزحت كل مؤسساتها السيادية من العاصمه ..مثلما نزحت مؤسسات التعليم التي تفرقت ما بين الولايات الآمنة و عواصم عربية و افريقية…كما تراكمت الدفعات الجامعية و تعرض العام الدراسى للتجميد..
و نزح المبدعون و القطاع الثقاقي ..أكثر من 500٫ مبدع ..من هذا القطاع كما ذكر لقناة الجزيرة مدير معهد الموسيقي و المسرح ..
حتي الفريق القومي لكرة اندية كرةالقدم لجأت مستجدية للمعسكرات،، و
الاعراس و صالات الأفراح نزحت خارج الحدود..
.كما نزح القطاع الصناعي حيث لجأت ايضا خارج الحدود الأمر الذي فاقم من اسعار السلع الضرورية …
منظمة الهجرة الدولية ذكرت في تقرير لها أن أكثر من عشرة مليون من المواطنين منهم 2 مليون لاجئ خارج السودان..كما أن منظمة اليونيسيف اوردت تقارير مقلقة حول آثار الحرب الكارثية علي الأطفال في السودان..كما حذرت مفوضية الشؤون الإنسانية بالامم المتحدة عما اسمته بأسوأ كارثة انسانية يشهدها العالم اليوم…و حذرت الأمم المتحدة من انزلاق النزاع و امتداد تبعاته الي كافة دول الاقليم..
علي الصعيد الإقليمي انعقد في الرابع و العشرين من يوليو الجاري الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان..
و قد رحب المشاركون، وفق البيان، بالمبادرة الأمريكية بعقد محادثات وقف إطلاق النار في ‎جنيف، بناءً على الأساس الذي أرسته عملية جدة”، وحثوا جميع المعنيين على دعوة الأطراف المتحاربة بشكل فعال إلى المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار من أجل إنهاء القتال واتاحة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية لجميع الشعب السوداني.

مباحثات قررت أن تقودها امريكا بمشاركة رسمية من السعودية لتكملة ما بدأته الوساطة في جده.كما تشارك الأمم المتحدة و الاتحاد الافريقي و مصر و الإمارات بصفة مراقب..
و في سبيل تأمين المشاركة في هذا الاجتماع من المتوقع أن توفد واشنطن كلا من مبعوثها الخاص و مديرة وكالة التنمية الأمريكية الي بورتسودان مطلع اغسطس المقبل…
وكشف البيان الختامي لاجتماع جيبوتي عن مؤتمر متابعة يعقد في سبتمبر بنيويورك، لمتابعة التعهدات الإنسانية والعملية السياسية ومنتدى المجتمع المدني لاحقًا للمؤتمر الدولي الإنساني الدولي للسودان ودول الجوار الذي عقدته ‎فرنسا و ‎ألمانيا والاتحاد الأوروبي في 15 أبريل 2024 في ‎#باريس.
وزير الخارجية بالانابة صرح بأن السودان يشهد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم مشددا على ضرورة إنهاء الحرب في السودان.
ففي الوقت الذي يولي المجتمع الدولي و الإقليمي اهتماما بالغا بهذه الأزمة الوجودية ، ما برح المتحاربون يسترخصون الدماء و معاناة المواطنين و أشلاء الوطن !!؟!
و ألي متي تظل الدولة معزولة من محيطيها الدولي و الإقليمي…؟؟
هذه الضغوط الدولية من شانها ان تساهم في وقف الحرب في السودان خاصة بعد الاهتمام المتزايد وغير المسبوق بملف الحرب،، والمحاولات الجادة لطي الأزمة المتفاقمة انسانياً. أزمة من شأنها ان تلقي بظلالها علي الأمن و السلم الدولي..
و لا شك أن فشل الساسة و العسكر في فك شفرة النزاع داخليا ، سيجعل الباب مواربا أمام التدخات الأجنبية..
فهل يا ترى سوف يمثل إجتماع سويسرا المرتقب الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة السودانية ؟؟؟

الوسومالسفير الصادق المقلي المبادرة الأمريكية جنيف سويسرا مباحاثات

مقالات مشابهة

  • قصف مدفعي يقتل 22 شخصا في مدينة الفاشر شمال دارفور
  • 22 قتيلا في قصف مدفعي للفاشر بشمال دافور  
  • الكتابة في زمن الحرب (33): ضرورة تعليم المرأة في السودان 
  • محافظ بنك السودان: (..) هذا هو الجديد فى المحفظة التمويلية للسيطرة على الدولار
  •  هل ياتري ستكون سويسرا الفرصة الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة؟؟
  • طرفا الحرب يستجلبان أسلحة من ستة دول لتدمير السودان
  • الخارجية السودانية: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار
  • شخبوط بن نهيان: المجاعة تهدد الشعب السوداني الشقيق
  • وزير الزراعة السوداني: التقارير عن حدوث مجاعة في السودان ليست دقيقة
  • الجيش السوداني يتحدث عن تقدم بالفاشر