(عدن الغد)متابعات:

تقرير يرصد التوقعات المحلية والدولية بصعوبة الوصول إلى سلام حقيقي في اليمن..

كيف حقق التصعيد التكتيكي الحوثي جملة من الأهداف السياسية والميدانية التي عززت نفوذ الجماعة؟

لماذا تلح جماعة الحوثي على تسليم الجزء الأكبر من عوائد النفط إليها؟

السلام الضائع

(عدن الغد) متابعات:

بينما كانت الثقة بإمكانية تحقيق تقدم في عملية السلام باليمن، وبإمكانية حدوث تطور حقيقي من جهة الجماعة الحوثية نحو إنهاء الحرب، جاءت ممارسات التصعيد على المستويات العسكرية والسياسية لتحقق التوقعات بصعوبة الوصول إلى سلام حقيقي، وهي الممارسات التي اتفق الجميع على أنها تكتيك انقلابي يهدف للابتزاز وتحقيق مكاسب استراتيجية.

فبرغم الحديث عن التقدم الملحوظ في مفاوضات السلام، فإن مركز «رع» للدراسات يرى أن الحوثيين لا يزالون يمارسون استفزازاً عسكرياً وسياسياً، في خطوة معاكسة للمباحثات مع الجانب السعودي، مما يهدد بعرقلة المساعي السلمية لإحلال السلام والعودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى على الساحة اليمنية.

وكانت آخر تلك الاستفزازات، منع الجماعة الحوثية شركة الخطوط الجوية اليمنية من سحب أموالها في بنوك صنعاء.

وطبقاً لتحليل «رع»، وهو مركز دراسات مصري، فإن هذه الخطوة الاستفزازية تهدف إلى التصعيد على المستويين السياسي والأمني، خصوصاً أنها لم تكن العملية الاستفزازية الوحيدة، حيث أعقبها استهداف موقع داخل الأراضي السعودية بطائرة مسيرة، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود بحرينيين تابعين للوحدة العسكرية المشاركة في تحالف دعم الشرعية.

وحيث إن هذا الاستهداف هو أول عملية عسكرية على الحدود منذ تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية؛ فإن المركز يصنفه كورقة ضغط تمكن الجماعة من الحصول على أكبر قدر من المكاسب في المفاوضات حال استمرارها، غير أنه من المحتمل بشكل كبير أن تداعياتها ستكون عكس المساعي السلمية.

فهذه العملية، جاءت عقب النقاشات التي جرت في الرياض مع وفد حوثي وبحضور عماني، التي وصفت بالإيجابية والمثمرة من طرف السعودية، وتمحورت حول آلية دفع أجور الموظفين، وإعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، وكذلك جهود إعادة البناء والإعمار.

لكنها على جانب آخر يمكن أن تؤدي إلى استمرار حالة الحرب التي تعدّ مكسباً لبعض القيادات الحوثية نظراً لما تحصل عليه من دعم مادي وعسكري. وفق ما يقوله المركز.

> تصعيد تكتيكي

يرى الباحث السياسي محمد فوزي من المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن التصعيد الحوثي نسف أي ادعاءات حوثية بشأن السلام، وطرح جملة من الدلالات المهمة، مثل استراتيجية التصعيد التكتيكي، التي تتمثل في خطاب سياسي حول الحلول السياسية للأزمة، بالتزامن مع التصعيد الميداني لتحقيق مكاسب متعددة.

وشنت الجماعة الحوثية مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي هجوماً على حفل عسكري لقيادة محور علب باقم في محافظة صعدة شمالاً بطائرات مسيَّرة مفخخة وعبر المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، مما أسفر عن مقتل عسكري وجرح آخرين، والتوسع في حملة الاعتقالات ضد المشاركين في الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر (أيلول)، وتهديد قادة سياسيين بالقتل.

ومن دلالات هذا التصعيد الحوثي الذي يستنتجه الباحث فوزي، عدم استجابة الحوثيين أو جديتهم في التعامل مع الجهود الإقليمية والأممية والدولية، الرامية إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام، إلى جانب استفزاز مكونات الشرعية، ودفعها إلى رد عسكري.

وبحدوث أي تصعيد عسكري؛ تتراجع فاعلية أي مباحثات بخصوص حلحلة الأزمة، فيكسب الحوثيون من خلال ذلك الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم، فضلاً عن التحرك لبناء واقع ميداني يخدم أجندتهم، إلى جانب هدم الثقة مع الأطراف الأخرى.

