يتواصل العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، وفي الوقت ذاته يشدد الاحتلال حصاره الاقتصادي والمعيشي على الفلسطينيين في القطاع، بعد قرابة عقدين من الزمن أبقت فيهما سكانه على شفا كارثة إنسانية، واختار الاحتلال أن يلقي بهم في أعمق حفرة، وفي أجواء الغضب والغثيان والاشمئزاز، أمرت حكومة الاحتلال بقطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة، في إضافة لقطع كافة الإمدادات الغذائية، وفي كل الأحوال لا خروج ولا دخول على المعابر، لا ناس ولا بضائع ولا احتياجات طارئة.

 

أمير روتام الكاتب في موقع محادثة محلية، كشف أن "رئيس حكومة الاحتلال طلب من سكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليونين، نصفهم من الأطفال، بالخروج منه، وهو يعلم أنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه، والأكثر من ذلك قصف معبر رفح، وهو المعبر الوحيد الذي لا يخضع لسيطرة الاحتلال، وتهديد مصر بعدم السماح بمرور البضائع من أراضيها إلى قطاع غزة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذه الجرائم ضد المدنيين تعيد إلى الأذهان ما حصل في حرب غزة 2014، حين سقط 550 طفلا فلسطينيا، وتدمير 11 ألف منزل، وانقطاع غزة عن العالم الخارجي دون كهرباء ولا مياه شرب أو ريّ، مع مراقبة كاملة لما يدخل أو يخرج، ومتى وكيف، ولا يوجد أي مؤن من أي نوع، لا أدوية ومعدات طبية، لا قطع غيار ميكانيكية، لا فواكه وخضار، طحين أو أعلاف، لا وقود للسيارات، حتى محطة توليد الكهرباء التي تزود الثلث المتبقي من شبكة الكهرباء منقطعة". 


وأشار أن "الإجراءات الإسرائيلية أعادت سكان غزة إلى العصور الوسطى، والآن يتم إسقاط القنابل عليهم من الجو، وفي هذه الأثناء فإن العملية البرية لم تبدأ بعد، ومن حجم تعبئة الاحتياطيات، يمكن أن نفهم أن هذه العملية تسعى لغزو محدود لتأمين إصلاح السياج المثقوب، مع أنه حتى في أوقات الحرب، عندما يتم فرض الحصار، فإن القوانين الإنسانية يجب تطبيقها من خلال توفير احتياجات المدنيين، ولكن عندما لا يكون هناك كهرباء ووقود، فلا يمكن لمرافق البنية التحتية أن تعمل خاصة من المياه، وبالتالي ستجف غزة بسرعة، لأن مرافق التخلص من مياه الصرف الصحي ومعالجتها تحتاج إلى الطاقة، ولذلك سيتم إغلاقها بسرعة كبيرة". 

وأكد أن "خطر الجوع والعطش سينضم لخطر الأمراض، لأن المعروض في نظام الرعاية الصحية الفلسطينية يعاني أصلا من العجز ومن نقص مزمن، ودون مبالغة، ولكي نفهم حجم الفقر فإن أكثر من 70 بالمئة من المؤهلين للحصول على دعم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بمئات الآلاف، وهذا يعني أن دعم برنامج الغذاء والأونروا، لا يحظى بميزانية كافية، لا يكفي لحياة معقولة، وهو نتيجة تخطيط سياسي إسرائيلي مسبق، بحيث ترك الفلسطينيين أنوفهم فقط فوق سطح الماء". 

وختم بالقول أن "الفلسطينيين اليوم لا يعرفون كيف ينتشلون أطفالهم القتلى من بين أنقاض المنازل في غزة، سعيا لتحقيق الهدف، وهو تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل رغبة بالانتقام الإسرائيلي".


