طوفان الأقصى تدخل أسبوعها الثاني.. رفض للتهجير في مواجهة قصف عنيف
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
دخلت عمليات معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال أسبوعها الثاني، وكذلك العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت الماضي، فيما تواصل المقاومة بالرد برشقات صاروخية كبيرة على المدن المحتلة.
في السياق ذاته، لا يزال المجتمع الدولي يقف خلف دولة الاحتلال سياسيا وعسكريا وسط زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى إلى تل أبيب، في مقابل بيانات عربية من جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب لم تفلح بوقف القصف الإسرائيلي على غزة.
وجدد الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مطالبته لسكان شمال القطاع بالخروج منه نحو الجنوب، الأمر الذي لم يستجب له المواطنون في غزة، ويهدف منه الاحتلال إلى تهجير السكان قبل تسوية منازلهم بالأرض.
وشددت الجبهة الداخلية في قطاع غزة على ضرورة عدم التعاطي مع بيانات الاحتلال، مؤكدة أن الدعوات للإخلاء تأتي في إطار الحرب النفسية، وإحداث بلبلة في القطاع، والمس بتماسك المواطنين هناك.
وخرجت الجمعة في قطاع غزة مسيرات تهتف للمقاومة، وترفض التهجير من جديد، وتؤكد على بقاء المواطنين في بيوتهم.
وتاليا أبرز أحداث اليوم الثامن من طوفان الأقصى:
مبادرة روسية لوقف العدوان على غزة.. وحماس تثمن تصريحات بوتين
اقترحت روسيا على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة، قرارا بشأن وقف الحرب على غزة، وتثبيت هدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس".
تحقيق خطير: الشيخ عكرمة صبري على رأس أهداف جماعات يهودية متطرفة
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن الشيخ عكرمة صبري، إمام المسجد الأقصى في القدس، هو من بين عشرات الفلسطينيين الذين نُشرت أسماؤهم وأماكن وجودهم على قناة إسرائيلية يمينية متطرفة على تطبيق تليغرام، للتحريض على قتلهم.
الاحتلال يعلن مهاجمة حزب الله جنوبي لبنان ردا على "الطائرة المجهولة"
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الجمعة/السبت، الهجوم على هدف لحزب الله في جنوب لبنان؛ ردا على "تسلل طائرة مجهولة" واعتراضها، وإطلاق النار على طائرة بدون طيار تابعة لجيش الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة حماس احتلال حماس غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" يُعيد تشكيل الضمير العالمي
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
الانتخابات في أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا، والمظاهرات في عموم بلدان الغرب، والرهان على التحولات في وعي ومفاهيم الأجيال العربية والغربية القادمة جميعها مؤشرات لم تكن في الحسبان قبل هدير طوفان الأقصى.
الكيان الصهيوني اليوم يتحدث عن خطورة تفكير الجيل الأمريكي القادم عليه، حيث لم تشهد أمريكا في تاريخها حملات تشهير بالكيان وكراهية له ودعوات لمقاطعته كما شهد العالم في مراحل طوفان الأقصى، والسبب الرئيس لقلق الكيان الصهيوني ورعاته بداخل أمريكا وفي الإقليم، هو أن هذا الجيل الساخط سيصل- بحكم الزمن- إلى سُدة الحكم والقرار في أمريكا في يوم من الأيام، وسيكون له رأي وتأثير في سياسات بلده، تجاه رعاية ودلال الكيان، والذي تخطى كل مفاهيم التحالف ليصل إلى مرحلة الإضرار بأمريكا ومصالحها وسمعتها في العالم.
فلسطين آخر الاحتلالات المباشرة في العالم، ولا يمكن لعاقل واحد اليوم أن يستوعب أن هناك بلادا مُحتلة في القرن الحادي والعشرين بعد أن شهد العالم حركات تحرر كبيرة في القرن العشرين والذي أطلق عليه قرن تحرر الشعوب.
مُورِس على الشعوب في الغرب تضليل كبير لطمس حقيقة احتلال فلسطين، وتوالت سرديات التضليل واختلفت من جغرافية لأخرى، فبينما صور الإعلام الأمريكي قضية فلسطين على أنها صراع بين المعسكرين الشرقي والغربي على النفوذ بما سُمي غربيًا بـ"الشرق الأوسط"، صوَّر الإعلام الأوروبي قضية فلسطين بأنها أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض.
وبعد طفرة التكنولوجيا وتغول وسائط الإعلام الاجتماعي في العالم، بدأت الحقائق تتسرب بلا مقص رقيب ولا وسيط، حتى بلغت ذروة تأثيرها في مراحل طوفان الأقصى، والذي أحدث بدوره طوفانا في المفاهيم والمواقف بشأن قضية فلسطين وأعاد الشعوب والضمير العالمي إلى التساؤل عن حقيقة احتلال شعب ومصادرة أرضه في القرن الحادي والعشرين.
لم يُثر طوفان الأقصى قضية احتلال فلسطين فحسب؛ بل جعل الشعوب الحرة تُقلِّب الرأي في جملة من السرديات التي سُكبت في عقولها لعقود خلت، سرديات تتحدث عن السامية والمحرقة والسيادة والحريات والقانون الدولي، والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وغيرها من المنظومات التي قيل عنها بأنها وجدت لحماية الأمن والسلم الدوليين.
طوفان الأقصى لم يكن حدثًا فلسطينيًا ولا عربيًا، ولن يكون كذلك أبدًا؛ بل حدثًا عالميًا أيقض الضمير العالمي على مجازر أجساد وفكر وضمير، وعلى جُملة من الخرافات والأساطير التي تنافي العلم والأخلاق والسوية الإنسانية.
وبما أن طوفان الأقصى حدثٌ عابر للأجيال والحدود، فسيجعل الأجيال القادمة تُقلب الرأي والقناعات في جملة من السرديات والخرافات التي حاصرت عقولهم لعقود، وستجعل من وسائل التدافع بين الناس أكثر قربًا من السوية الإنسانية والقيم التي فُطر عليها الناس منذ بدء الخليقة.
وسينكشف لنا نحن العرب تحديدًا أن الغرب هو العدو التاريخي، وأن صراعنا معه هو صراع وجود، وأن الكيان الصهيوني مشروع غربي لتكريس شتات الأمة وسريان ضعفها وفرقتها وتبعيتها للغرب، وهذا الفهم بحد ذاته مُنجز تاريخي عظيم لنا، بعد عقود من التيه في تعريف الكيان ودوره ومهمته في قلب الأمة.
قبل اللقاء.. كشف لنا الطوفان أن فلسطين حُرة بنضالها، وأن الأقطار العربية مُحتلة بالتبعية العمياء للغرب، وبالتحرر الصوري، والسيادة الناقصة.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر