ريهام العادلي تكتب: سيناء والتضحيات
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
احتلت القضية الفلسطينية أولوية لدى الدولة المصرية منذ القدم . حيث أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير ، كما أن دورها فى الصراع العربى الفلسطيني الإسرائيلى ثابت .
و من خلال استعراض الدور و المواقف المصرية حكومة و شعب من القضية عبر أكثر من نصف قرن نجد أن اسم مصر ارتبط بالقضية الفلسطينية إرتباط دائم ثابت تمليه إعتبارات الأمن القومى و روابط الجغرافيا و التاريخ و الدم و القومية العربية مع شعب فلسطين ، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية ، و لم يكن أبداً ورقةً أو مجالاً لمساومات إقليمية أو دولية .
حيث كانت ومازالت وستظل مصر المساند الأكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية ، و مصر لم و لن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود و تتفاعل و تناصر القضية الفلسطينية منذ نشأتها ، و تمثل ذلك فى مواقف رؤسائها و المسئولين بها فى المحافل و المؤتمرات الإقليمية و الدولية علي مر الأزمنة والعصور ، و كذلك فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى على مدار التاريخ ، كما حرصت القيادة المصرية خلال الخمس عقود الماضية على إيجاد سند قانونى لقيام دولة فلسطينية معترف بها من الأمم المتحدة و من الدول الأعضاء بها و كذلك من المنظمات الأقليمية و الدولية الفاعلة فى السياسة الدولية و ذلك بإقتناع تام بأن تحقيق هذه الخطوة هامة جداً لتحقيق سلام عادل و شامل و دائم .
بعد عملية طوفان الأقصى و ما تبعها من إعتداءات إسرائيلية غاشمة على غزة سارع سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي إلى التنسيق مع الغالبية العظمى من قادة العالم من منطلق الموقف المصرى التاريخى القائم على الإلتزام بكل القضايا العربية ، و على رأسها القضية الفلسطينية و التى لن يتم السماح بتصفيتها على حساب أطراف أخرى و بأى طريقة كانت ، إدراك سيادة الرئيس أن التصعيد الحالى خطير للغاية و له تداعيات قد تطال أمن و إستقرار المنطقة ، حيث أكد سيادة الرئيس أن لا تهاون أو تفريط فى أمن مصر القومى تحت أى ظرف ، تدرك مصر أن المخطط واضح لخدمة أهداف الإحتلال القائمة على تصفية الأراضى الفلسطينية من سكانها بإجبارهم على الإختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم و توطين أهالى غزة فى سيناء .
تصدير فكرة توطين أهالى غزة فى سيناء سيناريو كارثى ليس فى صالح القضية الفلسطينية ، لأن من مصلحة الجانب الصهيونى تفريغ غزة من الشعب الفلسطينى ، و السيطرة على القطاع بشكل كامل و ضرب مشروع إقامة الدولة الفلسطينية في مهده عن طريق خلق وطن بديل لهم ، تصدير تلك الفكرة ليس فى صالح القضية الفلسطينية و لا الشعب الفلسطينى ، إن الشعب الفلسطينى الصامد لن يقبل بتلك الفكرة التى يروج لها الخبثاء ، بل على العكس سيتمسك بأرضه لآخر نفس فى حياة آخر فلسطينى .
الشعب المصرى لا يقبل أن تستباح حدوده أو تستباح أرضه و أيضاً لا يقبل أن يترك الشعب الفلسطينى أرضه ، و أن يتنازل عن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ، لقد ارتوت سيناء بدماء المصريين حتي يستعيدوا من الأعداء كل شبر من أرضهم و كان المقابل أرواحهم ، ولذلك ستظل سيناء مصرية و لن تفرط مصر فى أرضها لتحقيق هدف و حلم طالما حلموا به و خططوا له بنزع أرض الفيروز لتصفية حساباتهم و حلمهم القديم ، و إنهاء القضية الفلسطينية للأبد .
هذه هى مصر و هذه هى مواقفها و هذه هى ثوابت الرئيس ( عبد الفتاح السيسى ) التى لا تقبل القسمة على إثنين ، و دوره الدائم لحماية مصالح الوطن و حدوده و أمنه القومى .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
خبير: أهم مخرجات القمة العربية الطارئة رفض أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن القمة العربية الطارئة حققت جزء كبير من أهدافها من أنها أصدرت مخرجات مهمة،
ولفت الدكتور أحمد سيد أحمد خلال مداخلة هاتفية عبر قناة extra news،إلى أن أهم مخرجات هو رفض أي مخططات ضد تصفية القضية الفلسطينية سواء خطة التهجير أو خطة إعادة الإعمار.
وأضاف خير العلاقات الدولية أن الرؤية المصرية كانت واضحة عندما رفضت تهجير الشعب الفلسطيني من الجانب الأمريكي أو أي جانب آخر، وقدمت خطة بديلة هذه الخطة تقوم على فلسفة إعمار قطاع غزة في ظل وجود الفلسطينيين.
وأوضح أن الرؤية المصرية كانت رؤية شاملة رافضة للتهجير، وتقدم خطة لإعادة إعمار غزة قابلة للتطبيق.