المحامي ليرون ليبمان المحاضر في كلية سابير، أشار أن "ما يقوم به جيش الاحتلال من الماء والكهرباء والإخلاء المؤقت من غزة يستدعي تسليط الضوء عليه من الجوانب القانونية، لأنه يخلف ظروفا قاسية، ما يلحق الضرر بسكان القطاع، كما أن الإقدام على هذه الخطوات سيترك المزيد من التبعات البيئية السيئة على قطاع المياه، وفي حال زيادة الضخ من الطبقة الجوفية الساحلية عبر الآبار في غزة، فإنه قد يؤدي إلى توقف لا رجعة فيه لظاهرة ملوحة المياه". 

وأضاف في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21"، أن "قوات الاحتلال أمعنت في الضغط على الفلسطينيين في غزة من خلال منع مصر من إدخال الإمدادات عبر أراضيها، وهددتها بقصف شاحناتها، ثم أغلقت معبر رفح، وهذه خطوات أكثر إشكالية، مع أن القانون الدولي يسمح لطرف ثالث محايد بنقل المساعدات الإنسانية لأراضي القتال، خاصة للمدنيين". 

وأشار أنه "في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد أن مزقت الحرب سكان غزة، وهل سيكونون قادرين على البقاء على قيد الحياة لبضعة أيام بدون إمدادات المياه والكهرباء، وإذا استمر هذا، فإن ما يقرب من مليوني فلسطيني سيواجهون كارثة إنسانية على الأرض، مع أن هذا قد لا يزعج الكثير من الإسرائيليين، رغم أنه سيتم توزيع صور آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين يموتون عطشا في جميع أنحاء العالم، وفي حالة وقوع كارثة إنسانية فإن ذلك من شأنه دفع المجتمع الدولي للتحرك على نحو يصعب على إسرائيل مواصلة العملية الرامية لتدمير قوة حماس".  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الفلسطينيين حماس فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

اسرائيل تواصل جرائم قصف مستشفيات غزة ومنع المساعدات الغذائية والطبية

الأراضي الفلسطينية"وكالات": أدانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ، اليوم استهداف إسرائيل للمستشفى الكويتي الميداني، " شفاء فلسطين"، بمحافظة خان يونس جنوب القطاع .

وقالت الوزارة ، في منشور أوردته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إن "الاستهداف يؤكد تعمد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أسرة المستشفيات".

وأضافت أن "جرائم الاحتلال بحق المرافق الطبية لن تتوقف طالما لا يوجد هناك موقف حازم من المؤسسات الدولية والإنسانية".

وكررت وزارة الصحة مناشدتها لكافة الجهات الدولية والمعنية "ضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الطبية العاملة".

واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون، اليوم، في قصف الطائرات الحربية البوابة الشمالية للمستشفى الكويتي التخصصي بخان يونس

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية القول إن "مواطنا استشهد وأصيب 10 آخرون، جراء قصف الاحتلال البوابة الشمالية للمستشفى".

وأعلنت مصادر طبية في مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في تل الهوا بمدينة غزة، توقف العمليات الجراحية، وعودة الأطباء لاستخدام الوسائل البدائية للتعامل مع الجرحى، نتيجة نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقالت حركة حماس،اليوم إن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل جريمة الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع متواصلة وسط صمت دولي مريب".وأكدت حماس، في بيان صحفي اليوم أورده المركز الفلسطيني للإعلام، أن "حكومة الاحتلال تواصل منع دخول المواد الأساسية إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، في ظل استهداف مباشر لآبار المياه ومحطات التحلية".

وأوضحت أن "هذا الواقع الإنساني الكارثي المفروض على أكثر من 25ر2 مليون فلسطيني في القطاع، يترافق مع مجازر ممنهجة تمثل ركنا أساسيا في جريمة إبادة جماعية مخطط لها، ينفذها قادة الاحتلال وسط صمت دولي يثير الريبة".

وطالبت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ "تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف سياسة التجويع الجماعي، وضمان دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة".

ووجهت حماس "نداء جديدا إلى الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوبا وأحزابا، من أجل اتخاذ موقف تاريخي لإنهاء الحصار المفروض على غزة".

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الى ضرورة "إنهاء محنة" المدنيين في غزة، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف لإطلاق النار يتيح الافراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس و"فتح جميع معابر المساعدات الإنسانية".

وكتب ماكرون على منصة "إكس"، "وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية وإحياء آفاق حل سياسي على أساس الدولتين. من هذا السياق، أتطلع إلى مؤتمر يونيو" في الامم المتحدة الذي سترأسه فرنسا بالاشتراك مع السعودية "مع مراعاة المصالح الأمنية لإسرائيل وجميع دول المنطقة".

وقال ماكرون انه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء على ضرورة "إنهاء محنة" المدنيين في غزة.

وفي تصريح له الاثنين، قال ماكرون إنه يأمل أن يؤدي اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية إلى تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها، وأشار إلى أن الدول التي لا تعترف بإسرائيل يجب أن تقوم بذلك أيضًا.

اوتحدث ماكرون هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكد له أنه سيدعم خطة تتولى فيها السلطة الفلسطينية إدارة غزة بعد الحرب بشرط أن تجري إصلاحات داخلية.

ودعا ماكرون رئيس السلطة الفلسطينية إلى "استبعاد" حركة حماس من قطاع غزة و"إصلاح" السلطة الفلسطينية، من أجل "التقدّم نحو حل سياسي قائم على دولتين" فلسطينية وإسرائيلية .وقال الرئيس الفرنسي في منشور على منصة إكس "من الضروري بناء إطار لليوم التالي: نزع سلاح حماس واستبعادها، ووضع نظام حوكمة يتمتع بالمصداقية وإصلاح السلطة الفلسطينية".

من جهة أخرى توقع قيادي في حماس أن تسلم الحركة للوسطاء في مصر وقطر، ردها خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، على المقترح الجديد حول وقف إطلاق النار.

وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "على الأغلب سوف ترسل حماس الرد للوسطاء خلال ال48 ساعة القادمة" موضحا أن "مشاورات معمقة وبمسؤلية وطنية عالية لاتزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحد".

وقال عضو المكتب السياسي في حماس سهيل الهندي في تصريح صحافي إن الحركة سوف ترد على المقترح "فور انتهاء مشاوراتنا الداخلية وبعد انتهاء المشاورات مع قادة فصائل المقاومة".

وأضاف أن "العودة للاتفاق الموقع (في 17 يناير) واستكمال تنفيذ البروتوكول الإنساني هو المدخل الحقيقي لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وليس التصعيد العسكري".

وشدد أن على "أن محددات المقاومة ثابتة وتتمثل بالوقف التام لحرب الإبادة والانسحاب الشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وأي أفكار ومقترحات جديدة لا تتضمن هذه المحددات مصيرها الفشل".

وأكد الهندي أن "سلاح المقاومة غير قابل للنقاش، متمسكون بحق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة حتى التحرير والعودة".

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو لحراك عالمي لمحاكمة الاحتلال والإفراج عن الأسرى
  • حماس: تحرير الأسرى من السجون على رأس أولويات الصفقة
  • حماس: «17 أبريل يومًا عالميًا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال»
  • حماس: 17 أبريل يوما عالميا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال
  • حركة حماس تدعو لجعل 17 إبريل يومًا للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين
  • في يوم الأسير الفلسطيني.. حماس: 16 ألف سجين لدى الاحتلال
  • وزير دفاع الاحتلال يصر على قـ.تل الفلسطينيين بمنع دخول الطعام إليهم
  • اسرائيل تواصل جرائم قصف مستشفيات غزة ومنع المساعدات الغذائية والطبية
  • خبراء إسرائيليون: حاجتنا ملحة لزيادة صناعة الأسلحة وتقليل التوريد
  • سياسي أنصار الله: اقتحام الأقصى وجرائم جنين تكشف وحشية الاحتلال وتزيد تمسك الفلسطينيين بالمقاومة