عربي21:
2025-04-28@21:21:48 GMT

فلسطين في عيون الإعلام الغربي

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

فلسطين في عيون الإعلام الغربي

إن الشعب الفلسطيني الضحية من أسير وجريح وحتى الشهيد، يصطدم يومياً بل بكل دقيقة في صفات تلتصق به كـ"القاتل والإرهابي والمتوحش"، فيسيل دم الفلسطيني من الصباح وحتى المساء ويُنعَت بالإرهابي فيما بينهما.

بدأت الحرب صباح السابع من أكتوبر، ولم ينته التصعيد على غزة حتى الآن، ما زالت الصواريخ التي تنبعث من تل أبيب تستهدف المباني بلا تحذير مسبق، دون أن تأبه بالأبرياء الذين يسكنون هذه المباني، ولا تكاد تصدر إسرائيل بيانا صحفيا إلا وقد وسمته بعبارتها المقيتة التي ما ملّت من تكرارها وهي: "استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع عسكرية لحركة حماس الإرهابية"، فأصبح كل صاروخ مدمر يستهدف المدنيين يتبعه هذا التصريح مباشرة ليبرر جرائم الاحتلال وأعماله الوحشية بحق الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة.



بدأ الإعلام الغربي تغطيته لهذه الحرب بالعنوان الأكبر "هجوم إرهابي مفاجئ على المدنيين الأبرياء في إسرائيل"، وتبعته التقارير التي تحدثت على حد تعبيرها عن "صدمة الإسرائيليين من وحشية الفلسطينيين تجاه الأطفال"، هذه الوحشية التي ما زال يتحدث عنها الغرب ويصفها بدموع باكية، وبأيادٍ تضرب بالحزن صدورهم، دون أن يعرضوا المشهد بحيادية وكما هو على حقيقته، بل يرمون الاتهامات دون أن يضعوا الإثباتات الواضحة على ذلك، وبات الإعلام الغربي يكرر الموّال نفسه صباح مساء، ويضلل مشاهديه، ويبعدهم عن الحقيقة الجلية وهي أن الأراضي الفلسطينية هي أراضٍ محتلة، وللشعب الفلسطيني الحق في الدفاع عن أرضه وحقوقه المسلوبة.

الصحف الإخبارية الغربية

كان التحيز إلى الجانب الإسرائيلي واضحا في معظم النشرات الإخبارية الغربية، وحتى المواقع والصحف الرصينة منها، فهذا هو المنحى غير المتوازن الذي اعتادت الصحف الغربية على اتخاذه فور صدور أي خبر يخص الحروب على غزة، لكنها في هذه المرة كانت مندفعة أكثر من السابق، فبدأت بعض الصحف بتشبيه ما تفعله المقاومة بما كان يصدر عن تنظيم الدولة من جرائم وأعمال بربرية، وأصبحت المقاومة الفلسطينية في ليلة وضحاها النسخة الأولى لـداعش، بقطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء وغيرها من الأعمال التي لم يكن هناك أي دليل على وجودها، وهنا نجد هذه الإنسانية الغربية المزعومة غافلة تمامًا عن المشاهد المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتي نراها يوميًا من أطفال فُصِلت أدمغتهم ورؤوسهم عن أجسادهم، ونساء تلقت خبر استشهاد عائلتها وهي على رأس عملها تنقذ ضحايا القصف المستمر، وغيرها من المشاهد المرعبة والمتروكة على الرف، فما يزال الإعلام الغربي يضلل جماهيره بالتزامه هذا القالب المزيف الذي يصف المحتل بالإرهابي ويذرف الدموع على الاحتلال ويصفه بالضحية.

تُوصَف الـ CNN على أنها الشبكة التلفزيونية الأكثر ثقة في بريطانيا، نشرت خبرا بتاريخ 11 أكتوبر، بعنوان "إسرائيل تقصف غزة بغارات جوية، كما تكشف فظائع حماس" وتضمن الخبر أن "فظائع هجوم حماس على المجتمعات الحدودية آخذة في الظهور، حيث تم العثور على أطفال "مذبوحين" في أحد الكيبوتسات، كما قُتل ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل."

واستخدمت الشبكة الأكثر ثقة في بريطانيا –كما يُقال- ألفاظًا كـ (فظائع، مذبوحين، قُتل)، هذه الألفاظ التي تحمل دلالاتها وقعًا أقوى على الجماهير، كما استخدمت فئة الأطفال وهي الفئة الأكثر حساسية في أي حرب، فنُقِل الخبر الصحفي في أسلوب يتعمّد إثارة عواطف الجمهور نحو إسرائيل.

أما في حديثها عما تتلقاه غزة من قصف وقتل للأبرياء، فقد تناولت الخسائر المادية وكأنها الجوهر والهدف الرئيسي للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن الاحتلال لم يستهدف حياة الأطفال أو النساء.

