وسط حالة من التشديد الأمنى فى العراق لمنع عودة تنظيم داعش الإرهابى وإفقاده أى قدرات يحاول اكتسابها تمكنه من زعزعة الأمن والاستقرار، نجحت القوات الأمنية العراقية، منذ مطلع الشهر الجاري، فى تصفية 3 عناصر إرهابية خطرة، وإلقاء القبض على 15 آخرين، كما ضرب سلاح الجو العراقى عدة أوكار ومخابئ يستخدمها التنظيم الإرهابي، وشملت العمليات الأمنية محافظات عراقية عدة.

وتشدد الجهات العراقية المختصة على ثبات عزيمة القوات المسلحة فى التخلص من التنظيم الإرهابى تماما،  من خلال دك أوكار الإرهابيين وتعقب عناصره المنهزمة، وإلحاق الهزائم المنكرة بفلولهم، ورصد العناصر الهاربة واستدراجها.

وفى بيان لخلية الإعلام الأمني، أنه وفقا لمعلومات دقيقة من المديرية العامة للاستخبارات والأمن وبالتنسيق مع خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة نفذت القوة الجوية بواسطة طائرات F_16 ضربات موجعة استهدفت خلالها أوكارا يتمركز فيها عناصر عصابات داعش الإرهابية فى وادى الشاى ضمن قاطع عمليات كركوك. 

فى السياق ذاته؛ شهد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي على تمرين الذى حمل اسم "أسد بابل" الذى أجراه أبطال الجهاز، موجها بضرورة إدامة مختلف التدريبات والتركيز على الاختصاصية منها فى كافة وحدات الجهاز.

بينما أقامت قيادة العمليات المشتركة بالتعاون مع التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة دورة وتدريب "الإسناد الناري" للقوات المسلحة العراقية، بمشاركة قيادة القوات البرية والشرطة الاتحادية، وقيادة القوة الجوية، وطيران الجيش.

 

أسوأ عام لتنظيم داعش

بدوره؛ توقع اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن يكون العام الجارى أسوأ عام بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، لعجزه عن تنفيذ أى عملية إرهابية له، فضلا عن نجاح القوات العراقية فى إفقاده الكثير من عناصره وقياداته، مشيرا إلى أن هذا العام كان مميزا بعدد قتلى التنظيم الإرهابي.

وأضاف "الخفاجي"، فى كلمة بثتها صفحة قوات التحالف الدولى على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، أن العام الجارى منذ مطلعه وحتى الآن تجاوز عدد القتلى ٣٠٠ إرهابي، وهو رقم كبير جدا.

ولفت "الخفاجي" إلى أن أبرز الإنجازات الأمنية تمثل فى نجاح سلاح الجو العراقى فى تعقب العناصر الإرهابية وتصفيتها فى أوكارها، وأيضا نجاح جهاز المخابرات فى استدراج عدد كبير من قيادات التنظيم الإرهابى من الخارج والإيقاع بهم، كما أن التعاون الكبير بين قوات البيشمركة والعمليات المشتركة كان مثمرا.

وأوضح المتحدث باسم العمليات المشتركة، أنه بعد الضغط الأمنى الذى مارسته قواتنا الأمنية وجهازنا الاستخبارى لاحظنا هبوطا كبيرا فى تواجد تنظيم داعش الإرهابي.

وشرح "الخفاجي" أن التنظيم الإرهابى كان يعتمد على المناطق الصحراوية والمناطق الجبلية وخاصة المناطق المعقدة جغرافيا، وكانت المفاجأة بالنسبة له هو وصول قطاعاتنا العسكرية إلى مناطقه المعقدة بسهولة، لذا كان من الطبيعى أن نلاحظ انهياره بشكل سريع وخاصة بعد اصطياد قياداته، وعدم قدرته على جلب المتطوعين أو تجنيد عناصر إضافية لضمان ديمومته واستمراراه.

ضربات موجعة لقيادات التنظيم الإرهابي

تمكنت "العمليات المشتركة"، فى إطار ملاحقة بقايا وفلول التنظيم الإرهابي، من إلقاء القبض على عنصر ينتمى لتنظيم داعش يعمل خبيرا فنيا فى للطائرات المسيرة، وتوقيف عنصر آخر عمل فى مناصب حساسة فى التنظيم الإرهابى أبرزها العمل فيما يسمى بـ"ديوان الجند" بمحافظة نينوى، وفى كركوك قتلت القوات الأمنية الإرهابى حابس نجيب أمير ما يسمى بولاية كركوك، فى استهداف بضربة جوية، كما ضبطت نفقا بعمق ٣٠ مترا لعصابات داعش فى نينوى.

ووسط الضربات الموجعة التى يتلقاها التنظيم الإرهابي، كانت ضربة الإطاحة بأحد القيادات الخطرة الذى عمل فى مناصب حساسة أبرزها العمل ما يسمى بـ"ديوان الجند" بمحافظة نينوى، وهو ما يجعل المراقبين يعتقدون أن مثل هذه الضربات التى تركز على الرؤوس المحركة والمتمثلة فى الإدارة العسكرية أو الإدارة المالية يعجل بانهيار بالغ للتنظيم الإرهابي.ص

وجاء فى بيان خلية الإعلام الأمني، أن مفارز المديرية العامة للمعلومات فى معاونية الاستخبارات والمعلومات بهيئة الحشد الشعبى فى محافظة نينوى، تمكنت من إلقاء القبض على إرهابى فى قضاء الموصل، وهو مطلوب وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وعمل الإرهابى فى ما يسمى "ديوان الجند/وحدات الإسناد العام" فى ما تسمى ولاية نينوى.

أما "ديوان الجند" فهو واحد من الهيكل الإدارى المعنى بالشئون العسكرية داخل التنظيم الإرهابي، وهو مرادف لوزارة الدفاع فى الأنظمة الحديثة، يتولى إدارتها وتسيير عملها إرهابى يحمل لقب "أمير ديوان الجند" ويتولى تنفيذ الأوامر والتعليمات التى تعنى بالشئون العسكرية والصادرة من خليفة التنظيم الإرهابي.

ويضم الديوان مجموعة من الفروع والإدارات تبلغ نحو ١٨ إدارة منها وحدات الإسناد العام، وإدارة الوافدين، والهيئة الشرعية، وكان مقر الديون فى مدينة الموصل إبان سيطرة التنظيم الإرهابى على مناطق واسعة من المدن العراقية والسورية، وبعد هزيمته تم قصف مكاتب الديوان وتدميره بالكامل.

تنسيق عراقى فرنسي

بدوره، أكد جهاز مكافحة الإرهاب استمرار قواته فى متابعة فلول التنظيم الإرهابى من أجل تجفيف منابع الإرهاب ضمن عمليات استباقية مدروسة بهدف الوصول إلى عراق آمن ومستقر.

ونجح الجهاز فى محافظة السليمانية وضمن عمليات التنسيق مع فوج مكافحة الإرهاب السليمانية تم الفاء القبض على أحد الإرهابيين، ومن جانب آخر القت قوات الأمن القبض وبمعلومات مشتركة مع مديرية أسايش السليمانية على ٣ إرهابيين بواجبين منفصلين فى محافظة كركوك. 

فى الإطار ذاته؛ استقبل نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، مطلع الشهر الجاري، الفريق أول كريستوف لوكاس نائب مدير العلاقات الدولية والاستراتيجية فى وزارة الجيوش الفرنسية.

‎ وفى بداية اللقاء؛ أشاد نائب قائد العمليات المشتركة بالجهود المميزة والدور المهم الذى أدته القوات الفرنسية فى مجالى التدريب والاستشارة ضمن قوات التحالف الدولى كما تطرق الجانبان إلى الواجبات النوعية والاستراتيجية التى تقوم بها وتؤديها قيادة العمليات المشتركة فى الحرب على الإرهاب وحماية الاستقرار فى البلاد.

كما استعرض هيكلتها ودور هيئات الركن فى القيادة على خلفية المهمات التى تؤديها فى مقدمتها ملاحقة العناصر الإرهابية المنهزمة. كما تم التأكيد على ضرورة تطوير أفاق العلاقات الثنائية والتعاون العسكرى مع الجانب الفرنسى فى مختلف الصنوف والمستويات.

مكافحة الإرهاب بأساليب علمية

ولأن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى مراقبة علمية من المتخصصين، واتباع الخطط الأمنية يلزمه استناد إلى الدراسات والبحوث العلمية الموثقة، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقى عن اعتماد وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، المجلة العلمية للجهاز، ضمن أغراض النشر والترقيات العلمية والنشاطات العلمية الأخرى من قبل وزارة التعليم العالي، وبهذا تأخذ المجلة موقعها ضمن المجلات الأكاديمية العلمية العريقة تحقيقا لغرضها العلمى والبحثي.

واعتبر الجهاز الخطوة واحدة من ضمن الإنجازات الرائدة فى المجال العلمى والمعرفي، حيث تصبح المجلة وأبحاثها محل اهتمام وتدقيق من قبل أساتذة جادين ومتخصصين فى مجال مكافحة الإرهاب.

وتعد الخطوة نوعا من استدامةً جهود جهاز مكافحة الإرهاب فى سلسلة الانفتاح العلمى والمعرفى والاكاديمي، وضمن أُولى اهتمامات رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول عبد الوهاب الساعدى بضرورة تلاقح الأفكار بين جهاز مكافحة الإرهاب والصروح العلمية والأكاديمية لتنفيذ هدفنا الأسمى باستثمار كافة الجهود المتاحة فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وأكد جهاز مكافحة الإرهاب، أن انصهار كافة الجهود الوطنية فى بوتقة مكافحة الإرهاب يعد من أنجع وأسرع الطرق العملية والعلمية فى تنفيذ سياسة واستراتيجية الجهاز للوصول إلى عراقٍ آمن مستقر يرفلُ أبناؤه بالعز والكرامة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الارهاب في العراق القوات الأمنية العراقية

إقرأ أيضاً:

إرهابي يسلم نفسه للجيش الجزائري وبحوزته أسلحة وذخائر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقود السلطات الأمنية الجزائرية مواجهات أمنية، وأخرى سياسية عبر التنسيق والتعاون بين الدول لمحاصرة ظاهرة الإرهاب والتطرف ومنع تمددها، حيث تمنح الجزائر أهمية كبيرة لملف مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن تشارك المعلومات بين الدول عن الجماعات المتطرفة يساعد في حصارها والانتصار عليها.

وعلى المستوي الأمني فقد شن الجيش الجزائري عدة عمليات خلال الأيام الماضية أسفرت عن نتائج نوعية تعكس مدى الاحترافية العالية واليقظة والاستعداد الدائمين للقوات المسلحة، في مجالات مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية، الخميس، فإنه بفضل جهود وحدات الجيش الوطني الشعبي، سلّم الإرهابي المسمى "رقادي سيد أحمد" المدعو "أبو البراء" نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، وبحوزته مسدس، ورشاش من نوع كلاشينكوف، و4 قذائف هاون 82 ملم وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى.
وبدورها خلال العمليات المختلفة، أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي 8 عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني. كما تمكن حراس السواحل من إحباط محاولات هجرة غير شرعية بالسواحل الوطنية وإنقاذ 7 أشخاص كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع، فيما تم توقيف 44 مهاجرا غير شرعي من جنسيات مختلفة.

إحباط تجنيد داعشي عائد من القتال 

قبل أسبوع، عرضت الجزائر عبر وسائل إعلام محلية فيلما وثائقيا بعنوان "فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر"، كشفت فيه عن إحباط تجنيد مواطن جزائري، أحد العائدين من القتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، حيث اتهمت السلطات الجزائرية المخابرات الفرنسية بالضلوع في المؤامرات ضد الجزائر، من خلال التخطيط لأعمال عدائية وبتجنيد عناصر إرهابية، وهو ما جعل الجزائر تستدعي السفير الفرنسي، إلا أن فرنسا ردت بالنفي موضحة أنها معلومات غير حقيقية في بيان رسمي لها.
ونقلا عن وسائل إعلام محلية، فإن التلفزيون العمومي أوضح أن الوثائقي "كشف خيوط مؤامرة المخابرات الفرنسية في محاولة فاشلة للمساس باستقرار البلاد"، وأبرز في فصوله "قوة صقور المخابرات الجزائرية في إحباط أي محاولة تستهدف أمن ووحدة الجزائر".
وكانت مصالح الأمن الوطني قد أحبطت مؤامرة خططت لها المخابرات الفرنسية لزعزعة استقرار الجزائر، بتجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر لتحقيق غاياتها العدائية، غير أنه كان أكثر وعيا بالنشاط العدائي الذي كان وما يزال يحاك ضد وطنه
ظهر في الفيلم الوثائقي شاب جزائري يدعى "أمين" سرد تفاصيل سفره إلى فرنسا وكيف تعرف على شخص سوري الجنسية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أقنعه بالسفر إلى سوريا والانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.