ويخلص فوزي إلى أن نهج التصعيد التكتيكي الحوثي يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والميدانية التي تعزز نفوذ الجماعة، ويكشف عن استمرارها في المراوغة عبر إظهار الدعم لمبادرات التسوية، مع انعدام فرص الوصول حتى اللحظة إلى تسويات إقليمية واضحة للأزمة اليمنية.

الولايات المتحدة الأميركية بدورها ترى عدم جدية إيران في حل الملف اليمني، حيث طالب المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ النظام الإيراني بضرورة العمل بشكل إيجابي لإنهاء معاناة اليمنيين.

وفي ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط أكد ليندركينغ، إن بلاده لم ترَ أي مؤشرات لدعم إيران لجهود السلام في اليمن، وأنها وشركاءها يرغبون في أن تتصرف طهران بشكل مرن في اليمن، فمعالجة التحدي الإيراني يكمن في إحراز بعض التقدم في ملف الأزمة اليمنية، مشدداً على حرصهم على عدم وقوع المضائق المائية في المنطقة تحت السيطرة الإيرانية.

> الاستراتيجية الإيرانية والحسابات الحوثية

يضع الباحث السياسي فارس البيل في حديث لـ «الشرق الأوسط» شرطين لإمكانية حدوث تغيير حقيقي يؤدي إلى الدخول في عملية سلام ممكنة وفعلية، يتعلق الأول بالداعم والموجه للجماعة الحوثية، وهو النظام السياسي في إيران الذي يمكن استغلال الضمانات الصينية المصاحبة لاتفاقه مع السعودية على تطبيع العلاقات لترويضه وأذرعه وجرهم إلى مربع بعيد عن العنف والتآمر والهيمنة.

أما الثاني فيرتبط بمراقبة سلوك الحوثي وتعاطيه إعلامياً وعلى الأرض، ومدى تخليه عن المكاسب المهمة التي حققها، والتي تعدّ أدوات يحتفظ بها للصراع الطويل، فإذا ما تخلى عنها، يمكن التفاؤل بحذر حول انتهاء دور العنف لديه.

ويتابع البيل: «صحيح أن لدينا ضمانات صينية ومتغيرات، ولعل إيران التزمت بعدة شروط وقضايا ليست معلنة، لكن مع يقين أنها مرحلية فقط؛ فيمكن الحكم على كل ذلك في كيف سيغير الحوثيون من سلوكهم وإلى أي مدى سيصلون من السلام والتفاوض وتطبيقه».

فالنظام الإيراني، طبقاً للبيل، لن يتخلى عن مشروع استراتيجي هو عقيدة وفكر وأيديولوجيا بالنسبة له وليس مجرد سياسة، وبالتالي لا يمكن تصديق أنه سيتخلى فجأة عن نظام الولاية والتمذهب والفكر الطائفي، الذي انتهجه طوال أكثر من أربعة عقود، خصوصاً أننا لم نشهد بعد تغيراً هيكلياً أو فكرياً داخل النظام الإيراني، ولا حركة تصحيح أو إفاقة أو مراجعة، ولا حتى تغيرا في خطاب أو سلوك.

أما الناشط السياسي عبد الجليل الحقب فيتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن الشروط التي وضعتها الجماعة الحوثية على التحالف كثمن للقبول باستمرار الهدنة، حيث أظهر التحالف حسن نواياه من خلال زيادة الطيران إلى عمان، وفتح خط مباشر لتفويج الحجاج إلى مكة.

وبحسب الحقب، يأتي التصعيد الكلامي والمناورات العسكرية المتكررة للجماعة الحوثية لتذكير التحالف والحكومة اليمنية أنها منحت فترة استقرار دون مقابل، مما يعني أن الجماعة ترى في الهدنة التي لا تحقق مطالبها تنازلاً من دون ثمن لا ينبغي أن يستمر كثيراً، فهي تطالب بما تسميه استحقاقات الملف الإنساني، وهو الملف الذي لا ينبغي إخضاعه لأي مساومات.

وبرغم أن هذا الوعيد يوحي أننا نسير نحو استئناف المعارك العسكرية الكبيرة؛ غير أنه لا يمكن الجزم بحتمية هذا المآل قبل معرفة الحسابات الدقيقة التي تحرك قرار السلم والحرب لدى الجماعة، حيث يعتمد مسار الأحداث على ما تقرره الجماعة من خيار في مواجهة مشاريع خصومها بناء على توجهات الرعاة الداعمين لها إقليمياً ودولياً.

ويذهب الحقب إلى أن الجماعة الحوثية لا تبدو مكتفية بواقع سيطرتها على الكتلة السكانية الكبيرة في شمال اليمن، فالحكم من دون موارد يبدو مستحيلاً، لذلك نجدها تلح على موضوع تسليم الجزء الأكبر من عوائد النفط إليها دون السماح بمروره مباشرة إلى مستحقيه على شكل رواتب.

ويحذر من أن الجماعة في حال شعرت بتصاعد السخط الشعبي؛ فقد تذهب نحو استئناف جزئي للحرب، لكنها في حال أمنت على مكاسبها المحدودة؛ فستحافظ على هذه الحالة السائلة من اللاحرب واللاسلم، بما يعزز من توجهات إيران للتهدئة وتصفير الأزمات مع جيرانها.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

لماذا أصبحت العلامات الشخصية ضرورة في عصر الإعلام الرقمي؟

تسهم الثورة التقنية الحديثة في تطوير وترقية الكثير من المفاهيم والممارسات بما يواكب متطلبات العصر الحالي، وعلى مستوى التقنيات الجديدة، ظهر ما يُعرف باسم "العلامة الشخصية"، التي تسهم في بناء علامات مميزة للأفراد، وتعبر بوضوح عن محتوياتهم والرسائل التي يقدمونها، فالعلامة الشخصية تعكس الالتزام بالتطوير المستمر، والتميز في تقديم قيمة مضافة للمجتمع أو المجال الذي ينتمي إليه الشخص، كما تعرف "العلامة الشخصية" بأنها عملية صنع علامة بصرية تعبر عن سمات الأشخاص، يبث من خلالها الثقافة والمعرفة.

استطلعت "عُمان" آراء عدد من الخبراء والمهتمين بإطلاق العلامات الشخصية، ومدى تأثيرها على الحياة اليومية وإسهامها في تقديم الشخص بأفضل صورة، مع التواصل بشكل فعّال مع الجمهور المستهدف.

وقال بدر بن ناصر الصوافي، رائد أعمال ومهتم بالعلامات التجارية والتسويق: إن العلامة الشخصية تعبر عن الهوية البصرية، وهي الانطباع الأول الذي تتركه لدى الآخرين، كما أنها تعد انعكاسًا واضحًا للشخصية ومحتواها من خلال تصميم بسيط واحترافي، ويحقق انسجام الألوان، واختيار الخطوط بعناية، كما أن الشعار يعبر عن جوهر الرسالة بما يجعل الهوية تترك أثرًا قويًا وتبدو أصيلة وواضحة.

وأضاف الصوافي: إن العلامة الشخصية تمثل الفرد وهويته وقصته، بينما العلامة التجارية تمثل شركة أو منتجًا يركز على احتياجات الزبائن، والعلامة الشخصية تعكس القيم والمبادئ وتبني علاقة ثقة قائمة على الشفافية، بينما العلامة التجارية تعتمد على القيمة المقدمة وخدمة السوق بشكل مباشر، موضحًا أن الهدف الأساسي من العلامة الشخصية هو إيصال رسالة واضحة وصادقة تبرز الهوية وسط الكم الهائل من المحتوى السطحي المنتشر اليوم، إلى جانب المحافظة على الأصالة وتجنب الانجراف وراء تقليد الآخرين.

القيم والمشاعر الشخصية

ومن زاوية تقنية وفنية، نوه الصوافي إلى أن التكنولوجيا تعد أداة لتحسين الأداء وتوفير الوقت، لكنها لا تعبر عن القيم والمشاعر الشخصية، فالعلامة الشخصية تحتاج إلى أصالة وعمق ينبع من التجربة والهوية الفردية، أما الاستعانة بالتكنولوجيا، فيجب أن تكون ضمن حدود تجعل العمل أكثر احترافية، دون أن تفقد الهوية جوهرها، لأن الهدف الأساسي هو بناء رسالة شخصية صادقة وقوية تعكس جوهر الفرد وتساعده على التميز وسط سوق مزدحم وعالم مليء بالتحديات.

وأضاف الصوافي: من خلال حلقات العمل التي أقدمها حول بناء العلامة الشخصية، اكتشفت أن الكثير من العمانيين لا يدركون أن العلامة الشخصية ليست مجرد شعار أو مظهر خارجي، بل هي عملية اكتشاف الذات الحقيقية والتحدث للعالم بصدق ووضوح، وتساعد على كشف القيم والرسالة الحقيقية، مع التعبير عنها بأسلوب يُظهر أصالتهم ويترك أثرًا عميقًا، مشيرًا إلى أن صناعة العلامة الشخصية في سلطنة عمان بحاجة لمظلة تحت إحدى الجهات المشرعة مع وجود الرؤية الواضحة، كما أن الجهود الحالية تعتمد في هذا المجال على اجتهادات فردية وليس هناك إطار شامل يوجه هذه العملية بشكل منهجي.

وقالت صانعة المحتوى أشرقت بنت سليمان المعمرية عن تجربتها في صناعة العلامة الشخصية: إن اختيار الموضوعات يتطلب توازنًا بين الخبرات واهتمامات المتابعين مع صياغتها بنمط أسلوب متميز، ولكن لا يتطلب منك السعي خلف الخوارزميات لكي لا تفقد بصمتك الحقيقية، كذلك التنويع في أنواع المحتوى بين التثقيفي والتحفيزي أو التوعوي من خلال نقل التجربة.

وأضافت المعمرية: "عند اختياري للموضوعات، أضمن أن يكون الموضوع ثريًا من حيث الجودة المعرفية وليس الكم، ويضيف قيمة حقيقية للمتابع، مع الحرص على أن لا يكون المحتوى مستهلكًا ولا يسعى لإثارة الجدل، ومحتوى أصيل بأسلوب يشبهني تمامًا، وفي عالم متسارع ومليء بالكمية، أحرص على اختيار كلمات مفتاحية كعنونة لفهم محتوى الموضوع، ولكن بطريقة لافتة، وبين الحين والآخر، أطرح أفكاري وتجاربي أو أناقش موضوعا حصريا يعكس خبرتي في المجال".

وأكدت المعمرية أن الهوية الشخصية تتطلب وجود تفاعل حقيقي ومحتوى واقعي يلامس عواطف الناس وحواسهم، وتعد أدوات الذكاء الاصطناعي مساعدا جيدا في الكتابة، لكنها تفتقر إلى اللمسة الحسية والعاطفية.

التميز في التواصل

فيما أشار صانع المحتوى قيس بن ناصر الرحبي إلى أن العلامة الشخصية جزء مهم جدًا للتميز وسط منصات التواصل الاجتماعي، مع التجارب المختلفة التي ستخوضها في صناعة المحتوى واكتشاف التخصص والمجال الذي يناسب الشخص، مما يساعد في بناء هوية بصرية تتناسب مع التوجهات.

وعن تجربته، قال الرحبي: حاليًا أمر بمرحلة التجارب التي تساعدني على التخصص والتميز في صناعة المحتوى، حيث أقدم محتوى عبارة عن مزيج بين الإنتاجية وتطوير الذات، كما أن اختياري للموضوعات جاء من حاجتي وتساؤلاتي في هذا الموضوع، وبعدها أقوم بالبحث والقراءة، ثم أختصرها في نقاط مهمة وأساسية لمشاركتها مع المهتمين، موضحًا أن التحديات تكمن في الخوف من مشاركة الآراء على منصات التواصل، ومن ردة فعل الجمهور، ولكن مع الانطلاقة يبدأ تأثير الخوف في التقلص مع وجود داعمين ومشجعين.

وأضاف الرحبي: إن جانب أدوات الذكاء الاصطناعي، من وجهة نظري، هي مجرد أدوات مساعدة مثل باقي الأدوات الموجودة مسبقًا من تطبيقات ومواقع إلكترونية مختلفة، تساعد على إيصال الرؤية والرسالة والغاية، مع استخدام مقترحات معينة أو مصادر معينة، ولكن لا بد من إضافة لمسات إبداعية.

تعزيز المصداقية

وفي حوار مع سامي بن مولى بخش البلوشي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سين للتسويق، قال: إن الأبعاد والنتائج المترتبة على صناعة وتطوير العلامة الشخصية مع زيادة الوعي، ينتج عنها عدة آثار، أولًا، تعزيز المصداقية، ويقصد بها أن العلامة الشخصية المدروسة تُبنى على قيم حقيقية وتجارب ملموسة، مما يعزز ثقة الجمهور، والتميّز في السوق، التي تؤكد على وجود علامة شخصية قوية مما يمنح الأفراد ميزة تنافسية، سواء كانوا رواد أعمال أو موظفين، كما أن التأثير الإيجابي يتمثل في الوعي الذي يُمكن الأفراد من استخدام العلامة الشخصية للتأثير، ونشر المعرفة، وبناء علاقات طويلة الأمد، منوّهًا إلى أن توفر هذه العوامل يقلل من سلبيات استخدام العلامة الشخصية، التي تنم عن قلة في الوعي ويندرج تحت السطحية والمبالغة التي تجعل العلامة الشخصية مجرد واجهة استعراضية وتفتقر إلى العمق والمصداقية، إضافة إلى ضعف التأثير، أي أن العلامة غير المدروسة قد تؤدي إلى تباين بين توقعات الجمهور والواقع، وأخيرًا، تشويه السمعة، الذي بدوره يؤدي إلى أخطاء غير محسوبة في التسويق أو التواصل، وقد تؤثر سلبًا على المصداقية.

وأضاف البلوشي: إن المرحلة الحالية والمرحلة المستقبلية تتطلبان قدرًا من الوعي الكافي لصناعة العلامة الشخصية وترويجها بطريقة صحيحة، وأن يتم تحقيق عدد من الأسس المهمة تتمثل في وضوح الرؤية لدى صانع العلامة الشخصية، وأن يكون للشخص هدف واضح ورسالة يريد إيصالها من خلال علامته الشخصية، بالإضافة إلى التوثيق المستمر الذي يقصد به التركيز على إنشاء محتوى حقيقي يعكس القيم، والإنجازات، والمهارات بشكل منتظم، إلى جانب التخصصية في اختيار مجال واضح والابتعاد عن التشتت، لأن الجمهور ينجذب إلى الخبراء.

وقال في نهاية حديثه: إن التعلم المستمر ومتابعة التوجهات الحديثة في التسويق الرقمي وأدوات بناء العلامة الشخصية من العوامل التي تسهم في بناء علامة شخصية جيدة، مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر الأصالة كإبراز جوانب حقيقية وغير مصطنعة لضمان بناء علاقات قائمة على الثقة، وعنصر الاستثمار في التواصل الذي يتمثل في التفاعل مع الجمهور بصدق وشفافية لتعزيز الولاء، لأن صناعة العلامة الشخصية ليست مجرد "تسويق للذات"، بل هي انعكاس حقيقي للشخصية، والقيم، والطموحات.

وأكد البلوشي أن صناعة العلامة الشخصية في سلطنة عمان لا تزال في مراحلها الأولى، وهي عملية غير خاضعة للتنظيم بالشكل الذي يجعلها مؤثرة أو مستدامة على المدى البعيد، وأشار إلى أن هناك جهودًا فردية واعدة من بعض صانعي المحتوى، ولكن ضعف الإرشاد المؤسسي والتخطيط الواضح يجعل الاتجاهات المستقبلية غير واضحة، حيث إننا نحتاج إلى بيئة متكاملة تدعم صانعي المحتوى في بناء علاماتهم الشخصية بطريقة تعكس هويتهم وقيمهم، وفي الوقت نفسه تتماشى مع تطلعات الأسواق المحلية والإقليمية.

ونوه البلوشي إلى ضرورة وجود جهة رسمية تتبنى تدريب صانعي المحتوى ونشر الوعي حول بناء العلامة الشخصية، مما سيوجد تنظيمًا واستدامة لمجال صناعة العلامات الشخصية، مشيرًا إلى أن مسألة إدارة تراخيص رسمية لهذه العلامات يضمن حقوق صانعي المحتوى ويعزز الثقة بين الجمهور والمؤسسات، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالمصداقية، بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه الخطوة في الارتقاء بجودة المحتوى المقدم وتعزيز المنافسة الإيجابية.

مقالات مشابهة

  • مجلة إسرائيلية: أربعة عوامل رئيسية تضع أمام المليشيات الحوثية في اليمن صعوبات اعظم من السنوات السابقة .. وهناك تحول قادم
  • اليمن تدين التدابير القمعية التي اتخذتها مليشيا الحوثي بحق الإعلامية سحر الخولاني
  • غروندبرغ: التهدئة الإقليمية مفتاح تحقيق السلام في اليمن
  • ألمانيا: جماعة الحوثي تضر بمصالح اليمن من خلال اعتقالها موظفين أمميين
  • الحقيقة التي أدركها أخيرًا كثير من جنود الميليشيا وضباطها من المخدوعين (..)
  • الحوثي يتوعد إسرائيل بالتصعيد إذا تراجعت عن اتفاق غزة
  • لماذا أصبحت العلامات الشخصية ضرورة في عصر الإعلام الرقمي؟
  • الكويت تؤكد استعدادها لبذل الجهود من أجل المساهمة في تحقيق السلام والأمن في اليمن
  • الاتحاد الأوروبي يدين اعتقالات الحوثي التعسفية بحق موظفي الأمم المتحدة
  • في يومه العالمي… كيف حولت جماعة الحوثي التعليم في اليمن إلى وسيلةٍ لغسل أدمغة الأجيال؟ ( تقرير خاص )