طوفان الأقصى يبرز أسباب الهيبة الدبلوماسية الأمريكية المهدورة بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
رأت صحيفة الجارديان البريطانية، أن هجوم طوفان الأقصى الذي شنته كتائب عز القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، سلط الضوء على أسباب الهيئة الدبلوماسية الأمريكية المهدورة في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم تزامن مع شغور مناصب سفراء الولايات المتحدة في إسرائيل ومصر والكويت ولبنان وعمان؛ بسبب العناد والخلافات المتعلقة بإقرار الميزانية الأمريكية داخل الكابيتول هيل بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ولفتت إلى أن الاضطرابات السياسية والحزبية في واشنطن أثارت مخاوف بأن تلك السنوات المليئة بالخلل الوظيفي في الكونجرس سوف تؤثر سلبا على القيادة الأمريكية والديمقراطية بشكل عام.
وإلي جانب السفراء، ظلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تقود جهود واشنطن لمساعدة البلدان التي تتعافى من الكوارث، لمدة ما يقرب من 3 سنوات تفتقر إلى مساعد إداري لمنطقة الشرق الأوسط.
كما أن منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب، الذي يقود الجهود الرامية إلى هزيمة الإرهاب في الخارج، لا يزال ينتظر إقرار تعيين من مجلس الشيوخ منذ فترة طويلة.
وقال دينيس جيت، سفير الولايات المتحدة السابق في موزمبيق وبيرو ومؤلف كتاب "السفراء الأمريكيون"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن إلا أن يكون في غاية السعادة بهذا الخلل الجاري في واشنطن"
وأضاف جيت "أن حجة بوتين أن الديمقراطية مختلة وأنك بحاجة إلى دكتاتور مثله.. كما يجعل الصينيين سعداء وفي المقابل يجعل حلفاءنا يتساءلون عن مصداقيتنا"
وعقب جيت أن "كل هذه المعطيات تجعل سياستنا الخارجية تبدو مشوشة وفوضوية وتشكل تهديدا لأمننا القومي".
سفير إسرائيل
وقالت الصحيفة البريطانية أن الولايات المتحدة بدون سفير لها في إسرائيل منذ رحيل توم نايدز في يوليو/تموز الماضي، الذي عاد إلى الولايات المتحدة لينضم إلى بنك ويلز فارجو كنائب للرئيس. وفي مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي عين الرئيس الأمريكي جو بايدن وزير الخزانة الأسبق "جاك لو" سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وأعلنت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنها ستعقد جلسة استماع لإقرار تعيين ليو الإثنين المقبل، على الرغم من أنه قد يواجه انتقادات من الجمهوريين خلال الفترة التي قضاها وزيراً لخزانة باراك أوباما عندما كان مسؤولاً عن الدفاع عن الاتفاق النووي الإيراني.
وقال بريت بروين المدير السابق للتعاون والانخراط الدولي لحل الأزمات في البيت الأبيض في عهد باراك أوباما، أن رحيل نايدز ترك فجوة كبيرة في تغطيتنا الدبلوماسية في إسرائيل ويثير قلقًا كبيرًا والكثير من الأسئلة.
اقرأ أيضاً
حماس تباغت إسرائيل وتطلق معركة طوفان الأقصى وتل أبيب تتأهب للحرب
وأضاف: "نريد أن يتم إقرار جاك ليو في منصبه في أسرع وقت ممكن، ولكن حتى لو خرج إلى هناك غدًا، فإنه سيكون في وضع غير مؤاتٍ للتأثير في المنطقة مقارنة بنظيريه الروسي والصيني في المنطقة وزعمائها.
وأوضح أن السفير ليو لن يكون بمجرد تعيينه قادرا على الاتصال بنظيره في الحكومة الإسرائيلية والتشاور معها بشأن الأولويات وما يجب أن يحدث وما لا يجب القيام به.
وكان بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين على اتصال متكرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظرائهم الإسرائيليين، عبر القائمة بأعمال السفير الأمريكي في إسرائيل سيتفاني هاليت.
موقف محرج
واعتبر لاري هاس، وهو زميل بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن عدم وجود سفير "لا يشير إلى غياب التواصل"، لكنه في الوقت ذاته لا سيما في لحظة محفوفة بالمخاطر مثل هجوم حماس ليس خاليا من التكلفة على أي حال.
