ردود الفعل الامريكية تحرك كرة الثلج بالمنطقة العربية

الموقف الامريكي من العدوان الاسرائيلي على غزة بداية مرحلة فارقة يتحلل ويتاكل فيها النفوذ الامريكي بالمنطقة العربية بتسارع.

ردود الفعل الأمريكية جاءت بطعم الهزيمة؛ انفعالية و نزقة على فشل المنظومة العسكرية والسياسية الاسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

الدعم الغربي لطالما شجع الاحتلال على مواصلة جرائمه في الضفة الغربية؛ وهو اليوم يشجعه على ارتكاب الفظائع في قطاع غزة بدون قيد أو شرط.

تتدحرج كرة الثلج ان لم تكن كرة النار بالمنطقة العربية مذكرة بما آلت اليه أوضاع الساحل و الصحراء الافريقية؛ و التي أفضت للاطاحة بالنفوذ الفرنسي.

عولت أمريكا على منظومة إسرائيل العسكرية لترميم نفوذها المتضرر وخفض الكلف لتكتشف ضعفها وهشاشاتها في قطاع غزة بعد ان أنفقت عليها مئات المليارات خلال 70 عاما.

* * *

كرة الثلج تتدحرج في الاقليم؛ ومن غير المعلوم ماذا ستجمع في طريقها من احداث واطراف؛ وفي اي اتجاه تتحرك؛ واين تستقر في نهاية المطاف.

فالعودة الى ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول مستحيلة؛ فالصراع في الاقليم اتخذ مسارا صاعدا بعد ان غذته المواقف الاوروبية والامريكية الداعمة للاحتلال عسكريا واقتصاديا وسياسيا.

فالدعم الغربي لطالما شجع الاحتلال على مواصلة جرائمه في الضفة الغربية؛ وهو اليوم يشجعه على ارتكاب الفظائع في قطاع غزة وبدون قيد اوشرط وبحماية ورعاية من حاملات الطائرات الامريكية.

مشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن في اجتماع مجلس الحرب لحكومة الطوارئ خلال زيارته للكيان المحتل مساء اليوم الخميس و بحضور نتنياهو وغالانت وغانتس وإيزنكوت ودريمر؛ وما تبعه من تصريحات داعمة للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة اطلقها وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن خلال لقائه و زارء دفاع الناتو في بروكسل أكملت حلقة الدعم السياسي بدعم عسكري امريكي واوروبي؛ يوفر الضوء الاخضر لقوات الاحتلال لاطلاق هجمات وحشية على قطاع غزة من يتوقع ان يتجاوز ضحاياها العشرين الف شهيد خلال الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة من عمر المعركة المتوقع.

الأوضاع بالمنطقة العربية تتدحرج فيها كرة الثلج ان لم تكن كرة النار؛ مذكرة بما الت اليه الاوضاع في منطقة الساحل و الصحراء الافريقية؛ و التي افضت للاطاحة بالنفوذ الفرنسي بدءا من مالي وبوركينا فاسو وليس انتهاءا بالنيجر التي أصر مواطنوها على مغادرة القوات الفرنسية والسفير الفرنسي في الان ذاته من بلادهم وقارتهم السمراء.

انتكاسة فرنسية لم تكن وليدة لحظة او نتاج لموقف بعينة بل تراكم للاحداث والمواقف افضت الى حالة من الغضب اطاح بالنفوذ الفرنسي؛ مسار متوقع للنفوذ الامريكي الذي يعاني من اشكالات وتعقيدات كبرى مع شعوب ودول المنطقة وقادتها منذ مدة ليست بالقصيرة .

امريكا ان لم تتراجع عن سياسياتها في فلسطين المحتلة ستواجه ذات المصير الذي واجهته باريس في أفريقيا؛ فارهاصات انهيار النفوذ الامريكي لم تبدا في فلسطين بل من الخليج العربي قبل ذلك بسنوات وهي مفارقة لم يلتفت اليها احد من قبل ولكنها حقيقة عبر عنها اتفاق اوبك بلس والعلاقات المتطورة مع بكين .

