من التراجع والانشقاقات إلى مساندة "الطنطاوي".. هل يحاول حزب الكرامة العودة بعد الانهيار؟
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
"حزب الكرامة"، واحدًا من الأحزاب السياسية المصرية اليسارية، تأسس في عام 1997، لكنه لم يعترف به قانونًا إلا بعد ثورة 25 يناير، ويُعد من الأحزاب ذات الأيديولوجية الناصرية، وتأسس على يد المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، حمل الحزب شعار "كرامة الوطن كرامة المواطن"، وعُرف بميوله الاشتراكية.
تمثيل الحزب تحت قبة البرلمان
خاض حزب الكرامة انتخابات مجلس الشعب 2012، وهي أول أول انتخابات تشريعية بعد تأسيسه، ضمن "التحالف الديمقراطى من أجل مصر"، والذي حصد حينها 235 مقعدًا من أصل 498 مقعد، كان نصيب حزب الكرامة منها 6 مقاعد.
الانتخابات الرئاسية 2024| ضوابط ضرورية لقيد المواطنين بقاعدة بيانات الناخبين.. وشروط مهمة للتصويت في ذكرى انتصارات أكتوبر| "أحدهم لم يولد".. أين كان مرشحو الرئاسة المحتملين؟
ثم خاض الحزب المعركة الانتخابية لبرلمان 2015 في المرحلة الأولي والثانية بـ 10 مرشحين، ولكن لم يفُز منهم أحد، وكان حزب "الكرامة" في ذلك الوقت ضمن "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"، والذي ضم 11 حزبًا سياسيًا مصريًا من مختلف التيارات، وكان من أشهر تلك الأحزاب هي حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، حزب العمل الإسلامي، حزب الكرامة الناصري، وحزب غد الثورة الليبرالي.
برلمان 2021
خرج الحزب صفر اليدين من معركة انتخابات برلمان 2021 بغرفتيه "النواب والشيوخ"، وذلك بعد أن كان ممثلا بـ 6 أعضاء في برلمان 2011.
غياب الحزب عن المشهد السياسي
لم يعد حزب الكرامة حاضرًا في المشهد السياسي، بل إن غيابه أصبح مشهدًا معتادًا مثله مثل العديد من الأحزاب التي تأسست أعقاب ثورة يناير، فنجد أن هناك ما يقرب من 100 حزب على الساحة السياسية أصبح المواطن لا يعرف عنها شيئا، فهي مجرد كيانات فقط لا يعرفها ولا يسمع عنها سوى أصحابها ومؤسسيها
وبالعودة إلى الوراء نجد أن حزب "الكرامة" قد تقلص دوره كثيرًا عن السابق، وتراجع دوره بشكل ملحوظ دون معرفة ما إذا كان ذلك بسبب تقلص دور المعارضة في الوقت الحالي أم أنه تخلى عن مسئوليته التي أنشئ من أجلها وهو الوطن والمواطن.
الاستقالات تضرب حزب الكرامة
على مدار 12 عامًا منذ الاعتراف به قانونًا شهد الحزب العديد من الاستقالات التي ضربت أروقته ففي عام 2015، تقدم 50 عضوا من أعضاء حزب الكرامة بالإسكندرية، باستقالات جماعية، وذلك اعتراضا على سياسات الحزب فى اتخاذ القرارات، والتى كان أبرزها قرار تأجيل انعقاد المؤتمر العام للحزب في ذلك الوقت، مما يُعد مخالفة لما ينص عليه قانون الأحزاب، بالإضافة إلى قرارات أخرى، مثل قرار الحزب التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين فى قائمة كانت تسمى التحالف الديمقراطى عام 2013، مما يخالف أسس ومبادئ الحزب، ثم تلاه قرار اندماج الحزب مع الأحزاب الناصرية.
استقالة أحمد الطنطاوي آخرها
وفي العام الحالي قرر عددًا من قيادات الحزب تجميد عضويتهم مع استقالتهم من مواقعهم القيادية، بدعوى رفض ما تم في إدارة ملف الحوار الوطني، ولعل آخرها كانت استقالة النائب البرلماني السابق أحمد الطنطاوي من منصب رئيس الحزب، بعد أقل من عامين من توليه رئاسته، وذلك لخلافات تتعلق بمشاركة الحزب في الحوار الوطني.
مشاركة الحزب في الحوار الوطني
شارك حزب الكرامة فى الحوار الوطنى ضمن تحالف أحزاب الحركة المدنية، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم الاستعداد داخل الحزب للحوار من خلال ورش عمل وجلسات فى كافة محاور الحوار الوطنى سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وشارك الحزب بعدد من الممثلين ضمن جلسات الحوار التي أقيمت على مدار الأشهر القليلة الماضية.
موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية
أعلن حزب الكرامة دعمه ومساندته لرئيس الحزب السابق، أحمد الطنطاوي مرشحا لرئاسة الجمهورية، ودعوة أعضاء وجماهير الحزب لتحرير توكيلات الترشح للطنطاوي، وفتح مقرات الحزب بجميع المحافظات لاستقبال أنشطة الحملة الانتخابية وفعالياتها طوال فترة الدعايا الانتخابية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حزب الكرامة المشهد السياسي الأحزاب السياسية المصرية دعم أحمد الطنطاوي
إقرأ أيضاً:
المرتزِق: آلة بريموت تحَرِّكُها الأوامرُ وتُعطِّلُها الكرامة
عدنان ناصر الشامي
عزيزي القارئ، هل رأيت من قبل رجلًا يعيش كالميت؟ ليس رجلًا بلا روح، بل رجل بلا إرادَة، بلا قرار، يفقد حرية القرار والكرامة معًا، كأنه روبوت يتحَرّك وفق “الريموت” الذي يحمله سيده ويتحكم فيه عن بُعد.
إنهم أُولئك الذين نطلق عليهم “المرتزِقة”. من باعوا كرامتهم في سوق النفاق، وابتلعوا عنفوانهم مقابل أوامر تأتي من الخارج، إنهم “مرتزِقة الريال السعوديّ والدينار الإماراتي، والآن الشيكل الإسرائيلي”، جثث متحَرّكة استبدلت العزة بعلبة أوامر مبرمجة، ووجوههم باتت كالأقنعة الخاوية على مصيرها التعيس.
عقول معطَّلة بانتظار “الأمر اليومي”.. المرتزِق لا يحتاج إلى عقل ولا إرادَة ولا تفكير؛ فهو مبرمج ليُنفّذ لا ليُفكر، وكأن سيده قد نزع زر “العقل” ووضع مكانه “أزرار الأوامر”. ليس مُجَـرّد شخص يقبل تنفيذ المهام؛ بل عقله مسلوب، ودوره في الحياة محصور بأن يكون صدى لصوت من يديره عن بُعد. قراراته ليست قراراته، ونظراته ليست نظراته، وحديثه ليس حديثه؛ بل هو صدى لأوامر تُعطى له، ويكرّرها مثل الببغاء المتعب.
حياة المرتزِق تمر بثلاث مراحل: في البداية، يمتلك شيئًا من الذكاء، ثم يتخلى عنه تدريجيًّا لينعمَ بحياة “الأوامر الجاهزة”. ما الداعي للتفكير طالما لديه سيدٌ يأمره؟ يتحول إلى قطعة أثاث بشرية، يجلس ويقف، يتحَرّك ويصمُتُ وفق برمجة قديمة. بل ويصبح هذا الجمود فضيلته؛ فهو ينفّذ دون أن يسأل، يعمل دون أن يفكر، مثل حاسوب تعطلت فيه كُـلّ التطبيقات عدا “تطبيق الأوامر”.
كرامة للبيع بسعر الجملة، هكذا يرى المرتزِق أن الكرامة رفاهية لا يتحملها وأنها غير مربحة. فالشخص الذي ينفذ ما يُطلب منه دون اعتراض، يجد الحياة أكثر سهولة وربحية؛ فيصفق تصفيقًا لاذعًا، ويهز رأسه برضا كلما ألقى سيده كلمة مدح أَو أعطاه مكافأة هزيلة.
صوته خافت، يتحدث بلهجة سيده؛ حرصًا على “الوَحدة الفكرية” التي تخدمه في جني الأرباح دون تعكير صفو مصالحه.
المرتزِق هو روبوت هو آلة في هيئة بشرية، تتحَرّك وتتحدث، لكنها لا تعرف طعمَ الحرية.
تراه يجري نحو سيده، يلهث وراء الأوامر، وينتظر أية تعليمات، وإن لم تأتِه، يصاب بحالة من الجمود كأن برامجه توقفت، ويقف محبطًا بانتظار “إعادة تشغيل” جديدة.
المرتزِق رجل بلا قرار ولا كرامة ولا حرية، رجلٌ برمجته الأوامر، وسلبت منه الرجولة بمعناها الحقيقي.
لو تجرّأ يومًا وفكَّر، أَو رفع صوتَه عن صوت الأوامر، لعرف قيمة الحياة وكرامة الإرادَة.
هنا يبرز السؤال: أهذه الأوامر آخرُ وسيلة في يد العدوّ الصهيوني وأعوانه؟ وهل سيتمكّن المرتزِق من الصمود في وجه من يقاتلون لأجل كرامتهم ووطنهم وإرادَة شعوبهم ونصرة قضايا أمتهم ومقدَّساتهم؟
يقينًا، نهايتهم تقترب، وسيُدفَنون تحت الرمال، ويُرمَون إلى مزبلة التاريخ.
ألا تستحون من كشف وجوهكم المكشوفة؟
سيبقى التاريخ يلعنُكم عبر الأجيال، ويكتب لكم صفحات سوداء مليئة بالعار والخيانة والذل والانبطاح.
اعلموا أنكم لستم إلا مُجَـرّد دمى بيد العدوّ، يستخدمكم كقمامة عفنة لتلويث الأرض والبيئة اليمنية!!
لكن لا داعي للقلق هناك أحرار اليمن مع قائدهم أبي جبريل الشجاع؛ فهم عمال نظافة ليس لليمن فحسب بل للأرض كلها، سيقفون لكم في كُـلّ زاوية بالمرصاد، وسيطهِّرون اليمن وشعوب أمتنا من كُـلّ قذاراتكم، وسيكنسونكم إلى برميل القمامة؛ فهو المكان الأنسب لكم!!
وكلما غرست أمريكا خونةً وعملاءَ في اليمن، سنقتلعهم من جذورهم، ونزيل أوساخهم التي تلوِّثُ أرضنا وبيئتنا اليمنية والعربية، ونطهِّرُ تربتها، ونجعلها مثمرةً بالنصر، والعزة، والحرية، والكرامة، والاستقلال، ونستعيد إليها نقاءَها وكرامتها.
يقينٌ جازمٌ لا شك فيه.