"طمّنو من حولكم، أنكم بخير، سوف تكونون دوما على خير، هي ساعات صعبة وستمر" كانت هذه آخر كلمات يتلفظ بها الصحفي الفلسطيني، هشام النواجحة، في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ساعات قليلة من استشهاده، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من الصحفيين؛ وكذلك استشهدت الصحفية في إذاعة صوت القدس، سلام ديمة، مع زوجها وأطفالها الثلاثة في غارة جوية أصابت منزلها، الأسبوع الجاري.





ومع توالي الأحداث، عقب عملية "طوفان الأقصى"، تسارعت الأخبار، التي تكشف استشهاد ثمانية صحافيين، واختفاء اثنين، وإصابة عشرة صحفيين بجروح متفاوتة، بعد قصف وتدمير 40 مؤسسة إعلامية، من ضمنهم برجي فلسطين ووطن، وهدم كلي أو جزئي لمنازل عشرات الصحفيين الآخرين، من طرف الاحتلال الإسرائيلي؛ وأقلهم ضررا، أمام هذا الوضع، من تم احتجازهم، أو إقفال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera) View this post on Instagram A post shared by العربي الجديد (@alaraby_ar)
الحقيقة في مواجهة الاحتلال
وكان هؤلاء الصحافيين يعملون من أجل إيصال الحقيقة للعالم، وتوثيق مشاهد الأسى التي يُخلفها القصف الانتقامي المتواصل للاحتلال، منذ أسبوع، على قطاع غزة؛ لكنهم جزء من الحدث، ومن النطاق الجغرافي الصعب الذي يشتغلون فيه، فلم يتم استثنائهم، على الرغم من توفر جُلّهم على مقومات السلامة المهنية للصحفيين، من قبيل الدرع الواقي للرصاص أو الخوذة، والسترات التي توضح أنهم صحافيين.

View this post on Instagram A post shared by احكي (@e7kkyeg) View this post on Instagram A post shared by soliman alfarra (@soliman__farra)
ورصدت "عربي21" كمّا هائلا من المقاطع، التي تُوثق بالصوت والصورة، الانتهاكات الصارخة لمبادئ وقواعد القانون الدولي، التي تُلزم باحترام حقوق الإنسان وضمان سلامة المدنيين حتى في حالات الحرب.

View this post on Instagram A post shared by الجزيرة (@aljazeera)
ويوضح عدد من الصحافيين المتواجدين في قلب "طوفان الأقصى"، أنه "لولا الإعلام، لما كُشف المستور في عدد من القضايا، ولما عرف الناس بحال الأهالي في الأراضي المحتلة سواء في قطاع غزة أو حي الشيخ جراح أو بيتا أو سلوان، أو غيرهم من المناطق الصعبة بسبب تواجد الاحتلال الإسرائيلي" مبرزين أنه "لهذه الأسباب يتم استهدافنا بشكل شخصي، لأنهم غاضبون من فضحنا لجرائمهم التي تنتهك مواثيق القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".

View this post on Instagram A post shared by القسطل الإخباري (@alqastalps)
حين تُنتزع الإنسانية..
وحاولت "عربي21" التواصل مع عدد من الصحافيين، الذين لا يزالون مستمرين في تغطية "جرائم الاحتلال" بعضهم تحدث لنا بأسماء مُستعارة، حفاظا على سلامتهم، في حين لم تستطع "عربي21" الحديث إلى كثيرين منهم، بسبب الإرهاق الشديد والعمل المستمر ليلا ونهارا، وتواصل القصف العنيف على قطاع غزة، وغياب الأماكن الآمنة.

View this post on Instagram A post shared by Doaa J Rouqa (@doaaj94) View this post on Instagram A post shared by Doaa J Rouqa (@doaaj94)
ويقول عدد من الصحافيين، إن "الصحافي في فلسطين يتعرّض، في كل ساعة، لأبشع أشكال الانتهاكات من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لأنه يعيش من أجل القيام بواجبه المهني، وهو فضح جرائم الاحتلال، وننقل الصورة على حقيقتها للعالم" ولهذه الأسباب، يتم استهدافهم، فقط لأنهم صحافيين.

ومن بين الصحافيين، الذين ذاقوا مرار الانتهاك الصارخ، الصحافي من قطاع غزة، مؤمن فايز، الذي فقد قدميه، في تاريخ كانون الأول/ ديسمبر 2008، وقصفت قوات الاحتلال منزله في عام 2014، وقُصف مكتب "إديا" للخدمات الإعلاميّة، الذي أسسه، في أيار/ مايو 2021؛ وكذا الصحافي معتز، الذي تفاجأ وهو يقوم بتغطية قصف منطقة سكنية في غزة، قبل يومين، بخبر استشهاد عائلته بقصف إسرائيلي.

View this post on Instagram A post shared by Momin Faiz (@momen_faiz)
ومن أجل بعض من السلامة، يعمل الصحافيون، منذ أسبوع، في تغطية الأحداث الجارية عقب عملية "طوفان الأقصى"، في مجموعات، إذ يتفقون أولا بشكل جماعي على مكان التواجد، وكيفية التحرك، وكُلّما تعرّض أحدهم لإصابة أو اعتقال، انقسموا لنصفين، الأول يعمل على إنقاذ زميله، والآخر يحرص على توثيق الاعتداء. 

View this post on Instagram A post shared by Hassan aslih (@hassan_eslaih)
"حين يبكي الرّجال"
صعب هو حال الصحافيين المُتواجدين، في الأيام الجارية، في قلب ميدان عملية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة؛ لكن حال باقي الصحافيين الذين يغطون الأحداث، عن بعد، في مختلف دول العالم، كذلك لا يسرّ. إذ من الصعب العثور عن كلمات لتصف بها، كمية المأساة التي تتوالى عليك، في كل ساعة، فيجف قاموس اللغة، وحدها الدموع تنهمر لعلّها تقول عنك الكثير.


بعيون باكية وصوت متلعثم، يتعثر صحافي قناة الغد، محمد عبد الله، في وصف الصور التي تُعرض على الهواء مباشرة، قائلا: "اعذروني، المشاهد صعبة، نحن بشر في نهاية المطاف" مشيرا في حديثه عن المنشورات التي تُطالب الأهالي في غزة بترك المناطق التي يتواجدون فيها: "أقولها على الهواء مباشرة، هذه المنشورات كاذبة، الوعود بأن هذه المناطق لن تُضرب ولن تُقصف، هي كلمات باطلة وكاذبة".

View this post on Instagram A post shared by قناة الغد Alghad TV (@alghadtv)
وأمام هذا الوضع المؤسف والصعب، رصدت "عربي21" عددا من الفيديوهات التي سعى من خلالها الأهالي في غزة، عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، إيصال صوتهم المكلوم، وبث رسالة إلى أي جهة مسؤولة، مفادها، أنهم في حصار تام، ووضع صعب جدا، يستدعي التدخل الفوري لمد يد العون إليهم. 


View this post on Instagram A post shared by Roya - رؤيا (@royatv)
من بينها، فيديو لشاب، يوصف بأنه "صحافي مواطن" يستنجد في مقطع فيديو، انتشر كالنار في الهشيم على مختلف المنصات، يوثق لحظة توالي القصف عليهم وهو يقول "قد يكون هذا آخر فيديو لي، أود من خلاله أن أقول أن الأهالي هنا بدون ماء ولا كهرباء، ويعيشون في ظل وضع إنساني مزري".

View this post on Instagram A post shared by ????????????????'ع???????? ???????????? (@char3i_outfit)
ومع تسارع الأحداث في قطاع غزة بشكل يوصف بـ"المخيف"، لا يزال مصير عدد من صناع المحتوى والصحافيين، مجهولا بعد انقطاع اخبارهم، في ظل صعوبة الاتصال والتواصل في المناطق المتواجدين بها، تحت استمرار قصف الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم يرحم أحدا، ولم يستثني أحدا.

View this post on Instagram A post shared by Mohammed Zaanoun (@m.z.gaza)
وأدانت نقابات الصحافيين، في عدد من الدول، استهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مطالبة بالتحرك العاجل من أجل حمايتهم وفرض تطبيق القانون الدولي الإنساني الذي يجرم ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی طوفان الأقصى فی قطاع غزة التی ت عدد من من أجل

إقرأ أيضاً:

نص رسالة يحي السنوار إلى قائد أنصار الله

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في رسالته إلى قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، أن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، مشددا على أن المقاومة قد أعدت نفسها لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية.

وفي رسالة السنوار، بارك عملية اليمن التي تمت يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، وطالت قلب كيان العدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفا: “يسعدني أن أشكركم على العاطفة الصادقة والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي رأيناها منكم في معركة طوفان الأقصى، سواء في ميدان المقاومة أو فيما ترسله لنا من مخاطبات وما تحمله وفودكم الكريمة من رسائل”.

السنوار في رسالة للحوثي: أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني السنوار يبعث برسالة إلى حسن نصر الله

 

وبارك السنوار نجاح العملية التي تأتي ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد ووصول الصاروخ إلى عمق الكيان، متجاوزا كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، مشيراً إلى أن العملية أعادت وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب يافا “تل أبيب” من جديد.

 

وشدد على أن خطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة التي تتم بإشراف أمريكي قد فشلت مثلما فشلت حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا 

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن العملية النوعية أرسلت رسالة واضحة للعدو بأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة.

 

ووصف ما يقوم به أبطال اليمني بالإبداع في تطوير القدرات العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان.

 

وأبرق القائد يحيى سنوار التحية للشعب اليمني العظيم قائلاً: “إنه ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى”.

 

وحول الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة، أوضح أنه بين حالتين، حالة الألم والمعاناة الشديدة جراء العدوان النازي والإبادة الجماعية والحصار والتجويع، وهو ما يتطلب من كل أبناء الأمة إسناده والوقوف معه، وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه.

معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو 

وفي ختام الرسالة أكد القائد السنوار أن المقاومة بخير وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، مشددا على أن المقاومة قد أعدت نفسها لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية.

 

كما أكد أن تظافر الجهود مع اليمن ومع المقاومة الباسلة في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرض فلسطين.

السنوارالسنوار

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أحمد الفيشاوي يكشف عن جوانب مظلمة من حياته ويقضي أوقاتاً ممتعة مع ابنه
  • أحلام توثق رحلتها بطائرة “بوينغ” البرية بالفيديو والصور.. والجمهور يتفاعل
  • شاهد.. أسد يهاجم أكرم حسني ومحمد أنور في "ديبو"
  • تطورات اليوم الـ348 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • من صحافي ومغنٍ..تامر حُسني يتحدث عن تعرضه لمؤامرة
  • تطورات اليوم الـ347 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تعاون جديد يجمع آيتن عامر ومحمد رجب
  • نص رسالة يحي السنوار إلى قائد أنصار الله
  • تطورات اليوم الـ346 من طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة