الخليج الجديد:
2024-06-29@15:20:29 GMT

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

جدوى الهروب من صفقة القرن إلى اتفاقات أبراهام

الهروب من صفقة القرن نحو اتفاقات أبراهام لن يوقف المقاومة، بل سيعززها إحصائيا وجغرافيا.

المقاومة المتصاعدة أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو وجهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام.

ممارسات الاحتلال الفاشية كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية.

الاحتلال المسكون برغبة فاشية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة.

لا يحتاج الفلسطينيون مبررات لمواجهة الاحتلال ولا دعما كبيرا من دول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق.

* * *

لم يجد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمامه سوى إيران ليلقي عليها اللوم، ويحمّلها مسؤولية الفشل الذي تعانيه أجهزته الأمنية أمام المقاومة الفلسطينية المتصاعدة، التي تمكنت مساء الأربعاء الماضي من إصابة خمسة جنود للاحتلال الإسرائيلي، خلال محاولتهم التسلل واقتحام مخيم للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

الاتهامات الموجهة لإيران لا تكاد تتوقف، وتمتد إلى دول الجوار العربي وعلى رأسها الأردن بزعم تقصيره في حماية حدوده من عمليات تهريب السلاح إلى الأراضي المحتلة؛ علما أن القنبلة اليدوية التي انفجرت بالقوات الإسرائيلية المهاجمة كانت ولأجل المفارقة إسرائيلية الصنع، ألقتها قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين أعادوها بدورهم إلى مصدرها؛ لتنفجر بالجنود الخمسة المهاجمين.

حادثة القنبلة اليدوية ورد الفعل الإسرائيلي عليها، تلخص المشهد في الأراضي الفلسطينية والإقليم، فالاحتلال الإسرائيلي غارق في مستنقع الإنكار والفشل، فعلى بُعد أمتار قليلة من مدينة طولكرم تنتشر المدن والقرى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ حيث ينتشر السلاح وتفتك الجريمة بالمجتمعات المحيطة، في المقابل تقف حكومة الاحتلال وجيشها ومؤسساتها الأمنية عاجزة عن وقفها.

فالسلاح يُسرق من القواعد العسكرية الإسرائيلية من قبل مافيات إسرائيلية وجنود ومقاولين؛ كان آخرها سرقة دبابة لتفكيكها وإعادة تدويرها، وهي إشارة أخرى إلى أن الاحتلال والكيان المحتل بأكمله عرضة للتفكيك وإعادة التدوير والتصدير.

لا يحتاج الفلسطينيون إلى مبررات لمواجهة الاحتلال؛ ولا يحتاجون إلى كبير دعم من دول الإقليم ودول الجوار، فكل ما يتطلبه الأمر الإرادة لمواجهة المحتل وانتهاكاته وسياسيات القمع والتنكيل والاعتداء على المقدسات والأراضي وإنكار الحقوق؛ فهي كافية لإشعال المواجهات وتغذية المقاومة التي أصبحت حالة يومية تؤكدها الإحصاءات والتقديرات الاستراتيجية.

فالاحتلال يتحمل المسؤولية دون غيره عن التصيعد؛ ذلك أن المواجهات تغذيها الانتهاكات والمشاريع الاستيطانية والسياسيات والمشاريع الإقليمية التطبيعية لتصفية الوجود الفلسطيني قانونيا وسياسيا. فالإحصاءات تؤكد ارتفاع وتيرة العمل المقاوم في الضفة الغربية إلى معدل عشرة آلاف عملية في العام منذ 2021؛ وهو رقم مستقر كمّا ولكنه متطور نوعا؛ بدءا من رشق للحجارة وصولا إلى إطلاق الصواريخ في العام 2023، وهو العام الذي سجل حتى اللحظة ما يقارب 9705 عملا؛ في وتيرة مستقرة لمنحنى بدأ في الصعود، بدءا منذ اللحظة الأولى لطرح صفقة القرن وصولا إلى "اتفاقات أبراهام" سيّئة الصيت؛ التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية واختزلتها بحكم ذاتي أو بلدي، لا يختلف عن مدينة رهط في النقب المحتل عام 48.

المقاومة المتصاعدة خلال السنوات الخمس الفائتة، أنهت احتلال "النجوم الخمس" الذي أنتجته اتفاقية أوسلو عام 1993، وأنهت معه جهود إعادة إنتاجه عبر صفقة القرن واتفاقات أبراهام محدودة الصلاحية والتأثير، خصوصا أن الاحتلال المسكون برغبة يمينية جامحة لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، عاجز عن المناورة وفاقد للمرونة؛ ما يجعله أكثر قابلية للانكسار والهزيمة، موفرا بذلك قوة دفع أخرى تشجع الفلسطينيين على مواصلة مقاومتهم، وإعادة القنبلة لتنفجر في خاصرته وداخل أحشائه.

ختاما.. الاحتلال الإسرائيلي أنتج صيرورة لن يوقفها توجيه الاتهام لإيران الخصم، ولا إلى الأردن ومصر الشريكين في السلام المزعوم، ولا أوروبا وأمريكا وشيوخها العشرين الحلفاء للكيان المحتل، الذين اشترطوا في رسالتهم الموجهة للرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس، ضرورة الالتزام بحل الدولتين كشرط للحصول على دعمهم لأي اتفاق تطبيعي مستقبلي؛ فالهروب من صفقة القرن نحو اتفاقات أبراهام لن يوقف المقاومة، بل سيعززها إحصائيا وجغرافيا.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التطبيع فلسطين إسرائيل المقاومة نتنياهو الاحتلال اتفاقية أوسلو صفقة القرن اتفاقات أبراهام الضفة الغربية اتفاقات أبراهام من صفقة القرن

إقرأ أيضاً:

جبارين: مشروع الاحتلال لضم الضفة تهديد للأمن القومي الأردني

صفا

أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية زاهر جبارين، يوم الجمعة، أن مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربية الذي تعمل عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة "نتنياهو" يستدعي موقفًا من الأردن شعبًا وحكومة يتناسب مع خطورة المخططات، وما يعنيه هذا القرار من تهديد للأمن القومي الأردني.

وأشار جبارين، في تصريح وصل وكالة "صفا"، إلى أن ما ينوي وزير الاحتلال "سموتيرش" القيام به من هدم منازل الفلسطينيين وحرمانهم من أرضهم يعني عملية تهجير صامتة قد تتحول لعملية تهجير صاخبة في أي لحظة تتوفر فيها الظروف.

وشدد على أن حماية الأردن وأمنه القومي يبدأ من انتصار المقاومة في غزة، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها. 

وأوضح جبارين أن انتصار المقاومة في غزة انتصار للأردن، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها يعني قبر مشروع الوطن البديل ودفنه في عقول الصهاينة الذين يحاولون تمرير المشاريع التصفوية لقضية الشعب الفلسطيني تمهيدًا للتهجير.

ووجه التحية لأهل الكرامة "الذين ما زالت أرواحهم تتوق إلى أمجاد البطولة والفداء، فالكرامة تعني العزة والأنفة ورفع الضيم، وفي الأردن، الكرامة تعني معركة بطولية خاضها شعبنا الأردني الأصيل بجانب شعبنا الفلسطيني، وتم فيها كتابة وحدة الهدف والمصير بمداد الدم".

وأضاف "فيا أهل الكرامة، ويا أبناء وأحفاد صناع تاريخها، اليوم فلسطين تنتظر منكم العون والنصر، أنتم أهل الرباط وأكناف بيت المقدس، وكيف لمن جاور القدس أن يقبل بضيم لترابها؟ وكيف لمن كانت له الوصاية لحماية المقدسات ألا تثور حميته للدفاع عن الأقصى حبًا وشوقًا وفداء؟".

وبين جبارين أن أهل الأردن اليوم قادرون على صناعة التاريخ وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الأردن بدعم شعبنا البطل في معركته ضد المحتل.

وتابع "فالميادين تنتظركم، وصناعة المعادلات تبدأ من إرادتكم وقراركم، وأطفال غزة وأهلها ينتظرون مواصلة فزعتكم، وليكن قرار شعبنا الأردني البطل أننا سنوصل المساعدات ونغيث شعبنا الفلسطيني بلا سقوف وبلا حدود".

وقال جبارين إن معركة طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب القسام ستظل خالدة في أهدافها، نبيلة في غايتها، تسكب في طريقها أطهر الدماء وأزكاها من أجل القدس والأقصى.

