افتتاحــــــــــــــــية الثورة
يمر اليوم العيد الستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر ، فيما تواجه الأمة المخاطر نفسها، العدو الصهيوني يعربد على غزة، منظومة الاستعمار الغربي والامريكي تحتشد على غزة والمنطقة، المحتل البغيض يعيد نصب تذكاره باحتلال ذات المناطق اليمنية التي احتلها سابقاً بترسانة كبيرة من المرتزقة، والمرتزقة أنفسهم يحتفلون بالعيد كأدعياء لا شرف لهم.
ومع كل ذلك تبقى هذه الذكرى من ذكريات العز والمجد والحرية لشعبنا العزيز، حينما تحرك الأحرار في هذا البلد في مواجهة المحتل المستعمر البريطاني آنذاك وصولاً إلى طرده من البلاد، ولهذه المناسبة دلالات مهمة ، نحن في أمس الحاجة إليها اليوم ونحن نواجه هذا الغزو والعدوان المتحالف بعشرات الجيوش وكل قوى الشر وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي ومن معهم من أذيالهم وأذنابهم محلياً وإقليمياً.
ومن دلالات هذه الذكرى أنه مهما كانت قوة المعتدي وهمجيته وإمكاناته وقدراته ومهما كانت قبضته ، مهما لبث وظل محتلاً سيبقى محتلاً وسيُطرد في نهاية المطاف وإلحاق الهزيمة به، كل شعوب العالم انتصرت على المحتلين، وطالما هناك أحرار وشرفاء ووطنيون يقومون بمسؤوليتهم ويتحركون بجد وصدق فإن الله نصير لعباده المستضعفين ، والسنة الإلهية الكونية في العالم وفي تاريخ الشعوب أن العاقبة لصالح الشعوب المستضعفة التي يمكنها الله دائماً من الحرية والتحرر ومن طرد الغزاة والمحتلين.
لقد كان المحتل البريطاني يسمى بالامبراطورية العظمى ، وكانت إمكاناته وقدراته هائلة على كل المستويات في مقدمتها الجانب العسكري ، وكان لديه أيضا الكثير من العملاء والمرتزقة الذين اشتراهم وشغلهم لحراسته ، ومكث محتلاً لأجزاء من اليمن 120 عاماً، ومع كل ذلك تمكن الشعب اليمني من طرده وتحرير البلاد من دنسه .
اليوم وإن عاد ذات المحتل سيخرج بالمتوازيات ذاتها، وبالمناسبة ففي غزوهم لعدن عام 2015 كان البريطاني هو المخطط للعمليات بحكم تجربته السابقة، وبحكم تجربتنا نحن اليمنيين سندحره ونطرده من جديد بعون الله.
اليمن في الحاضر تواجه نفس التحديات، احتلال أجزاء من البلاد ومن ذات المحتلين، حال الأمة العريية أيضاً تعيش تداعيات الاستعمار أو امتداداً لحالة الاستعمار ذاتها ، شعوبنا في الحقيقة لم تصل بعد إلى حالة الحرية والاستقلال الحقيقي.. لقد ترك الاستعمار في منطقتنا آفات كثيرة ومشاكل كثيرة وفي ذات الوقت بقي له حضوره ونفوذه وتأثيره الكبير من خلال الكيانات الوظيفية التي أنشأها..وصولا إلى حضوره العسكري والأمني والسياسي إنما بعناوين المساعدة والحماية وغير ذلك من العناوين التي تضعها أمريكا لسيطرتها على منطقتنا.
وعلى كل حال.. نحن اليوم نجد أنفسنا نعيش امتداد وتبعات امتداد حالة الاستعمار ذاتها ، فالذي مزق منطقتنا العربية إلى دويلات يحاول تمزيقها إلى كنتونات متصارعة، والذي صنع الكيان الإسرائيلي في المنطقة ليكون شوكة في رقبة هذه الأمة وليمثل فعلا داء سرطانيا عضالاً في جسد الأمة يحتشد اليوم بقضّه وقضيضه وأسلحته وعربدته للحفاظ على هذا الكيان وإبقائه محتلا لفلسطين.. وما هذا الكيان الإسرائيلي الذي نجده اليوم يرتكب المذابح ويفعل الموبقات في غزة يهدد المقدسات وعلى رأسها الأقصى الشريف إلا امتداد للاستعمار ذاك. ونجد ذات الكيانات الاستعمارية كالسعودية والامارات تعمل على تمزيق الأمة وتفتيتها والحرب عليها، وذاك دور مسنود لها منذ أنشأها الاستعمار..وقد حان الأوان اليوم لأن تتحرر منطقتنا من الاستعمار وامتداداته، وفي اليمن فإن من الاستحقاقات الملحة على ثورة 21 سبتمبر هو تحرير كل شبر يمني من الاحتلال والأدوات وفرض السيادة الوطنية عليه..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عشرات آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
الثورة نت/..
