الخليج الجديد:
2025-04-28@19:37:12 GMT

قراءة في الموقف التونسي: الصوت الأعلى

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

قراءة في الموقف التونسي: الصوت الأعلى

قراءة في الموقف التونسي: الصوت الأعلى

اللافت أن الرئيس التونسي لم يسارع كما جرت العادة للاتصال بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للتشاور.

برز موقف تونس مختلفا عن بقية الدول العربية التي أصدرت بيانات في هذا الشأن، بما في ذلك الموقف الجزائري على أهميته.

رغم تحفظات سعيد على الحركات الإسلامية بما فيها حركتا حماس والجهاد، لم يمنعه ذلك من الإعلان عن موقف مساند بدون تحفظ سياسي أو أيديولوجي.

إصدار قانون لتجريم التطبيع، أصبحت واردا في القريب العاجل أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تطور الأحداث القادمة التي ستفجرها تداعيات "طوفان الأقصى".

انحاز بيان الرئاسة كليا وبدون تحفظ إلى المقاومة؛ لم يذكر حماس والفصائل المسلحة، لكن أكد بوضوح "حق المقاومة المشروعة للاحتلال، ولا يعدّ ذلك اعتداء وتصعيدا".

* * *

كان الرئيس التونسي قيس سعيد سعيدا بما يجري على الساحة الفلسطينية منذ الساعات الأولى، وهو ما جعل موقف تونس مختلفا عن بقية الدول العربية التي أصدرت بيانات في هذا الشأن، بما في ذلك الموقف الجزائري على أهميته.

فالرئيس رفض في صياغة البيان مختلف الخطوط الحمراء التي تلتزم بها عادة الأنظمة العربية بما في ذلك الدبلوماسية التونسية، وذلك خشية اتهامها من قبل الدول الكبرى والمنتظم الأممي بالعداء لإسرائيل، ورفض حقها في الوجود.

بقطع النظر عن الحسابات الخاصة بالصراع الداخلي التونسي، لقي موقف الرئاسة استحسانا من قبل أغلب مكونات الطيف السياسي، بما في ذلك المعارضون لسياسات الرئيس. فتونس اليوم رئاسة وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني؛ مثل النقابات والقضاة والمحامين والصحفيين وغيرهم؛ على قلب رجل واحد، تؤيد حق المقاومة في الخطة التي أعدتها وشرعت في تنفيذها.

رفض البيان مجاراة المفردات المستعملة إعلاميا مثل "غلاف غزة"، في إشارة إلى المستوطنات التي زرعت حولها، قائلا بأنها "أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني".

وهو تصحيح مهم له دلالاته وأبعاده، فتنشيط الذاكرة أمر على غاية من الأهمية، خاصة ضمن السياق الراهن، لهذا أشار البيان إلى ضرورة التذكير بالجرائم السابقة؛ مثل مذابح دير ياسين وكفر قاسم وخان يونس.

فقيس سعيد يفضل الحديث عن الصهيونية، ويتجنب قدر الإمكان استعمال مصطلح إسرائيل ككيان سياسي معترف به دوليا، ويعتبره الرئيس التونسي كيانا غير شرعي.

الأهم من ذلك، إصرار البيان الرئاسي على حق الفلسطينيين في "استعادة كل أرض فلسطين"، وهو ما يعني ضمنيا أن الرئاسة التونسية لا تقر بشرعية الدولة الصهيونية التي تأسست عام 48.

انحاز بيان الرئاسة كليا وبدون تحفظ إلى المقاومة؛ صحيح أنه لم يذكر حماس وغيرها من الفصائل المسلحة، لكن أكد بوضوح لا لبس فيه "حق المقاومة المشروعة للاحتلال، ولا يعدّ ذلك اعتداء وتصعيدا".

أخيرا، تم تذكير المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين في "إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس" على كل فلسطين، وهو المطلب الذي تجاهلته الدول بعد أن غيّرت إسرائيل الجغرافيا، وعادت القيادات الصهيونية، خاصة الدينية منها إلى خرائط "إسرائيل الكبرى"، التي خلت بالكامل من الوجود الفلسطيني.

هذا الموقف التونسي الرسمي الصادر هذه الأيام، جاء مختلفا في جوانب أساسية عن الرؤية التي تبناها الرئيس بورقيبة منذ 1965، حين شجع الفلسطينيين على القبول بقرار التقسيم، وإقامة دولتهم على ذلك الأساس.

بهذا البيان الواضح وقطعي الدلالة، يكون الرئيس قد أكد عدم قبوله بمسألة التطبيع مهما كانت الضغوط. وموقفه هذا ستكون من نتائجه تعميق الفجوة بينه وبين جزء واسع من رؤساء دول العالم الغربي؛ الذين أكدوا بعد عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كونهم ملتزمين بالدفاع عن إسرائيل ضد ما وصفوه بـ"عدوان حماس الإرهابي".

ومن المتوقع في هذا السياق أن تتضاعف الضغوط على تونس، في محاولة من هذه الأطراف الدولية إضعاف قيس سعيد سياسيا واقتصاديا، وربما التفكير في التخلص منه بأي شكل من الأشكال، وهي فرضية قد تبدو مستبعدة وغير جدية، لكن بعد المنعرج الذي دخله الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والموقف الرسمي التونسي، فإن الدوائر الصهيونية، بعد أن تهدأ الأوضاع، ستراجع حساباتها وتعيد النظر في أكثر من ملف.

الأمر اللافت للنظر، أن الرئيس التونسي لم يسارع كما جرت العادة للاتصال بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للتشاور. ورغم تحفظات سعيد على الحركات الإسلامية عموما بما في ذلك حركتا حماس والجهاد، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن موقف مساند بدون تحفظ سياسي أو أيديولوجي.

إن إمكانية إصدار قانون لتجريم التطبيع، أصبحت واردة في القريب العاجل أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تطور الأحداث القادمة التي ستفجرها تداعيات "طوفان الأقصى".

فعندما تحرك الولايات المتحدة مجموعة "حاملة طائرات هجومية"، وترسل 5000 جندي لمساعدة إسرائيل في حربها على الفلسطينيين، فذلك مؤشر على طبيعة المعارك التي ستدور رحاها؛ لأن الغرب الأمريكي والأوروبي بالذات غير مستعد للتخلي عن انحيازه المطلق للحركة الصهيونية، وعدم استعداده النظر بجدية في حجم الجرائم التي ترتكبها الدولة العبرية على مختلف الأصعدة.

إن غدا لناظره قريب.

*صلاح الدين الجورشي كاتب صحفي وناشط في المجتمع المدني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين تونس التطبيع حماس الجهاد طوفان الاقصي الخطوط الحمراء الأنظمة العربية الدبلوماسية التونسية الرئیس التونسی بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

حقيقة اقتراب كولر من تدريب الترجي التونسي

كشف تقرير صحفي، حقيقة اقتراب السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي السابق، من تدريب الترجي التونسي

وكان الأهلي أعلن السبت الماضي، إقالة مارسيل كولر من تدريب الفريق بعد وداع دوري أبطال إفريقيا من الدور نصف النهائي على يد صن داونز.

وذكر موقع “الصريح” التونسي، أن الأنباء المنتشرة حول وجود اتصالات بين إدارة الترجي وكولر ليست جديدة، ولم تأتٍ بعد إقالة كولر من تدريب الأهلي.

عمرو أديب عن مستحقات كولر بالأهلي: حق الراجل اللى اتبهدل واتهزأصراع بين الدحيل القطري والأهلي لخطف هذا اللاعبالزمالك يواصل التفاوض مع الصفقات الجديدة رغم إيقاف القيدتطورات جديدة في أزمة زيزو مع الزمالك.. ماذا حدث؟


وأضاف أن أحد وكلاء اللاعبين اقترح على إدارة الترجي في شهر فبراير الماضي إقالة لورينزو ريجيكامب من تدريب الفريق، إمكانية جس النبض مع مارسيل كولر للقدوم إلى الترجي.

وتابع أن إدارة الترجي كانت تبحث في هذا الوقت عن تعاقد سريع وهو ما تم فعلا مع المدرب ماهر الكنزاري، ولم يكن لها الوقت الكافي لمفاوضات مطوّلة، بالإضافة إلى الراتب المرتفع للمدرب السويسري، والذي يتجاوز التقديرات التي يضعها رئيس الترجي الرياضي.

وأشأر إلى أن كل هذه الظروف دفعت إلى غلق ملف مارسيل كولر سريعا، وقبل الدخول معه في مفاوضات رغم أن بعض المحيطين به نقلوا عنه استعداده لتدريب الترجي وخوض تجربة مونديال الأندية في أمريكا مع الفريق.

طباعة شارك كولر الترجي الأهلي مارسيل كولر صن داونز

مقالات مشابهة

  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • كولر علي رادار الترجي التونسي .. تفاصيل
  • حقيقة اقتراب كولر من تدريب الترجي التونسي
  • تضامن متصاعد مع القاضي التونسي أحمد صواب
  • الصحة في غزة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الصهيونية إلى 169882 شهيداً وجريحاً
  • بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا
  • الخطة الصهيونية المُعلنة لإبادة غزة أمام القضاء الدولي
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 40 لتجدد حرب الإبادة الصهيونية على غزة
  • الرئيس التونسي يزور جناح المملكة المشارك في معرض تونس الدولي للكتاب