القوة والردع.. ماذا تمتلك القوات الجوية لحماية سماء مصر وأمنها القومي

تحتفل مصر والقوات المسلحة في الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، بعيد القوات الجوية، ذلك اليوم الذي سطر فيه نسور مصر، ملحمة وطنية وعسكرية كانت ولا تزال تدرس حتى الآن في كبرى المعاهد العسكرية العالمية، ففي الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1973، ظن العدو الإٍسرائيلي أن بإمكانه أن يصول ويجول في سمائنا الغالية، دون أن يجد من يردعه، فحدث ما لم يدر بخلده، حيث كان الرد عنيفًا ومزلزلًا، ليفقده توازنه وتتحطم أماله.

 

القوات الجوية

تعتبر القوات الجوية المصرية من أقدم قوة جوية في المنطقة والشرق والأوسط، وقد سطر أبطالها بأحرف من نور، تاريخاً عريقاً يحمل أياماً وساعات حاسمة، لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا نصر الله وتأييده، مدونيين في سجلات هذا التاريخ أروع الانتصارات وأسمى معانى التضحية والفداء، ليُسلموا رايات النصر والعزة مرفوعة خفاقة للأجيال من بعدهم، وشعارهم: "إلى العلا في سبيل المجد".

تطوير وتحديث القوات الجوية

أن ما يشهده العالم في الفترة الأخيرة من متغيرات أدت إلى ظهور أشكال مختلفة من التهديدات والتحديات الغير مسبوقة، فرض المزيد من الأعباء والمهام الإضافية على القوات المسلحة بشكل عام، والقوات الجوية بشكل خاص، مثل مكافحة البؤر الارهابية وأعمال "التهريب - التسلل - الهجرة الغير شرعية والأزمات والصراعات المختلفة"، وذلك على جميع الإتجاهات الإستراتيجية، لذلك كانت هناك رؤية ثاقبة وتقدير متوازن من القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحديث القوات الجوية.

ومن أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة للحفاظ عليه، لذلك، تم تطوير وتحديث القوات الجوية بانضمام طرازات جديدة ومتطورة من الطائرات متعددة المهام والهيلوكوبترات والمعدات والأنظمة المختلفة، مما ساهم في زيادة القدرات والإمكانيات لقواتنا الجوية، بما يُمكنها من أداء كافة المهام بكفاءة قتالية عالية، ولتكتمل منظومة التطوير والتحديث، كما تم أيضًا تطوير ورفع كفاءة العديد من القواعد الجوية والمطارات في البنية التحتية والمنشآت الإدارية والفنية.

وتطوير القوات الجوية يعتبر من الأعمال التي تحتاج إلى تخطيط طويل المدى، لأنه يتأثر بالمتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي، كذلك طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التي تواجهها الدولة والمستجدات التي نظراً عليها والمهام المستقبلية للقوات الجوية.

ولكي يساهم التطوير في تحقيق أهدافه، فإنه من الضروري تحقيق مطلبين أساسيين، الأول يتمثل في تحقيق الاتزان النوعي والكمي، أو علي الأقل القدرة علي إحداث خسائر في العدو غير مقبولة لديه، أما الثاني، يتمثل في تحقيق الفاعلية للقوات الجوية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها.

وفي إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة علي التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، لما لها من دور حيوي وفعال في منظومة الدفاع المصرية، فقد تم تدعيم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة ومن مصادر متعددة وفق إستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح مثل:

الطائرات متعددة المهام "الرافال - وميج 29"، والتي تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كذلك عدد كبير من الهليكويتر المسلح الهجومية من طراز کاموف، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة، وطائرات النقل من طراز كاسا، بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر الخاصة بالطائرات، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية.

المصدر: صدى البلد