الأمراض التي يمكن أن يشير لها فقدان الوزن غير المبرر
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يعتبر وزن الجسم مؤشرا مهما لصحة الإنسان، ولذلك فإن فقدان الوزن من دون سبب واضح، علامة تثير القلق.
وتشير الدكتورة يوليا فيريينا أخصائية الغدد الصماء في حديث لـ Gazeta.Ru، إلى أن فقدان الوزن غير المبرر يمكن أن يشير إلى أمراض محددة.
وتقول: "إن انخفاض وزن الجسم بنسبة تزيد على 5 بالمئة دون تدريب أو اتباع حمية غذائية، على خلفية تدهور الصحة، إشارة خطيرة يجب عدم تجاهلها.
ووفقا لها يمكن أن تكون أسباب فقدان الوزن مختلفة- من سوء التغذية وعدم كفاية النظام الغذائي إلى مشكلات صحية خطيرة.
وتقول: "فمثلا، يمكن أن يحدث فقدان الوزن والهزال بالتزامن مع الاضطرابات الأيضية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ومتلازمة التمثيل الغذائي والسكري. ويشمل ذلك أيضا بعض الأمراض المعدية - فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسل والإنتان. كما أن أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون يمكن أن تسبب ذلك بسبب الالتهاب، وزيادة التمثيل الغذائي، وسوء الهضم. والتهابات الأمعاء".
وتركز الطبيبة على فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث وفقا لها، يزداد مع هذا الاضطراب إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى زيادة في استقلاب الطاقة، وحرق الدهون المخزنة، ونتيجة لذلك، فقدان الوزن. في هذه الحالة، بالإضافة إلى فقدان الوزن، قد يزداد الشعور بالقلق واضطرابات النوم وسرعة ضربات القلب.
وتقول: "غالبا ما تضطرب عملية إنتاج الهرمونات المنظمة للجوع والشبع لدى المرضى الذين يعانون من التهاب الأمعاء، ما يؤدي ذلك إلى انخفاض الشهية وعدم الراحة عند تناول الطعام، وبالتالي تقل كمية الطعام التي يتناولها المريض، ما يؤدي إلى إنخفاض وونه".
وتشير الطبيبة إلى أن سبب فقدان الوزن قد يكون ناجما عن اضطرابات نفسية (فقدان الشهية للأكل والنهم) التي تغير موقف الشخص من الطعام.
وتقول: "إن هزال الجسم هو علامة خطيرة تتطلب الاهتمام. وتساعد استشارة الطبيب على تحديد سبب الهزال واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الصحة".
المصدر: Gazeta.Ru
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الصحة العامة امراض معلومات عامة فقدان الوزن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الصيام طريق لتحقيق التقوى
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم
إن أسرع الطرق إلى الله للحصول على ثمرة الصوم "لعلكم تتقون"، الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام، والغاية عبادة الصوم في تزكية النفس، فالتقوى تعني تطهير النفس من أمراضها القلبية وأخلاقها السيئة. إذن لا بد للإنسان من أن يتعرف على أمراض القلب وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها، فإن لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه، فلن يتمكن من علاجه، ورمضان أتى لهذا المغزى. قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله والتوبة والإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي، ومَن لم يُفلِح في تغيير عاداته السيِّئة في رمضان فهو في غير رمضان أَوْلَى.
الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتَّقين، والعمل الصالح مرهون ٌبالسريرة الصالحة من خلال النية الصالحة في تغيير الإنسان لنفسه. وممّا سـبق يتبيّن لنا عظمَ شأن القلب والسريرة، حيثُ إنَّها محطُّ نظر الله عز وجل، وعليها، ومـدارُ القبـول عنده سبحانه، وحسب صلاحها وفسادها يكون حسـنُ الخاتمة وسوؤها، لهذا استخدم القرآنُ لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل من خلال ما تعمدَّت به القلوب، أو ما كسبت قلوبكم، أو في حالة الذي آثمٌ قلبُه.. إلخ.
دعونا نستحضر ما ذهب إليه جمهورٌ من العلماء بأن يلزم كل واحدٍ أن يتعلم أمراض القلب، وكيفية تطهيرها، إلى أنه ليس عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وقالوا إن تعلم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمّة عامّة وليس فرض عين على كلّ أحد، وقد استندوا في ذلك إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر، قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محلّ هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل الجمهور بأنّ الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلّ مولود يولد على الفطرة).
وفي المقابل، وبالأخلاق يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه، فإذا لم يشعر الصائم بالمرض الأخلاقي الذي فيه ويتعرف على أسبابه، والكيفية المثلى للتخلص منه فإنه لا يمكنه علاجه، ولا بد للصائم أن يتعرف على تلك الأخلاق الذميمة المفطرة لصيامه، وعلى أسبابها.
والبعض يرتكبون أعمالا ًفي غير رمضان يأباها خلق الإسلام، ولا ترتقي إلى الإيمان الحق، والصوم هو الاوقات الثمينة التي تُظهر الحرص والاهتمام على تجنبها في المجتمع، وهكذا الصوم جعله الله أداة للارتقاء بالمسلمين نحو التقويم، وتصحيح المسار لحياته، والابتعاد عن العادات السيّئة المتأصلة فيه، لا يتقبل الصوم إلا بالتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن كل الأخلاق الذميمة.
إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنبٍ مغفورٍ وزادٍ وفيرٍ من الخير، وعتقٍ من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا تدريبَ الجوارح في أن تصوم عن الخطايا، ومن ثمّ المجاهدة للتخلق بالأخلاق الفاضلة، لتصبح مسألة تزكية النفس مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع، وجعل شرط قبول الصوم والقيام والعبادة، بالابتعاد عن قول الزور والعمل به، واللغو والرفث، وإن امرؤٌ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه.
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم، ولهذا جعل لنا أوقاتاً في رمضان للاعتكاف والعبادة والتوبة، ويزداد هذا الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، والمسلم يحاول أن يجاهد نفسه بالتعوّد، والتمرن، والترغيب للسير في طريق الاستقامة، ويبعدها عن طريق الغواية، لهذا السبب جعل الله مقام حسنِ الخلق درجةَ الصائم : “إن المؤمن ليدرك بحسنِ خلقه درجة َالصائم القائم".