أما صحيفة ديلي تلغراف البريطانية فنشرت خبرا بتاريخ 11 أكتوبر يتضمن أنه "يُخشى أن يكون سبعة عشر مواطنا بريطانيا من بينهم أطفال، قد لقوا حتفهم أو فقدوا في أعقاب الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على اسرائيل"

ذكرت الصحيفة مخاوفها على حياة البريطانيين، لاستمالة جمهورها، تاركة الحقيقة الأكبر وهي أنهم تركوا وطنهم، واحتلوا وطن غيرهم، وأنهم جزء من الاحتلال.

"مدينة غزة بينما ترد إسرائيل على هجمات حماس الإرهابية" كان هذا عنوان البث الحي لمشاهد القصف على قطاع غزة لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، مع كل مشاهد الانهيار الواضح للمباني، والدخان المتصاعد في الأجواء، والأصوات المرعبة في الخلفية، إلا أنها وصفتها بأنها رد فعل لما فعلته منظمة حماس الإرهابية.

نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقاطع فيديو من داخل أحد مشافي قطاع غزة، بتاريخ 9 أكتوبر، مصورة المآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وإصابة الأطفال بالقصف الاسرائيلي، ومخاوف من تعطل الأقسام نتيجة نفاذ الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

ونشرت ذات الصحيفة مقالا للصحفي ستيف تينزي، كتب فيه "لم أر شيئًا كهذا في حياتي كلها، بعد أربعة أيام من بدء هجمات حماس الإرهابية في إسرائيل، اكتشف جنود الجيش الإسرائيلي والصحفيون الدوليون الرعب الذي ضرب كيبوتس كفار عزة وبئيري، التي سيطرت الجماعة الإسلامية عليهما، ولم تترك وراءها سوى الجثث".

وهنا نرى ازدواج المعايير الواضح.

ومن جهتها نشرت شبكة DW الألمانية تقريرا بعنوان: "قطاع غزة-الهجوم البري بعد الإغلاق"

كتبت في وصفه: لقد سقط مئات الإسرائيليين ضحايا لهجمات نفذتها منظمة حماس الإرهابية الإسلامية المتطرفة. وردا على ذلك، أغلقت إسرائيل قطاع غزة وقصفته، ويبدو أن الهجوم البري على قطاع غزة أصبح وشيكاً."

يأخذ هذا الخبر المنحى التقليدي الغربي المعروف وهو أن المقاومة في غزة ما هي إلا "جماعة إسلامية، إرهابية، ومتطرفة"، كما أنها تبرر جرائم الاحتلال في غزة، وانهيار أسقف المباني على ساكنيها بأنها جاءت ردًا لما فعلته حماس بالإسرائيليين الذين ما ملت الصحف من وصفهم بالضحايا.

ونشر "ريس" رئيس تحرير صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية تقريرًا بتاريخ 9 أكتوبر، تحت عنوان "يومًا ما، يجب على الجميع إعادة ضبط العداد على الصفر"

ينفي فيه أن ما يحدث في فلسطين الآن هو عبارة عن حرب ومعركة بل وصفها بالهجوم الإرهابي، فقال: "بينما تحدث نتنياهو عن "حرب"، تحدث الصحفيون عن "هجوم إرهابي"، وكأنهم يريدون إخراج هذا الحدث من روتين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إلا أن الرعب الذي يعيشه المدنيون الذين يجدون أنفسهم في منازلهم في مواجهة قتلة حماس لا يترك مجالاً للشك."
مضيفًا "ومن الواضح أن دوافع هذه الاغتيالات ليست أسباب النزاع المسلح بين الشعبين"

وأشار إلى أن الدافع الوحيد لما تقدم عليه المقاومة ليس إلا تطهيرا عرقياً لليهود فكتب "حماس تهدف إلى جعل دولة إسرائيل تختفي، من خلال إعدام مئات المواطنين الإسرائيليين واحدا تلو الآخر، فقط بسبب أصولهم، نفذت المنظمة الإرهابية بوضوح سياسة التطهير العرقي. "

والسؤال هنا، بالنسبة إلى عقلية الغرب هل سرقة الأرض تعتبر سببًا كافيا لدفاع المقاومة الفلسطينية عنها؟ وما هي المعايير التي يصنف الغرب الأعمال الإرهابية على أساسها؟ ولماذا لا يُعتبر سكان غزة مدنيون وأبرياء؟ أم أنهم يرون الطفل الفلسطيني طفل المعجزة الذي يولد حاملا سلاحه في المهد؟

وسؤال آخر يتبادر إلى الذهن دائما، هل يبحث الغربيون عن الحقيقة العقلانية، أم أنهم يؤمنون بالحقيقة الملفوظة من آبائهم؟

تجد الصحف الغربية نفسها بمنتهى الحيادية حين تصف ما يحدث في فلسطين بأنه "صراع بين دولتين" متناسين ومتجاهلين بأن صراع دولة مع احتلال، لا يعد صراع دولتين، ولا يُمنح للاحتلال وطنا مهما طالت إقامتهم في أرض سُلبت بدماء شعبها.

وكيف ينسى الإعلام الغربي أن الشعب الفلسطيني شعب محتل، ولا يوجد أي قانون أو ميثاق دولي يمنع المحتل من الدفاع عن أرضه، وأن الاحتلال حتى وإن كان يحمل وردة فهذا لا ينكر حقيقة احتلاله، مع أن هذا الاحتلال يقيم حروبه على أساس استهداف المدنيين والأبرياء.

كما أن المقارنة دائما ما تكون غير عادلة فلا مكانا آمنا داخل غزة، أما الإسرائيلي فإن شعر بالخطر يهرع إلى تذكرة طيرانه ويغادر من إسرائيل إلى موطنه الأصلي، لأن كل إسرائيلي فهو مزدوج الجنسية ويحمل جنسية أخرى، أما أصحاب الأرض فلا يهربون من أرضهم إلا إليه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی حماس الإرهابیة الإعلام الغربی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس ترحّب بانعقاد العدل الدولية للنظر في التزامات إسرائيل

رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانعقاد جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية لمناقشة التزامات الاحتلال تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت الحركة، في بيان اليوم الاثنين، إنها تؤكد أهمية مداولات محكمة العدل الدولية كخطوة نحو محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة.

وأشارت إلى أن تلك المداولات أبرزت خطورة منع دخول المساعدات باعتباره انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، كما فضحت استخدام الاحتلال التجويع أداة حرب ضد المدنيين.

وأكدت حماس ضرورة متابعة التدابير السابقة للعدل الدولية التي تجاهلها الاحتلال بشكل متعمّد، وأشارت إلى أن المجتمع الدولي بمؤسساته القانونية والحقوقية مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية.

جلسات علنية

وبدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الاثنين، جلساتها العلنية للنظر في التزامات إسرائيل القانونية تجاه نشاط المنظمات الدولية ووجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتستعرض المحكمة مرافعات خطية وشفوية تقدمت بها دول ومنظمات دولية بشأن مدى احترام إسرائيل للمعاهدات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وضمان حرية عمل وكالات الإغاثة والبعثات الأممية في الأراضي المحتلة.

إعلان

وقالت إلينور هَمرشولد -ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أمام محكمة العدل الدولية- إن على إسرائيل التزامات بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني، على رأسها ضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وتسهيل عمل مؤسسات الإغاثة وحماية المستشفيات والمرافق الصحية.

وأوضحت الممثلة الأممية أن على إسرائيل بوصفها سلطة احتلال تأمين الاحتياجات الإنسانية بالأراضي المحتلة وإدارة الأراضي الواقعة تحت سلطتها وفق القانون الدولي.

وأضافت أن قرار منع عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يشكّل توسعا لسيادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية ويعني عدم امتثالها لالتزاماتها.

إسرائيل تفرض حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة وأدخلت سكانه في مجاعة غير مسبوقة (رويترز) أسبوع من المرافعات

وافتتحت محكمة العدل الدولية اليوم أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وقال مراسل الجزيرة عبد الله الشامي إن جلسات الاستماع ستستمر حتى يوم الجمعة من هذا الأسبوع، بمشاركة أكثر من 40 دولة، وقد استمعت المحكمة اليوم إلى كلمة ممثل الأمم المتحدة، وكلمات ممثلي فلسطين ومصر وماليزيا، على أن تتوالى كلمات ممثلي دول ومؤسسات أخرى خلال الأيام المقبلة.

وستقدم عشرات الدول مرافعاتها، منها الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، دعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي مارس/آذار 2024، وبناء على طلب جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية، دعت المحكمة إلى اتخاذ تدابير إسرائيلية جديدة للتعامل مع "المجاعة" المنتشرة في القطاع الفلسطيني.

إعلان

وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز الماضي رأيا استشاريا، اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، وطالبت بإنهائه في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي بغزة : الاحتلال يفاقم تجويع الأطفال في القطاع
  • حماس ترحّب بانعقاد العدل الدولية للنظر في التزامات إسرائيل
  • قيادي بحماس لـعربي21: تعيين حسين الشيخ نائبا لعباس يعمّق الانقسام الفلسطيني
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تريد إلحاق أكبر قدر من الدمار بقطاع غزة
  • ممثلة فلسطين أمام محكمة العدل: “إسرائيل” حولت غزة إلى “جهنم” ودمرت حياة الفلسطينيين
  • عاجل - فلسطين أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية بحق أطفال غزة
  • ‏ممثل فلسطين أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل تستخدم منع المساعدات كسلاح حرب
  • تربطه علاقة جيدة مع إسرائيل .. من هو حسن الشيخ أول نائب للرئيس في فلسطين؟ وماذا قالت حماس؟
  • ‏بيان لحماس: "تعيين حسين الشيخ نائبًا لعباس تكريس لنهج التفرد وتجاهل لأولويات الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والإبادة"
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل