في المدارس والجامعات.. داخل النوادي والمؤسسات والمطاعم وغيرها المئات من المؤسسات، يبسط الدولار "هيبته" وسط شبه اختفاء لأي أثرٍ لليرة اللبنانية التي تربعت بزمنها الذهبي الماضي على عرش العملات العربية المتداولة.. هكذا يوصّف الواقع اليوم، إذ ان التخوف من "دولرة" البلد تحقق، لا بل بات نظامًا غير مقونن يلتزم به اللبنانيون غصبًا أو رضاءً.

. فهل حتمًا اعتدنا على معيشة مدولرة بشكلٍ كامل؟

الدولار لغة الاستقرار   لا يخف محلل اقتصادي خلال كلامٍ له مع "لبنان24"سيطرة الدولار على مفاصل الإقتصاد في لبنان، خاصة وسط الوضع الإقتصادي الصعب الذي تمرّ به البلاد، إذ يشير إلى أن أي أمر من شأنه أن يمنع الدولرة، وهو مستبعد بالمدى المنظور، من الممكن أن يشعل الوضع، ويقلب الأمور رأسًا على عقب، خاصةً وأن التجار قد شرّعوا الدولرة بقرار خاص صدر عنهم، سبق قرار الدولة بأشواط عديدة، وهذا ما يفسّر الإستقرار الموجود إلى حدّ ما، خاصةً بعد سلسلة من القرارات التي تم اتخاذها من قبل المصرف المركزي، التي ساهمت إلى حد ما بالحفاظ على الاستقرار النقدي، إن كان لجهة طباعة الليرة، أو الحفاظ على مستوى الدولار داخل البلاد وكثافته. لكن هل ساهمت هذه الخطوات بحماية المستهلك؟   حسب الأرقام، فإن اللبناني الذي يقبض بالدولار تأثّرت قدرته الشرائية تمامًا كالذي يقبض بالليرة، إذ إن الدولار الذي يفقد قيمته رويدًا رويدًا خاصةً مع بدء الحرب الروسية – الأوكرانية، ودخول لبنان بنفق اقتصادي وسياسي معتم، انعكس بطريقة سلبية على أسعار المواد المشتراة سواء المستوردة أو المصنعة محليًا، والإنعكاس السلبي هذا بلغ ضعفين بالنسبة للأفراد الذين يقبضون رواتبهم باللّيرة اللبنانية، خاصةً وأن الأرقام تشير إلى وجود حوالي 64% من هؤلاء لا يتقاضون ما يساوي سعر صرف السوق الموازية، وهذا ما يدفعهم بالكثير من الأحيان إلى قلب ليراتهم اللبنانية إلى دولار كي يستطيعوا الاستمرار على نفس الموجة السائدة، علمًا أن الاغلبية القصوى من التجار لا يلتزمون بسعر صرف السوق الموازية، تحججًا منهم بالحفاظ على الاستمرارية بالعمل وعدم تآكل المزيد من رأس المال، وهذا ما يفسّر لجوء العديد من الموظفين إلى قلب رواتبهم للعملة الخضراء.

تأقلم ولو صعب   أما على أرض، وبالرغم من صعوبة الحفاظ على الدولار أو تأمينه بهذه السهولة، فإن التجار شبه مرتاحين للدولرة الحاصلة التي أبقت مصالحهم تعمل.   وفي جولة لـ"لبنان24" على العديد من الأسواق في مناطق مختلفة يؤكد كافة أصحاب المصالح أن الأولوية باتت للدولار، خاصةً منذ بدء الموسم السياحي، الذي زاد بمعدل الدولار داخل البلاد، وهذا ما يفسّر اعتماد أي زبون "الدولار" كعملة للدفع، سواء أكان موظفًا أو صاحب عمل خاص.   ولا يفرق أصحاب المصالح بين المغتربين الذين كانوا في لبنان، أو بين المقيمين فيه، إذ أكدوا أنه ما يزيد عن 75% منهم يعتمدون بشكل يومي الدفع بالدولار حصرًا، حيث يحتل الدفع للوقود بالدولار بالمرتبة الأولى، يليه الطعام وشراء الحاجات المنزلية، من ثم الطبية، وصولا إلى الترفيه.   الأمر نفسه يفسّر بالنسبة للمدارس والجامعات والمعاهد الخاصة، التي وضعت رسم التسجيل منذ بداية السنة بالدولار والليرة، والدولار حصرًا في بعض منها. وتوازيًا لم تشهد هذه العملية أي اعتراض من الأهالي الذين تجاوبوا مع هذه الخطة.. وذهبت الأمور في بعض المدارس الكبيرة إلى أكثر من ذلك حيث لم تستطع أن تستقبل أي تلميذ جديد لسبب امتلاء الصفوف بالرغم من أقساط الدولار المرتفعة.

الأمر لن يدوم   وسط هذا الارتياح توضح مصادر اقتصادية مطلعة لـ"لبنان24" بأن الارتياح لناحية الحصول على الدولار لن يدوم طويلا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وشح دخول الدولار إلى البلاد، توازيًا مع التأخر بإطلاق منصة بديلة عن "صيرفة" رغم كل الجهود لحماية هذا الإستقرار الذي تصفه المصادر بالمؤقت.   وتشدد المصادر على أن ما سنكون مقبلين عليه من تضخم ومشاكل بالملاءة المصرفية، واستنزاف أكبر للاحتياط الأجنبي في حال لم تقرّ أي من الإصلاحات، ستكون هي النتائج المتوقعة لا بل الحتمية للدولرة الشاملة طالما أن الدولار مصادره قليلة، وهو معرّض بشكل شبه يومي للتحويل والتهريب إلى سوريا أيضا. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وهذا ما

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين

قال النائب أحمد إدريس عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، إن القيادة السياسية في مصر خلال الأعوام الأخيرة قامت بالعديد من الخطوات علَى مستويات عديدة، وما حققته من أهداف التنمية المستدامة، وأصبح المسار الوطني أشد اتساقًا مع أهم هذه الخطوات، ألا وهو بناء الإنسان المصري اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وهو ما تم تطبيقه بشكل واضح من خلال المبادرة الرئاسية بداية.

تحقيق التكامل بين مؤسسات الدولة

وأضاف عضو مجلس النواب في بيان له اليوم، أن مبادرة بداية تعمل علَى تحقيق التكامل المرجوّ بين جميع مؤسسات الدولة، حيث أصبحتْ جودة حياة المواطن المصري أهم ما يمكن أنْ تنظر إليه الحكومة المصرية بعين الاعتبار، وهو ما تبنته من خلال محاور عديدةٍ، كتأمين فرص العمل اللائق، والثقافة، والتعليم، والصحة، والرياضة؛ رغبةً في بناء أجيال قادرة علَى مواجهة تحديات المستقبل، وسعيًا نحو بناء المهارات التي تخدم عوائد الاقتصاد الوطنيّ، وتعزيزًا للهُويِّة الوطنية؛ فتصبح لمصر حينئذ بيئة ومجتمع أكثر استدامة علَى المستويات كافة.

إنجازات في عدة مجالات

وأكد أن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة للإنسان» قدمت كثيرًا من الإنجازات في مجالات متعددة، ويُنتظر لها في الأيام القادمة أنْ تُقدِّم مزيدًا من الجهود التي تساهم في تعزيز حياة المواطن المصريّ؛ تأسيسًا علَى أهداف التنمية المستدامة، واستنادًا إلى مفاهيم التطوير والبناء، واعتمادًا علَى آليات المتابعة التي تُتيح لكل محافظة من محافظات الجمهورية أنْ تساهم في تحقيق هذا البناء الإنسانيّ المصريّ؛ حتى نحقق الأهداف المنشودة، التي من أهمها حياة المواطن المصريّ واستدامتها.

دعم الأسر الأولى بالرعاية

وأشار إلى أن المبادرة تعد من أهم المبادرات الرئاسية لأنها شاملة وتهم كل مواطن مصري وتهدف إلى دعم الأسر الأولى بالرعاية في مصر، فهي تعمل من أجل بناء الإنسان المصري صحيا واجتماعيا وتعليميا، ورياضيا وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تتضمن تنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • خلف: عملية الإنقاذ لا تكون إلا بالشراكة بين جميع اللبنانيين
  • بلبلة عند الحدود.. تسلّل طائرات لبنانية باتجاه مستوطنات إسرائيل
  • رئيس جمعية الطيارين اللبنانيين: إسرائيل ليس لها رادع أخلاقي
  • مقتل أم وأبنائها الأربعة في غارة إسرائيلية على بلدة لبنانية
  • العتبة العباسية تعلن حجم المساعدات التي ارسلتها للنازحين اللبنانيين في سوريا
  • انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.. الدولار يكسر كل الحواجز وهذا سعر الريال السعودي في محلات الصرافة
  • الأمم المتحدة: مخاوف بشأن سلامة اللاجئين اللبنانيين العائدين من سوريا
  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • لا استقلال حقيقيًا من دون جيش يفرض سيطرته على كل لبنان