وأكد أن "غزة البطلة الصابرة المحتسبة تنوب عن الأمة في معركة الميدان، فلا أقل من أن تنوب الأمة عن المجاهدين في إطعام أبنائهم وعائلاتهم التي يحاصرها الجوع". 

وتساءل: "أين مئات الآلاف الذين يخلفون الغزاة الكماة أبناء القسام والمقاومة وهم يواصلون المعارك والتصدي للعدوان؟ فوالله ما أرى أحدا غيركم يا أبناء الأردن يتقدم صفوف الأمة".

وأضاف: "إننا ونحن نخوض الصراع مع العدو المجرم، نؤكد أننا سنواصل صمودنا وتصدينا لهذا العدوان، ولن ترهبنا المجازر".

وشدد القيادي جبارين على أنه "لن يكتب لأحلام الغزاة المجرمين من اليمين الصهيوني ولا لخرائطهم التي تدرس في مناهجهم وتوضع على منصات احتفالاتهم أي نجاح ما دامت المقاومة بخير ورجالها في ميادين النزال".

ونوه جبارين إلى أن حركة حماس وهي تدير المواجهة، تؤكد أن العدو غير جاد في المفاوضات أو وقف الحرب، وأن ما أعلن عنه رئيس وزراء الاحتلال عن قبوله بالمرحلة الأولى من الصفقة عين الحقيقة التي تحاول إدارة بايدن التغطية عليها.

وأكد قائلًا: "قدمت الحركة في سبيل وقف العدوان مقاربات جادة وتفصيلية لإنجاز اتفاق قابل للتطبيق قد توافق مع رأينا الوسطاء والمبعوثون الأمريكيون، الذين تراجعوا لاحقًا خوفًا من سطوة الصهيونية العالمية وأدواتها المالية والإعلامية".

وبيَّن أن بيئة صنع القرار في حكومة كيان العدو يديرها سياسيون الأكثر فاشية وتطرفًا في العالم، ويمارسون الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وعمليات القتل بدوافع أيديولوجية ونظريات التفوق العرقي. 

وطالب القيادي في حركة حماس العالم أجمع بإدراج أسمائهم كمجرمي حرب، والبدء بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على عصابة المجرمين في "تل أبيب" التي تسمى حكومة، لحين خضوعها للإرادة الدولية بوقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية.

وشدد جبارين على أن الشعوب العربية والإسلامية، بمن فيهم نشامى الأردن، مطالبون بتصعيد حراكهم الميداني والشعبي من أجل وقف الحرب الإجرامية وإنقاذ أطفال غزة من المجاعة والجوع الذي ينهش أجسادهم أمام شاشات التلفزة التي يراقبها العالم بصمت.

وختم القيادي جبارين كلمته: "بورك جمعكم يا أهل الكرامة، يا أهل الوصاية، القدس والأقصى أمانة في أعناقكم، فهذه الأمانة ثقيلة وعظيمة في ميزان الله وميزان الأمة، فإياكم أن تمس الأمانة وأنتم حُماتها، إن أطفال غزة أمانة في أعناقكم، فواصلوا دوركم في إغاثتهم ووقف الإبادة الجماعية التي تأكل أجسادهم، واصلوا حشودكم في الميادين، فحراككم في الميادين يسمع صداه في كل العالم".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، ودمارا هائلا في البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للجامعة العربية يدين القرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • ‏أكسيوس: إدارة بايدن قدمت صيغا جديدة لبنود من صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار المقترحة بين إسرائيل وحماس
  • جبارين: مشروع الاحتلال لضم الضفة تهديد للأمن القومي الأردني
  • الاحتلال يعتقل عددًا من الفلسطينيين من طولكرم ونابلس صباح اليوم
  • قيادي بحركة فتح: اعتداء كلب على مسنة دليل نازية المحتل (فيديو)
  • محلل سياسي: يوجد تطور نوعي في هجمات الفلسطينيين على قوات الاحتلال
  • ‏تقارير عن نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين من حي الشجاعية بغزة جراء القصف الإسرائيلي
  • روايات للجزيرة نت.. الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا بسجونه
  • الدويري: غزة أثبتت عدم جدوى اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا في الحرب
  • قلق أممي إزاء الانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين