في ظل مشهدية الإبادة الإسرائيلية التي تُنفذ ضدّ قطاع غزة، تشيرُ مختلف المعطيات إلى أنهُ لا حرب ستندلع في لبنان الآن لأسبابٍ عديدة، أوّلها عدم إكتمال عناصر المواجهة رغم التوتر القائم والمستمر في الجنوب، وثانيها عدم وجود نيّة لدى "حزب الله" بالإنجرار نحو معركةٍ قد "يُلام عليها" مثلما حصل عام 2006.   هنا، تقولُ معلومات "لبنان24" إنَّ أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله وخلال لقائه بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم أمس، أجرى مُكاشفة صريحة لما سيفعله "حزب الله" على صعيد جبهة الجنوب ضمن قواعد الإشتباك القائمة مع إسرائيل منذ حرب 2006، وما تبين هو أنّ عبد اللهيان تفهّم موقف الحزب الذي سيعملُ وفق تكتيكاتٍ جديدة ستُرهق إسرائيل نوعاً ما ولكن لا تؤدي إلى إندلاع حربٍ معها.

    كذلك، تشير المصادر إلى أنَّ نصرالله قدّم خلال لقائه عبد اللهيان، قراءة واضحةً لوضع الحزب ميدانياً، وقد تم التأكيد على إبقاء جهوزية المقاتلين عند أعلى مستوى وسط التأكيد على ضرورة حفظ الإستقرار في الجنوب ومنع إنزلاق الأمور إلى تصعيدٍ مع إسرائيل.    ما قدّمه الحزب من تفاصيلَ حول نيته عدم الدخول في الحرب تفهّمه عبد اللهيان الذي تقاطع موقفه مع موقف نصرالله بضرورة الحفاظ على الهدوء في لبنان. وعليه، تشير المعلومات إلى أنّهُ لم يصدرُ أي أمر عمليات في جنوب لبنان لإدخاله في الجبهة المندلعة في غزّة، ما يعني إبقاء الأمور على حالها حالياً. في المقابل، جرى الترويجُ خلال الساعات الماضية لمعلومات تفيدُ بأنَّ قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني قد وصل إلى بيروت قبل يومين عبر سوريا، إلا أنّ هذا الأمر لم يتم جزمهُ أو نفيهُ بتاتاً لاسيما أنّ مثل هذه الزيارة وفي ظل الظروف القائمة حالياً ستبقى سرية، إن كانت قد حصلت فعلاً.    ووسط كل ذلك، يُطرح السؤال: ماذا سيفعل "حزب الله" في حال تطوّرت الأمور في غزة؟ ما هي البدائل عن الحرب؟ وماذا سيفعل؟ هنا، يتبين أنّ الحزب يمكن أن ينشطَ على صعيدٍ آخر يساند خلاله حركة "حماس" في غزّة، وقد يتمحور هذا الأمر من خلال تقديمِ دعمٍ عسكري ولوجستي بين لبنان والقطاع المُحاصر. هذا الأمرُ ليس مُستبعداً كما أنهُ حصلَ في وقتٍ سابق وتحديداً خلال معركة سيف القدس عام 2021. حينها، تمكن "حزب الله" وبحسب ما تمّ إقراره سابقاً، من نقل مقاتلين من غزة إلى بيروت عبر طريقةٍ خاصة، وذلك إستناداً إلى غرفة عمليات مشتركة تعملُ حالياً بنشاط وتساهم في تبادل المعلومات الإستخباراتية بين الحزب وحركة "حماس". كذلك، من الممكن أن يُقدّم الحزب دعماً تقنياً لـ"حماس" من خلال تبادُل معطيات ميدانية وعسكرية عن تحركات إسرائيلية أو تحليل "شيفرات تقنية" إسرائيليّة يمكن إختراقها. مع هذا، من الجائز تماماً أن يعمل "حزب الله" على إختراق شبكات طائرات التجسُّس الإسرائيلية التي تحوم فوق غزة وبالتالي تكرار ما فعله على هذا الصعيد قبل سنوات عديدة، وهو أمرٌ يمكن أن يعود بالفائدة على "حماس" عسكرياً وأمنياً.     إنطلاقاً من كل ذلك، يمكن أن يعتبر "حزب الله" هذه الأمور  بمثابةِ عوامل مساعدة لـ"حماس" بديلة عن الحرب، وتشيرُ المعطيات إلى أن حارة حريك تستبعد خيار التصعيد في ظلّ الجهود الدولية التي ترمي إلى تطويق ما يجري في قطاع غزّة. حتماً، تكمن مصلحة الحزب في تحقيق حلول مُتقدمة لا تكون على حساب "حماس"، ولكن تُساهم في وقف حلقة التوتر التي يمكن أن تشمل جبهات أخرى إن إستمرت إسرائيل بتصعيدها ضدّ غزة.    أمام كل هذه الأمور وغيرها، يمكن القول إنّ موقف "حزب الله" العلني يوم أمس الذي أطلقه نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم والذي أكد أن الحزب يُساهم في المواجهة، يُمثل تأكيداً على أنّ الضاحية الجنوبية تعملُ خلال المعركة القائمة وفقاً "لرؤيتها وخطتها المناسبة" والتي قد تكون معتمدة على أساليب بعيدة عن المواجهة المباشرة مع الإسرائيليين، وهنا يكمنُ التقدم الأكبر والأكثر تأثيراً في مسار الحرب المندلعة.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عبد اللهیان حزب الله یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

‏نتنياهو: بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ‏نتنياهو، إن بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • حزب الله يلتقي وفدًا فلسطينيًا: لترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية
  • ‏نتنياهو: بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني
  • إعلام إسرائيلي: يمكن التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس خلال أيام
  • عاجل ـ «معركة الضمانات».. تفاصيل الشروط المتبادلة في صفقة التبادل المرتقبة
  • إعلام إسرائيلي عن مسئولين: يمكن التوصل لصفقة تبادل مع حماس خلال أيام
  • محافظ بني سويف ورئيس الجامعة يستقبلان قيادات الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن
  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب
  • ‏إعلام فلسطيني: صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل في مراحلها النهائية وإبعاد أصحاب المحكوميات العالية إلى تركيا وإيران