في ذكرى ثورة أكتوبر… اليمنيون يواصلون الكفاح من أجل تعزيز الوحدة وترسيخ السيادة! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
تحل علينا اليوم الذكرى الستون لثورة الرابع عشر من أكتور المجيدة، هذه الثورة التي سطرت بدماء الشهداء وكللت بأرواح المجاهدين ضد الاحتلال البريطاني الذي أرهق جنوب اليمن لأكثر من قرن من الزمن.
ويحتفي اليمنيون بهذه المناسبة العظيمة تخليدا لها، ووفاء لدماء الشهداء وسيرا على درب النضال ذاته الذي سار عليه الأجداد في الدفاع عن السيادة الوطنية والتمسك بالوحدة اليمنية.
احتفالات بهيجة تشهدها الكثير من محافظات اليمن بهذه المناسبة العظيمة، كرنفالات بهية تقيمها العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة حبا لهذه الذكرى واحتفاء بهذا المجد الخالد.
بهذا الشأن يقول حمزة الجبيحي (ناشط إعلامي) الذكرى ال 60 لثورة 14 أكتوبر المجيدة هي ذكرى غالية على قلب كل يمني، فهي ذروة التحرر اليمني من المستعمر البريطاني الذي عانى منه الجنوب اليمني لأكثر من قرن من الزمن “.
احتلال متخادم مع الإمامة
وأضاف الجبيحي ل يمن مونيتور” انبعثت ثورة الرابع عشر من أكتوبر بعد 128 عاما من الاحتلال البريطاني للجنوب اليمني والذي كان متخادما مع الإمامية في شمال الوطن، بدليل أنه بمجرد أن تحرر اليمنيون من الإمامة بثورة 26 سبتمبر 1962م ففي لعام التالي لهذا العام تحرر اليمنيون من الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن اليمني “.
وأردف” ثورة 14 من أكتوبر هي التي فضحت التخادم البريطاني الإمامي، والفضل بذلك يعود لعظماء اليمن المناضلين الذين سطروا بدمائهم الزكية أروع البطولات والذين عززوا شريان اليمن وقلبها النابض “.
وتابع” اليوم وفي ظل ما يحدث من محاولات لقطع حبل الوحدة اليمنية إلا أن هناك الكثير من الشرفاء الأبطال الذين ما يزالون يدافعون عن الوحدة والسيادة اليمنية، ويضحون لأجل ذلك بالغالي والنفيس وهؤلاء هم أبطال كأولئك الذين حققوا ثورة الرابع عشر من أكتور وكالذين حققوا الوحدة اليمنية فأولئك بدءوا بالمشوار وهؤلاء يسيرون على سيرهم ويحافظون على مكتسباتهم “.
وواصل” ستبقى هذه الذكرى خالدة في قلوب أبناء الشعب اليمني، وأحداثها ستظل دروسا يستفيد منها الشرفاء في الحفاظ على اليمن ووحدته وسيادته “.
في السياق ذاته يقول أحمد هزاع (محلل سياسي)” تعود علينا ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتور كل عام في ظل حدوث تجديد في وحدة الصف اليمني، فاليوم ما يزال اليمنيون يكافحون الاستعمار الجديد الذي يحتل المواني والجزر، ويقمع كل من يتحدث ضد ممارساته “.
وأضاف هزاع ل” يمن مونيتور “نحن نتحدث عن استعمار حتى وإن حاول أن يغير جلده ولونه، هناك قمعا وملاحقة ومحاولات في الحديث عن الانفصال من قبل المجلس الانتقالي، فعلي الرغم من هذا كله، هناك أصوات ترفض ما يقوم به الانتقالي من ملاحقات وزعزعة رباط الوحدة وهذا نضال حقيقي من أجل ترسيخ الوحدة والسيادة اليمنية”.
وأردف “اليوم مواقع التواصل الاجتماعي تعج بأخبار عن كثير من الفصائل التي تحاول أن يكون الجنوب إقطاعية خاصة، ولكن ما يزال الناس في يقظة ووعي في مثل هذه المشاريع حتى وإن حاولت فرض شروط أو نماذج بالقوة”.
وتابع “اليوم الناس يصرخون مستائين من الوضع الحاصل في جنوب اليمن وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب يعاني من التدخلات الخارجية وهو في الوقت ذاته يرفضها رفض قاطع”.
وواصل “اليمنيون في الجنوب يعانون كثيرا بسبب الموقع الجغرافي المميز الذي هو محط أنظار الطامعين من الكثير من الدول؛ لذلك فهناك من يحاول خلط الأوراق بين فترة وأخرى، ولكن في الأخير لن يصح إلا الصحيح ولن تبقى إلا السيادة اليمنية والوحدة اليمنية التي عمدت بدماء اليمنيين”.
بدوره يقول أحمد مسعود (معلم) “ثورة 14 من أكتوبر هي نتاج كفاح شعبنا اليمني على مدار 128سنة ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، كفاح شعب يرفض الظلم ويأبى الاستسلام للغاصب المحتل”.
وأضاف مسعود ل “يمن مونيتور” الشعب الذي كافح المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، ودافع عن حقه ووطنه وحريته، أجيال عديدة مرت وهو يقدم الشهداء والأبطال في سبيل تحرير بلده، شعبا واجه ظلم الأئمة من آل بيت حميد الدين، ولكنه ظل متمسكا بكفاحه لنيل استقلاله والانعتاق من احتلال عجوز أوروبا آنذاك فشاء الله أن يتوج هذا الكفاح بقيام ثورة 26سبتمبر 1962م في الشمال ضد الاستبداد الإمامي “.
وتابع” وما هو إلا عام واحد حتى أعلن الشعب من أقصاه إلى أقصاه ثورته ضد المحتل، ولبى نقم وعيبان نداء شمسان، وتعانقت ثورة قاسم لبوزة مع ثورة علي عبدالمغني ، والتقت هتافات الزبيري ضد الاستبداد مع هتافات البيحاني ضد الاحتلال، فكان إعلان الثورة المباركة 14أكتوبر المجيدة التي حررت الشعب من الاحتلال البريطاني “.
وواصل” وها هو الشعب اليمني ما يزال متمسكا بمبادئ ثورتيه المجيدتين الخالدين، إيفاء لدماء الشهداء وسيرا على درب النضال ذاته، الذي سار عليه الآباء والأجداد في القدم فما يزال اليمنيين متمسكين بوحدتهم ومقدسين أرضهم “.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: 14 أكتوبر الوحدة اليمنية اليمن الاحتلال البریطانی الوحدة الیمنیة یمن مونیتور ما یزال
إقرأ أيضاً:
فتح طريق جولة القصر- الحوبان لـ 24ساعة…انفراجه اقتصادية أم عبءٌ على سكان مدينة تعز؟ ( تقرير خاص)
يمن مونيتور/ تعز/ من إفتخار عبده
منذ أن تم فتح طريق جولة القصر الحوبان في الثالث عشر من يونيو من العام الماضي، شهدت مدينة تعز حركة تجارية نشطة؛ إذ توافد الكثير من المواطنين من منطقة الحوبان لشراء الملبوسات وأدوات المطبخ وبعض المواد الغذائية والبهارات.
ويرى القادمون من الحوبان أن الأسعار داخل المدينة غير مكلفة على الإطلاق مقارنة بالأسعار في الأسواق الواقعة في مناطق الحوثيين، ولهذا يلجأ الكثير من المواطنين إلى شراء العملة الصعبة والدخول إلى المدينة وبيعها وشراء كل المتطلبات.
وبعد فتح الطريق طوال اليوم ازداد الإقبال على أسواق المدينة، الأمر الذي جعل التجار يستغلون هذا الإقبال بمزيد من رفع الأسعار، وخاصة أسعار الملابس، مما أدى إلى التضييق الكبير على سكان المدينة الذين لم يستطيعوا شراء حاجياتهم بسبب غلاء الأسعار.
ويهفوا التجار إلى استقبال القادمين من الحوبان بكل حفاوة قاصدين من وراءهم مكاسب لا يحصلون عليها عادة، فيما يسعد الآخرون بهذه الأسعار، مما يضفي حزنا كبيرا على السكان.
وفي ظل هذه الأوضاع، يبرز تساؤل مهم وهو، هل فتح طريق جولة القصر- الحوبان، يمثل انفراجة اقتصادية حقيقية لتعز، أم أنه مجرد مغنم للتجار على حساب معاناة السكان؟
ضرره أكبر من نفعه
بهذا الشأن تقول هبة الصبري” فتح الطريق أتى لنا بالضرر أكبر من النفع، فاليوم أسواق المدينة مزدحمة بالوافدين من مناطق سيطرة الحوثيين إلى المدينة، والتجار في الوقت نفسه يستغلون هذا الإقبال ويرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه”.
وأضافت الصبري لـ” يمن مونيتور” ذهبت في بداية رمضان إلى السوق من أجل شراء كسوة العيد لاثنين من أطفالي، وتفاجأت بالأسعار التي تفوق قدرتي على الشراء؛ فالتجار يريدون بيع الفستان الواحد لفتاة في عمر عشر سنوات ب50 ألف ريال وعندما احتجيت على هذا السعر قال لي التاجر وبكل برود: اتركيه سأبيعه لبنات الحوبان ب70ألف ريال ولن أُتعب نفسي في المبايعة معهن”.
وأردفت” بعد فتح الطريق طوال اليوم زاد الازدحام بشكل غير مسبوق، هذا الازدحام الذي في السوق اليوم كان يحدث فقط قبل العيد بيوم أو يومين، لكنا اليوم إذا ما ذهبنا إلى السوق فبالكاد نستطيع المرور والتنقل بين المحال التجارية”.
وتابعت ” فتح الطريق أعطى التجار متنفسًا كبيرا وفتح أمامهم الأبواب لمزيد من كسب المال على حساب المواطنين الضعفاء الذين لم يستطيعوا شراء حاجياتهم بسبب الغلاء الفاحش”.
وواصلت” من الملفت والمؤسف أن الأسعار تختلف من محل لآخر فكل يبيع بحسب رغبته وعادة ما يتم السؤال من قبل الباعة هل أنت من الحوبان؟، أو يطلبوا منا قيمة المشتريات بالعملة القديمة، وأما العملة الجديدة فلا يعطونها اي اهتمام أو تعبير، وإذا ما أخذوها منا يأخذونها وهم مشمئزون”.
تداعيات سلبية
ويرى الصحفي والناشط السياسي، وليد الجبزي، أنه” على الرغم من أن فتح الطريق قد أسهم في تسهيل وصول المسافرين إلى تعز وزيارة أسرهم في المناسبات والأعياد، إلا أنه أدى إلى تداعيات سلبية على سكان المدينة”.
وأضاف الجبزي لـ” يمن مونيتور” منذ فتح الطريق، لوحظ إقبال كبير من سكان الحوبان على الأسواق داخل المدينة، وهو ما أدى إلى ازدحام غير مسبوق في شوارع وأماكن التسوق، في البداية كان هذا الإقبال يُنظر إليه باعتباره مفيدًا للمسافرين، لكنه للأسف حمل تأثيرات غير مرغوب فيها على أهل المدينة”.
وأردف” أحد أبرز التأثيرات السلبية كانت في استغلال التجار لهذا الوضع؛ إذ شهدت الأسواق ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، ما جعل حياة سكان المدينة أكثر صعوبة، وبات المواطنون داخل تعز غير قادرين على شراء احتياجاتهم الأساسية بأسعار معقولة، حيث يقوم بعض التجار بزيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه، وعندما يعترض الزبائن على الأسعار، يقول التجار: “اتركوا البضاعة، أصحاب الحوبان سيأخذونها بأعلى سعر”.
وأشار إلى أن” هذا الاستغلال من التجار يجعل الحياة اليومية للمواطنين في تعز أكثر قسوة، إذ يعانون من صعوبة في الحصول على حاجاتهم الأساسية بسبب الارتفاع المستمر للأسعار، يظهر هذا جليًا من خلال تعبير العديد من المواطنين عن استيائهم من هذه التصرفات التي تضر بمصالحهم”.
وواصل” على الرغم من الفوائد التي جلبها فتح طريق جولة القصر في تسهيل وصول المسافرين، إلا أن التأثيرات السلبية التي أفرزتها حركة الزوار، والإقبال الكبير من الحوبان قد طغت على الفوائد التي كان من المتوقع أن يجنيها سكان المدينة”.
وواصل” لا شك أن فتح طريق جولة القصر قد جاء لخدمة بعض الفئات، لكنه في المقابل كان له تأثيرات سلبية على سكان مدينة تعز، الذين يعانون يوميًا من غلاء الأسعار والضغط الكبير في الأسواق بسبب الإقبال المفرط من القادمين من منطقة الحوبان”.
*الفرق واضح*
والتقى يمن مونيتور، بأم خالد( مواطنة قادمة من الحوبان للتسوق) والتي بدورها قالت:” الفرق واضح جدًا بين المنطقتين، رغم أن سعر الصرف في الحوبان يبدو مستقرًا، إلا أن هذا الاستقرار مجرد وهم، لأن القوة الشرائية للعملة هناك ضعيفة جدًا، فالفلوس في منطقة الحوبان لها قيمتها كما يعرف الجميع لكن هذه القيمة تفقد عند الشراء”.
وأضافت” رغم اختلاف سعر الصرف، إلا أن الأسعار هنا بأحسن حال مقارنة بالحوبان،
لا أقول إن الفارق كبير جدا لكنه يصبح كبيرا إذا ما اشترينا بضاعة كثيرة فعلى سبيل المثال نحصل على فارق بما يعادل ال500 ريال بالعملة القديمة بعد القطعة الواحدة ونحن نقوم بشراء الكثير من القطع سواء في الملابس أو في البهارات التي أسعارها في منطقة الحوبان خيالية، وقد نوفر ضعف المبلغ من ورائها”.
وتابعت” ليس الفارق في السعر وحده من يجذبنا للتسوق داخل المدينة، ولكن الجودة في البضاعة هنا مضمونة والخيارات متعددة، إذا لم تجد ما يرضيك في هذا المحل تذهب للآخر وهناك تفاوت في الجودة من محل لآخر وكل يأخذ بقدر استطاعته وبحسب رغبته”.
وواصلت” هناك أشياء الفارق في السعر بين المدينة والحوبان فارق شاسع وهو ما يدفع بالناس للدخول إلى المدينة وقطع هذه المسافة والعودة في اليوم ذاته، مثل الرصيد والعلاج داخل المدينة سعره مناسب جدا فعلى سبيل المثال إذا ما حدث مرض وتم التداوي في منطقة الحوبان سيخسر المريض ما يقارب السبعين ألف ريال، وإذا تعالج للمرض ذاته هنا داخل المدينة لن يكلفه العلاج نصف المبلغ هذا”.