انتهاكات "الحوثي" تفاقم أزمات القطاع الطبي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
تسببت ممارسات جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية في تفاقم أزمات القطاعات اليمنية، ويأتي القطاع الطبي على رأس الجهات المتضررة بشدة، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض في مناطق متفرقة من البلاد، وحذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر تفاقم الأزمة الصحية في اليمن بشكل كبير، جراء تراجع الخدمات الصحية المقدمة، وكشفت عن أن نصف المرافق الصحية تعمل جزئياً أو خارج الخدمة بسبب نقص العاملين والأموال والكهرباء والأدوية والمعدات.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن القطاع الطبي يعاني من تدهور مريع وإهمال كبير، إذ أدى الوضع الأمني إلى منع إيصال المساعدات للمراكز الطبية، لا سيما في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي في ظل ممارساتها العدائية التي تعيق عمل الفرق الطبية في تلك المناطق.
وكانت منظمة الصحة العالمية طالبت في فبراير الماضي، وقبل انعقاد مؤتمر للمانحين برئاسة الأمم المتحدة في جنيف، بجمع 392 مليون دولار لتجنب الانهيار المحتمل لقطاع الصحة في اليمن، وإيصال المساعدات الأساسية إلى نحو 13 مليون يمني خلال العام الجاري 2023.
وقال ابن لعسم في تصريح لـ «الاتحاد»: إن «الحوثيين يصرون على إغلاق الطرق الرئيسية، وخصوصاً في تعز، وهو ما يثقل كاهل ملايين اليمنيين، وخاصة الذين يريدون السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، إضافة إلى ممارسات عدائية تستهدف التضييق على شركات الأدوية وابتزاز أصحابها».
وفي مايو الماضي، اشتكى أصحاب شركات الأدوية من قيام جماعة الحوثي بمصادرة عشرات الأطنان من الأدوية، والادعاء بأنها أتلفتها بحجة أنها مهربة ومخالفة للمواصفات والمعايير، وهو ما نفاه أصحاب شركات الأدوية في صنعاء، ودفع العديد منهم إلى إغلاق شركاتهم والانتقال إلى المناطق المحررة، هرباً من الابتزاز الذي يمارسه الحوثيون ضدهم، والإتاوات الباهظة التي يتم فرضها عليهم.
وذكر المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين ينتهجون سياسات قمعية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، ويمنحون حق الرعاية الصحية لأبناء جلدتهم ومن يتبنى أفكارهم الطائفية، بينما يعاني باقي الشعب في صمت وقلة حيلة، ولا تتوقف ممارساتهم في القطاع الطبي عند هذا الحد، بل إنهم يسعون إلى التربح من تجارة الأدوية المغشوشة والفاسدة.
واتهم تقرير صادر عن المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر جماعة الحوثي بالاتجار في الأدوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية، وتوزيع أدوية فاسدة على المستشفيات، وكشف عن أسماء 71 قيادياً حوثياً يتاجرون في الأدوية المهربة والمغشوشة ومنتهية الصلاحية.
بدوره، أوضح المحلل السياسي اليمني، الدكتور حمزة الكمالي، أن جماعة الحوثي تمارس تدميراً ممنهجاً لمختلف المؤسسات، ومن بينها التعليم والصحة، وأصبح القطاع الطبي «هشاً» وخدماته معدومة تماماً عن ملايين اليمنيين، وتعمدوا الإضرار بالمستشفيات الحكومية، وتدمير أركانها وأقسامها، وسرقة أموالها، واستبدلوها بمراكز صحية خاصة بهم لا تقدم أي خدمات تذكر للمرضى من أبناء الشعب اليمني.
وحذر المحلل السياسي اليمني من خطورة تنامي أوجه الفساد الحوثي عبر تهريب الأدوية، أو الاتجار في الأنواع المغشوشة وتغيير تواريخ صلاحيتها، أو تقديم أدوية فاسدة للمرضى، مما تسبب في وفاة عدد كبير منهم، وخاصة من الأطفال.
ووصف الكمالي في تصريح لـ«الاتحاد» ممارسات الحوثيين بأنها عدائية ضد الشعب والقطاع الصحي وليست من قبيل الصدفة، وإنما في إطار مخطط سياسي مشبوه لوضع ملايين اليمنيين تحت ضغط شديد، حتى لا يمكنهم الاعتراض على سياسات الجماعة وطريقة إدارتها للمناطق الواقعة تحت سيطرتها.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: جماعة الحوثی القطاع الطبی
إقرأ أيضاً:
وزير حرب الاحتلال: سنحتفظ بـ 30% من أراضي غزة حتى بعد انتهاء الحرب
قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن قوات الاحتلال ستبقى في المناطق العازلة التي أنشأتها في قطاع غزة حتى بعد التوصل لأي تسوية لإنهاء الحرب.
واقتطعت القوات الإسرائيلية منذ استئناف عملياتها الشهر الماضي "مناطق أمنية" واسعة تمتد في عمق القطاع مما أجبر سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة على العيش في مناطق أصغر في الجنوب وعلى الساحل.
وقال كاتس في بيان بعد اجتماع مع القادة العسكريين "على خلاف السابق، الجيش لن ينسحب من المناطق التي أخلاها وسيطر عليها".
وتابع قائلا "سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في المناطق الأمنية عازلا بين العدو والتجمعات السكنية في أي موقف مؤقت أو دائم في غزة، كما في لبنان وسوريا".
وفي إفادة عن عمليات الشهر المنصرم، قال الجيش إنه يسيطر الآن على 30 بالمئة من القطاع الفلسطيني.
وفي جنوب قطاع غزة فقط، سيطرت القوات الإسرائيلية على مدينة رفح الحدودية وتوغلت إلى ما يسمى "محور موراج" بين رفح وخانيونس، الممتد من الطرف الشرقي لغزة حتى ساحل البحر المتوسط.
وتحتل القوات الإسرائيلية بالفعل ممرا واسعا عبر وسط القطاع عند منطقة محور نتساريم ووسعت منطقة عازلة على طول الحدود بتوغل لمئات الأمتار، بما في ذلك حي الشجاعية شرقي مدينة غزة شمال القطاع.
ومساء الأربعاء، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن نتانياهو أعطى توجيهات لفريقه المفاوض بمواصلة الخطوات للدفع باتّجاه الإفراج عن الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وأضاف البيان أن نتانياهو أجرى تقييما للقضية مع فريق التفاوض وقادة المؤسسة الأمنية.
وأعلنت إسرائيل أيضا أنها ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكد كاتس أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".
وأضاف في بيان أنّ "لا أحد يخطط حاليا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ولا توجد أي استعدادات لإتاحة دخولها".