من بركات ثورة أبريل أنها منعت وصول كتاب فاخر الطباعة كان متوقع وصوله من بريطانيا يركز علي أن تاريخ السودان بدأ بولادة النميري !!.. وهكذا هم الدكتاتوريون اهم شيء عندهم ذواتهم التي يزورون كل شيء من أجلها ولا يسلم من ذلك حتي التاريخ !!..
حدثنا تاريخ السودان ، هذا البلد الطيب الغلبان ، أنه لم يري عافية في الحكم والإدارة منذ أن حمل الإستعمار عصاه ورحل !!.
ظل اكبر أقطار أفريقيا صاحب الموقع الفريد جغرافيا وتاريخيا الزاخر بالحضارة والثروة متعددة الأشكال ينوء تحت وطأة الحذاء العسكري بدأت بتمرين خفيف من مصادرة الحريات ومايتبع ذلك من قمع ليكون الحاكم هو السيد المطاع والشعب تتحول وظيفته الي خادم للنظام فرويدا رويداً تحت ظل الخوف يقل عنده الابتكار وتكثر السلبية وهذه مظاهر الانحدار نحو انعدام الفكر والوطنية والانحدار نحو الهاوية ووقتها يصير جيش البلاد مسلطا علي الرعية ولكن الأعداء في مامن عنه يفعلون ما يحلو لهم في وضح النهار ولا يجدون من النظام أي استنكار !!..
ساد فينا عبود ونظامه البغيض ست سنوات تندر فيها العالم علي وطننا الحبيب الذي كان ينعم بالصحة والعافية واطلقوا عليه اسم رجل افريقيا المريض ... وللحقيقة والتاريخ فإن عبود في شخصه لم يكن فاسدا ولم يمد يده الي المال الحرام وعاش في احترام الي ان حل المجلس العسكري وتقدم باستقالته من منصب رأس الدولة ولزم داره في سلام ... ولكن يظل حكم العسكر ما بشكر كما افتت بذلك ثورة ديسمبر المجيدة !!..
وجاءنا ابوعاج ماركسيا في البداية حربا علي العقيدة وشعبنا المتصوف المحب للتدين ومكارم الاخلاق وفي عجل ادخلوا بعض كتب الملاحدة في المقررات وقللوا من حصص التربية الإسلامية واتجهوا للجامعة الإسلامية التي كانت تذخر بخيرة العلماء من الوطن العربي نذكر من سوريا جاء الدكاترة علي عبد الواحد وافي وكانت هنالك عائشة بنت الشاطيء وعبد الرحمن أبو زهرة من مصر ودكتور هدارة وغيرهم وضمت الجامعة لأول مرة كلية للصحافة ظل خريجوها مفخرة للوطن ومنهم من هاجر للخارج ووصلوا هنالك الي أعلي المراتب في بلاط صاحبة الجلالة ...
ولكن مايو الحمراء حولت الجامعة الي كلية للغة العربية واسندوا رئاستها للعلامة عبدالله الطيب ولم يكن راضيا عن هذا التعيين وفكر في التخلص من هذا القيد ولكن بلغة يفهمها نميري الدكتاتور فقال :
( ياسيادة الرئيس تريد أن تبدلني دسايس الافندية بدسايس الشيوخ ) !!..
فضحك النميري وأمر بإرجاع العلامة الي قواعده سالماً في جامعة الخرطوم !!..
كانت لنا بنوك عالمية في بلادنا طالتها يد التأميم ومعها شركات تعمل في الاستيراد والتصدير بكل حنكة وكفاءة وكانت النتيجة الدمار الشامل لهذه البنوك والشركات بعد أن تولي أمرها النكرات الامعات !!..
ولا ننسي جمعية ود نميري العائلية وعلي رأسها اخو الرئيس الذي كان عاملا في مصنع السكر بالجنيد وبانت عليه النعمة وصار نجما في المجتمع يلعب التنس مع السفير الأمريكي في سطح فندق السودان !!...
علي العموم وانتم ياسادتي الكرام تعرفون أدق اسرار مايو منذ أن كانت شيوعية حمراء والي أن صار قائدها أميرا للمؤمنين يؤلف الكتب المتخصصة في علوم الدين ومنها ( النهج الإسلامي لماذا ) ؟! و ( النهج الإسلامي كيف ) ؟! ...
وقال شهود عيان أن هذين الكتابين بالذات من تأليف دكتور عون الشريف قاسم !!..
حكمت مايو بالحديد والنار لمدة ست عشرة سنة كانت حصيلتها تدهور التعليم والأخلاق والتعاون مع العدو الإسرائيلي مقابل الدريهمات وصرنا من غير شخصية أو هوية تارة مع الشرق واخري مع الغرب وحتي في اقليمنا بهتت شخصيتنا وصرنا مجرد متلقين للإغاثة !!..
نواصل إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
طباعة الإنجيل لأول مرة .. قصة ثورة في النشر والمعرفة
تعد طباعة الإنجيل واحدة من أبرز المحطات في تاريخ النشر والمعرفة، حيث ساهمت في نشر التعاليم المسيحية على نطاق واسع ومهدت الطريق لثورة الطباعة في أوروبا والعالم.
أول إنجيل مطبوع: إنجيل غوتنبرغيعود الفضل في طباعة الإنجيل لأول مرة إلى يوهان غوتنبرغ، المخترع الألماني الذي أحدث ثورة في عالم الطباعة باستخدام الحروف المعدنية المتحركة.
في منتصف القرن الخامس عشر، وتحديدًا بين عامي 1452 و1455، قام غوتنبرغ بطباعة أول نسخة من الإنجيل باللغة اللاتينية، والتي تعرف اليوم باسم “إنجيل غوتنبرغ”.
تقنية الطباعة وتأثيرهاقبل اختراع غوتنبرغ، كانت الكتب تنسخ يدويًا، مما جعلها باهظة الثمن ونادرة، لكن مع اختراعه لمطبعة الحروف المتحركة، أصبح بالإمكان إنتاج الكتب بسرعة وبتكلفة أقل.
وكانت طباعة الإنجيل أول اختبار حقيقي لهذه التكنولوجيا، حيث طبعت حوالي 180 نسخة، منها 49 نسخة لا تزال موجودة حتى اليوم في متاحف ومكتبات كبرى حول العالم.
انتشار المعرفة والإصلاح الدينيأدى نشر الإنجيل المطبوع إلى انتشار التعليم وزيادة معرفة الناس بالنصوص الدينية، حيث أصبح من الممكن امتلاك نسخة من الإنجيل بتكلفة أقل مما كان عليه الحال مع النسخ اليدوية.
كما مهدت هذه الثورة الطباعية الطريق لحركات الإصلاح الديني في القرن السادس عشر، إذ ساعدت في نشر أفكار مارتن لوثر وغيره من المصلحين الذين طالبوا بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغات المحلية ليتمكن الجميع من قراءته.
تأثير ثقافي طويل الأمدلم تكن طباعة الإنجيل مجرد حدث ديني، بل كانت نقطة تحول في تاريخ البشرية، فقد ساهمت في نشر المعرفة والتعليم، ومهّدت الطريق لعصر النهضة، وعززت حرية الفكر والتعبير.
كما أنها ساعدت في تطوير صناعة النشر، مما أدى إلى طباعة المزيد من الكتب وانتشارها بين مختلف الطبقات الاجتماعية