شبكة اخبار العراق:
2024-11-22@05:38:43 GMT

العالم في انتظار محرقة جديدة

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

العالم في انتظار محرقة جديدة

آخر تحديث: 14 أكتوبر 2023 - 9:21 صبقلم:فاروق يوسف أما أن تعلن الميليشيات الإيرانية في العراق ولبنان وقوفها إلى جانب حركة حماس في حربها ضد دولة الاحتلال فذلك موقف لا يعول عليه لما يتخلله من بالونات هوائية يعرف مَن يطلقها أنها سرعان ما تنفجر، وأما وقد علق الاتحاد الأوروبي مساعداته الإنسانية إلى شعب غزة فإن ذلك الموقف إنما يشير إلى تدني القيم الإنسانية والأخلاقية لصالح حسابات سياسية ضيقة الأفق، تقف في مقدمتها محاولة استرضاء الولايات المتحدة التي دفعت بواحد من أساطيلها البحرية إلى منطقة شرق المتوسط تحسبا لحاجة إسرائيل إلى المدد في عدوانها على شعب غزة انتقاما مما فعلته حركة حماس للتعبير عن حالة الغضب في مواجهة استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية التي تضم الأرض مثلما تنهي أسباب الحياة في الغزة.

تدرك الميليشيات الإيرانية في العراق أنه لا قيمة فعلية لحرب الهتافات التي تخوضها في ظل عجز الحكومة العراقية عن اتخاذ موقف سياسي مؤثر هي ليست بمستواه. لعبة يمكن النظر إليها من جهة ارتباطها بالموقف الإيراني الذي يعبر عن حقيقة المزاج الذي انقلب على الشعارات القديمة في محاولة من النظام لتقديم صورة عن إيران أخرى، يظن مرشد الثورة وأتباعه أنها ستكون مدخلا لإقناع العالم بأن إيران قد تغيرت. ربما لم تبلغ إيران أتباعها في العراق بتبدل موقفها وهي لا تحتاج إلى ذلك بالضرورة. إن لم تنجح محاولات ثني إسرائيل عن المضي في حربها وهي محاولات لم تبلغ النضج حتى الآن فإن كارثة إنسانية ستقع، يحتاج بنيامين نتنياهو إليها. وهو ما يضعنا أمام سؤال محرج هو “ألم تفكر حركة حماس حين بدأت عملياتها بنجاح في تلك الكارثة؟” غير أن ما اتخذته دول الاتحاد الأوروبي من موقف لا يمكن تفسيره سوى أنه خروج على مبادئ اللعبة الدولية التي تم من خلالها الإبقاء على شعب غزة تحت السيطرة بغض النظر عمّن يحكمه، ولكن ماذا عن القيم الأخلاقية التي كانت أوروبا دائما عنوانا لها؟ ليست أوروبا مضطرة إلى خيانة قيمها الأخلاقية التي كانت عنوانا لمبادئ حقوق الإنسان التي صارت اليوم بمثابة درس ملزم للجميع. ولكن حين تكون إسرائيل في الحكاية فإن الراوي سيكون آخر مَن يعلم. تستسلم أوروبا لما يُطلب منها أميركيا. وهو ما يعد خيانة لأوروبا التي فكر فيها بناة اتحادها. فلا يمت إيمانويل ماكرون بصلة إلى شارل ديغول على سبيل المثال. ما كانت تخشاه الولايات المتحدة من قيام قطب دولي ثالث سعى زعماء أوروبا الجدد إلى محوه. وللمزيد من كسب الاطمئنان الأميركي فإن أوروبا سعت إلى التضحية بقيمها من أجل التعبير عن تضامنها مع إسرائيل. إن لم تنجح محاولات ثني إسرائيل عن المضي في حربها وهي محاولات لم تبلغ النضج حتى الآن فإن كارثة إنسانية ستقع، يحتاج بنيامين نتنياهو إليها. وهو ما يضعنا أمام سؤال محرج هو “ألم تفكر حركة حماس حين بدأت عملياتها بنجاح في تلك الكارثة؟”.من شأن صورة إسماعيل هنية وعدد من “مقاومي” الخط الأول وهم يتابعون مجريات الحرب من الدوحة، من خلال قناة الجزيرة أن تهز القناعات الجاهزة بالنسبة إلى الكثيرين ممّن يشعرون بالقلق على مصير شعب غزة في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية. هل علينا أن نصدق أن أولئك المقاومين المترفين قد راهنوا على حدوث تبدل في الموقف الدولي، من شأنه أن يمنع وقوع تلك الكارثة الإنسانية التي قد تفوق الكوارث السابقة في بشاعتها وقوة ما ستتركه من آثار مدمرة؟ لا أجد أن هناك ما يدعم ذلك الرهان على المستوى الواقعي. صحيح أن المفاجأة الفلسطينية كانت صادمة من جهة إلحاق الأذى بدولة الاحتلال وهو أمر غير مسبوق، ولكن الفلسطينيين يعرفون أكثر من غيرهم ما الذي يمكن أن تفعله حكومة نتنياهو من أجل أن تستعيد الجزء الذي فقدته من ثقة الإسرائيليين الذين كانوا في طريقهم إلى الانصراف عن نتنياهو وحكومته اليمينية. ولكن قد تقع حسابات قيادات حماس في مكان آخر، هو ذلك المكان الذي ينظرون من خلاله إلى مستقبل علاقتهم بالسلطة الفلسطينية في ظل الخلافات التي تتعلق بمرحلة ما بعد محمود عباس وفيما إذا استمرت حركة فتح في احتكار القرار السياسي الفلسطيني من غير منازع. على أساس تلك المعادلة يتعادل الطرفان، حماس وإسرائيل، في حاجتهما إلى حرب جديدة بل وإلى كارثة جديدة، يكون شعب غزة مادتها البشرية. ألا يدرك الأوروبيون من دون الأميركان أن هناك شعبا أعزل قد أصبح موضوعا للمتاجرة والمزايدة بين عدوين، يستثمران في قتله وتدميره وتشريده ليربحا مستقبلا سياسيا؟ أما أن تتحول أوروبا بوقا للدعاية الأميركية العدوانية الساذجة فإن ذلك إنما يشير إلى استعدادها إلى أن تشترك في عمليات إبادة جماعية جديدة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حرکة حماس شعب غزة