جمعية فرنسية لتجنيد المتطرفين

وأشار تقرير الفيلم المبنى على معلومات استخباراتية جزائرية، مدعم بالمشاهد والصور الحقيقية لتحركات "أمين، أن هذه الجمعية المشبوهة تعمل في الظاهر لدمج المتطرفين وإعادة تأهيلهم، وفي الخفاء تعمل لإعادة تجنيد المتورطين في قضايا إرهابية، وإعادة استخدامهم في عمليات لصالح المخابرات الفرنسية ضد بلادهم، بحسب ما أورده الوثائقي.
وأكد التقرير أن الجمعية التي ذكرها هي جمعية معروفة بنشاطها المشبوه تجاه الأشخاص المتورطين في قضايا إرهابية، والمقيمين في التراب الفرنسي، حيث سبق لها وأن قامت بعمليات تقرب من جزائريين، أصحاب قضايا ذات طابع إرهابي، مقيمين في فرنسا، يترأسها فرنسي عمل مستشارا لوزير الداخلية الفرنسي السابق، ومن بين أعضائها شخصيات من دول عربية أخرى، وحسب المعلومات المستقاة فإن عدة أعضاء ينتمون لهذه الجمعية المشبوهة هم موظفون سابقون بوزارة الداخلية الفرنسية أو لا يزالون يعملون بها.


مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب

يشار إلى أن الجزائر عادة ما تعبر في بياناتها عن مخاوفها من التهديدات الإرهابية الداخلية، والتي تبرزه بيانات وزارة الدفاع من توقيف متعاونين مع جماعات متطرفة، وأيضا التهديدات العالمية، والتنظيمات العابرة للحدود التي تدعو وزارة الخارجية للتكاتف الدولي من أجل محاربتها دوليا.
لذلك فإن الجزائر دائما ما تجدد استعدادها في المناسبات الدولية المختلفة لمشاطرة تجربتها في تجسيد مقاربة شاملة قائمة على قواعد مكافحة الإرهاب مع البلدان المعنية في المنطقة,  وكذلك التزامها بالتعاون من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية المترابطة والجريمة المنظمة والإتجار بالبشر.
ووفقا لبيانات وزارة الخارجية الجزائرية، فإن الجزائر أكدت أنها تشاطر الانشغالات المعبر عنها بخصوص شبكات الجريمة المنظمة والتهريب في المنطقة, التي قد تسهل تمويل الإرهاب والتجنيد, وبالتالي فان "اليقظة الدائمة ضرورية".
وتركز الجزائر على الملف الأفريقي، ومنطقة الساحل التي تزداد بها مخاطر الجماعات الإرهابية، خاصة بعد مغادرة قوات أجنبية أمريكية وفرنسية من النيجر ومالي، بعد سيطرة حكومات عسكرية من الجيش في عدة بلدان أفريقية وأعلنت عدم رغبتها في بقاء القوات الأوروبية، وإقامة علاقات متينة مع قوات "فاجنر" الروسية.

إرهابي يسلم نفسه للسلطات العسكرية الجزائرية 

مقالات مشابهة

  • ابرزها أمن الحدود وعودة داعش.. 6 هواجس عراقية وراء لقاء الشطري بالجولاني - عاجل
  • إرهابي يسلم نفسه للجيش الجزائري وبحوزته أسلحة وذخائر
  • أخبار سوريا .. من قوائم الإرهاب لرئيس الاستخبارات ..من هو أنس خطاب ؟
  • داعش ينشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات
  • داعش تنشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات
  • داعش تنشط في سوريا وتستنسخ التجربة العراقية للسيطرة وكسب مئات الالاف من الدولارات - عاجل
  • العراق: تدمير كهف لتنظيم "داعش" الإرهابى بضربة جوية فى جبال حمرين
  • العراق: تدمير كهف لتنظيم «داعش» الإرهابي بضربة جوية في جبال حمرين
  • العراق: تدمير كهف لتنظيم داعش الإرهابي بضربة جوية في جبال حمرين
  • تركيا تعتقل 182 متهماً بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي