إسرائيل تواجه خطر القتال على جبهة ثانية
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بينما تأمر إسرائيل بإخلاء غزة وتستعد لغزوها، فإن هناك مؤشرات مشؤومة على حدودها الشمالية مع لبنان، حيث سيؤدي فتح جبهة ثانية إلى تعقيد الموقف العسكري الإسرائيلي بشكل كبير وتصعيد الصراع، كما تقول مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها.
ووفقاً للمجلة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، متحدثاً من لبنان أمس الجمعة إن "كل الاحتمالات واردة لفتح جبهة ثانية على إسرائيل إذا استمر الحصار على غزة".
Israel is facing the danger of fighting on a second front. In Lebanon Hizbullah fighters are talking up the odds of war https://t.co/SVnoO1MRcF ????
— The Economist (@TheEconomist) October 13, 2023 حزب الله يستعدمقاتلو حزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران المتمركزة في لبنان، متحمسون، إذ يقول قائدها حسن نصرالله "تخيل ما يمكننا القيام به". هناك خطط "لتغيير قواعد اللعبة" لعبور الحدود. وستعاد الضربات الإسرائيلية على حزب الله بصواريخ، مما يؤدي إلى تدمير "برج مقابل برج" في تل أبيب. ويقول إن المفاعل النووي الإسرائيلي هدف أسهل بكثير من المنشآت النووية الإيرانية بالنسبة للغرب.
الجنوبيون يسدون الطرق المتجهة شمالاً، وفي بيروت يصطف الناس للحصول على البنزين. وقام حزب الله بالفعل بتبادل الصواريخ مع إسرائيل وقتل عدد قليل من الجنود من الجانبين.
ويقول مراقب الأمم المتحدة في جنوب لبنان، بحسب المجلة، إن خطر سوء التقدير آخذ في الازدياد. يمكن للميليشيا الشيعية أن تنتظر الغزو الإسرائيلي لغزة - تماماً كما فعلت في عام 2006، عندما شنت هجوماً بعد أسبوعين من العمليات البرية الإسرائيلية في غزة.
إمكانات هائلةوفي حربه مع حزب الله في عام 2006، صُدم الجيش الإسرائيلي بمهنية المجموعة وأسلحتها عالية الجودة، حيث أطلقت ما يقرب من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل على مدار شهر. الآن نما مخزون المجموعة من الصواريخ والقذائف عشرة أضعاف إلى 150 ألفاً أو نحو ذلك. العديد منها مختبئ بين المزارع في جميع أنحاء جنوب لبنان.
وكما يقول فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للمجلة: "لديهم القدرة على التغلب على الكثير من الدفاعات الإسرائيلية".
VIDEO:
How they produce rockets in Gaza pic.twitter.com/suFPUfNXQM
وعلاوة على ذلك، كانت ترسانة حزب الله في عام 2006 تتألف إلى حد كبير من صواريخ غير دقيقة. لكن على مدى العقد الماضي، حصل التنظيم على صواريخ موجهة بدقة، بمساعدة إيران، بعضها قادر على الهبوط على بعد 10 أمتار من هدفه، وفقاً لحزب الله.
عوامل التدخل في الحربويقول هينز إن هذه الهجمات يمكن أن تضرب القواعد الإسرائيلية والبنية التحتية الحيوية بطرق لم يستطع حزب الله القيام بها في الحرب الأخيرة. كما أن لديها صواريخ طويلة المدى مضادة للسفن كتلك المستوحاة من الصين التي عدلتها إيران، والتي يمكن أن تستهدف السفن الإسرائيلية.
فهل سيتدخل حزب الله؟ تتساءل المجلة، قبل أن تجيب إن ذلك يقف عند عدة عوامل، الأول هو دولة لبنان الهشة، التي تعاني من انهيار اقتصادي ومالي أدى إلى خسارة عملتها 98% من قيمتها.
حزب الله محصن من هذا بالمعنى الضيق، فمن أجل التهرب من العقوبات الأمريكية، يدير نظاماً مالياً موازياً ويدفع لمقاتليه بالدولار في الوقت المحدد. لكن العديد من اللبنانيين يخشون من أن الشيعة، الذين كانوا في يوم من الأيام المستضعفين في البلاد، سوف يجرونهم إلى حرب أخرى. وعلى حزب الله أن ينظر في مكانه في البلاد.
وثانياً، بحسب التقرير، وأحد الاعتبارات الرئيسية هو شهية راعية حزب الله، إيران، لصراع إقليمي. إذ قال وزير الخارجية الإيراني، عبداللهيان، إن هجمات حماس كانت "عفوية وفلسطينية بالكامل"، كما تقول الحكومات الغربية إنها لا تملك أي دليل على أن إيران وجهت هجوم حماس.
Now Iran's Foriegn Minister is meeting the Lion of Damascus Bashar Al Assad to discuss the Gaza genocide and Palestine. pic.twitter.com/rwOaPvqb8n
— Iran Observer (@IranObserver0) October 13, 2023 إيران مترددةومع ذلك، ووفقاً لقائد حزب الله، فإن الحرس الثوري الإيراني يقدم الدعم اللوجستي في لبنان، كما أصبحت عملية صنع القرار في إيران أكثر تشدداً، إذ منذ أن تولى الرئيس إبراهيم رئيسي السلطة من حسن روحاني في عام 2021، ملأ حكومته بجنرالات سابقين.
وقد حدث اتجاه مماثل في أماكن أخرى حيث تسيطر إيران، مثل الميليشيات الموالية لإيران في العراق، فمن خلال السماح لحزب الله بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل، تأمل إيران في القضاء على اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل وبعض الدول العربية وإثارة موجة معادية للغرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وفي مقابل ذلك، يعتقد الكثيرون أن إيران تريد الحفاظ على ترسانة حزب الله الصاروخية من أجل ردع هجوم على البرنامج النووي الإيراني. والقوى الخارجية هي مصدر ضبط النفس على إيران وبالتالي حزب الله. كما أنه من غير المرجح أن تدعم الصين، أكبر شريك تجاري لإيران، حرباً إقليمية من شأنها أن تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، والتي ترتفع بالفعل نحو 90 دولاراً للبرميل، بحسب التقرير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة لبنان حزب الله إيران غزة وإسرائيل جبهة ثانیة حزب الله فی عام
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
قتل أكثر من 50 شخصا السبت بضربات إسرائيلية في لبنان، خصوصا في بيروت، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أن بلاده "ستواصل التحرك بحزم" ضد حزب الله.
لكن الهجمات الأخيرة اتسمت بأنها كانت عنيفة، حيث اعتبر، جورج نادر، القائد السابق للفوج المجوقل بالجيش اللبناني، أن هذه الهجمات التي طالت الضاحية الجنوبية واستهداف وسط بيروت تعني أن إسرائيل "لا خطوط حمراء لها" في استهداف حزب الله وقادته أينما كانوا في العاصمة اللبنانية.
وأضاف نادر في حديث لقناة "الحرة" أنه من الناحية العسكرية هذا الاستهداف لقياديين في حزب الله، يأتي بهدف "الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار، تبعا للشروط الإسرائيلية"، مستبعدا أن يتم القبول بهذه الشروط.
وأكد أن الهجمات تثبت أن إسرائيل "لا تهتم" إذا كان القادة الذين تستهدفهم لوحدهم، أو بين مدنيين، وقال نادر إن إسرائيل قتلت مؤخرا أحد قادة حزب الله في قرية، وهو ما أسفر عن مقتل 23 شخصا من المدنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء.
واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 15 شخصا وإصابة 63 آخرين في الضربات الإسرائيلية على البسطة، فيما تتواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، مفيد مرعي، قال لقناة "الحرة" إن الاستهداف لقيادات حزب الله ليس "بالأمر الجديد"، إذ كان هناك استهداف لهم في جنوب لبنان، والمرحلة التي تلت باستهدافهم في بيروت.
وأكد مرعي وهو عضو سابق في الكنيسيت أن هذا الاستهداف "عسكري، بهدف إضعاف معنويات المقاتلين الآخرين".
ويرى أن استبدال القياديين في منظومة حزب الله، لا يعني أنهم يختارون أشخاصا بالمستوى ذاته، وهذا ما يعرقل العمليات والأوامر التي يتلقونها، مشيرا إلى أن غالبية القيادات ليسوا من حزب الله في لبنان، بل هم قادمين من إيران.
ردود حزب الله على إسرائيل ضربة جوية إسرائيلية تستهدف مبنى سكنيا في قلب بيروتودعا نادر حزب الله إلى ضرورة "التعميم على قياداتهم بعدم تواجدهم في مناطق سكنية، إذ أن إسرائيل قادرة على تحديد أماكنهم بواسطة شبكة عملاء"، مبينا أن على هؤلاء "الذهاب إلى الجنوب ومواجهة إسرائيل" في تلك المناطق، وترك بقية المناطق آمنة خاصة في العاصمة بيروت.
وأعاد نادر التذكير بتصريحات الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر بأنه إذا "قصفت الضاحية الجنوبية سيتم قصف تل أبيب"، ولكن مع ذلك ردود الضربات الصاروخية لحزب الله لم تكن مؤثرة في إسرائيل.
وتبعا لهذا يتوقع أن تكون ردود حزب الله على الضربات التي توجهها إسرائيل، مماثلة للردود السابقة إذ لن تكون مؤثرة أو محدودة جدا، ولا توازي مع وقع في بيروت.
وبعد عام من القصف المتبادل بين الحزب وإسرائيل عبر الحدود، أعلن الجيش الإسرائيلي أواخر سبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن مذاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي شرق لبنان وجنوبه. وباشر بعد ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.
استبدال القيادات في حزب اللهوتحدث نادر عن وجود استبدال للقيادات في منظومة حزب الله، ولكنهم بالنهاية لا يمتلكون المعرفة والمهارات والمعنويات العسكرية للقيادات السابقة.
ويرجح أن مستقبل المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله "معروف، إذ تقوم القوات الإسرائيلية بتدمير منهجي لكل القرى التي تدخلها في جنوب لبنان، وهي عازمة على استكمال ذلك"، ناهيك عن إفشالها كل المفاوضات بهدف الاستمرار بالقضاء قوات حزب الله وإخلاء العديد من المناطق الحدودية.
من جانبه يؤكد مرعي أن من يدير معارك حزب الله الآن "هم إيرانيون"، مشددا على وجود معلومات تؤكد هذا الأمر، مذكرا بأن طهران هي من دعمت وصنعت حزب الله، وهي تريد له النجاح بأي طريقة.
ويشير مرعي إلى أن إسرائيل تعمل باستراتيجية عسكرية بعدة مراحل، أولها السيطرة على القرى التي كان حزب الله يسيطر عليها، وبعدها إبعاد تهديد الصواريخ المضادة للدبابات والتي كانت مخزنة داخل البيوت، والمرحلة الثالثة بعملية عسكرية بالسيطرة على المناطق المجاورة من نهر الليطاني.
الغارات الإسرائيلية تتواصل على الضاحية الجنوبية في بيروت - رويترزوتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد حزب الله من حدودها لمنعه من مواصلة إطلاق الصواريخ عليها، وكذلك القضاء على حليفته حركة حماس منذ أن شنت هجوما غير مسبوق عليها في 7 أكتوبر 2023.
وقال مرعي إن الجيش الإسرائيلي استطاع دخول عدة مناطق في لبنان، وبرر عدم قدرتهم على دخول بعض المناطق مثل الخيام بوجود مدنيين في هذه المناطق، وحتى قبل أي استهداف يتم إنذار المدنيين.
أسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 3670 شخصا على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها للسماح بعودة حوالي 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل هربا من تبادل إطلاق النار اليومي الجاري مع الحزب.
كذلك اضطر عشرات آلاف السكان إلى النزوح من جنوب لبنان.
وزار المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين في هذا الأسبوع لبنان وإسرائيل في إطار سعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.