وتابع هاس، وهو مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض: "بمعنى أوسع، من غير المناسب بل والمحرج لأكبر قوة في العالم أن تكون بلا سفراء بينما لدى الصين وروسيا سفرا بالمنطقة.
وأضاف أن "أولئك الذين يشغلون مناصب سفراء ومناصب عليا في وزارة الخارجية ومناصب عليا في البنتاجون وما إلى ذلك يضعون مصالحهم فوق مصالح أمريكا ويضرون أمريكا على المسرح العالمي."
وذكر أن الدبلوماسية الأمريكية ظلت ضعيفة لفترة من الوقت في أوائل نوفمبر/تشرين أول 2021، على سبيل المثال، وقدم بايدن 78 ترشيحًا لسفراء، لكن 7 فقط وافق عليهم مجلس الشيوخ.
ووفق الصحيفة فقد أبرزت عمليات العنف في إسرائيل وغزة واشنطن في حالة من الفوضى. إذ يبحث الجمهوريون عن خليفة لرئيس مجلس النواب المخلوع كيفن مكارثي في مجلس النواب ويتجهون نحو مواجهة بشأن الميزانية مع الديمقراطيين قد تؤدي إلى إغلاق الحكومة في غضون 40 يومًا تقريبًا.
وفي الوقت نفسه، قال تومي توبرفيل، السيناتور الجمهوري عن ولاية ألاباما إنه سيواصل منع أكثر من 300 ترقية عسكرية احتجاجًا على سياسة البنتاجون المتعلقة بالإجهاض.
اقرأ أيضاً
مشاهد من عملية طوفان الأقصى.. المقاومة تقتحم المستوطنات وتأسر جنودا إسرائيليين
المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الولایات المتحدة طوفان الأقصى فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
ألكسندر دارشييف ..بوتين يعين سفيرا جديدا لدي الولايات المتحدة الأمريكية
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما بتعيين ألكسندر دارشييف ، مدير إدارة شمال الأطلسي بوزارة الخارجية الروسية ، سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية .
وفي وقت سابق ، أعرب مسؤول روسي كبير، عن اندهاش بلاده من "التغيير الهائل" في السياسة الأمريكية تجاه موسكو، مرحبا بما وصفه النهج "البراجذماتي عوضا عن العدائي".
ويأتي تصريح المسؤول الروسي بعد أن شن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، الجمعة، هجوماً لاذعاً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً إنه حصل على "صفعة مناسبة".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قال مسؤول كبير في الكرملين، إن "موسكو اندهشت من التغيير الهائل منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة".
لكن المسؤول حذر من أن أي صفقات بين روسيا والولايات المتحدة تبقى احتمالات، وليست بالضرورة خططا وشيكة.
هدية للكرملين
وأضاف: "قال ترامب إن أمريكا قد تكون مستعدة للحديث عن رفع العقوبات. ولكن فقط بعد التسوية السلمية"، في إشارة إلى محادثات السلام المزمعة حول الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يأتي ذلك، بعد نقاش حاد شهده البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس من جهة، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى.
وقالت الصحيفة، إن "انفجار المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، والذي اتهم فيه نائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي بعدم الامتنان الكافي للدعم الأمريكي وحذر ترامب من أن رفضه التسوية مع بوتين هو المقامرة بالحرب العالمية الثالثة، يُنظر إليه هنا (في روسيا) على أنه هدية للكرملين".
ونقلت الصحيفة أيضا، عن أكاديمي روسي مقرب من كبار الدبلوماسيين الروس قوله، إن "وزارة الخارجية منقسمة حالياً بين أولئك الذين لن يثقوا أبداً بالأمريكيين وأولئك الذين يرون فرصة تاريخية لاستعادة الحوار، والتحضير السريع للقمة والحصول على النتائج".
وفي وقت سابق، أعلن الكرملين أن "التحول الكبير" الذي شهدته السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا تماشى إلى حد كبير مع رؤيته.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل من التلفزيون الرسمي، إن "الإدارة الجديدة تغير بسرعة جميع إعدادات السياسة الخارجية. وهذا ينسجم إلى حد كبير مع رؤيتنا".
وأضاف "لا يزال الطريق طويلا، لأن هناك أضراراً جسيمة لحقت بالعلاقات الثنائية بأكملها. لكن إذا تواصلت الإرادة السياسية، للرئيسين بوتين وترامب، فإن هذا المسار يمكن أن يكون سريعا وناجحا للغاية".