تعتبر ديوانية شعراء النبط في الكويت التي أسست عام 1977 منارة أدبية وجوهرها إرث حضاري ثري يحمل طابع التراث الكويتي الأصيل.
وتسعى ديوانية شعراء النبط من خلال مشاركتها في (مهرجان أبو ظبي للشعر) المقام حاليا تحت شعار (الشعر يلهمنا) الى تعزيز وترسيخ مكانة الشعر النبطي والموروث الشعبي الى جانب التراث الخليجي المشترك.


ويعقد مهرجان أبوظبي للشعر الذي تستمر فعالياته وأمسياته من 12 إلى 15 أكتوبر الجاري تحت رعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان بمشاركة كويتية ونخبة من المثقفين والأدباء والباحثين والإعلاميين المعنيين بالشعر من مختلف دول العالم.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

شيطان الشعر

مراعياً السياق الذي يتكلّم فيه قبل أكثر من ربع قرن مضى، حاول ريتشارد أندريتا، أحد أساتذة قسم اللغة الإنجليزية الأجانب في جامعة الملك سعود، أن يوضّح أهمية شكسبير اللغوية لدى طلابه العرب والمسلمين بالقول إنه بعد القرآن الكريم والسنة النبوية يأتي شكسبير. اعترض أحد الطلاب بالقول إن لدينا ما يفوق شكسبير وذكر شاعر العربية الشهير أبا الطيب المتنبي وأبا العلاء المعري.

المتنبي والمعرّي معجزتان لغويتان في الأدب العربي. يعرف شاعر العراق محمد الجواهري، الذي يعتبر أحد أهم الشعراء العرب في العصر الحديث، هذه الحقيقة وقد عاش تجربة مريرة مع أحدهما وهو صاحب معرّة النعمان عندما أشعرته السفارة العراقية في 1944 أنه الممثل الرسمي للعراق للمشاركة في مهرجان الاحتفال بالذكرى الألفية لأبي العلاء المعري في دمشق.

المشكلة التي واجهها الجواهري هو أنه تلقّى هذا التكليف للمشاركة في قصيدة حول المعرّي قبل أسبوع واحد فقط من عقد المهرجان الذي سيحضره عميد الأدب العربي طه حسين ومجموعة كبيرة من الأدباء العرب. حاول الجواهري الذي كان موجودا وقتها في دمشق الاعتذار بسبب ضيق الوقت لكنه وافق على مضض بعد إلحاح السفارة العراقية. المشكلة الأخرى التي عبّر عنها الجواهري صراحة هي خشيته ألا يكون كفواً لإيفاء أبي العلاء بعضا من حقّه.

يقول الجواهري إنه سهر الليلة الأولى في دمشق وألحقها بالثانية والثالثة وكانت النتيجة من هذه الأيام الثلاثة بلياليهن: قصيدة دالية ذات سبعين بيتا لكنها بعد مراجعة وفحص مزّقها الجواهري قطعا متناثرة، كما يقول، بسبب أنه لم يجد المعري فيها، وكان في غاية الغضب والتوتر والهياج.

اقترب موعد المهرجان ولم ينجح الجواهري وهو ينتظر شيطان الشعر في كتابة بيت واحد. لكن بعد لقاء مع صديقه الشاعر عمر أبو ريشة، وبعد حالة من التوتر والقلق والأرق في الليلة الثالثة، كاد الجواهري أن يوقظ النيام بما يشبه الصراخ، على حد قوله، بعد أن وجد بيتا واحداً:
قف بالمعرة وامسح خدّها التربا
واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا

يقول الجواهري إنه بقي يوما آخر على هذا البيت فقط، ولم يتبق على المهرجان إلا يوما واحدا أو اثنين. ذهب إلى زحلة وجلس في أحد أكبر مقاهيها وهو يتصارع مع نفسه في مخاض عسير، كما سمّاه، واختار زاوية من المقهى وجهه إلى الجبل وظهره إلى الناس في إشارة لكل من يعرفه أن يتركوه وشأنه. يقول الجواهري إنه لأول مرة يؤمن بشيطان الشعر. ” كنت أسمع همساً آخر خارجاً من نفسي فأسرعت بإمساك القلم لضبط الحروف والكلمات كي لا يفوتني شيء منه”. كان الجواهري غير مصدق لهذا الهمس فضرب الطاولة بجمع يده بصورة استرعت انتباه من حوله. نهض ودفع الحساب وركب أول سيارة عائدة إلى دمشق وقد توقف الهمس وانتهت القضية وأصبحت القصيدة (91 بيتا) في جيبه. كان ترتيب قصيدة الجواهري في المهرجان بعد كلمة طه حسين الذي وقف وقال: صدق رسول الله. إن من البيان لسحرا.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • مهرجان برد أبوظبي 2024 منصة تحتفي بالثقافة المعاصرة
  • 15دولة تشارك في بطولة أبوظبي الدولية للتزلج الاستعراضي
  • «من صغري بعشقه».. عمر يعثر على منزله في رفح الفلسطينية بفضل شعار النادي
  • “أبوظبي للزراعة” تقدم خدماتها البيطرية في مهرجان الظفرة
  • سلطنة عُمان تشارك في المعرض الدولي للسياحة فيتور 2025 بمدريد
  • شيطان الشعر
  • شواطئ.. بديعيات حسن طلب
  • محمد بن زايد يستقبل الشيوخ والمواطنين في برزة قصر المقام
  • «أبوظبي للغة العربية» يختتم بنجاح مشاركته في «مهرجان الشارقة للآداب»
  • الأربعاء المقبل.. سلطنة عمان تشارك في المعرض الدولي للسياحة فيتور بمدريد