العالم في انتظار محرقة جديدة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
آخر تحديث: 14 أكتوبر 2023 - 9:21 صبقلم:فاروق يوسف أما أن تعلن الميليشيات الإيرانية في العراق ولبنان وقوفها إلى جانب حركة حماس في حربها ضد دولة الاحتلال فذلك موقف لا يعول عليه لما يتخلله من بالونات هوائية يعرف مَن يطلقها أنها سرعان ما تنفجر، وأما وقد علق الاتحاد الأوروبي مساعداته الإنسانية إلى شعب غزة فإن ذلك الموقف إنما يشير إلى تدني القيم الإنسانية والأخلاقية لصالح حسابات سياسية ضيقة الأفق، تقف في مقدمتها محاولة استرضاء الولايات المتحدة التي دفعت بواحد من أساطيلها البحرية إلى منطقة شرق المتوسط تحسبا لحاجة إسرائيل إلى المدد في عدوانها على شعب غزة انتقاما مما فعلته حركة حماس للتعبير عن حالة الغضب في مواجهة استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية التي تضم الأرض مثلما تنهي أسباب الحياة في الغزة.
تدرك الميليشيات الإيرانية في العراق أنه لا قيمة فعلية لحرب الهتافات التي تخوضها في ظل عجز الحكومة العراقية عن اتخاذ موقف سياسي مؤثر هي ليست بمستواه. لعبة يمكن النظر إليها من جهة ارتباطها بالموقف الإيراني الذي يعبر عن حقيقة المزاج الذي انقلب على الشعارات القديمة في محاولة من النظام لتقديم صورة عن إيران أخرى، يظن مرشد الثورة وأتباعه أنها ستكون مدخلا لإقناع العالم بأن إيران قد تغيرت. ربما لم تبلغ إيران أتباعها في العراق بتبدل موقفها وهي لا تحتاج إلى ذلك بالضرورة. إن لم تنجح محاولات ثني إسرائيل عن المضي في حربها وهي محاولات لم تبلغ النضج حتى الآن فإن كارثة إنسانية ستقع، يحتاج بنيامين نتنياهو إليها. وهو ما يضعنا أمام سؤال محرج هو “ألم تفكر حركة حماس حين بدأت عملياتها بنجاح في تلك الكارثة؟” غير أن ما اتخذته دول الاتحاد الأوروبي من موقف لا يمكن تفسيره سوى أنه خروج على مبادئ اللعبة الدولية التي تم من خلالها الإبقاء على شعب غزة تحت السيطرة بغض النظر عمّن يحكمه، ولكن ماذا عن القيم الأخلاقية التي كانت أوروبا دائما عنوانا لها؟ ليست أوروبا مضطرة إلى خيانة قيمها الأخلاقية التي كانت عنوانا لمبادئ حقوق الإنسان التي صارت اليوم بمثابة درس ملزم للجميع. ولكن حين تكون إسرائيل في الحكاية فإن الراوي سيكون آخر مَن يعلم. تستسلم أوروبا لما يُطلب منها أميركيا. وهو ما يعد خيانة لأوروبا التي فكر فيها بناة اتحادها. فلا يمت إيمانويل ماكرون بصلة إلى شارل ديغول على سبيل المثال. ما كانت تخشاه الولايات المتحدة من قيام قطب دولي ثالث سعى زعماء أوروبا الجدد إلى محوه. وللمزيد من كسب الاطمئنان الأميركي فإن أوروبا سعت إلى التضحية بقيمها من أجل التعبير عن تضامنها مع إسرائيل. إن لم تنجح محاولات ثني إسرائيل عن المضي في حربها وهي محاولات لم تبلغ النضج حتى الآن فإن كارثة إنسانية ستقع، يحتاج بنيامين نتنياهو إليها. وهو ما يضعنا أمام سؤال محرج هو “ألم تفكر حركة حماس حين بدأت عملياتها بنجاح في تلك الكارثة؟”.من شأن صورة إسماعيل هنية وعدد من “مقاومي” الخط الأول وهم يتابعون مجريات الحرب من الدوحة، من خلال قناة الجزيرة أن تهز القناعات الجاهزة بالنسبة إلى الكثيرين ممّن يشعرون بالقلق على مصير شعب غزة في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية. هل علينا أن نصدق أن أولئك المقاومين المترفين قد راهنوا على حدوث تبدل في الموقف الدولي، من شأنه أن يمنع وقوع تلك الكارثة الإنسانية التي قد تفوق الكوارث السابقة في بشاعتها وقوة ما ستتركه من آثار مدمرة؟ لا أجد أن هناك ما يدعم ذلك الرهان على المستوى الواقعي. صحيح أن المفاجأة الفلسطينية كانت صادمة من جهة إلحاق الأذى بدولة الاحتلال وهو أمر غير مسبوق، ولكن الفلسطينيين يعرفون أكثر من غيرهم ما الذي يمكن أن تفعله حكومة نتنياهو من أجل أن تستعيد الجزء الذي فقدته من ثقة الإسرائيليين الذين كانوا في طريقهم إلى الانصراف عن نتنياهو وحكومته اليمينية. ولكن قد تقع حسابات قيادات حماس في مكان آخر، هو ذلك المكان الذي ينظرون من خلاله إلى مستقبل علاقتهم بالسلطة الفلسطينية في ظل الخلافات التي تتعلق بمرحلة ما بعد محمود عباس وفيما إذا استمرت حركة فتح في احتكار القرار السياسي الفلسطيني من غير منازع. على أساس تلك المعادلة يتعادل الطرفان، حماس وإسرائيل، في حاجتهما إلى حرب جديدة بل وإلى كارثة جديدة، يكون شعب غزة مادتها البشرية. ألا يدرك الأوروبيون من دون الأميركان أن هناك شعبا أعزل قد أصبح موضوعا للمتاجرة والمزايدة بين عدوين، يستثمران في قتله وتدميره وتشريده ليربحا مستقبلا سياسيا؟ أما أن تتحول أوروبا بوقا للدعاية الأميركية العدوانية الساذجة فإن ذلك إنما يشير إلى استعدادها إلى أن تشترك في عمليات إبادة جماعية جديدة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حرکة حماس شعب غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة – تفاصيل الاتفاق الذي سينفذ على 3 مراحل
تحدثت تقارير عربية وإسرائيلية ، مساء اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 ، عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل ، مشيرة الي أنها وصلت لمرحلة متقدمة وشبه نهائية خصوصا تلك التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب تلفزيون الشرق ، فإن الوسطاء في قطر ومصر مع طواقم فنية من حماس وإسرائيل لإتمام تفاصيل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار من خلال الاتفاق على آليات التنفيذ التي سيتولى الوسطاء الدوليون الإشراف على تطبيقها.
إقرأ/ي أيضا: الجيش الإسرائيلي سيمنع سكان شمال غـزة من العودة لمنازلهم
بحسب المصادر، اتفق الجانبان على تنفيذ الاتفاق على 3 مراحل، تبدأ بمرحلة أطلق عليها "الإنسانية"، وتتضمن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة والإفراج عن كل الأسيرات الإسرائيليات، بمن فيهم المجندات، والمدنيين الإسرائيليين، أحياء أو قتلى.
وينتهي الاتفاق بوقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي كلياً من قطاع غزة، بما في ذلك من محوري فيلادلفيا ونتساريم و6 نقاط سيحتفظ بها الجيش خلال المرحلتين الأولى والثانية، لتبدأ بعد ذلك عملية الإعمار.
وتقول المصادر إن صفقة لتبادل الأسرى ستتم على مرحلتين، بينما يتضمن الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة 3 مراحل.
وأوضحت المصادر أن المرحلة الأولى تستمر لستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المدنيين والمجندات، الأحياء والقتلى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ويبدأ على الفور إدخال المساعدات الإغاثية والانسانية للقطاع، وتترافق مع انسحاب عسكري إسرائيلي من محور فيلادلفيا، لتبقى القوات الإسرائيلية في الناحية الشرقية ل معبر رفح ، مع انسحاب جزئي من محور نتساريم، وانسحاب تدريجي من داخل المخيمات الفلسطينية والمدن في قطاع غزة.
كما سيتم السماح بعودة النازحين إلى مدينة غزة وشمال القطاع، مع آلية رقابة عسكرية إسرائيلية لضمان عدم عودة نشطاء ومقاتلي حماس والفصائل، ولم تكشف المصادر مزيداً من التفاصيل بشأن هذه الآلية.
إقرأ/ي أيضا: حماس تعقب - البيت الأبيض: نقترب من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غـزة
أما المرحلة الثانية من الاتفاق، فيتم خلالها تبادل كافة الأسرى العسكريين الإسرائيليين المتبقين، الأحياء أو القتلى، بمن فيهم الضباط الكبار، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد لم يتم الاتفاق بشأنه نهائياً من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم عدد يتراوح بين 100 و150 من الأسرى الصادر ضدهم أحكام إسرائيلية بالسجن لفترات طويلة.
وقالت المصادر إن هذه القائمة لا تشمل حتى الآن كبار قادة الأسرى، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات ونائل البرغوثي وغيرهم.
وما زال النقاش جارياً بشأن آلية خروج الأسرى الفلسطينيين، حيث تصر إسرائيل على ترحيل الأسرى المحررين من هذه الفئة إلى خارج الأراض الفلسطينية.
وفي هذه المرحلة أيضاً، ستكمل إسرائيل انسحابها العسكري من قطاع غزة مع بقاء قوات في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية.
وفي المرحلة الثالثة، من المقرر إعلان انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني، وبدء إجراءات رفع الحصار و فتح المعابر بشكل طبيعي، وإطلاق عملية إعادة بناء وإعمار القطاع، بما في ذلك ترتيب مؤتمر دولي للمانحين.
بالنسبة لإدارة المعابر، بحسب المصادر، تتولى السلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع مصر والاتحاد الأوروبي، الإشراف على معبر رفح (للأفراد والأغراض التجارية) وفق مرجعية آلية تشغيل المعبر المعلنة في العام 2005.
ويتم تشغيل المعبر تدريجياً بإدخال المساعدات، ونقل المصابين والمرضى ذوي الحالات الطارئة.
ويجري الاتفاق بشأن إدارة قطاع غزة، في اليوم التالي لانتهاء الحرب، من خلال لجنة كفاءات مستقلة تكون السلطة الوطنية مرجعيتها، وهو ما يتطلب مرسوماً رئاسياً لإنجازها، وتعمل مصر ودول عربية أخرى داعمة لتشكيلها.
المصدر : وكالة سوا