خرج آلاف الفلسطينيين بسيارات أو دراجات نارية أو عربات تجرها الحمير وحتى على الأقدام، برفقة أطفالهم وحملوا بعض مقتنياتهم في أكياس بلاستيكية وبعض الامتعة، متجهين إلى جنوب قطاع غزة بعد أمر إسرائيلي بالإخلاء.

وبدت الصدمة واضحة على وجوه الكثيرين الذين قرروا المغادرة من شمال القطاع، رغم صعوبة إيجاد وسائل للنقل.

وبكت دانا صالح (40 عاما) التي غادرت بيتها برفقة زوجها وأطفالها وعائلة زوجها من شمال القطاع متجهة إلى خانيونس عند أقارب لهم في الطريق.

وقالت: "لا أعرف لماذا سنذهب. أخشى أن يقوموا بجمعنا في الجنوب ويقصفوننا لإجبارنا على اقتحام الحدود مع مصر" مشيرة "خائفة من فقدان أطفالي".

وأضافت الأم لثلاثة أطفال: "لا يوجد امان في أي مكان هنا. حتى جنوب القطاع يتعرض للقصف".

وألقت طائرات إسرائيلية آلاف المنشورات على مدينة غزة تحث فيها السكان باللغة العربية على الإخلاء جنوبا.

اقرأ أيضاً

الأونروا واليونيسيف تنددان بطلب إسرائيل نزوح مليون فلسطيني

وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هجوما مباغتا على أراض إسرائيلية قتلوا خلاله، وفق السلطات الإسرائيلية، أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وترافق مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ترد منذ 7 أيام بقصف عنيف لقطاع غزة حصد قرابة 1500 قتيل.

ورفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الجمعة، إخلاء شمال القطاع، مؤكدة: "ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... ولا نزوح ولا ترحيل".

وأمرت إسرائيل سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوبا، في قرار أكدت الأمم المتحدة أنه يطال 1,1 مليون شخص وحذرت من تبعاته "المدمّرة".

وجاء الأمر الإسرائيلي مع دخول الحرب بين الدولة العبرية، وحركة حماس يومها السابع، وتزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.

وتسيطر حركة حماس على القطاع منذ العام 2007 بعد اشتباكات انتهت بطرد السلطة الفلسطينية منه بالقوة.

ورفضت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الجمعة، إخلاء شمال القطاع، مؤكدة: "ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... ولا نزوح ولا ترحيل".

اقرأ أيضاً

ملك الأردن وعباس يحذران بلينكن من تهجير أهالي غزة

كما رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بشكل "كامل" لتهجير السكان من غزة، محذرا من "نكبة ثانية".

وأكد عباس لبلينكن: "الرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا".

وفي 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت إبان قيام دولة إسرائيل.

وتكررت الدعوات لفتح ممرات انسانية قبل غزو بري محتمل من جانب إسرائيل، خصوصا في اتجاه مصر عبر معبر رفح.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس، ضرورة أن يبقى سكان غزة "صامدين ومتواجدين على أرضهم"، محذرا من أن نزوح سكان غزة قد يعني "تصفية... القضية" الفلسطينية.

وفضل آخرون البقاء في بيوتهم في شمال القطاع.

اقرأ أيضاً

بعد نزوح 200 ألف.. الأمم المتحدة تحذر من تبعات حصار غزة

ويقول رجل يدعى أبو عزام: "هذا عدو غاشم وما يريده هو تخويف الناس وتهجيرهم. ولكن بإذن الله سنبقى صامدين في حال أي تهجير".

وقال محمد خالد (43 عاما) إنه باق، وقال: "ماذا يريد العالم منا؟، أنا لاجئ في غزة ويريدون تهجيري مرة أخرى؟، ماذا سنفعل في رفح (جنوب)؟، سننام في الشوارع مع أطفالنا، لن نفعل.. لا أريد هذه الحياة المهينة".

وفي مخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة، وقف محمد أبو علي (24 عاما) أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وقال: "اليوم، لا نعرف أين نذهب؟، لا يوجد مكان آمن.. لجأنا إلى الأونروا، إلى الأمم المتحدة.. اليوم إسرائيل ترتكب مجازر بحق المدنيين وأولادنا الآن تحت الركام".

وأضاف: "لا نعرف أين أولادنا، ولا نعرف ماذا نفعل؟، لا يوجد لدينا طعام ولا مياه.. أنا أناشد الأمم المتحدة من أمام مقر الأمم المتحدة: أين نذهب؟".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تعيد قصف معبر رفح وتعلنه مغلقا.. ومصر تحذر من موجة نزوح

المصدر | فرانس برس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل تهجير نزوح طوفان الأقصى غزة النكبة الأمم المتحدة شمال القطاع اقرأ أیضا قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحذيرات أممية وأوروبية من تهجير إسرائيل آلاف الفلسطينيين بخان يونس

قالت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن التهجير القسري أجبر آلاف الفلسطينيين على مغادرة مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء أوامر الإخلاء الإسرائيلية تلك، مشيرا إلى أنها تخلق أزمة إنسانية ضمن أزمة القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية لليوم الـ273.

وأوضحت الأمم المتحدة -في منشور عبر حسابها على منصة إكس- أن التهجير القسري يدفع سكان غزة مجددا إلى البحث عن الأمان، وأن آلاف الفلسطينيين غادروا خان يونس، وأقاموا ملاجئ مؤقتة بين الأنقاض وعلى الشاطئ.

وأرفقت الأمم المتحدة صورا تظهر عائلات فلسطينية تنقل أمتعتها في أثناء النزوح، وأخرى تنصب خياما على شاطئ البحر.

من جهته، قال كل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش، إن التكتل الأوروبي قلق إزاء أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مدنيين خان يونس، وتأثير تلك الأوامر على 250 ألف شخص.

وأضاف البيان أن عمليات "الإخلاء القسري" الإسرائيلية تخلق أزمة داخل أزمة قطاع غزة وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، لافتا إلى أن ذلك يهدد حياة المرضى والموظفين داخل المستشفى الأوروبي، أحد المستشفيات القليلة العاملة جنوبي القطاع.

وقال كل من بوريل ولينارسيتش إن "من المؤكد أن قرار الإخلاء هذا سيؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ ويسبب نقصا حادا في المستشفيات المتبقية المكتظة بالفعل في وقت يعد فيه الوصول إلى الرعاية الطبية الطارئة أمرا بالغ الأهمية".

وشدد البيان على عدم وجود مرافق لاستيعاب النازحين، وأن الشركاء في المجال الإنساني يكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الهائلة للنازحين الجدد، وذكّر البيان إسرائيل بمسؤوليتها ضمان قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم أو مناطق إقامتهم المعتادة بمجرد انتهاء "الأعمال العدائية".

نازحون فلسطينيون يغادرون مخيم النزوح في رفح باتجاه خان يونس أواخر الشهر الماضي (الفرنسية)

 

وأضاف البيان الأوروبي أن النازحين بحاجة أيضا إلى الحصول على الخدمات الضرورية وتلبية احتياجاتهم، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي حشد ما سماها كافة أدوات الاستجابة للأزمات والأدوات الإنسانية لتوجيه المساعدات اللازمة إلى غزة.

كما حث البيان إسرائيل على تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية الصادرة في 26 يناير/كانون الثاني الماضي و24 مايو/أيار الماضي، لأنها "ملزمة قانونا"، قائلا إن وقف إطلاق النار أصبح أكثر أهمية الآن، ومن شأنه أن يتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذلك إطلاق سراح جميع "الرهائن".

ربع مليون

من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الجمعة إن نحو ربع مليون شخص هُجّروا مرة أخرى بعد "أوامر الإخلاء" الإسرائيلية الأخيرة في غزة، في وقت تواجه فيه الوكالة عوائق عديدة لإيصال المساعدات إلى القطاع.

ويأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربها على غزة، مخلفة أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة في القطاع المحاصر أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل عدوانها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني الذي يوصف بالكارثي في القطاع.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات أممية وأوروبية من تهجير إسرائيل آلاف الفلسطينيين بخان يونس
  • حريق هائل في شمال إسرائيل إثر سقوط صاروخ من جنوب لبنان.. فيديو
  • حزب الله يستهدف 5 مواقع عسكرية في إسرائيل بـ200 صاروخ
  • مستوطنون يحرقون مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية جنوب جنين
  • ‏دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل لأكثر من نصف ساعة بعد رشقات صاروخية من جنوب لبنان
  • نزوح متواصل ومعارك دامية وصفقة تنضج.. العدوان على غزة يدخل يومه الـ272
  • إسرائيل تصادر مساحات واسعة من أراضي شمال الضفة
  • "سي إن بي سي": نزوح جديد في خان يونس نتيجة رد إسرائيل على صواريخ حماس
  • مباشر. حرب غزة: قصف جوي على وسط القطاع واشتباكات في رفح والشجاعية وعملية طعن بالجليل شمال إسرائيل
  • مشاهد مؤثرة لنزوح الآلاف من الفلسطينيين قسرا من خانيونس - فيديو