تعرف على كفارة الجماع أثناء الحيض
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن كفارة الجماع أثناء الحيض أجابت دار الافتاء المصرية وقالت الجماع في أثناء الحيض حرام ومن كبائر الذنوب لمن فعله عامدًا مختارًا عالِمًا بالتحريم؛ لقول الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ [البقرة: 222]، فمن وقع في ذلك فعليه أن يقلع عن هذا الفعل، ويندم، ويعزم على عدم العودة، ويستحب أن يخرج كفارةً صدقةً بدينارٍ إن كان الجماع في أول الحيض، وبنصفه إن كان في آخره، والدينار يساوي 4.
يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 – 157
فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) [الملك/ 2
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .
فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان .
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب .
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
آيات قرآنية تحفظك من الخوف والهم وتزيد الرزق.. إمام الدعاة نصح بها
القرآن الكريم مليء بالآيات التي تهدئ النفس وتطمئن القلوب، وتعتبر هذه الآيات مصدر قوة وراحة للمؤمن في مواجهة الخوف والقلق والمصاعب.
وقد وضع الإمام جعفر الصادق ما يشبه "روشتة" من الآيات الكريمة التي تساعد المؤمن في التغلب على مشكلاته المختلفة، سواء كان خوفًا، همًا، مكرًا أو حتى البحث عن الرزق.
آيات الحفظ من الخوف
الخوف من الأمور التي تهدد استقرار النفس البشرية، وللتغلب على هذا الشعور ينصح بترديد قول الله تعالى:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
وقد أشار الإمام جعفر الصادق إلى أن الله تعالى عقب هذه الآية بقوله:
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174].
وهذا يبين أن التفويض إلى الله عز وجل في لحظات الخوف يقود إلى السلامة والنصر.
آيات الحفظ من الهم والغم
الهموم من أثقل ما يواجهه الإنسان في حياته، وللتخلص منها ينصح بترديد دعاء نبي الله يونس:
{لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].
وقد جاء بعدها مباشرة قول الله تعالى:
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88].
تكرار هذه الآية يقوي الإيمان بأن الله قادر على رفع الغم والكرب مهما بلغت شدتهما.
آيات الحفظ من المكر
المكر هو من أشد الأذى الذي قد يتعرض له الإنسان، وللحماية من مكر الآخرين، يقول الله تعالى:
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 44].
وقد أشار جعفر الصادق إلى أن الله تعالى قال بعدها:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} [غافر: 45].
تكرار هذه الآية يجعل المؤمن يشعر بالحماية من مكر أي إنسان.
آيات لزيادة الرزق
أما لمن يبحث عن سعة الرزق وزيادة البركة، فليتأمل قول الله تعالى:
{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39].
وعقبها الله بقوله:
{فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}.
تكرار هذه الآية يزيد اليقين بأن الله هو المعطي والمانح للرزق.
أدعية للخوف والقلق
إلى جانب الآيات القرآنية، هناك أدعية نبوية يُستحب تكرارها، منها:
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال".
"اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم".
"اللهم لا تجعل للقلق مكانًا في قلبي، واجعل مكانه طمأنينة وسكينة".
آيات وأدعية للراحة والطمأنينة
قراءة القرآن الكريم وترديد الأدعية لا يُذهب الخوف والهم فقط، بل يفتح أبواب السكينة والسلام الداخلي. ومن الأدعية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم:
"أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
الآيات والأدعية القرآنية ليست فقط كلمات للترديد، بل هي رسائل طمأنينة للمؤمن بأن الله دائمًا معه في كل الظروف، يفتح له أبواب الفرج والرزق، ويحميه من كل شر.