لبنان ٢٤:
2025-04-17@16:36:16 GMT

إعلام الحرب والسلام.. والحق بالقدس

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

إعلام الحرب والسلام.. والحق بالقدس

كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس مقالاً تحت عنوان: "إعلام الحرب والسلام، والحق بالقدس"، وجاء فيه:    لأن القدس قِبلة المؤمنين و مرتكز اهتمامات الاديان السماوية ، فإن أيَّ فعل جهادي و تحريري لأرض فلسطينية  يعتبر ًخطوة أولى نحو القدس  ذاتها. وتتشكل تحدياتُ إرساءِ  قَواعِدِ  إعلام النصرِ و بناء السلام  في زمن النزاعات  ، بالإستناد الى  حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، إحدى  اساسيات إستراتيجيات الإعلام السياسي الحديث ، حول كيفية الإنتقالِ  المرحلي من  إعلامِ الحرب الى إعلامِ الهِدْنَةِ فإعلام النصرِ  و السلام ، بهدفِ الوصول الى حالةٍ سلامية يكون الإعلام أبرزَ أُسُسِها ، من حيثُ هي ضرورة مُجتمعيَّةٌ إنتقالية بين حالتي الاحتلال و المقاومة ، و نموذج إنساني عام يُبنى عليه  لإستشرافِ المراحل المستقبلية بعيداً عن الفُجائِيَّات و محاولات الإستهداف غير المُتَوقَّعة في حروب قتالية  ذات حركية غير  كلاسيكية.

  إنَّ أبرز التحديات التي يواجهها إعلام السلام في مرحلة ما بعد النصر وتحرير الأرض و إستعادة الحَق ، هي ان يبقى على جهوزية قصوى تحرص على تحصين الحالة السلامية ، ببُعْدِها التصالحي المتوازي ، مسؤوليةً وإسهاماً ميدانياً . فضلاً عن الجهوزية الإستعدادية الدائمة ، للتَصَّدي لأي مُحاولةٍ إستفزازيَّة قد تَطرأ  ، إختراقاً لوضعيةِ التوافق على شروط السلام بكل مندرجاتها و تمتين  أصول التوافق بين المتفاوضين  للإنتقال من  السلام المرحلي الى حالة السلام الدائم تأسيساً على نتيجة النصر المُحَقَّق . و يتلازم ذلك مع  الحرص على وضع إستراتيجية صلبة لبناءاتِ إعلام السلام ، مَنْعاً لأيِّ إهتزازاتٍ مُفَاجِئَة ، و تصدياً لمحاولات  إفتعالِ  أحداثٍ على هامش الهدنة السلامية ، لزعزعة الأمن الاعلامي والنيل من نتائج النصر، اضافة الى  التحوُّلُ التدريجي من إعلامِ النِزاعَات  و ما يَسْتَتبعهُ من تبدُّلٍ  مرحلِيٍّ في الاهداف الميدانية لإعلامِ الأزَمات ، إرتقاءً للوصولِ الى حَالات عقلانيةٍ للتعاطي الواعي مع فنيَّةِ الصورة و حِرفيَّةِ الكلمة و رصانة الرأي تحصيناً للسلم العام إنطلاقاً من إعلام السلامِ . و لا يخرج ذلك عن  إتباع خطة اعلامية منهجية للتركيز على الشحن الشعبي و المعنوي و التعريف الدائم  بالحق ، بعيدا عن التضخيم و التضليل ، بالتوازي مع وضع استراتيجية للتصدي لإعلام العدو ، وفق رؤية إستباقية متحركة تتزامن مع مخاطر و تطورات كل مرحلة من مراحل النزاع.   حَفَّزتني حالة التضافر الثقافي والشعور بالإعتزاز  القومي العربي في  إحتفالية صمود غزَّة و  مجابهتها للإحتلال ، لأن  أُعطيَ  تَقويماً خاصّاً للحالة الاعلامية  التي واكبَتْ مراحل ( عملية الطوفان)  و  رافقَتْ ماجريَّاتِ المعركة و نتائجها  و قدَّمَتها للناس  بِحِرَفيَّةٍ إعلامية  راقية و مسؤولة ،  وذلك بالإرتكازِ الى منظورٍ ثلاثيِّ الأبعاد كَوَّنتُه من خلال خبرتي في مجال النقد الاعلامي و تفكيك النصِّ الخبري و تحليل الصورة الفيلمية و مضامينها: أ-البُعدُ القومي ، و تأثيراتِ  عملية المباغتة و تحقيق النصر على المعنويات،
ب- البُعدُ الايماني و القومي و الوطني  ، و ما تعنيه فلسطينُ والقدسُ تحديداً ، للأديان السماوية، ج-البُعدُ الإعلامي ، وكيفية الانتقال من  عملية المقاومة بالإعلام الى إرساء قواعد إعلام النصر ، تمهيداً لتأسيس قواعد إعلام السلام ، الذي يمهد لقواعد جديدة من النضال والحفاظ على الحق وتحصين النصر بثوابتَ إعلامية ذات إستراتيجياتٍ صلبة و واضحة ، تتطلبها مرحلة مابعدَ الصمود و تَقعيدِ أسس النصر المَرحَلِيِّ وتركيز دعائم الإنتصار النهائي.   لقد تفاعلتُ شخصيّاً مع هذه المقاربة الاعلامية  إنطلاقاً من ركيزة مَفهومِيَّةٍ  قاعدتُها ،  أن فلسطين هي أرض الأديان الربَّانيَّة و عاصمة الإيمانيات السماوية ، وليسَ لأحدٍ أنْ يَدَّعي مُلكِيَّتَها و توارثَها و تَوْريثَها أو إحتكارِ بركاتها و محاولة وَضعَ اليَدِ لا عليها و لا على مُستَقبلها. اللَّافتُ في مشهدياتِ الحرب الأخيرة بين غزَّة و اسرائيل أن ميدانياتِ القتال و مجالاتِ التقاصفِ التبادلي، من خلال ما ظهَّرَتْهُ وسائل الاعلام ، أرست قواعد جديدة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية . بمعنى أن التدامُرَ المُتزامِنَ بين لامُتَكافِئَيْنِ أثبتَ صحة إستراتيجية الإستبسال الإيماني والعناد الوطني بالدفاع عن الأرض و العِرْض ، من منطوق أن مَنْ يخسرُ أرضه يخسر إيمانَه ويكون غيرَ مُستحِقٍّ لا لهُوِيَّتِهِ ولا لتُراثه و لا أن يكون إبنَ إيمانه و غيرَ مُؤَهَّلٍ لأن يكون من أبناء الغدِ و لا من أهل الحرِّيَّة. إن نجاح الاعلام بخَوضِ معركةِ الدفاعِ عن غزَّة ، في ما قدمه من مواكباتٍ لحظويةً للوقائع  و ترويجاً  إندفاعِيَّاً للنصر ، أكَّدَ و بالقُدراتِ  القليلة التي يمتلكها هذا الإعلام  على  قناعَةٍ مُفادُها  إِنَّما النصرُ لِلحَقِّ أبداً ، بعيداً  عن الإدعائيَّةِ و الإعتدادِ بهذا الحَقِّ. و عنصرا الدفاع عن الحقِّ كما  الإنتصارُ بالحَقِّ ، ظهَرا جَلِيَّاً من خلال تركيز إعلام المرحلة على مستويين من الحَقِّ ، في المجال القتالي الميداني و على مدى الفضاء الإعلامي المفتوحِ على تحديَّاتٍ كَثرَتْ فيها التَشَّعباتُ و المُزايداتُ والتدخُلات:   أ- المستوى الأول من الحق  ، هو  الحق الفلسطيني   كقضية محوريَّةٍ سياسيَّةٍ و قَوْمِيَّة ، غير خاضعة للإبتزاز ولا للتنازل ولا للإذعان، ب- المستوى الثاني ، هو  الحَقُ القُدْسِي ، كقضية روحية ايمانية وانسانية تعني كلَّ الكِتابيين وأبناءَ الديانات الإبراهيمية. وهذان الحَقَّان هما انتصاران مُتكاملانِ ، لا يقتلهما زَمَنٌ ولا تغتالهما  مؤتمرات  تقسيمية ولا تقوى عليهما مؤامرات مجزرية و لا نيات  أوْ قرارات ابادية. هذا النصر الجهادي الذي نجح الإعلام بتظهيره بإحترافيةٍ وإلتزامٍ بالقضية ،  هو فعل لٌ  تمجيدي  لإنتصار  إرادة الدَّم على صواريخ التدمير و سلاح الشرِّ ، كَعَتبةٍ لإستكمالِ التحرير و حمايةِ عِرضنا الروحي  و إستعادة المقدَّسات المسيحية والإسلامية. وهذهِ ركيزة أساس  في رسمِ إستراتيجية  تحرُّكٍ روحي إيماني  و إنساني عام يساعد على تظهير النصر الميداني و حُسنِ إستثمارهِ في وسائل الاعلام  ، بما يتوافق وظروف الانتصار و نتائجه و إستشراف ما بعدَ الإنتصار و ضرورة متابعة ما بعدَ الصمود والنصر في المحافلِ والأندية الدولية ، دفاعاً و شرحاً وإستثماراً  للإعلام في السلام. إنَّ   مَقتَلَةَ فلسطين ، هي عندما  يصورها  بعضُ الإعلام  على انها قضية بعضِ العرب أو بعضِ المسلمين ، مع تجاهلٍ قَصدِيٍّ و تجهيلٍ عَمْدِيٍّ لعلاقةِ المسيحية بفلسطين و معنى فلسطين و دلالاتها الروحية لهم ، من حيثُ أنَّها  الأرضُ المقدسة  ، وِلادَةً و مَهْداً و بُشرىً و صَلْباً و آياتٍ و قيامةً و صعوداً و عنصرةً دائمة ، مع تسليمٍ نَوْمِيٍّ أوْ تَغفيلٍ  جَهْلِيٍّ ، من  بعْضِ المسيحيين ، دُوَلاً و مرجعياتٍ و جماعات ، باتوا يعتبرونَ أن أرضَ المسيحية أضحَتْ مَحَجاً سياحياً ، يكتفون بزيارتها  من دون ان تكون  مُرتَكَزَاً إيمانياً أساسيًا لهم.   والخوفُ كلُ الخوف، أَنْ يأتيَ يومٌ تَفْرغُ فيه أرضُ  المسيح من المسيحيين ، إِذَّاكَ لَنْ ندري ماذا سَيَحُلُّ بالمُقَدَّسات و لا كيف يكون إرتباطُ كنائس العالم بأرضهم الإيمانية المسلوبة !؟ و لا بماذا  سيشعر المسيحيون  عندما تصبحُ كنائسُ القدسِ أشبَهَ    بِقنصلياتٍ تمثيليةٍ  لمذاهب مسيحية مُغَرَّبة و مُغْتَرِبَة و مهاجرة أوْ مُهجَّرَة  من أرضها ؟ وهذا ما لَنْ نرتضيهِ ولن نسمحَ به ، قناعةً أننا أبناء الأرض و أهلها. ان مِحوَر إنشغالِ  الوجدان المسيحي المشرقي  و عُمْقِيَّاتِ  تفكير الهَمِّ  الانساني العام و مركزية  تطلُّعاتنا اليوم هو : كيف نُنتجُ  موقفاً إعلامياً مركَّزاً ، يعرفُ كيف يخاطبُ الغربَ المسيحي ، دولاً و شعوباً وجماعات ، من خلال تعريفهم بالمسألة الفلسطينية ، كَحَقٍ قومي و وطني وروحي ، و العمل الستمرِّ  لتحريضهم و دفعهم للتشارك والتفاعل مع القدس والانتصار للحق والدفاع عن الحقوق الانسانية والوطنية لأهل البلاد و أصحاب الإيمان و أهل  الارض وأبنائها.   إن السُبُلَ مُتاحَةٌ أكثرَ اليوم  لتقعيدِ أُسُسِ إعلامٍ النصر  و ترسيخ بناءاتِ إعلام السلام  ، الذي ينطلق من مُقترَحٍ  طوباويٍّ ، هو أن تكون القُدسُ مدينة الله و عاصمة الأديان الربِّيَّة. و لَيسَ هَمُّنا أن نسأل فقط   كيف عليْنا أن نستعيدَ القدس ؟   بل أن نعمل و نسأل كيف نُعيدُ الله الى القدس؟  وهذا محورُِ إنشغالاتِ  إعلام السلامِ الذي يتطلَّعُ الى قابلِ الأيامِ و إنتظاراتها ، من منظورٍ يحملُ رَجاءاتٍ كثيرةً ، و يتذكَّرُ دَوْماً عتيق الأيام بإنكساراتها و خيباتها  و نضالاتها و إنتِظاراتها  ونجاحاتها وإنتصاراتها ، بما يُحَفِّزُ على بِناءِ رؤية مستقبلية  نتَطلَّعُ  معاً الى تحقيق بنودها ، و أن نحلمَ بِرؤيا  إفتراضية نستشرف معها المُستَقبَلَ  ، مُتحَضِّرينَ بجهوزية تامة لِكلِّ مُفاجاءاته بالأَسوَدِ و الأبيض و بكلفة الدم.    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إعلام السلام من خلال

إقرأ أيضاً:

ترامب محبط من زيلينسكي.. وروسيا: اتفاق السلام ليس سهلاً

عواصم " وكالات ": أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدّدا عن إحباطه من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب سعي الأخير للحصول على مزيد من الصواريخ في الوقت الذي يحاول فيه الملياردير الجمهوري إنهاء الحرب بين كييف وموسكو.

وقال ترامب لدى استقباله في المكتب البيضوي رئيس السلفادور نجيب بوكيلي إنّ زيلينسكي "يسعى دائما للحصول على صواريخ. انظر، عندما تبدأ حربا، عليك أن تعلم أنك قادر على الانتصار. لا يمكنك أن تبدأ حربا ضدّ من يفوقك حجما بعشرين ضعفا ثم تأمل أن يعطيك الناس صواريخ".

وأتى تصريح ترامب ردّا على سؤال طرحه عليه أحد الصحافيين بشأن رغبة الرئيس الأوكراني في الحصول على مزيد من الصواريخ.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحمّل فيها ترامب زيلينسكي مسؤولية الحرب الدائرة بين كييف وموسكو، على الرغم من أنّ روسيا هي التي بدأت في فبراير 2022 التدخل العسكري في جارتها.

لكنّ الرئيس الأمريكي استدرك بتحميل نظيره الروسي فلاديمير بوتين وسلفه الديموقراطي جو بايدن جزءا من المسؤولية عن اندلاع الحرب.

وقال ترامب "هناك ملايين الأشخاص الذين لقوا مصرعهم بسبب ثلاثة أشخاص. فلنقل إنّ المسؤول الأول هو بوتين. لكن هناك أيضا بايدن الذي لم تكن لديه أدنى فكرة عمّا يفعله، وهناك زيلينسكي".

وجدّد ترامب التأكيد على أنّ هذه الحرب ما كان ينبغي أن تندلع أبدا.

وقال "كلّ ما يمكنني فعله هو محاولة وقفها (الحرب). أريد وقف القتل، وأعتقد أننا نحرز تقدّما جيّدا في هذا الصدد".

وأوضح ترامب أنّه يتوقّع "مقترحات جيّدة قريبا جدا".

وفي سياق متصل، أعلن مصدر مطّلع على المفاوضات الجارية بين أوكرانيا والولايات المتّحدة للتوصّل إلى اتفاق تستغلّ بموجبه واشنطن الموارد المعدنية الاستراتيجية الأوكرانية أنّ المحادثات بين الجانبين تسير "بشكل بنّاء".

وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ الاجتماع الأخير الذي عُقد الجمعة الماضية حول هذا الملف الذي شكّل مصدرا للتوتر بين كييف وواشنطن "سار بشكل طبيعي دون مشاكل والجميع قالوا إنّهم تحدّثوا بشكل بنّاء".

وأضاف أنّ "الاجتماع كان فنّيا وركّز بشكل أساسي على القضايا القانونية" ولم تتم مناقشة الضمانات الأمنية التي تريد كييف الحصول عليها من واشنطن.

وفي نهاية مارس تلقّت أوكرانيا من الولايات المتّحدة نسخة جديدة من اتفاقية المعادن وصفها العديد من وسائل الإعلام والنواب الأوكرانيين بأنّها لا تصبّ بتاتا في مصلحة كييف.

وكان مقررا أن يتمّ في فبراير التوقيع على اتفاق إطاري حول هذا الملف، لكنّ المشادّة الكلامية التي دارت يومذاك في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حالت دون ذلك.

وفي 30 مارس، حذّر ترامب زيلينسكي من أنّه سيواجه "مشكلة كبيرة" إذا لم يتمّ التوقيع على هذا الاتفاق.

ويريد الرئيس الأمريكي إبرام هذه الاتفاقية تعويضا عن المساعدات العسكرية والاقتصادية التي قدّمها سلفه الديموقراطي جو بايدن لكييف منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات.

بالمقابل، تصرّ كييف على ضرورة تضمين هذه الاتفاقية ضمانات أمنية أمريكية لتجنيبها أيّ هجوم روسي مستقبلي.

وبحسب تقارير إعلامية فإنّ النسخة الجديدة من الاتفاقية لا تأتي على ذكر مثل هكذا ضمانات.

وبسبب حرص المسؤولين الحكوميين الأوكرانيين على الحفاظ على المساعدات العسكرية التي ما زالت الولايات المتحدة تقدّمها لبلادهم رغم التقارب بين ترامب وروسيا، فقد امتنعوا إلى حدّ كبير عن انتقاد النص الجديد علنا.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه ليس من السهل الاتفاق مع الولايات المتحدة على الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وشدد على أن روسيا لن تسمح لنفسها أبدا بالاعتماد مرة أخرى اقتصاديا على الغرب.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت ردا على سؤال عما إذا كانت موسكو وواشنطن قد اتفقتا على بعض جوانب اتفاق سلام محتمل "ليس من السهل الاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية. إنها قيد النقاش".

وقال في المقابلة التي نشرت في عدد اليوم الثلاثاء "إننا ندرك تماما شكل الاتفاق الذي يمكن أن يضمن المنفعة المتبادلة، وهو أمر لم نرفضه قط، كما ندرك تماما شكل الاتفاق الذي قد يقودنا إلى فخ آخر".

وصرح الكرملين بأنه من السابق لأوانه توقع نتائج من المضي في استعادة العلاقات الطبيعية مع واشنطن.

وأشار لافروف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين حدد بوضوح موقف روسيا في يونيو 2024 عندما طالب أوكرانيا رسميا بالتخلي عن طموحاتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي وبسحب قواتها من كامل أراضي أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها تابعة لها.

وأضاف "إننا نتحدث عن حقوق سكان هذه الأراضي. ولهذا السبب، هذه الأراضي غالية علينا. ولا يمكننا التخلي عنها".

وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20 بالمائة من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 وأجزاء من أربع مناطق أخرى تقول روسيا الآن إنها جزء من أراضيها، وهو ادعاء لا تعترف به معظم الدول.

وأشاد لافروف "بالإدراك السديد" لترامب وبتصريحه بأن الدعم الأمريكي السابق لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي كان سببا رئيسيا للحرب.

وشدد على أن النخبة السياسية الروسية لن تسمح بأي إجراءات تعيد روسيا إلى الاعتماد الاقتصادي أو العسكري أو التكنولوجي أو الزراعي على الغرب.

وفي الشأن الروسي ايضا، ذكرت صحيفة كوميرسانت أن محكمة عسكرية روسية قضت اليوم الثلاثاء بسجن جندي لمدة 15 عاما بعد إدانته بالفرار من الخدمة العسكرية والاستسلام طواعية لأوكرانيا، في أول محاكمة من نوعها في روسيا.

استحدثت روسيا في سبتمبر 2022 جريمة الاستسلام الطوعي، والتي يعاقَب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث إلى 10 سنوات.

وذكرت صحيفة كوميرسانت أن محكمة في جزيرة سخالين في أقصى شرق روسيا أدانت الجندي رومان إيفانيشين بتهمة الاستسلام الطوعي ومحاولة الاستسلام طواعية والفرار من الخدمة العسكرية.

ومن المقرر أن يقضي إيفانيشين، الذي أفادت التقارير بأنه ينفي جميع التهم، عقوبته في منشأة تحت حراسة مشددة.

وتمت محاكمته خلف أبواب مغلقة.

وذكرت الصحيفة أن إيفانيشين، وهو من عمال المناجم في سخالين ووصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه من قدامى المحاربين خلال حروب روسيا في الشيشان، تم استدعاؤه في عام 2022 وقاتل في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

وألقى جنود أوكرانيا القبض عليه في يونيو 2023، وظهر في مقطع مصور نُشر على الإنترنت وهو يندد بالحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا ويدعو الجنود الآخرين إلى الانشقاق.

ولم يتضح من تقرير صحيفة كومرسانت ما إذا كان قد تحدث مجبرا في المقطع المصور. وأفادت التقارير أن فريق محاميه طلب تبرئته مؤكدا عدم وجود دليل على ارتكابه أي جريمة.

وأفادت صحيفة كوميرسانت بأن إيفانيشين عاد إلى روسيا في عملية تبادل للأسرى في يناير 2024 وخضع للتحقيق.

من جهة اخرى، قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على اتفاق "سلام دائم" مع أوكرانيا، عقب محادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ويبذل ترامب مساعي حثيثة لدى موسكو وكييف للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم مفاوضات متكررة بين مسؤولين روس وأمريكيين.

والتقى المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف الجمعة بوتين في سان بطرسبرغ في ثالث اجتماع لهما منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في يناير.

وقال ويتكوف خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة فوكس نيوز إنه يرى اتفاق سلام "يلوح في الأفق"، وأن اثنين من كبار مستشاري بوتين، يوري أوشاكوف وكيريل دميترييف، حضرا "الاجتماع المهم".

وأكد ويتكوف أن "طلب بوتين هو التوصل إلى سلام دائم. فإلى جانب وقف إطلاق النار، حصلنا على إجابة لذلك"، معترفًا بأن "الوصول إلى هذه المرحلة استغرق بعض الوقت".

أضاف "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية للعالم أجمع".

وقال إن المفاوضات شملت أيضا صفقات تجارية بين روسيا والولايات المتحدة.

وتابع "أرى أن هناك إمكانية لإعادة صياغة العلاقات الروسية الأمريكية من خلال فرص تجارية واعدة، والتي أعتقد أنها ستوفر استقرارا حقيقيا للمنطقة أيضا".

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، لم يُحرز تقدم يُذكر في تحقيق هدف ترامب الرئيسي المتمثل في وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

ورفض بوتين الشهر الماضي مقترحا "أمريكيا أوكرانيا "مشتركا لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط في النزاع، فيما اشترط الكرملين إعلان هدنة في البحر الأسود برفع الغرب لبعض العقوبات.

وفي الشأن الاوكراني، قدم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم، مشروع قانون لتمديد الأحكام العرفية في البلاد حتى السادس من أغسطس المقبل، وفقا لما ورد على الموقع الإلكتروني للبرلمان الأوكراني.

ومن المقرر أن يوافق النواب الأوكرانيون على القرار خلال الجلسة البرلمانية المقبلة، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.

ويعد التصويت المرتقب هو التمديد الخامس عشر للأحكام العرفية في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل.

وقال الرئيس زيلينسكي، خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن، في فبراير الماضي، إن الأحكام العرفية في أوكرانيا تمنع إجراء الانتخابات.

ويسمح القانون الأوكراني بتنظيم وإجراء الانتخابات بعد مرور ستة أشهر على الأقل من انتهاء الأحكام العرفية.

كما بدأ الرئيس الأوكراني إجراءات لإقالة فولوديمير أرتيوخ، الحاكم العسكري لمنطقة سومي بشمال شرق البلاد، في أعقاب الهجوم الصاروخي الروسي المدمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 34 شخصا.

وأعلن ممثل الحكومة الأوكرانية في البرلمان، تاراس ميلينشوك، عبر تطبيق تليجرام، أن الحكومة تدعم الجهود الرامية إلى إقالة أرتيوخ.

ويأتي ذلك بعدما أكد أرتيوخ، أمس، وجود تجمع لأفراد عسكريين لحضور حفل توزيع جوائز في مدينة سومي وقت وقوع الهجوم الصاروخي الروسي العنيف، لكنه أكد أنه لم يكن هو من بادر بتنظيم هذا الحدث،ويشغل أرتيوخ منصب الحاكم العسكري لمنطقة سومي منذ نحو عامين.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المصري: إقامة الدولة الفلسطينية السبيل لتحقيق السلام في المنطقة  
  • إعلام عبري: أكثر من 120 ألفًا يوقعون عرائض لوقف الحرب على غزة
  • الإمارات توجه نداءً عاجلاً من أجل السلام في السودان
  • العدو الصهيوني يستولي على 1398 دونماً من أراضي الفلسطينيين بالقدس
  • إعلام إسرائيلي: الضغط العسكري لن يعيد الأسرى
  • الكرملين: موسكو وواشنطن تعملان من أجل السلام وأوروبا تعمل من أجل الحرب 
  • ترامب محبط من زيلينسكي.. وروسيا: اتفاق السلام ليس سهلاً
  • إعلام إسرائيلي: 1700 فنان ومثقف يوقعون عريضة لوقف الحرب على غزة
  • مؤلم ما يحدث في الفاشر مثلما كان مؤلما حينما حصل في قرى الجزيرة والدندر والخرطوم
  • الميدان الغزاوي يتكلّم: من يملكِ الإرادةَ والميدان يفرِضْ معادلة النصر