الكويت- وسط مجموعة كبيرة من زملائها وأهل الكويت والمقيمين على أرضها، تلقت المعلمة الفلسطينية أريج محمد قنن، المواساة والتعزية بعد استشهاد 10 من أفراد عائلتها وهم والدها ووالدتها وشقيقتها وشقيقها وزوجته وجنينها وأطفالهما الخمسة، نتيجة القصف الإسرائيلي لمنطقة خان يونس، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وخلال وقفة مواساة، نظمتها -مساء الخميس- لجنة "كويتيون لأجل القدس" وهي لجنة مشتركة بين الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وجمعية الخريجين الكويتية، تلقت المعلمة الفلسطينية قنن مع زميلتيها هبة أبو دان -التي استشهد والدها وشقيقها وشقيقتها- وآلاء خالد نصار -التي استشهدت شقيقتها وابن شقيقتها- وزميلهن علي الغلبان -الذي استشهد شقيقه- التعزية، وسط حضور جماهيري كبير تقدمه سفير دولة فلسطين لدى الكويت رامي طهبوب، وثلة من القوى السياسية في الكويت.

نساء يقدمن واجب العزاء والمواساة للمعلمة أريج قنن وزملائها ممن فقدوا عائلاتهم في قصف الاحتلال لغزة (الجزيرة)

وخلال وقفة المواساة قال طهبوب "أنا هنا لا أقوم إلا بواجبي، وهؤلاء المدرسون والمدرسات هم كأبنائي وأنا مسؤول عنهم كوالد قبل أن أكون سفيرا لفلسطين".

وأضاف أن "الشعب الكويتي يقدم الدعم الكبير لأهل فلسطين، فالجميع انتفض لنصرة أهل فلسطين حكومة وشعبا وأعضاء مجلس الأمة، ولهم مني ومن كل الجالية الفلسطينية في الكويت كل التقدير والمحبة، والكويت تقدم لفلسطين، وتساعد فلسطين حبا بفلسطين ولا وجود لمصلحة أبدا في هذا الموقف الرائع، وأهل الكويت وفلسطين دمهم واحد ومصابهم واحد".

وقالت رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا للجزيرة نت، إن اللجنة ارتأت تنظيم الوقفة لمواساة هؤلاء المعلمين والتخفيف من مصابهم والرفع من معنوياتهم، "وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها".

السفير الفلسطيني رامي طهبوب (يسار) أشاد بموقف الكويت حكومة وشعبا تجاه فلسطين وأهلها (الجزيرة) مشاعر مختلطة

وأوضحت المعلمة الفلسطينية قنن أنها تلقت خبر استشهاد عائلتها بمشاعر متباينة، تتمثل في الحزن والفقدان والفرح بنيلهم الشهادة. وقالت إنها تمكنت من الحفاظ على قوة العزيمة والصبر، بعد تلقيها الخبر الأليم عن طريق أختها عبر تطبيق "الماسنجر".

وأضافت في حديثها للجزيرة نت، أنها تواصلت مع والدها في صباح نفس اليوم الذي استشهدوا فيه، الذي أكد لها أنهم بخير، "لكن القصف الإسرائيلي يقوم بإبادة جماعية دون مراعاة لوجود المدنيين".

وأشارت إلى أن الجميع في الكويت وقف معها في محنتها سواء من زميلاتها وتعاملهن الأخوي، أو من الناس الآخرين، إذ إنها تلقت اتصالات كثيرة من أشخاص لا تعرفهم. وتابعت أنه توافد عدد كبير من النساء إلى مكان إقامتها لتقديم التعزية والمواساة، فضلا عن الأعداد الكبيرة التي حضرت إلى وقفة المواساة مع زملائها.

وزير التربية ووزير التعليم العالي يقدم العزاء للمعلمة الفلسطينية هاتفيا (الصحافة الكويتية)

ولم يغب عن المعلمة قنن الإشارة إلى الاتصال الهاتفي الذي تلقته من وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي عادل المانع، لتقديم واجب التعزية والمواساة لها ولكافة المعلمين والمعلمات من غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة العاملين بمدارس الكويت، وقالت إنها تقدر للوزير ذلك الاتصال لما له من أثر طيب في التخفيف من مصابها، والرفع من معنوياتها.

وأكدت أن موقف الكويت حكومة وشعبا، موقف مشرف، "ولا غرابة في ذلك، فالكويت دائما تقف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه والدفاع عن نفسه"، إلى جانب التعاطف الكبير معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الشعب الكويتي بكافة أطيافه، معتبرين أنها ابنة الكويت، على حد قولها.

وطالبت قنن بضرورة تحرك الدول العربية حكومات وشعوبا لمؤازرة الشعب الفلسطيني، والوقوف بشكل جاد لوضع حد للغطرسة الإسرائيلية، متضرعة إلى الله -عز وجل- أن ينصر أهل غزة وأن يثبت أقدامهم ويربط على قلوبهم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 408 عاملين بالمجال الإنساني في قطاع غزة خلال حرب الإبادة

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الاثنين، أن نحو 408 عاملين بالمجال الإنساني في قطاع غزة استشهدوا منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، بينهم أكثر من 280 من موظفيها.

وقالت الوكالة الأممية في بيان، إنّ "عدد العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا منذ بداية حرب الإبادة قبل عام ونصف بلغ 408، من بينهم أكثر من 280 من موظفيها".

وأضافت أن "استهداف أو تعريض المستجيبين للطوارئ أو الصحفيين أو العاملين في المجال الإنساني بغزة للخطر، يُعدّ تجاهلا صارخا وخطيرا للقانون الدولي".

ونددت بعمليات القتل في قطاع غزة، والتي قالت إنها "أصبحت روتينية"، وشددت على "أهمية المساءلة".

وأكدت على أن القانون الإنساني الدولي "ينطبق على الجميع دون استثناء"، مطالبة بـ"حماية المدنيين في جميع الأوقات".


وأشارت الوكالة الأممية إلى انتشال جثمان أحد موظفيها من مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث "قُتل هناك إلى جانب جثامين العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني"، حيث تم العثور عليهم "في قبور ضحلة في انتهاك صارخ لكرامة الإنسان".

والأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، من بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف أممي.

جاء ذلك بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع عدد شهداء المجزرة إلى 15.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد توعّد الأحد، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مقرر أممي يدعو لمعاقبة إسرائيل على حملة التجويع التي تمارسها ضد المدنيين بغزة
  • وسائل إعلام فلسطينية: شهداء إثر قصف للاحتلال استهدف شمال رفح الفلسطينية بقطاع غزة
  • توقف قلبها خوفا من شدة صوت القصف .. استشهاد الصحفية الفلسطينية هيا مرتجى في غزة
  • فتاة فلسطينية تخرج من تحت ركام منزلها بعد أربعة أيام من الاستهداف واستشهاد عائلتها بالكامل
  • قصة ريم التي صارعت الموت 4 أيام وعادت لتروي مأساة غزة
  • استشهاد 408 عاملين بالمجال الإنساني في قطاع غزة خلال حرب الإبادة
  • الرئاسة الفلسطينية: عملية التهجير الداخلي بغزة مدانة ومرفوضة
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • مساجد مصر تتزين بعلم فلسطين.. عيد الفطر يشهد تلاحما مع القضية الفلسطينية
  • حنان ترك تحتفل بعيد الفطر المبارك مع عائلتها.. شاهد