فلسطينية تروي الوضع في غزة: مخزون الطعام ينفد ودخول الحمام رفاهية
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
مدينة ثكلى اكتست شوارعها بلون الدم، وباتت أصوات المدافع مألوفة لأهلها، اعتادت أعينهم رؤية الغبار في السماء بدلًا من أشعة الشمس ويخترق أذانهم أنين المصابين والجرحى في المنازل والمشافي «كما ينطقها أهل غزة»، تتكرر المعاناة لليوم الثامن على التوالي ينتظر كل واحد منهم مصيره في كل لحظة.
غارات تقصف المنازلهكذا يبدو المشهد الآن داخل مدينة غزة الفلسطينية، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الثامن على التوالي، على خلفية عملية «طوفان الأقصى» التي شنها مقاتلو حركة «حماس» يوم السبت الماضي، أيام تمضى واحداً تلو الآخر، تسير الحياة ولا تقف بموت أو إصابة أحدهم، وما بين ظلمات الليل وأشعة النهار التي تشق السماء فى بداية كل يوم جديد، يرى سكان المدنية وأطفالهم الموت فى كل ساعة ألف مرة.
«بتعرفوا شو يعني غزة دون مياه ولا كهرباء ولا إنترنت لليوم التالت على التوالي؟» بلهجة شامية وصوت حزين مضطرب في خلفيته أصوات المدافع، بدأت آلاء أبو قاسم، ابنة قطاع غزة الفلسطيني تروي لـ«الوطن» جزء من دفتر المعاناة اليومية التى يعيشونها فى المدينة المنكوبة الأيام الحالية التي وصفتها بـ«الحرب الأصعب» على تاريخ القطاع المحتل.
تشابهت ساعات يومهم لا فرق بين النهار والليل من كثافة الغبار الأسود الذي يكسو شوارع المدينة، الطائرات التى لا تفرغ منها سماء مدينتهم المحاصرة، حتى أضحت حجارة الجدران التى تؤويهم أحنّ عليهم من رصاص من يستهدفهم، «عيشنا 4 حروب في غزة لكن حرفيا ما عشنا فيهم ربع اللي عشناه في الأيام هدول» تروي الفتاة البالغة من العمر 28 عاما حجم الكارثة التي تعيشها وأسرتها وكافة أبناء غزة الآن، حيث تقصف طائرات الاحتلال المدينة بلا توقف على مدار اليوم، حسب وصفها.
مخزون الطعام ينفدالقلق والتوتر يأكلانِ معدتها أكثر من الجوع، المخابز صارت تعطي الخبز بالقطعة وبانتظار الدور من ندرة القمح والدقيق الأبيض، حتى المحلات التجارية الكبرى أوشك مخزونها من الطعام على النفاذ، «المزارعين شغلهم على الحدود خايفين يجيبوه للمحلات والمحلات الأكل فيها بينتهي»، حسب رواية آلاء.
إذا صادف أن غالبهم النوم غفلة يستفيقون منه مذعورين على صوت قصف عنيف، يتمتمون بآيات من القرآن سراً لتهدِّئ من روعهم قليلاً، هكذا روت «آلاء» حياة أهل القطاع المحتل، زاد المشهد قتامة حين قٌطع عنهم المياه وصار الاستحمام وقضاء الحاجة رفاهية بالنسبة لهم، «بننزل نعبي مياه ونقتصد في الاستخدام، ممكن أدخل الحمام مرتين بس في اليوم لتوفير المخزون» كلمات قالتها الفتاة العشرينية وبكت.
انتهى مخزون الهواتف المحمولة من الشحن وصارت آلاء وأسرتها تلجأ إلى جيرانهم لشحن هواتفهم التي يعيشون على ضوئها في عتمة الليل، مستغلين وجود ألواح شمسية في منزل الجيران، وحسب وصفها، الكهرباء منقطعة تماما منذ أربعة أيام متواصلين دون رأفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة مدينة غزة فلسطين طوفان الاقصى الاحتلال
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
غزة - صفا
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقائم بأعمال رئيس الحركة في قطاع غزة، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، "نحن اليوم نبحث في كافة الأبواب والمسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان، ونحن لا نخشى من هذا المطالب، بل نؤكد أننا كشعب فلسطيني، نريد وبكل وضوح وقف العدوان.
وأوضح "الحية"، في كلمة مسجلة بثتها قناة الأقصى الفضائية، يوم الأربعاء، أن الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وهو اقتراح قدمه إخوتنا المصريون، ونحن تعاملنا معه بشكل مسؤول ومتجاوب، نحن موافقون على هذا المقترح، ولكن مع شرط أساسي أن تدير هذه اللجنة غزة بشكل محلي كامل، بحيث تدير كل الأمور المتعلقة بالحياة اليومية هناك.
وأضاف "قمنا في هذا الصدد بعقد اجتماعات متعددة مع الإخوة في حركة فتح وقيادات فلسطينية أخرى في القاهرة، وكانت اللقاءات مثمرة، قطعنا خطوات كبيرة نحو التوافق والانسجام بين جميع الأطراف المعنية، فكرة اللجنة كانت مقبولة من الجميع، ورعاية مصرية مستمرة لدعم هذه المبادرة".
وتابع: "كما أكدت القمة العربية والإسلامية الأخيرة دعمها الكامل لهذه اللجنة، وأكدت اعتمادها تحت مسمى "لجنة الإسناد المجتمعي"، وباركت الجهود المبذولة في هذا المجال. نحن، إن شاء الله، ماضون في تفعيل هذه اللجنة، لأننا نعتقد أنها ستكون خطوة مهمة في إدارة شؤون غزة بشكل محلي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع".
وبين "الحية"، أن اللجنة ستكون من مجموعة من المهنيين الفلسطينيين من قطاع غزة، القادرين على العمل في كافة المجالات، مثل الصحة، والتعليم، والشرطة، والأمن، والدفاع المدني، والبلديات، وكل الأعمال التي تساهم في إدارة القطاع بشكل فعال، كما ستكون مسؤولة عن كافة الأعمال الحكومية والعامة.
وأكمل "نحن نعمل على تفعيل هذه اللجنة بشكل فوري، بدءًا من الآن، ليس فقط عندما يتوقف العدوان، بل من خلال المتاح حاليًا لنكون جاهزين لإدارة كافة الأمور الحياتية بشكل محلي".
ونوه إلى أن اللجنة يجب أن تكون على علاقة وثيقة مع الحكومة في الضفة الغربية، بحيث تنسق أعمالها وإدارتها بشكل كامل، غزة ليست معزولة، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، وندعو إلى تنسيق مستمر بين القطاع والضفة، لحماية مصلحة شعبنا الفلسطيني وحمايته من أي انقسامات أو تهديدات.
واستطرد "أعتقد أن هذه اللجنة هي المجال الذي يجب الحديث عنه في الوقت الحالي، إذا تم الاتفاق عليها بشكل رسمي، فإنني أعتقد أنها ستساهم بشكل كبير في وقف العدوان الإسرائيلي، أو على الأقل تسريع عملية وقفه، نحن في حماس مستعدون للعمل على ذلك، وقد عرضنا في أكثر من مرة مقترحات لتسهيل عمل اللجنة في غزة".
وأردف "على سبيل المثال، عرضنا على الإخوة في مصر والسلطة الفلسطينية أن نتفق على فتح معبر رفح، فتح المعبر سيعيد الحياة إلى غزة، ويسهل حركة السفر، ويتيح نقل الجرحى والمرضى، ويساهم في دخول المساعدات الإنسانية والاقتصادية، نحن نسعى لتخفيف معاناة شعبنا بكل الوسائل المتاحة".
وتابع "نحن كذلك مستعدون للاتفاق على إدارة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، بحيث نعمل معًا على تكليف جهاز الشرطة بتأمين القطاع وتوفير الاستقرار. نحن جاهزون للتنسيق مع الإخوة في السلطة الفلسطينية ومصر لتفعيل هذا الاقتراح بما يضمن الأمن والاستقرار في غزة".
وأوضح "الحية " أن الاحتلال يسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة في محاولة لتهجير السكان وتجويعهم بهدف كسر إرادتهم.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجنرالاته يستعرضون في المناطق المدمرة بالشمال، استعدادًا لتنفيذ خطط مستقبلية تتنافى مع القيم الإنسانية.
وأضاف "أن الأوضاع في جنوب القطاع ليست أفضل حالًا، حيث أصبحت رفح شبه خالية من السكان تحت سيطرة الاحتلال الكاملة".
وذكر أن أي فلسطيني يقترب من شمال رفح يُقتل فورًا، بينما تم تدمير أكثر من 500 متر على الحدود المصرية بعمق رفح.
وأشار إلى أن الاحتلال وسّع عملياته في المناطق الوسطى، مستهدفًا مناطق واسعة مثل النصيرات ونتساريم، في حين أنشأ "شريطًا أمنيًا" شرق القطاع، دمر خلاله أكثر من كيلومتر من المساكن على طول الحدود الشرقية.
وحذر الحية من أن هذه الخطط تهدف إلى تقليص المساحة المخصصة للسكان الفلسطينيين، ودفعهم إما إلى التهجير أو الاستسلام، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمارس عمليات تجويع ممنهجة، حيث يدعي كذبًا إدخال 250 شاحنة مساعدات يوميًا، في حين أن العدد الفعلي أقل بكثير.
وبين القيادي في حركة حماس، أن الاحتلال الإسرائيلي يحمي اللصوص وقطاع الطرق في قطاع غزة، مؤكداً أن "عمليات سرقة المساعدات تجري بمباركته".
وأشار "الحية"، إلى أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة شحيحة واللصوص يسيطرون على جزء كبير منها، "تحت مرأى ومسمع من قوات الاحتلال، الذي يحميهم في كثير من الأحيان"، مبينا أن هنالك جهودا كبيرة لحماية المساعدات.
وقال إن لصوص المساعدات والشاحنات أمام خيارين فقط، "إما أن يواجهوا شعبهم بقوة السلاح والعزل من المجتمع أو يكفوا عن الأمر"، وأضاف "نشد على أيدي الجهات الأمنية والشعبية التي ضربت اللصوص بيد من حديد".
وطالب "الحية"، التجار في القطاع أن يكفوا عن شراء البضائع المسروقة؛ "لأنه يساهم في رفع أسعارها على المواطن".