في كلامٍ مُنافٍ للواقع وتدحضهُ الأدلة المُصوّرة تماماً، زعمت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنّ حادثة إستهداف الصحافيين في جنوب لبنان، أمس الجمعة، جاءت خلال تبادلٍ لإطلاق النار في المنطقة التي كانوا يتواجدون فيها.
وادّعت الصحيفة أن الحادثة جاءت بعد رصد إطلاق نار من أسلحة خفيفة من الأراضية اللبنانية بإتجاه مواقع إسرائيلية في منطقة حنيتا، ما استدعى رداً من جيش العدو تمثل بقصف عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية.


وكان طاقم عدد من الصحافيين تعرّض لقصف من طائرة إسرائيليّة حلقت في أجواء منطقة علما الشعب الجنوبية، ما أسفر عن إستشهاد المصور في وكالة "رويترز" عصام عبدالله وإصابة زملاء آخرين لهم وهم: كارمن جوخدار مراسلة قناة "الجزيرة"، مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية كريستين عاصي، مراسلي "رويترز" العراقيان ثائر زهير كاظم وماهر نزيه عبد اللطيف، إيلي برخيا من قناة "الجزيرة"، ومراسل وكالة "فرانس برس" ديلن كولينز. 
وفي تقريرٍ لها، اليوم السبت، نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية تفاصيل عمّا جرى مع الصحافيين وذلك من خلال روايات قدمها إعلاميون شهدوا على ما جرى في الجنوب.
وفي هذا الإطار، يروي مراسل قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" الزميل إدمون ساسين ما حصل، ويقول: "وصلنا إلى علما الشعب وتمركزنا في نقطة مرتفعة لأنّ المعركة كانت تحت هضبة، وقد رأينا الدخان والقذائف لكن كل شيء كان بعيداً عن مكان تجمّعنا".
ويضيف لـ"النهار": "عندما كنت على الهواء، أدركت وجود صحافيين بلباس التغطية الحربية، وقد رأيناهم بالعين المجردة في نقطة أعلى من نقطتنا بقليل".
ويتابع: اقترحتُ على فريقي الصعود إلى تلك النقطة لكنهم رفضوا لصعوبة إيقاف النقل المباشر، ولكن فجأة سقطت قذيفة فوقنا في النقطة القريبة من الفريق الآخر وحدث الاستهداف".
ويؤكد ساسين أنّ "الجسم الصحافي كان خارج مكان المعركة والنقطة التي تمركزنا فيها لم تشهد إطلاق أي قذيفة أو رصاصة من قبل".
ويكمل بحسرة: "توقّف الاشتباك واستشهد عصام".
يصف ساسين المشهد المأسوي من بعدها: "طلبتُ من الجيش إبلاغ الدفاع المدني بوجود صحافيين جرحى، فالمشهد كان مرعباً، ورأيناهم بالعين المجردة قبل دقيقة واحدة على أرجلهم يؤدّون مهمتهم، ثم فجأة استضعفوهم وجرى قصفهم".
ويقول: "لا أستطيع أن أصف ماذا رأيت... من عصام أم الفتاة التي ساعدها زميلي المصوّر روبير خلف سيارة النقل المباشر التي كانت تحترق، كما وجدتُ الزميل أيلي تحت السيارة، ولو أنّنا التفتنا لوجودهم فور وصولنا وانضمننا إلى فريقهم، لأصابنا ما أصابهم".
ويشير ساسين في حديثه إلى أنّ "القذيفتين الأخيرتين في المعركة أصابتا الفريق الصحافي مباشرة وانتهت المعركة من بعدها"، مشدداً على أنّ "جميع من كان في المعركة يعلم أن في هذه النقطة يتمركز الفريق الصحافي لنقل الصورة ولا يوج أيّ مبرر لقصفها، فلم يصدر من الأراضي اللبنانية بالقرب منا أيّ إطلاق نار ولم نشهد اي حركة عسكرية".
ويلفت إلى أنّ "مروحية من نوع (أباتشي) كانت تُحلّق في الأثناء، لذلك لم أحسم مصدر القصف خلال رسالتي عبى الهواء، وكان هناك قصفاً مدفعيّاً أيضاً، إنٍما اعتقد أن القصف الذي استهدف الطاقم الصخافي كان برياً".
ويُشدّد على أنّنا "سنكمل عملنا ولا أحد يمكنه إيقاف رسالتنا"، لافتاً إلى أنّ "الصحافيين اليوم في دائرة خطر كبيرة، ولم نعرف حتى الساعة ما سبب هذا الاستهداف الخطير"، متسائلاً "إذا كان الحادث يشكّل ضغطاً على جهة معينة، فهو ضغط على الإعلام اللبناني والعربي والأجنبي لأن الفريق متنوع".
ويختم قائلاً: "مِن غير المقبول أن تتوقّف رسالتنا، ومِن غير المقبول ان تبقى الفرق الإعلامية في مرمى الخطر، وإذا لم تستطع الأمم المتحدة إيقاف الاشتباك أو الحرب، فأقله نُطالب بمساعٍ لحماية الفرق الإعلامية والمدنية".
أمّا الزميل في قناة "المنار" سامر الحاج علي، فيقول لـ"النهار": " كنّا جميعنا على مثلث مروحين، لكنّنا توجهنا الى منطقة الضهيرة التي تم قصفها عصراً، وما لبث أن بدأ إطلاق النار وجرى استهداف برج عسكري قديم، ثم توجهنا نحو علما الشعب حيث بدأ القصف، لكننا لم نكن في نفس المنطقة"، مضيفاً: "ذهب الفريق المستهدف الى تلك النقطة كي يتمكنوا من التقاط المشهد بشكل واضح والذي كان أمامهم مباشرةً، قبل أن يطلق العدو قذيفة مدفعية نحوهم، بحسب معلومات الجيش".
ويردف قائلاً: "كان فريق وكالات "رويترز"، "الجزيرة" و"أ ف ب" في منطقة مكشوفة مرتدين السترات والخوذ الصحافية، ويبدو أنّ طائرات الاستكشاف تحوم فوقهم، مما يعني أنّه تم استهدافهم مباشرة، كما استُهدف الحائط الذي كان بجانبه الشهيد عصام عبداللّه".
ويضيف: "بعدها ساد الهدوء على الرغم من استمرار التحليق الاسرائيلي على خط الحدود، وتم إخلاء المنطقة بطلب من الجيش خوفاً من تجدّد القصف".
كذلك، يعتبر الحاج علي أنّها "ليست المرّة الأولى الذي تستهدف فيها القوات الإسرائيلية الصحافيين خلال الأحداث الأمنية، وذلك بغية نشر الخوف"، مشدداً على أنّ "هذا لن يوقفنا من استكمال عملنا... نحن موجودون حتى لو سيكلًفنا الأمر حياتنا... مَن رحل كان يؤدي رسالته ونحن سنستكملها".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة يناقش عبر عشر ملاحظات جوهرية واقعية سيناريو إطلاق عملية عسكرية برية ضد مليشيا الحوثي.. بعد تقرير CNN الأمريكية

 

ناقش مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة الزميل أحمد الشلفي التقرير الاخباري الذي بثته قناة CNN الأمريكية حول الاعداد لتنفيذ عملية برية في اليمن وتطرق التقرير لبعض تفاصيلها ..

 

للإطلاع على مضمون التقرير "انقر بالأسفل:

 

- قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن 

 

-مصادر دبلوماسية أمريكية ل CNN: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء 

 

حيث تسأل الزميل أحمد الشلفي في مقال نشره على منصة اكس وأعاد نشره موقع مأرب برس " ما واقعية ماأوردته قناة سي إن إن حول إمكانيةخوض عمليةبرية في اليمن؟ 

بالنظر إلى ما أوردته شبكة CNN حول استعدادات لشن عملية برية على طول الساحل الغربي لليمن، بدعم أمريكي وسعودي من البحر، وتزويد القوات اليمنية بالذخيرة واللوجستيات، ووصف الإمارات بأنها ستكون داعمة “بهدوء” فيما السعودية لا تزال أقل وضوحًا في موقفها—فإن هناك جملة من الملاحظات التي تضع واقعية هذا السيناريو والفرضيات التي ذكرتها الشبكة محل تساؤل جدي، وذلك على النحو الآتي:

 

أولاً: من المعروف أن الحكومة اليمنية لا يمكنها تنفيذ أي عملية عسكرية برية بهذا الحجم، من دون تنسيق مباشر وموافقة من المملكة العربية السعودية. والواضح أن الرياض في المرحلة الحالية ليست في وارد الانخراط مجددًا في عمليات عسكرية واسعة أو حروب برية، مما يجعل فرضية قيام الحكومة اليمنية بهذه الخطوة دون غطاء سعودي غير واقعية.