إقرأ أيضاً:

من هو القسام الذي بدأ المقاومة.. وماذا ورثت عنه الكتائب في غزة؟

تحل ذكرى استشهاد الشيخ عز الدين القسام الذي قضى في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935، بعدما اكتشفت القوات البريطانية تواجده في منطقة ما بين مدينتي جنين ونابلس مع 11 شخصا من أتباعه المقاومين.

وكانت نتيجة المعركة وحصار وضع نهاية لعمل مقاوم استمرار لسنوات ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا والانتداب البريطاني في فلسطين.

واستشهد القسام حينها مع ثلاثة من مجموعته في الاشتباك وهُم يوسف عبد الله الزيباوي وعطية أحمد المصري وأحمد سعيد، فيما جرح نمر السعدي وأسعد المفلح، بينما اعتقل حسن الباير، وأحمد عبد الرحمن، وعربي البدوي، ومحمد يوسف، وحكم على كل منهم بالسجن مدة 14 عاما.



ووضع استشهاد القسام نهاية لمرحلة من المقاومة المنظمة غير المسبوقة في فلسطين، لكنه أسس لبداية أخرى تمثلت في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، واستمر اسمه حاليا مع كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يوصف بأنه المسؤول عن أكبر عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي في العصر الحديث، وهي طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

يُصادف اليوم الذكرى ال ٨٨ لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام بعدما حاصرته القوات البريطانية في أحراش جنين طالبة منه الاستسلام.
جوابه كان :
"وإنه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد".
٢٠ تشرين الثاني ١٩٣٥. pic.twitter.com/fwgkPXJGMi — دانيال ???? (@DanielHasRisen) November 20, 2023
كيف عاش؟
ولد باسم مركب وهو محمد عز الدين عبد القادر القسام عام 1882، في قرية جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية، وتلقى تعليمه الأول في كتاب الشيخ محمود وزاوية الإمام الغزالي بقريته، ومن ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى القاهرة لإكمال دراسته في الأزهر حيث التقى واستلهم من الشيخ الإصلاحي الكبير محمد عبده ورشيد رضا وغيرهم.

وبعد نحو عقد من الزمن عاد إلى بلدته عام 1906 ليُدّرس في كُتاب والده بجبلة وعُين إماما وخطيبا في مسجد إبراهيم بن أدهم، وعندما غزا الجيش الإيطالي ليبيا في عام 1911، صعد الشيخ القسام إلى منبر مسجد المنصوري داعيا إلى الجهاد.

وسرعان ما قام بتجنيد عشرات الشباب للقتال في طرابلس، بعدما بدأت إيطاليا حصار المدينة عقب تنسيق مع فرنسا لتقسيم المستعمرات، وجمع مئات الشباب وتواصل مع الحكومة التركية وأخذ موافقتها على نقل المتطوعين عبر ميناء إسكندرون، فمكثوا 40 يوما ولم تأتهم الباخرة للإبحار.

ورغم ذلك أصر القسام على النجدة فانتقل سرا إلى الأراضي الليبية، وأنجز جزءا من المهمة بإيصال التبرعات السورية إلى ليبيا ولقاء الشيخ عمر المختار.

عندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914 تطوع عز الدين القسام للخدمة في الجيش التركي، وأرسل إلى معسكر جنوب دمشق، والمرجح أنه اعتزل القتال حين أعلن الشريف حسين الثورة على الأتراك، وعاد إلى بلده عام 1916، لأنه رفض أن يرفع السلاح في وجه أخيه العربي.

نأى عز الدين بنفسه عن التأثر بالنزعات العرقية التي تخطط لانفصال العرب عن الترك بقيادة الجمعية العلمية السورية، التي تأسست عام 1868، كما رفض مساوئ الاتجاه القومي الطوراني، الذي كان يسعى لطمس الهوية العربية ومحاصرة لغة الضاد.

وعندما وصل الأسطول الفرنسي اللاذقية والساحل السوري، أقدم القسام إلى بيع بيته لتجهيز نفسه للمواجهة وأعلن التحدي ورفض التفاوض، ورد لجنة كراين الأمريكي للاستفتاء على تقرير المصير، وأخذ في التعبئة من المساجد، وتدريب المتطوعين والخروج إلى جبال صهيون للتخفي، واصطياد معسكرات الفرنسيين المحتلين، لتكون هذه النقطة مع جبال العلويين وحلب مراكز الانطلاق الثلاثة ضد القوات الفرنسية.

ولما اشتدت وطأة المقاومين على معسكرات المحتلين حاولت فرنسا استمالة القسام بالعفو والمال والمنصب، فرفض كل شيء وقال للوسيط: "عد من حيث أتيت"، فصدر حكم بإعدام عز الدين وبعض رفاقه، ورصدت قوات الاحتلال جائزة كبيرة لمن يدل عليه.

وبعد اشتداد المطاردة وارتكاب الاحتلال مجازر في القرى بحثا عنه، توجه القسام حيفا وبدء مرحلة جديدة من المقاومة

في فلسطين
استقر عز الدين القسام في مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا، الذي كان يأوي الفلاحين والطبعة العاملة المتوسطة الذين نزحوا من قراهم بسبب الأوضاع الاقتصادية، ونشط بينهم في محاولة لتعليمهم ومكافحة الأمية التي كانت منتشرة عبر تقديم دروس ليلية لهم.

انضم القسام إلى المدرسة الإسلامية في حيفا ثم جمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسا للجمعية في العام 1926، وقام بالتدريس في مدرسة البرج ومسجد الاستقلال.



ومع حلول عام 1928، التحق بالمحكمة الشرعية أثناء تأسيسه وترأسه جماعة "الشباب المسلمين" في فلسطين، مستوحيا من تجربة جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا قبيل ذلك في مصر.

كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين في ذروتها، حيث ارتفع عدد اليهود في فلسطين من نحو 175 ألف عام 1931 إلى أكثر من 355 ألف في 1935، وقبل أن يدعو القسام إلى حمل السلاح، ظهرت مجموعات مسلحة تشن عمليات عسكرية ضد المنشآت البريطانية واليهودية في فلسطين.

ولم يصدق الناس في ذلك الوقت أن بريطانيا جادة في تنفيذ وعد بلفور بجعل فلسطين وطن قومي لليهود، وحينها سارع لإطلاق الشرارة الأولى للمقاومة، ولكنه لم يعلن ذلك تصريحا بل كان في شكل تحذيرات كثيرة من الثقة بوعود الإنجليز وتحذيرات أشد من الهجرات اليهودية التي تتدفق بمساعدة الانتداب البريطاني.

وأنشأ القسام ما تُسمى "العصبة القسامية" في صورة مجموعات سرية لمحاربة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وحرص فيها على السرية، حيث كان يختار الأفراد بعناية كبيرة، ويؤكد لهم ضرورة التخفي عن عيون الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية.

وظلت هذه المجموعات تشن هجماتها على الإنجليز لسنوات دون أن تعرف سلطات الاحتلال البريطاني ومخابراته حقيقتها، حتى أعلنها القسام نفسه عام 1935، ولم يوجه الاحتلال إلى القسام أي اتهامات أكثر من التحريض، ولم تعرف النخب المقربة منه ما يقوم به.

وقد نشطت المجموعات القسامية في تنفيذ عملياتها ضد الاحتلال البريطاني منذ عام 1928، وحافظت على سريتها حتى عام 1935، ومع كثرة العمليات في حيفا وملاحظة إصرار عز الدين القسام على الدعوة إلى جهاد المحتل شكت السلطات البريطانية فيه، فاستدعته الشرطة للتحقيق ولكنها لم تدنه لعدم كفاية الأدلة.

"قد بلغت"
بعد تزايد مراقبة القسام وملاحقته مع كل من له صلة به، قرر إعلان الحركة القسامية مخافة أن تختفي قبل أن تظهر، ومع تزايد معدلات الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين رأى أنه من الواجب إعلان الثورة، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1935 ألقى آخر خطبه في جامع الاستقلال.

وجاء في الخطبة الشهيرة: "أيها الناس، لقد علمتكم أمور دينكم حتى صار كل واحد منكم عالما بها، وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فإلى الجهاد أيها المسلمون، إلى الجهاد أيها المسلمون"، ثم اختفى.

وتوجه عز الدين القسام إلى جنين، وكانت خطته التخفي والاستمرار في العمليات ضد الانتداب والعصابات الصهيونية، وأثناء التنقل بين القرى اكتشفت القوات البريطانية مكان المجموعة وتوجهت قوة كبيرة إلى هناك وحاصرتهم فدارت بين الجانبين معركة استمرت لمدة 6 ساعات تقريبا.

وبحسب كتاب "عز الدين القسام"، فإنه جرى نقل الشهداء إلى حيفا، وتمت الصلاة عليهم في جامع الاستقلال، وشُيّعت جثامينهم في تظاهرة وطنية كبرى، نادت بسقوط الإنجليز، ورفض الوطن القومي لليهود.

وبعد استشهاد القسام، لم تنتهِ المقاومة بل كانت الانطلاقة الجديدة لها في فلسطين؛ وبهذا أكد مؤلف كتاب "زعماء الإصلاح الإسلامي"، محمد مورو، أن لـ"استشهاد القسّام وكفاحه دورا في نشر الوعي والثورة، وأثراً مهماً في اندلاع الثورة الوطنية الكبرى في فلسطين سنة 1936، التي امتدت 3 سنوات، وظل التنظيم الذي شكله عز الدين ينفّذ العديد من العمليات الفدائية ضد اليهود والإنجليز".

الإمام المجاهد عزالدين القسام: "ليس المهم أن ننتصر المهم قبل كل شيء أن نعطي من أنفسنا درسا للأمة و للأجيال القادمة"#التناصح pic.twitter.com/9ObFGGPT7f — قناة التناصح (@TanasuhTV) May 19, 2021
"ولادة جديدة"

بعد استشهاد القسام بنحو 7 شهور، ولد طفل فلسطيني على أرض قرية الجورة، التابعة لقضاء المجدل جنوبي عسقلان، واسمه أحمد إسماعيل ياسين، الذي أسس لاحقا حركة حماس وكان زعيمها التاريخي.

وتزامن تأسيس حماس مع بداية الانتفاضة الأولى، حيث أصدرت الحركة بيانها الأول في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987 بعد خمسة أيام فقط من بداية الانتفاضة، وسرعان ما حققت الحركة نجاحا وانتشارا شعبيا واسعا في الأوساط الفلسطينية.

وكان الجهاز العسكري لحماس حسنها يُسمى "المجاهدون الفلسطينيون" بقيادة الشيخ صلاح شحادة (جرى اغتياله عام 2002) قد بدأ في عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتمكن من خطف وقتل الرقيب الإسرائيلي آفي ساسبورتس في شباط/ فبراير 1989، والجندي إيلان سعدون في أيار/ مايو من العام نفسه.



وترتبط قصة سعدون بالشيخ ياسين بشكل مباشر، ففي أيار/ مايو 1989، وبعد وقت قصير من اختطاف واختفاءه، تم اعتقال الشيخ، وتبين في التحقيق معه أنه أعطى تعليماته لعناصر حماس بخطف الجنود وقتلهم ودفنهم، ليتم إجراء المفاوضات حول إعادة الجثث مقابل إطلاق سراح عناصر حماس.

وقال رئيس مخابرات مصلحة السجون تسفي سيلا الذي كلفته حكومة الاحتلال بجمع المعلومات الجنائية والأمنية من داخل السجون، إن أحمد ياسين رفض فرصة الحرية والإفراج عنه مقابل تسليم جثة الجندي سعدون، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" نشر عام 2009.

وكشف سيلا: "بعد عامين من الحديث معه، جاءتني السلطة وقالت: اذهب إليه واطلب جثة الجندي المفقود سعدون، وفي المقابل إسرائيل مستعدة للإفراج عنه، وكان رده: لا يوجد يهودي في العالم يعرف عن أحفادي، عن شوقي إلى الحرية، أنت الوحيد الذي يعرف الحقيقة، وكيف أعيش، وكم أريد الحرية".

وبينما تشابه موقف الشيخ ياسين بموقف القسام الذي رفض الاستمالة بالعفو والمال والمنصب، جاء أيار/ مايو 1990 وتشيكل حماس جناحها العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الذي حل محل كتائب "المجاهدون الفلسطينيون".

استمرت العمليات العسكرية لحماس في السنوات اللاحقة، فبحسب دراسة كتبها غسان دوعر، نفذت حماس 138 عملية عام 1993 خسر الكيان الإسرائيلي فيها حسبما أعلن بنفسه 79 قتيلا و220 جريحا.

ورغم دخول منظمة التحرير الفلسطينية في تسوية مع "إسرائيل"، وإعلان اتفاقية أوسلو بين الجانبين في العام ذاته، وتوليها إدارة الضفة وقطاع غزة، ما أدى إلى انخفاض حاد في وتيرة الأعمال العسكرية لحماس؛ فإن ذلك لم يمنع ظهور "العمليات الاستشهادية" فيما بعد.
شهدنا أنهم قد جاهَدوا صَيفًا وشِتاءً، في عِزِّ الصقيعِ، وتحتَ وهجِ الشمس، في أيامِ الفطرِ، وأيامِ الصيامِ، في الأشهُرِ الحُرُمِ، وغيرِها..
جَاهَدوا فوقَ الأرضِ وتحتها، علی اليابسةِ، وفي البِحار، في وسط الشوارعِ، وبينَ الرُّكام.
إن كانَ منهُم عِشرونَ صَابرونَ؛ فإنهم يغلِبوا… pic.twitter.com/K6UsF24N1W — أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) November 6, 2024
واستمرت هذه العمليات خلال الانتفاضة الثانية، وتوسعت دائرتها وأساليب المواجهة فيها خلاصة خلال تصاعد العدوان على قطاع غزة عام 2021 (عملية سيف القدس)، وأخيرا بحرب الإبادة الحالية المستمرة (طوفان الأقصى).

مقالات مشابهة

  • حركة حماس: لا تبادل للأسرى مع الاحتلال دون وقف الحرب
  • عمر مرموش الإعصار المصري الذي يجتاح أوروبا
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”
  • نتنياهو: حركة حماس لن تحكم قطاع غزة مجددًا
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • عاجل | الخزانة الأميركية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • عقوبات أميركية جديدة على قياديين في حركة حماس
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على عددا من قادة حركة حماس
  • من هو القسام الذي بدأ المقاومة.. وماذا ورثت عنه الكتائب في غزة؟
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