الصمود الأسطوري لقطاع غزة يتواصل في وجه العدو الأحمق
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
القسام توجه ضربات جديدة لتل أبيب وعسقلان ردا على تهجير المدنيين صاروخ “عياش 250” يقصف قيادة العدو في أقصى شمال فلسطين مواجهات واسعة في الضفة وسقوط عدد من الشهداء والجرحى العدو يعترف بمصرع 1400 صهيوني منذ بدء “طوفان الأقصى”
الثورة /محمد دماج
يتواصل صمود الشعب الفلسطيني الجسور في عمليات طوفان الأقصى في وجه العدو الصهيوني النازي الذي يمارس حرب إبادة جماعية في قطاع غزة طالت مختلف مناطق وأحياء القطاع وخلفت آلاف الشهداء والجرحى ومئات الآلاف من المشردين الذين يفترشون العراء ولا يدرون أين يتجهون في ظل الحصار الإجرامي المطبق على القطاع لليوم السابع على التوالي.
حيث ارتفع عدد الشهداء حتى تاريخ كتابة هذا التقرير في غزة والضفة إلى 1843 شهيداً وعدد الجرحى 7200 مصاب حتى يوم أمس.
وفق وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة التي قالت إن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 1799 شهيدا، و6388 مصابا، وفي الضفة الغربية 44 شهيدا، وأكثر من 700 مصاب، وصل منهم إلى المستشفيات نحو 250.
وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش حذر خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف، من أن النظام الصحي في قطاع غزة “بلغ نقطة الانهيار”.
وبحسب المنظمة، فإن ستة من المستشفيات السبعة الكبرى في القطاع لم تعد تعمل سوى جزئيا.
وقال ياساريفيتش إن “مستشفى بيت حانون شمال غزة لم يعد يعمل بسبب الضربات الجوية المتتالية على مقربة منه والتي ألحقت أضرارا بالمستشفى والطرقات المجاورة.
وأضاف أن المستشفيين الرئيسيين في شمال القطاع، المستشفى الإندونيسي ومستشفى الشفاء، تخطيا طاقتهما الاستيعابية البالغة بالإجمال 760 سريرا.
وأشار إلى أن 99% من أسرّة مستشفى الشفاء باتت مشغولة في حين أن مستشفيات جنوب غزة بلغت أقصى طاقتها.
ولفت إلى أن المستشفيات لا تحصل على الكهرباء سوى لبضع ساعات في اليوم لادخار الوقود الذي بات على وشك النفاد.
وفي الضفة الغربية استشهد تسعة مواطنين فلسطينيين وأصيب العشرات برصاص قوات العدو الصهيوني اليوم الجمعة في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد تسعة مواطنين برصاص العدو أمس، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية إلى 44 شهيداً منذ السبت الماضي.
وفي جنوبي الضفة، استشهد ثلاثة شبان وأصيب آخرون خلال مواجهات اندلعت بعد مسيرات شارك فيها آلاف المواطنين، عقب صلاة الجمعة في محافظتي الخليل وبيت لحم، دعماً للمقاومة ونصرةً لقطاع غزة.
وأوضحت وزارة الصحة أن ثلاثة مواطنين استشهدوا، أحدهم عقب إطلاق قوات العدو النار عليه في بلدة بيت أولا شمالي الخليل، وآخر بعد إصابته برصاص العدو في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، وثالث خلال المواجهات الدائرة في بلدة تقوع جنوبي بيت لحم.
وشارك آلاف المواطنين في مسيرة حاشدة بمدينة الخليل نصرة لغزة ودعماً لمعركة طوفان الأقصى، باتجاه منطقة باب الزاوية حيث اندلعت مواجهات أسفرت عن إصابة ثلاثة شبان بالرصاص الحي.
واندلعت مواجهات عنيفة في مخيم العروب شمالي الخليل، أطلق خلالها جنود العدو الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى لإصابة شاب برصاص الاحتلال الحي في الصدر جرى نقلها إلى مستشفى الأهلي في الخليل.
كما انطلقت مسيرات في بلدات دورا، يطا، والسموع جنوبي الخليل، اندلعت عقبها مواجهات مع قوات العدو الصهيوني.
وفي قرية تواني بمسافر يطا جنوبي الخليل، أصيب مواطن برصاص مستوطن من مسافة صفر، خلال اعتداء مستوطنين على الأهالي عقب أداء صلاة الجمعة في مسجد القرية
وفي مدينة بيت لحم انطلقت مسيرة حاشدة باتجاه مدخل المدينة الشمالي، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات العدو أدت إلى إصابة شاب برصاص الاحتلال الحي في البطن وصلت إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي طولكرم، استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب اثنان آخران بجروح، بعد ظهر أمس الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات العدو الصهيوني، في محيط مصانع “جيشوري” الاستيطانية، غرب المدينة، خلال مسيرة خرجت في المدينة ومخيميها نصرة لغزة.
وقالت مصادر محلية إن قوات العدو أطلقت زخات من الرصاص المباشر على المتظاهرين الذي خرجوا بمسيرة حاشدة من المدينة تنديداً بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ونصرة للمقاومة الباسلة، وهو ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح، وجرى نقل المصابين الى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.
وفي مؤشر على أن العدو ماضٍ في زيادة وحشيته وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني في غزة خلال الساعات والأيام المقبلة قالت الأمم المتحدة إن جيش العدو الصهيوني أبلغها في وقت متأخر الليلة الماضية بأن 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الـ24 القادمة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان له: إن مسؤولي المنظمة في غزة “أُبلغوا من قبل ضباط الاتصال في جيش الاحتلال بأن جميع سكان القطاع شمال وادي غزة يجب أن ينتقلوا إلى الجنوب خلال الساعات الـ24 القادمة”.
وفي هذا الصدد أكدت وزارة الداخلية في غزة، أمس الجمعة، أنّ كل شيء مستهدف في القطاع والعدو الصهيوني ارتكب جرائم إبادة بحق العائلات الفلسطينية.
وفي بيان صحفي تناقلته وكالات الأنباء الفلسطينية، دعت الوزارة “أبناء الشعب الفلسطيني وكل العرب والمسلمين في كل مكان إلى التحرك لنصرة أهلنا في غزة”.. مشددةً بالقول: إنه “حتى لو نُسفت البيوت فوق رؤوسنا فلن نترك بيوتنا”.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أنّ الطواقم الصحية تعمل منذ سبعة أيام ولم تغادر مواقعها على الرغم من استهدافها ووقوع ضحايا في صفوفها.
وأضاف: إنّ المستشفيات بدأت تفقد قدراتها السريرية والدوائية والوقود.. محذراً من أنّ “القادم أسوأ”.
وناشد القدرة “كافة الجهات للإسراع في إدخال الإمدادات الطبية للمستشفيات قبل فوات الأوان”.. قائلاً: “نحن أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لمداواة الجرحى والمرضى تحت كل الظروف”.
بدوره، ناشد الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي التدخل الفوري لمنع كارثة إنسانية في قطاع غزة.. مؤكداً أنّه “لا قدرة لدينا على إخلاء المرضى والجرحى من مستشفياتنا ولا مكان آمناً في القطاع”.
وردا على الإجرام الصهيوني الوحشي بحق الفلسطينيين في غزة أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس الجمعة، عن قصف مقرّ قيادة المنطقة الشمالية الصهيونية في صفد المحتلة بصاروخ “عياش 250”.
وأفادت وسائل إعلام العدو الصهيوني بدوي صافرات الإنذار بعدة مواقع في الجليل الأعلى وصفد شمالي فلسطين المحتلة.
واعترفت وسائل إعلام العدو بوصول صاروخ “عياش 250” إلى قيادة المنطقة الشمالية، وهي أبعد مسافة من قطاع غزة.
وأشارت صحيفة “يديعوت” الصهيونية إلى أن صاروخ “عياش 250” أبعد صاروخ يطلق من غزة على الإطلاق بما في ذلك الحروب السابقة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فيديو تظهر تصاعد الدخان في صفد شمال فلسطين المحتلة، ما يؤكد وصول صاروخ “عياش 250” إلى هدفه، دون أن تتمكن منظومة القبة الحديدية من اعتراضه.
واعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني أن عدد القتلى الصهاينة ارتفع إلى 1400 قتيل، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الجاري.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت نجمة داوود الحمراء العثور على المزيد من جثث الجنود الصهاينة في مستوطنات غلاف غزة، وكذلك استمرار اشتباكات مقاتلي القسام في بعض مستوطنات الغلاف وجنوب فلسطين المحتلة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية عن مصادر سياسية كبيرة، القول: إن أعداد الأسرى لدى حماس تفوق الـ200 أسير، فيما بلغت أعداد المصابين أكثر من 3500.
وذكرت الصحيفة أن عدد القتلى مرشح للزيادة مع تواصل المعارك مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية من جهة، واستمرار العثور على المزيد من الجثث في مستوطنات ما يسمى بغلاف غزة من جهة أخرى.
في السياق ذاته أفادت هيئة البث الرسمية للعدو بأن جيش العدو أبلغ 120 عائلة أن ذويهم أسرى في قطاع غزة.
يأتي ذلك فيما أقر الناطق باسم جيش العدو الصهيوني، أن عدد الأسرى الصهاينة في قطاع غزة بلغ 120 أسيراً.
ونقل إعلام العدو الصهيوني عن ناطق جيش الاحتلال، قوله: إن الجيش أبلغ عائلات الأسرى بشكل رسمي أنهم أسرى.. مشيراً إلى أن غالبيتهم بيد حركة حماس.
وجاء إعلان الناطق العسكري لجيش العدو الصهيوني بعد وقت قصير من إعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس عن مقتل 13 أسيراً صهيونياً جراء القصف الجوي المكثف على محافظتي شمال قطاع غزة ومدينة غزة الليلة الماضية.
وذكرت “القسام” في تصريح مقتضب صباح أمس الجمعة: “مقتل 13 أسيراً من أسرى المعركة بينهم أجانب في القصف الصهيوني المكثف على محافظتي الشمال وغزة خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وأضافت “القسام”: “قتل ستة من الأسرى في محافظة الشمال في مكانين منفصلين، وسبعة في محافظة غزة في ثلاثة أماكن مختلفة طالها قصف العدو الهمجي”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال
الثورة نت/..
أكدت إحصائية فلسطينية رسمية أن قوات العدو الصهيوني تتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين، وتنفّذ جرائم منظمة ومقصودة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، في حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزّة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مبينة أن 65 في المئة من الشهداء هم من النساء والأطفال، وكبار السن.
ولفت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن “الوقائع على الأرض، والتي توثقها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومراكز حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية وشهادات الطيارين “الإسرائيليين” أنفسهم الذين اعترفوا صراحة بأنهم كانوا يستهدفون المدنيين الفلسطينيين خلال قصفهم للمنازل والمربعات والأحياء السكنية، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الاحتلال يتعمد قتل المدنيين العزل من دون سبب، ولا يفرق في قصفه بين طفل أو امرأة أو مسن أو طبيب أو صحفي أو مسعف”.
وأفاد المكتب الإعلامي أن العدو الصهيوني ارتكب جرائم قتل متعمد بحق أكثر من 18,000 طفل، وأكثر من 12,400 امرأة فلسطينية وأباد أكثر من 2,180 عائلة فلسطينية، حيث قُتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة بالكامل، كما أباد أكثر من 5,070 عائلة فلسطينية أخرى، ولم يتبقّ منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
كما قضى العدو خلال هذه الحرب على أكثر من 1,400 طبيب وكادر صحي، مما أدى إلى أنهيار المنظومة الصحية، وقتل أكثر من 113 شهيدًا من أفراد الدفاع المدني في أثناء تأديتهم لواجباتهم الإنسانية، كما قتل بدم بارد 212 صحفيًا في محاولات متكرّرة لإسكات صوت الحقيقة وكشف الجرائم، وراح ضحية جرائمه المستمرة أكثر من 750 عنصرًا من عناصر تأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية.
كما قتل العدو الصهيوني بحسب الإحصائية أكثر من 13,000 طالب وطالبة وأكثر من 800 معلمٍ وموظفٍ تربويٍ في سلك التعليم وأكثر من 150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا، وقتل الآلاف من الموظفين والعاملين في القطاعات المدنية والحيوية بقطاع غزّة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إن “كل هذه الأرقام الموثقة تثبت أن استهداف المدنيين في غزّة هو سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال “الإسرائيلي” ضمن مخطّطه لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
أضاف: “وفي هذا السياق فإننا نُدين ونرفض بشدة سياسة الاحتلال التي تتقصد استهداف وقتل وإبادة المدنيين بشكل مباشر، ونؤكد أن الوقائع والتوثيق الميداني يكشف الأكاذيب والتزوير والفضائح التي يحاول الاحتلال الهروب منها، ويحاول تضليل الرأي العام الدولي بها”.
وحمّل البيان العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزّة، وأكد “أن الدول الداعمة له والمشاركة في عدوانه، سواء عبر الدعم العسكري أو السياسي أو تغطية جرائمه، تتحمل هي الأخرى المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الانتهاكات الجسيمة مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا”.
وشدد على أن “توفير السلاح والغطاء السياسي للاحتلال يُعدّ شراكة صريحة في ارتكاب الجرائم، ويستوجب الملاحقة والمحاسبة أمام المحاكم الدولية، باعتبار أن التواطؤ والمساعدة في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة تُعدان جريمتين معاقب عليهما بموجب القانون الدولي”.
وأكد أن “هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وستظل ملاحقة قانونيًا وقضائيًا، ونطالب المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، بضرورة التحرك الفوري لإدانة هذه الجرائم، وتقديم قادة العدو الصهيوني إلى العدالة الدولية جراء جرائمهم ضدّ المدنيين”.
وختم: “إن دماء الأطفال والنساء والشيوخ والشهداء كافة، ستبقى شاهدة على وحشية هذا الاحتلال، وستظل وصمة عار في جبين من يصمتون على هذه الجرائم، وإن الإنسانية كلها مطالبة اليوم بالانتصار لدماء الأطفال والنساء الأبرياء الذين يُقتلون تحت سمع العالم وبصره”.