 

ثانيًا: لا تستطيع الإمارات العربية المتحدة، رغم دعمها السابق لبعض الفصائل اليمنية مثل المجلس الانتقالي وطارق صالح وحتى دعمها لأبو زرعة المحرمي، أن تتحرك بشكل مستقل عسكريًا على الأرض من دون تنسيق مع السعودية. فقرار الحرب والسلم في اليمن، سياسيًا وميدانيًا، ما زال في يد الرياض أولًا وأخيرًا.

 

ثالثًا: بحسب مصادر سياسية يمنية، فقد أبلغ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي عددًا من الصحفيين، في لقاء خاص قبل نحو شهر ونصف، أنه تحدث مع وزيري الدفاع والداخلية، وتلقى تأكيدًا منهما بعدم جاهزية القوات اليمنية حاليًا لخوض أي مواجهة مع جماعة الحوثي.

 

رابعًا: إذا كان هناك محور قادر ميدانيًا على تنفيذ عمليات محدودة، فهو محور باب المندب والمخا، حيث يتمتع طارق صالح بدعم كامل وجاهزية عسكرية جيدة. لكن، في المقابل، لا يبدو أن لدى طارق الإرادة السياسية أو الرغبة الفعلية من داعميه للانخراط في معركة برية مع الحوثيين.

 

خامسًا: أي عملية عسكرية برية جادة لا يمكن تصورها من دون وجود تحالف حقيقي وفعّال بين جميع الأطراف اليمنية المناوئة للحوثيين. وهذا التحالف لا يتوفر في الوقت الراهن، بل إن التصدعات السياسية والعسكرية بين هذه الأطراف أكثر وضوحًا من أي تنسيق فعلي.

 

سادسًا: أغلب المصادر داخل الحكومة اليمنية، سواء في وزارتي الدفاع والداخلية أو حتى في وزارة الخارجية، تؤكد أنه لا توجد أي خطة حالية لإطلاق عملية برية ضد الحوثيين. كما أن الجانب السعودي لا يبدي أي رغبة واضحة في العودة إلى ساحة المواجهة المفتوحة في اليمن.

 

سابعًا: في ظل استمرار الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، كما يتحدث الأمريكيون، فإن خيار التصعيد الميداني يبدو مستبعدًا. ولا يُعقل أن تُقدِم واشنطن على دعم عملية عسكرية واسعة في اليمن بينما تخوض حوارًا سياسيًا مع طهران، خصوصًا وأن الحوثيين يُعتبرون ورقة تفاوضية إيرانية في هذا الملف.

 

ثامنًا: حتى في حال فشل المسار السياسي، واعتُمد الخيار العسكري كبديل، فإن الإعداد لعملية برية بهذا الحجم يتطلب ما لا يقل عن ستة أشهر من التحضير العسكري واللوجستي، وهو ما لا تظهر له مؤشرات جدية حتى اللحظة.

 

تاسعًا: إذا تم اعتماد الخيار البري، فإن محور الساحل الغربي هو الأكثر قابلية للنجاح في استعادة مناطق الحوثيين بالحديدة، كما حدث في 2019 حين اقتربت القوات من السيطرة الكاملة قبل أن توقفها الضغوط السياسية. 

نجاح هذا المحور مرهون بالإرادة السياسية والدعم الإقليمي الفعلي

عاشرًا: المناورات السياسية الأمريكية والتصريحات المعلنة لا تشير إلى نية فعلية لشن عملية برية، بل تهدف لممارسة ضغط سياسي لدفع نحو حل تفاوضي. فمثل هذه العمليات لا تُصنع في دوائر الخارجية، بل تحتاج إلى قرار داخلي مستقل وإرادة ميدانية واضحة

مقالات مشابهة

  • إدعاء كاذب.. حقيقة سرقة أبواب المقابر في الزقازيق
  • هذه طريق سفنُ سلاح حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها
  • مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة يناقش عبر عشر ملاحظات جوهرية واقعية سيناريو إطلاق عملية عسكرية برية ضد مليشيا الحوثي.. بعد تقرير CNN الأمريكية
  • تعليق صادم من إعلامي على تقدم زيزو بشكوي ضد الزمالك
  • شوبير يوجه رسالة نارية لجماهير الزمالك: متهاجمش الإدارة وساند الفريق فقط
  • القاذفات الشبحية تدخل المعركة لتدمير المخابئ والكهوف.. التصعيد الأمريكي يعزز فرص «الشرعية» للتحرك ضد الحوثيين
  • الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار يهدد الاستقرار
  • تقرير صادم.. 91% من إعدامات 2024 جرت بالعراق ودولتين جارتين
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان