مفاجأة السابع من تشرين وما بعده
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
مفاجأة السابع من تشرين وما بعده
الجبهة العالمية لنصرة الكيان الصهيوني متزعزعة، ولن تنقذه هذه المرة أبدا؛ فقد أصبحت عدالة القضية الفلسطينية أشد وضوحا.
القصف الجوي للمدنيين لا يحسم حربا وله آثار سلبية على مرتكبه وعلى من ينصره والاقتحام البري يتساوى فيه الطرفان في الميدان والقتال الصفري.
ما لاقاه جيش الاحتلال في حرب غلاف غزة سيلقاه في الحرب البرية إن شنها على قطاع غزة.
فالمواجهة في القتال الصفري ليس كمواجهة الغارات الجوية.
شبه كثيرون ما أحدثه من زلزال في الكيان الصهيوني، بزلزال 6 أكتوبر 1973. وهو تشبيه ممكن إذا حصر أثره أول يوم، وليس أثره المستقبلي للسنوات التالية له.
الشبه بين الزلزالين في اليوم الأول، وما تلاه من أيام يظل ممكنا، ولكن الفارق يجب أن يُقرأ اليوم في موازين القوى، واختلافها بين الموعدين، أو المرحلتين والقيادتين.
محور المقاومة أسهم بما وصلت إليه المقاومة في غزة، من قدرة وإمكانات متعددة الأوجه، أكد أنه طرف في هذا الصراع، وسيكون تدخله مرهونا بمدى الحاجة إليه، والحرب بدأت ولم تصل إلى نهايتها بعد.
* * *
أيّ يوم هو هذا اليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، 2023، وأيّ سابع من تشرين الأول لعام 2023 بين نظائره الفائتات والآتيات من تشارين وسنين. ولولا الحذر من المبالغة، كما لولا شبهة التقليل من حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973، عندما أطاح الجيش المصري بخط الدفاع الصهيوني بارليف، وعندما اكتسح الجيش السوري الجولان عابرا إلى أرض فلسطين، لقلت من عقود وقرون.
قليلون في ذلك الزمن قدّروا أعلى تقدير تلك الحرب، التي مال الكثيرون إلى اعتبارها "حرب تحريك" وليس "حرب تحرير". وقد أسهمت سياسات الرئيس المصري أنور السادات، في الإنقاص من أهميتها، وذلك بالرغم من الزلزال الذي أحدثته في الجيش الصهيوني والقيادة السياسية، لا سيما بعد أن ذهب السادات بذلك النصر إلى عقد المعاهدة "المصرية- الإسرائيلية" الكارثية على مصر وفلسطين وأمة العرب.
لذلك، في اليوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ذهب الكثيرون إلى تشبيه ما أحدثه من زلزال في الكيان الصهيوني، بالزلزال الذي أحدثه السادس من أكتوبر في حرب العاشر من رمضان 1973. وهو تشبيه يمكن إذا حصر أثره في اليوم الأول، وليس أثره المستقبلي للسنوات التالية له.
فالشبه بين الزلزالين في اليوم الأول، وما تلاه من أيام يظل ممكنا، ولكن الفارق يجب أن يُقرأ اليوم في موازين القوى، واختلافها بين الموعدين، أو المرحلتين والقيادتين.
وهنا يجب تأكيد تراجع القوة الأمريكية ونفوذها عالميا، وذلك بالرغم من الموقف نفسه الذي اتخذته في نصرة الكيان الصهيوني ودعمه، فضلا عن تأثيرها الهائل على أنور السادات، وموقفه المتهافت إلى حد التهالك وراءها، الأمر الذي يوجب التوقف عن المقارنة من أجل فهم أعمق للسابع من أكتوبر الراهن (2023).
الساعة السادسة من صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، انطلق صوت محمد ضيف، القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، معلنا عن عملية عسكرية أطلقها الجناح العسكري لحركة حماس، انطلاقا من قطاع غزة باتجاه الأرض الفلسطينية المحتلة، التي اشتهرت بغلاف غزة من المستوطنات المحتلة عام 1948. وقد حملت عنوان "طوفان الأقصى"، ليرمز إلى ما هو أبعد من القضية الفلسطينية.
وقد ابتدأت العملية بإطلاق خمسة آلاف صاروخ، وبضربة سيبرانية شوشت على أجهزة الاتصال لقوات الاحتلال، بينما تمت عمليات اختراق جوا وبرا وبحرا، من خلال تخطيط عملياتي في منتهى الإتقان والحرفية العسكرية، لتكشف الساعات القليلة التالية، عن وجود أكثر من ألف مقاتل يسيطرون على عدد من النقاط العسكرية والاستيطانية.
كلما أخذت تتكشف الصورة، وبالممارسة الميدانية، وبمشاهد تلو مشاهد للهبوط بمظلات تحمل الواحدة مقاتلين وراء دراجة، وما تكاد تصل إلى الأرض حتى تمضي كالبرق نحو هدفها المحدد لها سلفا، وذلك فضلا عن التحرك بالآليات التي اخترقت الحدود وجدرانها الإسمنتية، واندفعت بدورها إلى أهدافها. وقد راحت القوات الصهيونية العسكرية تتساقط بالعشرات والمئات، بين قتلى وأسرى، وكذلك حال العشرات والمئات من المستوطنين والمستوطنات المسلحين.
وهكذا بسرعة خاطفة، أصبح زمام المبادرة بيد قوات كتائب عز الدين القسام، وتحت الإمرة المباشرة لمحمد ضيف. وبالطبع، بدأت المشاركة تتعاظم، فيما راح الهجوم يزداد زخما، لا سيما مع دخول قوات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، بما تملكه بدورها من إمكانات عسكرية هائلة، وكذلك الفصائل المسلحة في قطاع غزة من كتائب أبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية)، وعدد من فصائل المقاومة (والمعذرة لعدم الإلمام بأسمائها جميعا).
أما الوجه الآخر من الصورة، فتمثل في الحالة التي راح يعبر عنها "الجيش الإسرائيلي"، وقد بدا مهزوما، وفي حالة مزرية من الإرباك، والفوضى والفزع، وعدم القدرة حتى في المستويات الأدنى من الصمود.
وصف وزير خارجية أمريكا الهجوم بالمروّع، وهي الصورة المشكلة من كتائب عز الدين القسام وهي تضرب قوات "جيش الدفاع الإسرائيلي"، الذي طالما شنّ الهجمات والعمليات العسكرية الخاطفة، والمدمرة والمذلة لشعوب المنطقة. لقد أصبحت الصورة الآن معكوسة تماما، وهو ما لا يستطيع أحد أن يتخيله قبل رؤيته في ذلك اليوم.
فالعملية طويلة الأمد والمفاجئة، والمفكّر بها جيدا، التي ارتفعت بمستوى القيادة التي خططت لها ونفذتها وحافظت على سريتها المطلقة، قد أسقطت في الجانب الصهيوني هيبة أجهزة الاستخبارات ومحللي المعلومات، وصانعي تقدير الموقف، وبالطبع القيادة السياسية، وهيئة الأركان، وأجبرت العالم الغربي بقيادة أمريكا أن تحشد لنصرة الكيان الصهيوني.
وما زالت الحرب مستعرة، فنحن نتحدث عن البداية، فيما الأيام القادمة ستكون تتويجا للسابع من أكتوبر، وذلك بالرغم من استعادة الكيان للمبادرة على مستوى قصف الآمنين من السكان، وإحداث الخسائر بالمدنيين، وبيوتهم إلى حد شنّ حرب الإبادة ضدهم.
لكن ما إن تأكله فضيحة قتل المدنيين ووصفه كمجرم حرب، وما إن يشنّ الهجوم البري، حنى يجد نفسه أمام الهزيمة مرة أخرى، فما لاقاه جيش الاحتلال في حرب غلاف غزة سيلقاه في الحرب البرية إن شنها على قطاع غزة. فالمواجهة في القتال الصفري ليس كمواجهة الغارات الجوية، وهي تضرب في الأحياء والساحات والمساجد.
والخلاصة:
1- القصف الجوي الموجه ضد المدنيين لا يُكسب حربا، وله آثاره السلبية في مرتكبه، وعليه، وعلى من ينصره.
2. حرب الاقتحام البري يتساوى فيها الطرفان في الميدان والقتال الصفري.
3. محور المقاومة الذي أسهم، بما وصلت إليه المقاومة في قطاع غزة، من قدرة وإمكانات متعددة الأوجه، أكد أنه طرف في هذا الصراع، وسيكون تدخله مرهونا بمدى الحاجة إليه، والحرب بدأت ولم تصل إلى نهايتها بعد.
4. إن الجبهة العالمية لنصرة الكيان الصهيوني متزعزعة، ولن تنقذه هذه المرة أبدا؛ فقد أصبحت عدالة القضية الفلسطينية أشد وضوحا.
*منير شفيق كاتب وسياسي ومفكر فلسطيني
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل فلسطين المقاومة طوفان الأقصى 6 أكتوبر 1973 الكيان الصهيوني السابع من تشرين الکیان الصهیونی من تشرین الأول قطاع غزة فی الیوم
إقرأ أيضاً:
رسميا الآن.. مفاجأة سارة في سعر الدولار اليوم بالبنوك
شهد سعر الدولار اليوم في مصر تراجعا نسبيًا أمام الجنيه المصري في ختام تعاملات الخميس 13 مارس 2025، وسط متابعة دقيقة من المستثمرين والتجار لتغيرات سوق الصرف.
يأتي هذا الاستقرار في ظل الجهود المستمرة من البنك المركزي المصري لضبط سوق النقد الأجنبي وتعزيز الاحتياطي النقدي، ما أدى إلى تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والسوق الموازية، حيث تخطى الاحتياطي 47 مليار دولار.
سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13-3-2025
سعر الدولار الأمريكي بالبنوك اليوم الخميس 13-3-2025
سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم 12 مارس 2025
سعر الدولار مقابل الجنيه رسميًا في البنوك الآن
بحسب أحدث التقارير الصادرة عن البنك المركزي المصري، سجل سعر الدولار في البنك اليوم نحو 50.61 جنيه للشراء و50.75 جنيه للبيع، ما يعكس استقرارًا ملحوظًا مقارنة بالفترات السابقة.
سعر الدولار اليوم بنك مصراستقر سعر الدولار اليوم بنك مصر عند 50.62 جنيه للشراء و50.72 جنيه للبيع، وهو نفس السعر المسجل في البنك الأهلي المصري.
سعر الدولار اليوم البنك الأهليأما في البنك الأهلي المصري، فقد سجل سعر الدولار اليوم البنك الأهلي 50.62 جنيه للشراء و50.72 جنيه للبيع، ليواصل تراجعه، مدعومًا بسياسات البنك المركزي لضبط السيولة النقدية وضمان توافر العملة الأجنبية.
سعر الدولار في السوق السوداء في مصر اليوموللباحثين عن سعر الدولار في السوق السوداء في مصر اليوم ، فلا توجد سوق سوداء الآن نظرا لان الدولار متوفر في البنوك ، مع إجراءات البنك المركزي لمواجهة المضاربات وتعزيز تدفقات النقد الأجنبي من تحويلات المصريين بالخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة ، ما أدى إلى تزايد المعروض من الدولار.
يشكل استقرار سعر الدولار اليوم في مصر تحديث يومي عاملًا رئيسيًا في ضبط الأسواق والأسعار، خاصة للسلع المستوردة التي تتأثر مباشرة بتغيرات سعر الصرف.
وتحرص الحكومة على متابعة تطورات سوق الصرف بشكل دوري، لضمان استقرار الجنيه وتعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد.
توقعات سعر الدولار خلال الأيام المقبلةمن المتوقع أن يستمر الاستقرار النسبي في سعر الدولار في البنك اليوم، خاصة في ظل السياسة النقدية المتبعة من البنك المركزي والتي تركز على الحفاظ على استقرار الأسواق المالية.
كما أن تحسن تدفقات النقد الأجنبي ودعم الاحتياطي النقدي يساهمان في تعزيز استقرار الجنيه المصري مقابل الدولار خلال الفترة المقبلة.