ختاما .. الموقف الامريكي من العدوان الاسرائيلي على غزة بداية لمرحلة فارقة يتحلل ويتاكل فيها النفوذ الامريكي في المنطقة العربية على نحو متسارع؛ فردود الفعل الامريكية جاءت بطعم الهزيمة؛ انفعالية و نزقة على فشل المنظومة العسكرية والسياسية الاسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية؛ وهي منظومة عولت عليها اميركا لترميم نفوذها المتضرر وخفض الكلف ؛ لتكتشف ضعفها وهشاشاتها في قطاع غزة بعد ان انفقت اوروبا واميركا عليها مئات المليارات خلال السبعين عاما الماضية دون جدوى تذكر.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين أمريكا إسرائيل المنطقة العربية العدوان الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية النفوذ الأمريكي بالمنطقة العربیة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وفد عراقي يبحث فرص الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم

"العمانية": قام وفد تجاري عراقي برئاسة معالي الدكتور محمد ناجي النجار المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية اليوم بزيارة إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ اطلع خلالها على عدد من المشروعات الاستثمارية بالمنطقة، وقدم المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للوفد العراقي شرحًا عن عدد من الاستثمارات في المنطقة والحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين والفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وقال الرئيس التنفيذي إن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم استطاعت خلال السنوات الماضية استقطاب استثمارات بأكثر من 6 مليارات ريال عُماني في عدد من القطاعات الاقتصادية، مستعرضًا المشروعات الاستثمارية الكبرى في المنطقة مثل مصفاة الدقم وميناء الدقم والحوض الجاف ومحطة تخزين النفط في رأس مركز، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الحكومية في المنطقة شجعت الشركات المحلية والعالمية على الاستثمار فيها. وأضاف أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ترحب بالمستثمرين العراقيين. لافتًا إلى العديد من فرص الاستثمار المتاحة في القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية. وأكد أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم رسّخت خلال السنوات الماضية مكانتها بصفتها إحدى المناطق الاستثمارية الرئيسة بالمنطقة العربية خاصة مع إقبال العديد من الشركات العالمية على الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء والحديد الأخضر بالمنطقة، موضحًا أن وجود شركات عالمية في الدقم من شأنه تنمية الأعمال بالمنطقة وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية للشركات المحلية والإقليمية.

من جهته أشار معالي الدكتور محمد ناجي النجار المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية إلى أن هناك إمكانيات عديدة للتعاون بين رجال الأعمال في سلطنة عُمان وجمهورية العراق، مؤكدًا على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتحفيز الشراكات التجارية بينهما. وقال إن المشروعات التي تشهدها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أكدت أهمية تعزيز علاقات الشراكة بين الشركات العُمانية والشركات العراقية، موضحًا أن الفرص الاستثمارية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عديدة، كما أن هناك فرصًا عديدة للاستثمار في جمهورية العراق، داعيًا الشركات العُمانية للاطلاع عليها. وناقش الجانبان خلال الزيارة الاستفادة من التجربة العُمانية في تطوير المناطق الاقتصادية، وتبادل الخبرات بين الجانبين، والدخول في استثمارات مشتركة إضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة في قطاع الصناعات البتروكيماوية وتخزين النفط.

واطلع الوفد التجاري العراقي خلال زيارته للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على عدد من المشروعات والمخطط العام للمنطقة، منها مبنى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ومصنع كروة للسيارات، ومحطة تخزين النفط الخام برأس مركز، وشركة مرافق، ومحطة تصدير المشتقات البترولية (رصيف المواد السائلة والسائبة) بميناء الدقم.

مقالات مشابهة

  • المساوى: هناك ردود إيجابية تجاه مبادرة فتح طريق جولة القصر- الكمب خلال شهر رمضان
  • وفد عراقي يبحث فرص الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم
  • تحرك 195 شاحنة مساعدات للدخول إلى قطاع غزة من بينها 16 شاحنة وقود
  • الجامعة العربية وفلسطين تؤكدان ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية
  • خيارات القمم العربية المرتقبة.. بين الواقع والطموح
  • جلال القبي: مصر والسعودية ثقل عربي لا يمكن تجاوزه في القضايا العربية
  • مصطفى الفقي: ترامب يطلق تصريحات لاختبار ردود الفعل مثلما حدث مع أوكرانيا وروسيا
  • تحرك برلماني بشأن عمليات النصب على المصريين من منصة FBC
  • السيسي يبحث مع رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي تطورات الأوضاع بالمنطقة العربية 
  • حفل زفاف لرجل الثلج على عروسه في إسطنبول.. فيديو