صحفيون في قلب طوفان الأقصى.. الاحتلال يستهدف ناقلي الحقيقة ويحولهم إلى شهداء
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
"طمّنو من حولكم، أنكم بخير، سوف تكونون دوما على خير، هي ساعات صعبة وستمر" كانت هذه آخر كلمات يتلفظ بها الصحفي الفلسطيني، هشام النواجحة، في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ساعات قليلة من استشهاده، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من الصحفيين؛ وكذلك استشهدت الصحفية في إذاعة صوت القدس، سلام ديمة، مع زوجها وأطفالها الثلاثة في غارة جوية أصابت منزلها، الأسبوع الجاري.
ومع توالي الأحداث، عقب عملية "طوفان الأقصى"، تسارعت الأخبار، التي تكشف استشهاد ثمانية صحافيين، واختفاء اثنين، وإصابة عشرة صحفيين بجروح متفاوتة، بعد قصف وتدمير 40 مؤسسة إعلامية، من ضمنهم برجي فلسطين ووطن، وهدم كلي أو جزئي لمنازل عشرات الصحفيين الآخرين، من طرف الاحتلال الإسرائيلي؛ وأقلهم ضررا، أمام هذا الوضع، من تم احتجازهم، أو إقفال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera) View this post on Instagram A post shared by العربي الجديد (@alaraby_ar)
الحقيقة في مواجهة الاحتلال
وكان هؤلاء الصحافيين يعملون من أجل إيصال الحقيقة للعالم، وتوثيق مشاهد الأسى التي يُخلفها القصف الانتقامي المتواصل للاحتلال، منذ أسبوع، على قطاع غزة؛ لكنهم جزء من الحدث، ومن النطاق الجغرافي الصعب الذي يشتغلون فيه، فلم يتم استثنائهم، على الرغم من توفر جُلّهم على مقومات السلامة المهنية للصحفيين، من قبيل الدرع الواقي للرصاص أو الخوذة، والسترات التي توضح أنهم صحافيين.
View this post on Instagram A post shared by احكي (@e7kkyeg) View this post on Instagram A post shared by soliman alfarra (@soliman__farra)
ورصدت "عربي21" كمّا هائلا من المقاطع، التي تُوثق بالصوت والصورة، الانتهاكات الصارخة لمبادئ وقواعد القانون الدولي، التي تُلزم باحترام حقوق الإنسان وضمان سلامة المدنيين حتى في حالات الحرب.
View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera)
ويوضح عدد من الصحافيين المتواجدين في قلب "طوفان الأقصى"، أنه "لولا الإعلام، لما كُشف المستور في عدد من القضايا، ولما عرف الناس بحال الأهالي في الأراضي المحتلة سواء في قطاع غزة أو حي الشيخ جراح أو بيتا أو سلوان، أو غيرهم من المناطق الصعبة بسبب تواجد الاحتلال الإسرائيلي" مبرزين أنه "لهذه الأسباب يتم استهدافنا بشكل شخصي، لأنهم غاضبون من فضحنا لجرائمهم التي تنتهك مواثيق القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".
View this post on Instagram A post shared by القسطل الإخباري (@alqastalps)
حين تُنتزع الإنسانية..
وحاولت "عربي21" التواصل مع عدد من الصحافيين، الذين لا يزالون مستمرين في تغطية "جرائم الاحتلال" بعضهم تحدث لنا بأسماء مُستعارة، حفاظا على سلامتهم، في حين لم تستطع "عربي21" الحديث إلى كثيرين منهم، بسبب الإرهاق الشديد والعمل المستمر ليلا ونهارا، وتواصل القصف العنيف على قطاع غزة، وغياب الأماكن الآمنة.
View this post on Instagram A post shared by Doaa J Rouqa (@doaaj94) View this post on Instagram A post shared by Doaa J Rouqa (@doaaj94)
ويقول عدد من الصحافيين، إن "الصحافي في فلسطين يتعرّض، في كل ساعة، لأبشع أشكال الانتهاكات من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لأنه يعيش من أجل القيام بواجبه المهني، وهو فضح جرائم الاحتلال، وننقل الصورة على حقيقتها للعالم" ولهذه الأسباب، يتم استهدافهم، فقط لأنهم صحافيين.
ومن بين الصحافيين، الذين ذاقوا مرار الانتهاك الصارخ، الصحافي من قطاع غزة، مؤمن فايز، الذي فقد قدميه، في تاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2008، وقصفت قوات الاحتلال منزله في عام 2014، وقُصف مكتب "إديا" للخدمات الإعلاميّة، الذي أسسه، في أيار/ مايو 2021؛ وكذا الصحافي معتز، الذي تفاجأ وهو يقوم بتغطية قصف منطقة سكنية في غزة، قبل يومين، بخبر استشهاد عائلته بقصف إسرائيلي.
View this post on Instagram A post shared by Momin Faiz (@momen_faiz)
ومن أجل بعض من السلامة، يعمل الصحافيون، منذ أسبوع، في تغطية الأحداث الجارية عقب عملية "طوفان الأقصى"، في مجموعات، إذ يتفقون أولا بشكل جماعي على مكان التواجد، وكيفية التحرك، وكُلّما تعرّض أحدهم لإصابة أو اعتقال، انقسموا لنصفين، الأول يعمل على إنقاذ زميله، والآخر يحرص على توثيق الاعتداء.
View this post on Instagram A post shared by Hassan aslih (@hassan_eslaih)
"حين يبكي الرّجال"
صعب هو حال الصحافيين المُتواجدين، في الأيام الجارية، في قلب ميدان عملية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة؛ لكن حال باقي الصحافيين الذين يغطون الأحداث، عن بعد، في مختلف دول العالم، كذلك لا يسرّ. إذ من الصعب العثور عن كلمات لتصف بها، كمية المأساة التي تتوالى عليك، في كل ساعة، فيجف قاموس اللغة، وحدها الدموع تنهمر لعلّها تقول عنك الكثير.
بعيون باكية وصوت متلعثم، يتعثر صحافي قناة الغد، محمد عبد الله، في وصف الصور التي تُعرض على الهواء مباشرة، قائلا: "اعذروني، المشاهد صعبة، نحن بشر في نهاية المطاف" مشيرا في حديثه عن المنشورات التي تُطالب الأهالي في غزة بترك المناطق التي يتواجدون فيها: "أقولها على الهواء مباشرة، هذه المنشورات كاذبة، الوعود بأن هذه المناطق لن تُضرب ولن تُقصف، هي كلمات باطلة وكاذبة".
View this post on Instagram A post shared by قناة الغد Alghad TV (@alghadtv)
وأمام هذا الوضع المؤسف والصعب، رصدت "عربي21" عددا من الفيديوهات التي سعى من خلالها الأهالي في غزة، عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إيصال صوتهم المكلوم، وبث رسالة إلى أي جهة مسؤولة، مفادها، أنهم في حصار تام، ووضع صعب جدا، يستدعي التدخل الفوري لمد يد العون إليهم.
View this post on Instagram A post shared by Roya - رؤيا (@royatv)
من بينها، فيديو لشاب، يوصف بأنه "صحافي مواطن" يستنجد في مقطع فيديو، انتشر كالنار في الهشيم على مختلف المنصات، يوثق لحظة توالي القصف عليهم وهو يقول "قد يكون هذا آخر فيديو لي، أود من خلاله أن أقول أن الأهالي هنا بدون ماء ولا كهرباء، ويعيشون في ظل وضع إنساني مزري".
View this post on Instagram A post shared by ????????????????'ع???????? ???????????? (@char3i_outfit)
ومع تسارع الأحداث في قطاع غزة بشكل يوصف بـ"المخيف"، لا يزال مصير عدد من صناع المحتوى والصحافيين، مجهولا بعد انقطاع اخبارهم، في ظل صعوبة الاتصال والتواصل في المناطق المتواجدين بها، تحت استمرار قصف الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم يرحم أحدا، ولم يستثني أحدا.
View this post on Instagram A post shared by Mohammed Zaanoun (@m.z.gaza)
وأدانت نقابات الصحافيين، في عدد من الدول، استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مطالبة بالتحرك العاجل من أجل حمايتهم وفرض تطبيق القانون الدولي الإنساني الذي يجرم ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی طوفان الأقصى فی قطاع غزة التی ت عدد من من أجل
إقرأ أيضاً:
اختتام دورات “طوفان الأقصى” للكادر التربوي النسائي في مديريات طوق صنعاء
الثورة نت/..
اختتمت في محافظة صنعاء دورات “طوفان الأقصى” حول تعزيز الوعي لدى الكادر التربوي والتعليمي النسائي في مديريات طوق صنعاء.
هدفت الدورات، التي نظمتها إدارتا تنمية المرأة في المحافظة وتعليم الفتاة في القطاع التربوي، على مدى 5 أيام، إلى إكساب 205 مشاركات من مديرات ووكيلات مدارس مديريات “صنعاء الجديدة – سنحان وبني بهلول – بني مطر – بني حشيش – همدان” مهارات حول رفع مستوى الوعي لدى الطلاب والطالبات بالمؤامرات الخارجية، التي تستهدف النشء والشباب، وطمس الهوية الإيمانية.
وفي اختتام الدورات، ثمنت مديرة إدارة تنمية المرأة في المحافظة، أمة الله المحطوري، جهود الكادر التعليمي في أداء الرسالة التربوية؛ رغم محاولات قوى العدوان إفشال العملية التعليمية على مدى أكثر من عشر سنوات.. مشيرة إلى أن استمرار العملية التعليمية، خلال السنوات الماضية، وفي ظل العدوان والحصار، مثّل صورة من صور الصمود والثبات.
فيما أكدت مديرة تعليم الفتاة، عائشة اليريمي، أهمية تعزيز الهوية الإيمانية في أوساط الطلاب والطالبات، وتعريفهم بمخاطر الحرب الناعمة ومؤامرات دول الغرب ومخططاتها للنيل من شعوب الأمة الإسلامية ومقدساتها.
وثمّنت حرص قيادة وزارة التربية والتعليم ومحافظة صنعاء والقطاع التربوي في المحافظة، واهتمامهم بإنجاح العملية التعليمية، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، وتحصين الشباب والنشء من كل الدعوات والثقافات المغلوطة الهادفة إلى طمس الهوية الإيمانية.
وحثت مديرات ووكيلات المدارس على تطبيق برامج الدورة في الميدان، بما يعزز من أداء الإدارات المدرسية خلال العملية التعليمية.