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بسبب تشديدات وقيود قوات العدو الإسرائيلي داخل مدينة القدس، ومنع العديد من الشبان من الوصول إلى المسجد.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن عشرات الآلاف أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأفاد مراسل وكالة “صفا”، بأن قوات العدو أغلقت صباح اليوم، العديد من الشوارع والطرق المؤدية إلى مدينة القدس، خلال تنظيم بلدية العدو الماراثون التهويدي في محيط البلدة القديمة، بالتزامن مع توافد المصلين إلى المدينة لأداء صلاة الجمعة.
وأشار المراسل إلى اعتداء قوات العدو على المصلين الوافدين للمسجد، بينهم شاباً داخل مركبته في باب الأسباط، وأوقفت الشبان عند الحواجز الحديدية وفتشتهم، ومنعت عدداً منهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
فيما أدى مستوطنون فجر اليوم طقوساً تلمودية استفزازية داخل سوق القطانين، الذي تفضي بوابته إلى المسجد الأقصى، واعتقلت قوات العدو شاباً بعد الاعتداء عليه في طريق المجاهدين بالبلدة القديمة بالقدس فجر اليوم.
وانتقد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد سرندح، وضع الأمة الإسلامية بقوله: “الأمة الإسلامية اليوم مليارات متكدسة ومثاقيل من الذهب مكتنزة، وقوى الاستعمار تنهش بالأمة نهشاً”.
وأضاف الشيخ سرندح: “4 ملايين من المسلمين أحيوا ليلة القدر في بيت الله الحرام، وملياري مسلم ترقبوا هلال العيد، واستطاعوا رؤية هلال العيد بين الغيوم المتشابكة، ولم يستطيعوا أن يبصروا الذل والهوان على الضعفاء في غزة وفلسطين”.
وتابع: “لم يترقبوا تلك الأهلة التي أزهقت في أرض فلسطين، لم ترقب الأمة تلك النزاعات التي أثيرت في السودان، رغم وضوح صورتها ونيران الفتنة التي اشتعلت وأحرقت المسلمين في عالمنا الإسلامي”.
وأردف: “الأمة ذاقت الويلات من الصرب في البوسنة، ولكنها لم تتعظ، فهل غم علينا؟ حتى أتممنا قرناً من الزمان ذلاً وهواناً”، مضيفاً: “كلما زادت الغمة علينا وتناسينا عزتنا، نزع الله من صدور عدونا المهابة منا”.
وأوضح الشيخ سرندح، أن “الأرض هانت هي وقدسيتها على البعض، وهانت على الأمة مسراها، ففرق كبير بين من يعمر الأرض بالدين وبين من يكسب الدنيا ويتعالى على الدين، فبداية الوهن والضعف في مخالفة شرع الله وأحكامه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم”.
وأكد أن أرض الإسلام ما سلبت إلا بعد ظهور فئة المتفرجين المتواطئين، الطامعين المتآمرين على الأمة وأبنائها، ممن تبلد حسهم وماتت قلوبهم.
وقال: “بدأ مرض السكوت وآفة الصمت تنتشر عند ذوي الرأي والمسؤولية، وأصبح لسانهم أخرساً يوجهون الأمة لسفاسف الأمور، مستخدمين وسائل الإعلام والفضائيات لغسل أدمغة الشعوب، ولفت أنظارهم عن أولويات الأمة وهمومها”.
وأردف: “والأقصى ينادي أين طهري؟ فعن أي أبنية شاهقة للعبادة يتكلمون، وبنيان الله يهدم كل يوم، فالإنسان بنيان الله وحرمته عند الله أعظم من الكعبة”.
وتساءل قائلاً: “عن أي مجاعات لأهلنا في غزة تتحدثون؟ أم أنتم تتجاهلون، وعن أي انتهاك للأقصى تتابعون؟، أم أنتم في غفلتكم ساهون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”، مؤكداً أن “ثقتنا بالله عالية والعاقبة للمتقين، فالله مطّلع علينا ولن يضيعنا”.
وعن المسجد الأقصى في شهر رمضان، قال: “لا زال أهل الرباط على الحق ثابتين في مسجدهم، فتلك الأفواج التي زحفت للأقصى في شهر رمضان الخير، تشكل بداية لانفراج الغمة عن الأمة، رغم الانتهاكات والصعوبات”.
وتابع: “نكرر مرة ثانية وثالثة شكرنا للعاملين والمتطوعين والمتطوعات واللجان المساعدة في المسجد الأقصى على مدار شهر رمضان بأكمله، فعملهم يبعث التفاؤل والارتياح، ويرسلون رسالة للأمة الإسلامية أن في الأمة طائفة على الحق ظاهرين، ويبرقون بخدمتهم لزوار بيت الله أن الأوتاد اللامعة في أرض الرباط ستبقى تبث روح الأمل بأن الفرج قريب”.
وبيّن أن التفاف الجيل الصاعد حول المسرى خدمة للراكعين الساجدين، لهو دليل على فشل كل مخطط حيك ضد شباب الأمة ومقدساتها.