مدينة ثكلى اكتست شوارعها بلون الدم، وباتت أصوات المدافع مألوفة لأهلها، اعتادت أعينهم رؤية الغبار في السماء بدلًا من أشعة الشمس ويخترق أذانهم أنين المصابين والجرحى في المنازل والمشافي «كما ينطقها أهل غزة»، تتكرر المعاناة لليوم الثامن على التوالي ينتظر كل واحد منهم مصيره في كل لحظة.

غارات تقصف المنازل 

هكذا يبدو المشهد الآن داخل مدينة غزة الفلسطينية، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الثامن على التوالي، على خلفية عملية «طوفان الأقصى» التي شنها مقاتلو حركة «حماس» يوم السبت الماضي، أيام تمضى واحداً تلو الآخر، تسير الحياة ولا تقف بموت أو إصابة أحدهم، وما بين ظلمات الليل وأشعة النهار التي تشق السماء فى بداية كل يوم جديد، يرى سكان المدنية وأطفالهم الموت فى كل ساعة ألف مرة.

لا كهرباء ولا مياه

«بتعرفوا شو يعني غزة دون مياه ولا كهرباء ولا إنترنت لليوم التالت على التوالي؟» بلهجة شامية وصوت حزين مضطرب في خلفيته أصوات المدافع، بدأت آلاء أبو قاسم، ابنة قطاع غزة الفلسطيني تروي لـ«الوطن» جزء من دفتر المعاناة اليومية التى يعيشونها فى المدينة المنكوبة الأيام الحالية التي وصفتها بـ«الحرب الأصعب» على تاريخ القطاع المحتل.

تشابهت ساعات يومهم لا فرق بين النهار والليل من كثافة الغبار الأسود الذي يكسو شوارع المدينة، الطائرات التى لا تفرغ منها سماء مدينتهم المحاصرة، حتى أضحت حجارة الجدران التى تؤويهم أحنّ عليهم من رصاص من يستهدفهم، «عيشنا 4 حروب في غزة لكن حرفيا ما عشنا فيهم ربع اللي عشناه في الأيام هدول» تروي الفتاة البالغة من العمر 28 عاما حجم الكارثة التي تعيشها وأسرتها وكافة أبناء غزة الآن، حيث تقصف طائرات الاحتلال المدينة بلا توقف على مدار اليوم، حسب وصفها.

مخزون الطعام ينفد

القلق والتوتر يأكلانِ معدتها أكثر من الجوع، المخابز صارت تعطي الخبز بالقطعة وبانتظار الدور من ندرة القمح والدقيق الأبيض، حتى المحلات التجارية الكبرى أوشك مخزونها من الطعام على النفاذ، «المزارعين شغلهم على الحدود خايفين يجيبوه للمحلات والمحلات الأكل فيها بينتهي»، حسب رواية آلاء.

إذا صادف أن غالبهم النوم غفلة يستفيقون منه مذعورين على صوت قصف عنيف، يتمتمون بآيات من القرآن سراً لتهدِّئ من روعهم قليلاً، هكذا روت «آلاء» حياة أهل القطاع المحتل، زاد المشهد قتامة حين قٌطع عنهم المياه وصار الاستحمام وقضاء الحاجة رفاهية بالنسبة لهم، «بننزل نعبي مياه ونقتصد في الاستخدام، ممكن أدخل الحمام مرتين بس في اليوم لتوفير المخزون» كلمات قالتها الفتاة العشرينية وبكت.

انتهى مخزون الهواتف المحمولة من الشحن وصارت آلاء وأسرتها تلجأ إلى جيرانهم لشحن هواتفهم التي يعيشون على ضوئها في عتمة الليل، مستغلين وجود ألواح شمسية في منزل الجيران، وحسب وصفها، الكهرباء منقطعة تماما منذ أربعة أيام متواصلين دون رأفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة مدينة غزة فلسطين طوفان الاقصى الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الرابعة على التوالي.. محمد عبد المنعم يغيب عن قائمة نيس أمام كورت

أعلن فرانك هايس، المدير الفني لفريق نيس الفرنسي لكرة القدم، قائمة الفريق لمواجهة يو إس سي كورت، في المباراة التي ستقام بين الفريقين مساء اليوم السبت، بدور الـ64 بمسابقة كأس فرنسا.

وشهدت قائمة نيس، لخوض مباراة يو إس سي كورت، غياب مدافعه الدولي المصري محمد عبد المنعم للإصابة.

وغاب عبد المنعم عن التواجد رفقة نيس في 3 مباريات، وهى لوهافر بالدوري الفرنسي وسان خيلويزي بالدوري الأوروبي ومونبيليه بالدوري الفرنسي.

مقالات مشابهة

  • حنان تطلب الخلع.. زوجي بيسرق ملابس بنت خالتي من الحمام
  • كنت أتمنى التصوير في غزة.. درة تروي صعوبات واجهتها في وين صيرنا| خاص
  • لليوم الـ230 .. استمرار إغلاق العدو الصهيوني لمعابر غزة خلّف مجاعة حقيقية.. والمرضى يواجهون الموت
  • تفجير عبوة وسقوط ضحايا .. الداخلية تروي ما حدث في عمران
  • الرابعة على التوالي.. محمد عبد المنعم يغيب عن قائمة نيس أمام كورت
  • خدت بالقلم وشدوني من هدومي.. سوزي الأردنية تروي موقفا صعبا لها بمنطقتها
  • أزمة مياه مقبلة في أميركا وهذه هي الأسباب
  • استمرار إغلاق معابر غزة لليوم الـ 229.. ومليونا مواطن يواجهون خطر المجاعة
  • «الأوقاف» تكرم 300 من حفظة القرآن الكريم في محافظة مطروح
  • لليوم الـ228 .. العدو يواصل اغلاق معابر غزة لليوم وسط استمرار معاناة المرضى ومنع دخول المساعدات