تعرف على تفسير ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين ويقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان .
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إلى الخائفين على إسرائيل من غزة
يونس بن مرهون البوسعيدي
دمٌ من جراحِ القُدسِ لله تنزفُ
فيا أيها القهّارُ حسبكَ تعطفُ
عبيدُك مَنْ آتيتهم مُلكَنا غدَوا
إذا سمعوا آيَ القتالِ تخوّفوا
يقيسونَ آياتِ الجهادِ بِعَرشِهم
ويا كفّة الميزان خاب المُطفِّفُ
يخافون حتى أن يموؤوا كقطةٍ
ملوكٌ عبيدٌ في المخافة ترسفُ
لقد خصفوا ليفًا، وقالوا سياسةٌ
نهادنُهم؛ والعورةُ الآن تُكشَفُ!!
يهودٌ كما قال المسيريُّ، لن ترى
قلنسوةً، بل بالعقالِ تُزخرفُ
أُفتّكُ بتْلَ الورد: ليس صفاتُهم
وجاوبني الأقصى: الشكوكُ تَفلسفُ
أسائلُ شَعبَ المسلمينَ: أليس في
صلاةٍ أقمناها فؤادٌ مُؤلَّفُ
أسائلُ شَعبَ المسلمينَ: أليس مِنْ
صلاةٍ أقمناها جحافلَ تعصفُ
أأندلسٌ أخرى تُكرّرُ، داؤنا
تقعّى على الكرسيّ رَبٌّ مُزيَّفُ
جواسيسُ باعتْ لليهوديّ لحمَهَا
وليس سوى الإسلام والله يوسفُ
ونحن على الشاشاتِ نبصرُ غزّةً
سفينةَ نوحٍ وسْط حربٍ تُجدّفُ
وإنّا لغرقى في الضفافِ، لِأنّنا
ارتعدْنا وإسرائيلُ بالموتِ تزحفُ
لقد دجّنونا، ما انتفضنا لغزةٍ
كعبدٍ لطول الذلّ للقيد يألفُ
وما كان مثل الخوفِ وهمًا نعيشُهُ
وما كانت الأحرارُ في الخوفِ ترسفُ
أرونيَ مِنْ إسلامِنا ما أُحبّه
مدافعَنا نصرًا لغزة تقصف
فَـثُرْ مُسْلِمًا كي تفتحِ القُدْس ثورةً
بما خلّفَ السُّلطانُ في الشَعب يُعرَفُ
لِمَنْ ترساناتُ السلاحِ ، وليتها
كمثل عصا السنوارِ، عِزًّا ستُقذَفُ
لِمَنْ ترساناتُ السلاحِ ، تكدّستْ
على صدَئٍ، تلك المخازنُ متحفُ
مُسدَّدةٌ فوهاتُها في مُظاهِرٍ
أقابيلُ لا تقتل أخاك وتأسفُ
سيسقطُ في أيديهمُ، لات مَنْدمٍ
وَفَيْتَ أيا ابن العلقميِّ وأخلفوا
صديقيَ يا كلب الحراسةِ، يقلبُ الـ
كراسيَّ شعبٌ كان بالأمسِ يهتفُ
ولا أعرف الأوطان إلا بإنها
هي الشعبُ
لكنّ الحكوماتِ صيرفُ
ألا التفّ حول الشعبْ تربحْهُ، مثلما
يُطوِّقُ سُورَ الدارِ وردٌ مُفوّفُ
أتذكرُ كم طاغٍ على عرشِهِ هوى
لمزبلة التاريخِ ذاك التعجرفُ
ويضربُ بالقبقابِ تمثالك الذي
قُبيلَ قليلٍ لمّعوهُ ويلصفُ
فيا رقعة الشطرنجِ غزّةُ أسقطتْ
قناعَكِ، والساعاتُ بالحقِّ تأزِفُ
إذا لَمْ تُحرِّكُّمْ مجازرُ غزّةٍ
فإنّ على الكرسيّ عجلٌ مُجوّفُ