الثورة نت:
2025-04-30@21:35:18 GMT

العدوان الصهيوني والصحة النفسية لأطفال غزة

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

 

 

ما تحدثه الحروب على الأطفال، من تأثيرات لا يمكن حصرها في مكان أو بحث أو كتاب.. فالآثار تبلغ حدا لا يمكن استيعابه أو تصوره، خاصة عندما يكون آتياً من جهة كالكيان الصهيوني، الذي لا يراعي أي مواثيق أو عهود أو اتفاقات دولية، بل ويرتكب جرائمه، حتى تحت مظلة الأمم المتحدة وبدعم مباشر من أمريكا والغرب، وسط خنوع تام من الدول العربية والإسلامية.


الكارثة التي تحل بفلسطين مفجعة وخاصة ما يتعرض له قطاع غزة، الذي يضم اكثر من مليوني فلسطيني، والمصيبة تشملهم جميعا، ولكننا هنا سنتطرق إلى تأثيرات حرب الإبادة الدينية ويجب التركيز على الدينية، كون الكيان الصهيوني يريد تطهير فلسطين من كل ما هو إسلامي، (وهيهات له النجاح في ذلك، في ظل شعب يقاوم)، نعود للأطفال الذين هم أكثر تضررا، نظراً لوضعهم الجسدي والنفسي والعاطفي، فالطفل هو الحلقة الأضعف في معادلة أي حرب… فجأة يجد نفسه بلا والدين يرعيانه، ولا جدران بيت تأويه، ولا أياد حنونة تطعمه، ولهذا فهو يمر بحالة الصدمة النفسية، ويدخل حالة اكتئاب مزمنة، ويفارقه النوم، وتلازمه الكوابيس والصراخ.
خلال اليومين الماضيين شاركت في المؤتمر العلمي الدولي الثاني للصحة النفسية والعلاج النفسي، الذي نظمته جامعة الزيتونة ومستشفى الرازي بالعاصمة الليبية طرابلس، وشاركت فيه عن جامعة البيضاء بالجمهورية اليمنية ببحث “تأثير الكوارث الطبيعية نفسيا على الأطفال”، وتطرقت فيه لما يعانيه أطفال مدينة درنة الليبية، جراء إعصار دانيال، والذي خلف آلاف الشهداء، وكذلك تطرقت لكارثة زلزال المغرب في منطقة الحوز.. والكارثتان كان تأثيرهما على الأطفال كبيرا، لا سيما على المستوى النفسي.. ونسأل الله الرحمة للشهداء منهم، والشفاء للمصابين والعودة للنازحين.
عودة لما يتعرض له أطفال غزة من إبادة دينية ممنهجة، من قبل العدو الصهيوني، الذي يرى فيه الشاب المقاوم في قادم السنوات، ولهذا يعمل بكل الطرق، إما لقتله إن استطاع، أو قتل أسرته وأهله وأصدقائه، وتدمير محيطه، ليخلق منه طفلا مثقلا بالأمراض النفسية، معقدا من الحياة، راغبا في ترك بلده.. وكل تلك سياسات يسعى اليهود للوصول إليها، بغية تحويل قطاع غزة إلى مستوطات جديدة.
إن ما حصل في عملية طوفان الأقصى المباركة، مثل رعبا كبيرا للصهاينة، قادة وشعبا وحلفاء، فقد ظهر المقاوم الفلسطيني (الذي كان بالأمس طفلا) وأصبح اليوم شابا مقاوما، من اجل الدفاع عن أرضه ودينه، وهو يقتل الصهيوني، ويأسر جنوده، ويدمر عتاده العسكري ويؤثر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مما جعل الصهاينة يسارعون لمحاصرة فلسطين المحتلة، نحو بلدانهم الأصلية، في منظر ارعب الصهيونية العالمية وأمريكا ودول الغرب، فلسان حالهم يقول : هذا ما يفعله الفتية في غزة، دون توازن في القوى العسكرية والاقتصادية، فكيف لو اجتمع المسلمون علينا، وهذا يمثل مصدر قلق مستمراً لهم.
استغرب من الشباب العربي، الذي يرى ما يحدث لأطفال وشباب وشيوخ ونساء فلسطين، ويصر على تجاهل ذلك في كل وسائل تواصله الاجتماعي، بل والمحزن أنه مهتم في الوقت ذاته باللاعبين واللاعبات والراقصين والراقصات والمغنين والمغنيات، في صورة لا تمثل نضج الشباب العربي، ولا الفتية الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم، والذين آمنوا بالله فزادهم هدى، وتركوا ملذات الحياة في روما، ليثوروا لدينهم.. فكم من شبابنا اليوم من يثور لدينه، ويغضب لانتهاك حرمات المسلمين في فلسطين؟!.
ان استمرار القصف اليومي للبيوت والمشافي والمدارس والطرقات، يصيب الأطفال بالرعب المستمر، مما يولد لديهم سلوكات مضطربة، وإذا لم يتم تداركها بالدعم النفسي والعلاج النفسي، سوف تتفاقم حالتهم سوءا، بل يكونوا عرضة للانتهاكات الجسدية ويمكن للجماعات الخارجة على القانون، تدريبهم وتشكيلهم، كيفما تشاء، خاصة أولئك الذين فقدوا الأهل والمسكن، وتشردوا، جراء ذلك.
لقد اهتم الإسلام بالطفل، حتى في المعارك، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوصي القادة والجند، بعدم التعرض للطفل، نظرا لعجزه، ولكونه ليس شخصا محاربا.
وللتربية دور مهم في تنشئة الأطفال على الصلاح ومحبة الوطن والدفاع عنه، وطاعة الوالدين، ومنبع ذلك الأسرة الصالحة، فيقول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فيما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة: (كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه).
ففي حالة الحروب، يقوم المجتمع الكافر، بأخذ الأطفال المسلمين، وتغيير ديانتهم، حتى يسهل عليهم التأثير عليهم، ويعبونهم ضد الإسلام والمسلمين، حتى يصبحون في مقدمة من يحاربونه.
إن أطفال فلسطين اليوم بحاجة ماسة لمن يتبنى قضيتهم العادلة، ليس لنقلها لحكام العالم أو الأمم المتحدة أو المنظمات التي جلها يهود، بل حملها للشباب العربي المسلم في كل مكان، لتصل مظلوميتهم إليهم، وفي ذلك أجر كبير، كونه صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” بمعنى أن المهتم بأمرهم هو منهم…
فحددوا موقفكما أخي الشاب وأختي الشابة… هل أنتما من المسلمين، إن كنتما كذلك، فهذا ادعاء، ولكل دعوى بينة، وبينة قولكما إنكما مسلمان، تقوم فقط على ما تمارسانه من قول وفعل في الاهتمام بإخوانكما المسلمين، وما دون ذلك فهو ادعاء باطل..
نسأل الله تعالى أن يحفظ أطفالنا وأطفال المسلمين، أينما كانوا في اليمن وفلسطين وليبيا والمغرب وكل بلدان المسلمين، ونسأله النصر للإسلام والمسلمين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة

يمانيون/ صنعاء عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس أحمد غالب الرهوي، والذي كرس لاستعراض عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعماله وفي المقدمة ما يتصل بمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.

واستهلّ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ارتقت أرواحهم جراء العدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، وعلى أرواح الشهداء في قطاع غزة.. سائلا الله العلي القدير الرحمة والمغفرة للجميع وأن يجعلهم جميعا في الفردوس الأعلى وأن يعجل بالنصر المؤزر للشعبين اليمني والفلسطيني وأحرار الأمة على الأعداء من الأمريكان والصهاينة وكل من يساند إجرامهم ويدور في فلكهم.

واستمع المجلس من النائب الأول لرئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا للطوارئ العلامة محمد مفتاح، إلى إحاطة عن سير عملية اللجنة العليا والإجراءات المتخذة في ضوء المستجدات الجارية والأدوار المنوطة بمختلف الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة.

كما استمع المجلس إلى تقرير من نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، عن سير نشاط وأداء غرفة العمليات الرئيسية وجهود المتابعة والتنسيق من قبلها فيما يخص الأنشطة ومخرجات اللجنة العليا للطوارئ.

وأشاد بجهود وزارات الصحة والبيئة والداخلية ممثلة بمصلحة الدفاع المدني، والنقل والأشغال العامة، والجهات الأخرى ذات العلاقة والسلطة المحلية إزاء الآثار المترتبة عن العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية والأحياء السكنية والأسواق.

وأكد المجلس على رفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة لمواجهة التصعيد من قبل العدو الأمريكي الإسرائيلي، واتخاذ الترتيبات اللازمة بما يكفل سلاسة أداء جميع الأجهزة والمؤسسات في تقديم خدماتها.

ووجه المجلس جميع المسئولين على المستويين المركزي والمحلي بالعناية بضحايا العدوان والعمل على تقديم الرعاية اللازمة لهم، خاصة من قبل أمين العاصمة والمحافظين باعتبارهم الأكثر قربا من هذه الشريحة وغيرها من شرائح المجتمع.

كما استمع المجلس إلى تقرير من وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، عن مستجدات مسار المعركة ضد العدو الأمريكي والصهيوني والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة اليمنية ممثلة بالقوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية والتي كان آخرها إسقاط الطائرة “إف 18” يوم أمس في البحر الأحمر.

وأوضح أن هناك تطور كبير تشهده الصناعات العسكرية وبتقنيات حديثة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي الذي يشهد تقدما كبيرا بفضل من الله أولا ثم بدعم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.

وأكد العاطفي أن العدوان الأمريكي الصهيوني الراهن على وطننا سيفشل كما فشل عدوانه عبر وكلائه في المنطقة طيلة السنوات العشر الماضية.. مبينا أن عمليات العدو وغاراته لم تؤثر على قواتنا المسلحة وقدراتها التسليحية بل زادتها قوة وصمودا وثباتا وإصرارا على المضي في المواجهة والاستمرار في تطوير قدراتها في مواجهة الأعداء ومستوى الإسناد لقطاع غزة.

وأفاد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة في أعلى مستوى من الجاهزية للمضي في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأي تحركات لمرتزقته في الداخل دعما للعدو الأمريكي والإسرائيلي.

وأشاد المجلس بصمود وثبات شعبنا اليمني الذي يجسد من خلال مواقفه الثابتة والتفافه حول قيادته الثورية وحضوره المليوني الأسبوعي في عموم الساحات، هويته الإيمانية الراسخة وإدانته لما يتعرض له إخوانه في غزة من حرب إبادة شاملة، وكذا استعداده لمواجهة العدو الأمريكي والمساهمة الفاعلة في إفشال عدوانه.

وحيا المجلس القوات المسلحة اليمنية وعملياتها العسكرية الدقيقة المؤلمة والناجحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي وما حققته من انتصارات حتى اللحظة.

وبارك كافة المشاريع التطويرية التي تشهدها الصناعة الحربية ومختلف الجهود القائمة لتعزيز وتطوير القوات المسلحة والارتقاء المستمر بقدراتها القتالية والفنية والتقنية.. مؤكدا أن نصرة وإسناد إخواننا المظلومين والمخذولين في قطاع غزة بمختلف الوسائل المتاحة لشعبنا سيستمر حتى إيقاف العدوان على القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والاحتياجات الأخرى لأبناء غزة.

وجدد المجلس إدانته الشديدة لجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحرب التجويع التي يعتمدها العدو بمشاركة مباشرة من قبل الإدارة الأمريكية الصهيونية بحق أبناء غزة خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.. لافتا إلى أن كافة الأنظمة العربية المطبعة والمتخاذلة ستدفع ثمن سكوتها على استباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني على هذا النحو المريع عاجلا أم آجلا.

كما حيا مجلس الوزراء الجهود الكبيرة للمؤسسة الأمنية في تجذير الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة وإفشالها المستمر لمؤامرات وخطط الأعداء التي تسعى إلى ضرب الأمن الداخلي وتعكير أجواء الأمن والاستقرار.

واطلع المجلس على تقرير وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، بشأن الإجراءات التنفيذية المتخذة من قبل الوزارة إزاء توجيهات الرئيس مهدي المشاط بشأن مقاطعة البضائع الأمريكية الصهيونية ومنع دخولها أو تواجدها في الأسواق المحلية.. موضحا أن الوزارة باشرت اتخاذ الإجراءات التنفيذية وفقا للتوجيهات الرئاسية منها التعميم على الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وفروعه في أمانة العاصمة والمحافظات بمنع دخول وتداول أي سلع أو بضائع أمريكية أو إسرائيلية.

وأشار الوزير المحاقري في سياق تقريره إلى أن الوضع التمويني في وضع جيد في السوق المحلي ويحوي كافة المتطلبات والاحتياجات الأساسية والاستهلاكية.

وناقش المجلس في اجتماعه عددا من المواضيع الأخرى المدرجة في جدول أعماله واتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة.

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر حوادث التحرش على الأطفال؟ طرق الوقاية والدعم ‏النفسي (خاص)‏
  • ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. فيديو رئيس اندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين
  • مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة
  • العدو الصهيوني يعتقل 50 موظفاً في وكالة الأونروا منذ بدء العدوان على غزة
  • استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 352 مدرسة منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة
  • الإعلامي الحكومي بغزة: العدو الصهيوني يُفاقم تجويع الأطفال وسط تفشٍ غير مسبوق لسوء التغذية الحاد
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى إلى 52,365 شهيد و117,905 إصابات
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • ممثل فلسطين أمام العدل الدولية: إسرائيل تنفذ حملة إبادة جماعية ضد الأطفال