حكم الشرع فى التعامل مع الأطفال غير الشرعيين
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن حكم الشرع فى التعامل مع الأطفال غير الشرعيين أجابت دار الافتاء المصرية وقالت الشرع الشريف يَتَشوَّف إلى ثبوت النسب بأقرب طريق مهما أمكن ذلك، بشترط قيام الزوجية الصحيحة أو الفاسدة أو وطء الشبهة.
أما عند عدم وجود الفراش الصحيح؛ بأن يكون الولد ثمرة زنًا (سواء باغتصاب أم بغيره) فلا يثبت بذلك نسبٌ؛ فماء الزنا هدَرٌ، وفي هذه الحالة يثبت النسب إلى الأم فقط، وعليها إسكانه وحضانته ونفقته وكل أوجه الرعاية التي تستلزمها تربيته، وفي الميراث يحصل التوارث بينه وبين أمه وأقاربها فقط؛ لأنه ولدها يقينًا ومنسوب إليها، وهو مَحْرَمٌ لها ولسائر محارمها.
أما في حال عدم ثبوت النسب بالوالدين أو بالأم فإن الدولة تتحمل تبعات هذا الطفل اللقيط في مؤسساتها؛ لأن الطفل بريءٌ لا يَدَ له في مجيئه إلى الحياة على هذه الصورة غير الشرعية، وله من الحُرْمة ما لسائر بني آدم؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164]، هذا فيما يتعلق بكيفية تسجيل الأطفال غير الشرعيين، ومنهج دار الإفتاء تجاه هذه المشكلة.
يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان .
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إمام مسجد السيدة زينب يتحدث عن سورة النحل وأهم مضامينها
تحدث الدكتور أحمد عصام فرحات، إمام مسجد السيدة زينب، عن سورة النحل، موضحًا أنها سورة مكية باستثناء بعض الآيات المدنية، وتأتي بعد سورة الكهف في ترتيب النزول، وتضم 128 آية تتناول العديد من الموضوعات الجوهرية.
وأشار إلى أنها تُعرف أيضًا باسم "سورة النعم"، لما ورد فيها من تعداد نعم الله على عباده، مثل المطر، الشمس، القمر، النجوم، الأولاد، والزوجة.
إعجاز النحل ودوره في الكونسلط الدكتور فرحات الضوء على ذكر النحل في السورة، حيث جعله الله وسيلة لإنتاج العسل، الذي يُعد غذاءً نافعًا يحمل الشفاء للإنسان، وهو ما يعكس إحدى مظاهر قدرة الله في خلقه.
مناقشة المشركين ودلائل التوحيدوأوضح إمام مسجد السيدة زينب أن السورة تناولت مناقشة المشركين في عقائدهم، حيث بيّنت بطلان عبادة الأصنام، وأظهرت دلائل التوحيد من خلال عرض مظاهر قدرة الله في الكون.
كما تطرقت إلى الحديث عن يوم القيامة، متناولة أهواله الشديدة، وحساب البشر، والثواب والعقاب الذي ينتظرهم.
صفات النبي إبراهيم كما وردت في السورةفي سياق الحلقة، استعرض الدكتور فرحات قول الله تعالى: "شاكِرًا لأنعُمه اجتَباه وهداه إلى صراطٍ مستقيم. وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين".
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى وصف نبيه إبراهيم عليه السلام بصفات عظيمة، حيث ذكره في القرآن بأنه كان "أمة"، وهي كلمة تحمل معاني متعددة، منها الجماعة، كما في قوله تعالى: "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون".
كما تُطلق على الدين والملة، كما في قوله تعالى: "إنا وجدنا آباءنا على أمة".
دعوة للتأمل في نعم الله والتفكر في دلائل التوحيدختم الدكتور فرحات حديثه بالتأكيد على أن سورة النحل ليست مجرد سورة تتحدث عن النحل، بل هي دعوة للتأمل في نعم الله، والتدبر في بديع خلقه، والتفكر في دلائل التوحيد وعظمة الخالق.