لم تكن عملية "طوفان الأقصى" بمنزلة رد حاسم وقاسٍ على انتهاكات العدو الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية منذ ما يزيد على سبعة عقود فحسب، ولكنها أيضًا كانت صفعة قوية على وجه الكيان المحتل بما فى ذلك جيشه وقطعان مستوطنيه، أثارت منذ وقوعها تساؤلات عدة حول قدراته العسكرية وإحكام سيطرته على المناطق المحتلة.


من ناحية أخرى؛ سلطت عملية "طوفان الأقصى" الضوء على القدرة العسكرية التى أظهرتها المقاوومة الفلسطينية متمثلة فى حركة حماس.


فى هذا الصدد؛ أظهرت الصحف الإسرائيلية اهتمامًا كبيرًا بتحليل الأسباب والخلفيات للهجوم المفاجئ الذى شنته حماس على إسرائيل صباح السبت.


وقارنت الصحف العبرية هذا الهجوم ببداية حرب أكتوبر ١٩٧٣، عندما شنت مصر وسوريا هجمات متزامنة مفاجئة على إسرائيل.


أحد المقالات البارزة نشرتها صحيفة "هآرتس" تحمل عنوان "٧ أكتوبر ٢٠٢٣: تاريخ سيظل مشؤومًا على إسرائيل"، وقد كُتبت بواسطة الكاتب والدبلوماسى الإسرائيلى ألون بينكاس.


وأكد الكاتب فى هذا المقال أن هجوم حماس يُعد كارثة مروعة بالنسبة لإسرائيل، حيث فشلت الدولة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيش الدفاع الإسرائيلى بشكل مثير فى حماية مواطنيها.


المقال الذى كتبه الدبلوماسى والكاتب الإسرائيلى ألون بينكاس يُظهر حجم الصدمة والصدمة التى تعيشها إسرائيل بسبب الهجوم الذى نفذته حماس.


وقارن الكاتب هذا الهجوم بيوم الغفران فى حرب عام ١٩٧٣، مع التأكيد على وجود اختلاف أساسي، وهو أن الخسائر التى لحقت بإسرائيل فى عام ١٩٧٣ كانت من جراء هجوم عسكري، بينما هذا الهجوم الأخير أسفر عن وفاة مدنيين وخلق حالة من الهلع والرعب فى جميع أنحاء البلاد.


كما حمّل الكاتب بنكاس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسئولية كبيرة عن هذا الفشل الكبير وأشار إلى ضرورة أن يتحمل المسئولية فى ما بعد انتهاء الحرب.


السيناريو الكابوس


ونشرت نفس الصحيفة مقالًا تحت عنوان "السيناريو الكابوس: فوز حماس وفشل إسرائيلى على نطاق هائل".
يشير الكاتب فى هذا المقال إلى أنه على الرغم من عدم وجود معلومات استخباراتية حول الهجوم الصادم الذى وقع من قطاع غزة، إلا أن هناك كانت مؤشرات مبكرة.
ويتوقع الكاتب، أن ترد إسرائيل بقوة كبيرة على هذا الهجوم، ولا يُستبعد أن تقوم بمناورة برية واحتلال قطاع غزة، ويُشير أيضًا إلى إمكانية شن حملة عسكرية متعددة الجبهات.
وأشار إلى أن الرد الإسرائيلى فى هذا الوقت وفى الأيام المقبلة سيكلف الجانب الفلسطينى ثمنًا باهظًا من الدماء. ورغم ذلك، فإن قطاع غزة ليس المكان الوحيد الذى يمكن أن تندلع فيه النيران.
الكاتب يرى أن هناك جبهات أخرى يمكن أن تندلع، بما فى ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما حتى حزب الله فى الشمال والعناصر العربية المتطرفة داخل إسرائيل.
ويتوقع أن يكون من المستحيل تجنب الاستفسار الكبير بنهاية الحرب القادمة: "ماذا حدث لنا وكيف وقعنا فى هذا الفخ القاتل؟"


يديعوت أحرونوت: أخذوا إسرائيل على حين غرة
فى مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان "فشل ذريع لإسرائيل حينما تسلل مسلحو حماس وأخذوها بالمفاجأة"، كتب ديفيد هوروفيتز.
فى هذا المقال، وصف الكاتب بعضًا من أحداث عملية "طوفان الأقصى" التى وقعت يوم السبت، وقارنها بحرب يوم الغفران فى عام ١٩٧٣. وقدم شهادات من إسرائيليين كانوا على الأرض خلال الهجوم، بالإضافة إلى آراء مسئولين ومحللين وصحفيين.
وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلى كان يعتقد فى السنوات الأخيرة أن حماس قد تم ردعها عن تنفيذ هجمات كبيرة فى إسرائيل، نتيجة لخوفها من الرد الإسرائيلى القوى وخشيتها من إحداث دمار فى غزة. وأوضح أن هذا الافتراض تبين أنه لا أساس له من الصحة.
عنصر المباغتة
الحديث عن فكرة المباغتة جاء فى مقال آخر على موقع "يدعوت أحرنوت"، بعنوان "حماس باغتت إسرائيل" كتبه يوسى يوشوع. وكتب "يوشوع": "لا يمكن التقليل من أهمية الأمر أو صياغته بعبارات أقل حدة: لقد فوجئ جيش الدفاع الإسرائيلي، أقوى جيش فى الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيوش احترامًا فى العالم، تمامًا، بهجوم حماس على إسرائيل".
وأضاف: "لقد انتصرت حماس فى معركة نفسية كبرى أيضًا، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العدو الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية طوفان الأقصى على إسرائیل هذا الهجوم فى هذا

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي نفذ أقوى ضربة ضد الحوثيين في اليمن

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية إن الجيش الإسرائيلي نفذ أقوى ضربة ضد الحوثيين في اليمن منذ بداية الحرب.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي في خبر عاجل قوله إن "ضربة اليوم تجاوزت الضربة الضخمة على الحديدة في يوليو الماضي".

 

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات على ميناء الحديدة في اليمن، بعد شن جماعة الحوثي هجمات صاروخية استهدفت إسرائيل.

 

وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن سلاح الجو هاجم أهدافا لنظام الحوثي باليمن بعشرات الغارات على بعد نحو 1800 كيلومتر عن الحدود الإسرائيلية.

 

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله إن "الأهداف التي تمت مهاجمتها في اليمن أهداف مدنية للاستخدام العسكري".

 

وفي وقت لاحق أعلنت جماعة الحوثي، تعرض مينائي رأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب بمحافظة الحديدة غرب اليمن لعدوان إسرائيلي.

 

وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إن مينائي رأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب لعدوان إسرائيلي، تعرضوا لغارات إسرائيلية مساء اليوم، دون ذكر مزيدا من التفاصيل.

 

وأشارت إلى أن الغارات استهدفت محطة كهرباء "الحالي" بمدينة الحديدة الساحلية.

 

وذكر موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن الهجوم في اليمن تم بالتنسيق مع القيادة المركزية الوسطى للجيش الأمريكي، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله إن "الولايات المتحدة كانت على علم بالغارات على اليمن".

 

ويوم أمس اعترضت قوات الاحتلال صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون بإتجاه مطار بن غوريون في تل أبيب بإسرائيل.

 

وتأتي هذه الغارات بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي تمكنه من "القضاء" على زعيم حزب الله حسن نصر الله، في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله". ولاحقا أقر "حزب الله" باغتيال نصر الله.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد توعد منتصف أيلول الجاري جماعة الحوثي في اليمن بدفع "ثمن باهظ" بعد تبنيهم شن هجوم بصاروخ بالستي على وسط إسرائيل.

 

وقال نتانياهو "كان ينبغي لهم أن يعرفوا أننا نفرض ثمنا باهظا لأي محاولة لإلحاق الأذى بنا".

 

وأمس السبت، توعدت إسرائيل جماعة الحوثي بعد الانتهاء من الهجوم على حزب الله اللبناني، في جبهة الشمال.

 

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش أكد أن "وقت الحوثيين سيأتي لكن التركيز الآن على مواصلة الهجوم على حزب الله".

 

واليوم الأحد توعدت جماعة الحوثي، دولة الاحتلال الإسرائيلي، في معركة لا مجال فيها للتراجع ردا على اغتيال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

 

ونقل موقع "26 سبتمبر" التابع للجماعة عن القيادي الحوثي عبدالله بن عامر نائب مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة دفاع في حكومة الحوثي (غير معترف بها دوليا)، "إن جماعة ستخوض معركة طويلة مع إسرائيل "لا مجال فيها للتراجع".

 

وأضاف بن عامر: "الجيش الإسرائيلي يقول إن وقت اليمن سيأتي، واليمنيون يقولون لن ننتظر حتى يحين ذلك الوقت".

 

وفي 20 يوليو الماضي، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على ميناء الحديدة، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن خسائر مادية كبيرة قدرتها جماعة الحوثي بنحو 20 مليون دولار.

 

وجاءت الغارات في الهجوم الأول، بعد يوم من هجوم بطائرة مسيرة شنته جماعة الحوثي على تل أبيب، أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 9 آخرين، ردا على "الإبادة الجماعية" في غزة. وحينها، توعدت جماعة الحوثي بعمليات ردا على الهجوم، وفق تدوينات عبر منصة "إكس" لمتحدث الجماعة محمد عبد السلام، وعضو المجلس السياسي الأعلى بها محمد علي الحوثي.


مقالات مشابهة

  • مصادر عبرية .. بايدن رفض اغتيال نصر الله بعد هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل تعلن عن عملية جديدة ..إغتيال قائد حماس بلبنان و3 من الجبهة الشعبية
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي نفذ أقوى ضربة ضد الحوثيين في اليمن
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • عاجل: تقارير عبرية تشير إلى إصابة الأمين العام لحزب الله في الهجوم الأخير