هروب 26 ألف مستوطن.. سديروت تعترف بتضرر مبانيها جراء صواريخ المقاومة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قصف مستوطنة سديروت في إسرائيل برشقة صاروخية، قبل أن تعترف بلدية المستوطنة بتضرر عدة مباني جراء الصواريخ.
في وقت كشفت تقارير عبرية عن هروب 26 ألف مستوطن من سديروت، بسبب صواريخ المقاومة.
وذكرت "القسام" في بيان السبت، أن "رشقة صاروخية انطلقت من قطاع غزة باتجاه مستوطنة سديروت".
من جانبها، قالت بلدية سديروت إن 4 صواريخ على الأقل، أطلقتها المقاومة سقطت على البلدة، مما تسبب في تضرر مبان ومنشآت.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن غالبية سكان بلدة سديروت، هجروها خلال الأيام الأخيرة على خلفية التصاعد المستمر للأوضاع.
ونقلت وكالة "صفا" عن الصحيفة، أن من بين سكان سديروت البالغ عددهم 36 ألف، قام نحو 26 ألفا بإخلاء البلدة، وانتقلوا للسكن في فنادق واقعة منطقة الوسط، خشية تكرر عمليات الاقتحام من عناصر كتائب القسام.
مصادر عبرية: لحظة سقوط صاروخ في مستوطنة "سديروت" قبل قليل. pic.twitter.com/PkrFx8Mfcb
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 14, 2023اقرأ أيضاً
إسرائيل تقر 1.6 مليون دولار لإنشاء غرف طوارئ محصنة بمستوطنة سديروت
وصرح أحد مستوطني سديروت ويدعى "دافيد أبو حصيرة" قائلا، إنه "قرر ترك البلدة بسبب وضعها بالغ الخطورة واستمرار سقوط الصواريخ عليها".
وأضاف المستوطن أنه يعيش في البلدة منذ سنوات، ولم يتركها في أي من الجولات السابقة، إلا أنه قرر هذه المرة الرحيل، وذلك على ضوء اقتحامها والخوف من المرحلة المقبلة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إخلاء المستوطنة يأتي ضمن خطة "هبوب الريح" والتي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق، حيث تم الانتقال الى مدينة عسقلان لتطبيق الخطة فيها وعرض على من يرغب الرحيل على المدينة الاستضافة في الفنادق أو لدى أقاربه في مناطق أخرى.
وفي وقت سابق، دعا رئيس بلدية مستوطنة سديروت ألون دافيدي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إيجاد طريقة لإجلاء مستوطنيه والبحث عن بديل آمن لهم حتى ولو كانت فنادق، بهدف العيش فيها حتى يعود الهدوء إلى مناطق غلاف غزة.
وحث دافيدي على منح الجيش الفرصة لترميم ما جرى في تلك المستوطنة وغيرها من مستوطنات غلاف غزة، مع منحه أيضا الفرصة للقيام بما هو ضروري للحرب مع قطاع غزة، على حد قوله.
اقرأ أيضاً
تطورات غزة.. صواريخ المقاومة تصل القدس ومستوطنات الضفة وإسرائيل ترد باستهداف منازل
وسديروت، هي إحدى المدن التي تقع أقصى الطرف الغربي من النقب الشمالي، تقدر مساحتها بحوالي 5 كيلومترات مربعة، تبعد عن مدينة غزة حوالي 1.5 كيلومترا.
أنشأتها إسرائيل من أجل توطين عشرات الآلاف من اليهود الشرقيين في تجمعات سكنية، ولتلعب دورا أساسيا في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ويرمز اسمها إلى شعار "جعل الصحراء تزهر".
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرضت سديروت لنيران صواريخ المقاومة، واشتعلت معركة برية مع الجنود الإسرائيليين إثر تسلل جماعي من كتائب القسام، التي أسفرت خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقد أكثر من 100 جندي.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف غاراته على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، ومحاولاته تفريغ الجزء الشمالي من القطاع من سكانه، رغم التحذيرات الدولية من عواقب التهجير.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم السابع على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
اقرأ أيضاً
صواريخ المقاومة تدك سديروت وأسدود وتقطع الكهرباء بعسقلان
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: صواريخ المقاومة سديروت إسرائيل إخلاء غزة القسام حماس طوفان الأقصى صواریخ المقاومة مستوطنة سدیروت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
40 يوما من القتال.. كمائن المقاومة تلاحق الاحتلال في أزقة جباليا
خلال 24 ساعة فقط نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 10 كمائن وهجمات على قوات الاحتلال الإسرائيلي معظمها في جباليا، في مؤشر واضح على شراسة المقاومة في شمالي قطاع غزة.
وتنوعت عمليات القسام بين استهداف دبابات ميركافا وجرافات عسكرية من طراز "دي-9" بعبوات ناسفة وقذيفة التاندوم وقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى قنص جندي واستهداف قوة راجلة بقذيفتين مضادتين للأفراد، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
كما استهدفت قوة إسرائيلية من 7 جنود داخل أحد المنازل بقذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات، وتم "الإجهاز عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية" قرب مسجد أولي العزم في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
لكن أبرز هذه العمليات كان استهداف مقاتلي القسام دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105″، ومن ثم اعتلوها وأجهزوا على طاقمها وغنِموا رشاشا منها، قرب مدرسة الفاخورة غرب مخيم جباليا، وفقا لما أعلنته الكتائب عبر تليغرام.
وتأتي هذه العمليات بعد مرور قرابة 40 يوما على العملية العسكرية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة، التي حشدت لها قوات الاحتلال الفرقة 162 الإسرائيلية المدرعة، ودعمتها باللواء المدرع 460 ولواء غفعاتي (قوات خاصة)، أي ما يقدر بنحو 50 ألف جندي، بمساندة جوية ومدفعية مكثفة وطائرات استطلاع حديثة. ولم يمر يوم واحد على بداية المعركة دون أن تنفذ المقاومة الفلسطينية عدة هجمات على قوات الاحتلال.
واعتمد جيش الاحتلال في عمليته العسكرية الثالثة على جباليا عاصمة محافظة شمال غزة -والتي أطلقها في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أسلوب "الأرض المحروقة" من القصف العشوائي والأحزمة النارية وتدمير المباني بالروبوتات والبراميل المتفجرة، إضافة لحصار السكان ومنع إدخال الماء والطعام بهدف تهجير سكان المخيم بالقوة وتحويل شمال غزة لمنطقة أمنية عازلة لتحقيق "خطة الجنرالات" الإسرائيلية.
وخلال 39 يوما من المجازر المروعة بحق المدنيين، استشهد ألفَا فلسطيني وأصيب المئات، بالإضافة إلى المئات من المعتقلين، كما تسبب القصف العنيف في تدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين جنوبا، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
ورغم كثافة النيران الإسرائيلية واعتمادها على إستراتيجية جديدة وهي حصار مخيم جباليا بلواء مدرع كامل، أي قرابة 111 دبابة لمنع المقاومة الفلسطينية في مدينة غزة وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون من دعم جباليا، فإن المقاومة نجحت في تدمير عشرات الدبابات الإسرائيلية.
ضربات موجعة
ووفق إحصاء أجراه موقع الجزيرة نت لبيانات القسام العسكرية خلال الفترة من 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فقد نفذ مقاتلو القسام 121 هجوما عسكريا على قوات الاحتلال، رغم الحصار الإسرائيلي الخانق والقصف العنيف الذي لا يتوقف ليلا ونهارا، وانتشار أسراب من الطائرات المسيرة في سماء المنطقة والتي تطلق النار على كل من يتحرك.
ولاحق مقاتلو القسام جنود الاحتلال في أزمة مخيم جباليا عبر سلسلة من الكمائن المركبة وعمليات القنص والاشتباك المباشر وتفجير المنازل التي تحصنوا بها، إضافة إلى تفجير عيون أنفاق بهم واستهدافهم بالقذائف المضادة للجنود والتحصينات. كما نجحوا في اغتيال العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 مدرع الإسرائيلي.
وبخصوص الآليات العسكرية، أصابت القسام 42 دبابة ميركافا و25 ناقلة جند و24 جرافة عسكرية و3 جيبات همر، بعد استهدافها بقذائف "الياسين 105" والعبوات الناسفة وقذائف التاندوم.
كما قصفت وحدات المدفعية في القسام حشود قوات الاحتلال 8 مرات بقذائف الهاون، بالإضافة إلى قصف مستوطنات غلاف غزة 3 مرات بصواريخ رجوم القصيرة المدى عيار 114 ملم.
ورغم تكتم جيش الاحتلال عن الأرقام الحقيقية لخسائره، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية رصدت قتل 24 ضابطا وجنديا إسرائيليا في جباليا منذ بدء العملية العسكرية الحالية.
وسمحت الرقابة العسكرية بنشر أسماء 787 جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بينهم 373 جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بداية التوغل البري يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كذلك قتل في حوادث تشغيلية وعملياتية ونيران صديقة 56 جنديا وضابطا.
واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 5325 عسكريا بجروح متفاوتة منذ بداية الحرب، في حين بلغت حصيلة الإصابات في صفوف الجيش منذ بداية التوغل البري بالقطاع 2420 إصابة.
ومع تصاعد هجمات المقاومة، اضطرت قوات الاحتلال بعد 25 يوما من القتال شمال القطاع إلى سحب اللواء المدرع 460 من جباليا، كما أعادت نشر قوات في شمال غزة، حيث سحبت قواتها من الأحياء السكنية، واكتفت بحصار المنطقة من جميع الجهات مع تكثيف قصفها الجوي والمدفعي على جباليا، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وبعد مرور شهر من المعارك، دفعت قوات الاحتلال بلواء كفير، وهو أحد أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، ويضم عدة كتائب ووحدات من النخبة العسكرية توصف بأنها مختصة في الحرب داخل المناطق الحضرية والمناطق المعقدة.
إعجاز عملياتي
"ما تقوم به المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة يعدّ إعجازا عملياتيا وعبقرية لافتة"، هكذا علق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي على كمائن القسام شمالي غزة، معتبرا أن نجاحها في مواجهة جيش الاحتلال رغم فارق الإمكانات العسكرية يمثل انتصارا تكتيكيا استثنائيا.
وأوضح الصمادي، في تحليله للمشهد العسكري على قناة الجزيرة، أن معركة جباليا تتم في ظروف قاسية، إذ يواجه المقاتلون الفلسطينيون ألوية مدرعة مثل اللواء 401 و460، ولواء غفعاتي المدعوم بمساندة جوية ومدفعية مكثفة وطائرات استطلاع حديثة.
وأضاف أن المخيم محاصر بالكامل ومنفصل عن مدينة جباليا، ورغم ذلك تواصل المقاومة عملياتها الناجحة في ظل صمود الحاضنة الشعبية التي تواجه إبادة من جيش الاحتلال.
وفي تعليقه على التكتيكات العسكرية لجيش الاحتلال، أوضح الصمادي أنه يعتمد أسلوب "الأرض المحروقة" في محاولاته المتكررة لاجتياح مخيم جباليا. وقال إن الجيش استخدم كل أساليبه خلال أكثر من أسبوعين من المعارك، كالقصف العشوائي وسياسة الأحزمة النارية وتدمير المباني.
ويقول الصمادي إنه رغم ذلك، لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على التكيف مع هذه التكتيكات عبر القتال بأسلوب المجموعات الصغيرة التي تستخدم الفرص المتاحة لقنص جنود الاحتلال وشنّ الهجمات المفاجئة.
وأشار الصمادي إلى أن مخيم جباليا الذي تبلغ مساحته 1.4 كيلومتر مربع يُعدّ نموذجا للصمود الفلسطيني في وجه القوة العسكرية الإسرائيلية.