قال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن الفترة الحالية مفرق طرق خطير ومهم للغاية في مسار الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومسار القضية الفلسطينية، ومسار التضامن العربي، ومسار كيفية معالجة العالم العربي لقضاياه، إذ أن ما حدث في فلسطين هو الانطلاقة المتطرفة للغاية من الحكومة الإسرائيلية الحالية.

 

عمرو موسى يتحدث عن القضية الفلسطينية 

وأضاف "موسى"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي ضياء رشوان في برنامج "مصر جديدة" المذاع من خلال قناة "etc"، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحدثت على لسان وزراء مسؤولين عن إخلاء الأراضي المحتلة من سكانها العرب، وتوسيع سياسة الاستيطان، مما يعني إزالة القرى الفلسطينية وطرد الفلسطينيين وإخلاء الأراضي من سكانها، وهذه سياسة كان من المتوقع لأي شخص متابع للتطورات أن يكون لها رد فعل. 

وتابع عمرو موسى، أن رد فعل من الشعب الفلسطيني يجب أن يتم وضعه في موقعه الصحيح، إذ أنه رد فعل على سياسة خرقاء لا يمكن القبول بها، ولابد من التذكير بها وألا يتم تركها وتعتبر بأنها موضوع وانتهى. 

واستكمل، أن كان هناك انطباع لدى كثيرين بما في ذلك العالم العربي، أن القضية الفلسطينية انتهت، وتبخرت في الهواء وهذا كلام سطحي ليس له أساس من الصحة، إذ أن القضية الفلسطينية لا تزال حية، ولم تتبخر في الهواء، ولم تُدفن في باطن الأرض، والقضية الفلسطينية ولن تختفي، وهذه رسالة لكل من يهمه الأمر في العالم العربي. 

وأشار إلى ان ما حدث في فلسطين يؤكد أن القضية الفلسطينية مستمرة ولن تنتهي مهما حدث، وستنفجر في لحظة من اللحظات، والمسألة تتطلب موقفا عربيا بتحليل سليم للأمور، "حكاية القضية الفلسطينية خلصت كلام فارغ". 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عمرو موسى العالم العربى جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية برنامج مصر جديدة ضياء رشوان القضیة الفلسطینیة عمرو موسى رد فعل

إقرأ أيضاً:

من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات

وسّعت إسرائيل، أمس الاثنين، عملية "السور الحديدي" التي بدأتها بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني الجاري، في مدينة ومخيم جنين، لتشمل مخيمات مدينة طولكرم، حيث تتخذ العملية في المدينتين طابعا تدميريا، تعمد فيه إسرائيل إلى تدمير المنازل وتغيير جغرافيا المخيمات التي تقتحمها.

وعلى مدى الأيام الثمانية الماضية، تواصلت عمليات نسف المنازل في أطراف مخيم جنين، وهدمها بالجرافات المجنزرة، بهدف إحداث وتوسيع طرق إلى عمق المخيم، أما في الشوارع الواسعة نسبيا فعمد جنود الاحتلال إلى إشعال النار في المنازل وإحراقها بشكل كامل.

الدمار والهدم منتشران في كافة أنحاء مخيم جنين (الجزيرة) "كأنه زلزال"

وعلى الأرض، يتكشف الدمار الهائل في الأحياء والشوارع التي وصلتها جرافات الاحتلال، ويقول الأهالي إنهم واجهوا صعوبة في التعرف على بعض المنازل، وفي مناطق أخرى كساحة المخيم، بدا الأمر كأن زلزالا ضرب المنطقة.

حاول الأهالي الوصول إلى منازلهم في الجهة الغربية من المخيم، بعد ورود أخبار عن انسحاب قوات الاحتلال منها، لكن أبو فايز وهو أحد سكان مخيم جنين، وصف للجزيرة نت ما رآه بعد وصوله للحي بقوله "المشهد صادم، الدمار في كل مكان، وما يجري هو بمثابة النكبة الجديدة".

إعلان

ويضيف "منازل الجيران كلها مدمرة، نحن حي مدني، ويطلق عليه اسم المخيم الجديد لأنه أعيد بناؤه بعد اجتياح عام 2002، ما يحدث هو لتهجيرنا مرة جديدة ولهدم المخيم".

ويؤكد أبو فايز أن وضع النازحين سيئ جدا، "بسبب قلة الإمكانات المتوفرة لديهم، كما أن وضع القلة القليلة من الناس الذين لم ينزحوا من المخيم مأساوي، حيث لا توجد مياه منذ بدء الأزمة مع السلطة الفلسطينية قبل 40 يوما وحتى الآن، والخطر في كل مكان".

يقول السكان إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالدخول إلى المخيم من حي إلى آخر، وهو ما استدعى تدمير أحياء للوصول إلى أحياء أخرى، وإن المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء المخيم، حيث تلقي القنابل على المنازل وفي الشوارع.

وقالت ميسون خنفر، وهي إحدى النازحات من المخيم، "حاولتُ الوصول إلى منزلي لتفقده، وآخذ بعض الأغراض لأطفالي، لكن لم أستطع الدخول إلى المنزل من شدة الدمار المحيط به".

آلة التدمير الإسرائيلية

خلال الساعات الأخيرة من اليوم الثلاثاء، بدأ الاحتلال بإدخال معدات أصغر حجما من الجرافات، ويطلق عليها اسم "Bob cut"، وتستخدم لفتح الطرقات وتسهيل الحركة عليها.

وتشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 100 منزل ومنشأة حتى الآن، كان آخرها هدم مسجد حمزة في شارع مهيوب في عمق المخيم، إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وتهجير أكثر من 90%؜ من السكان.

بدورها، استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إقدام قوات الاحتلال على هدم المسجد، معتبرةً أن هذا العمل يعد اعتداءً صارخا على المقدسات الإسلامية، وانتهاكا واضحا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية دور العبادة.

ونشر جيش الاحتلال مقاطع مصورة تظهر تفجير منازل المواطنين في مخيم جنين، ويعلق الأهالي بأن ما يحدث يشبه عمليات النسف التي نفذها الجيش بمربعات سكنية ومنازل في قطاع غزة.

إعلان

وبحسب سكان مخيم جنين، فإن بيئة المخيم أصبحت في السنوات الثلاث الأخيرة مزعجة للاحتلال، خاصة بعد احتضانها عددا من المقاومين، لذا بدأ الاحتلال عمليات عسكرية لهدم المخيمات بهدف التخلص من المقاومة المتمركزة فيها.

قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل ومنعت طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها لإخماد الحريق (الجزيرة) المخيم التالي

وبينما انطلقت دعوات لاعتبار مخيم جنين منطقة منكوبة، توسعت إسرائيل في تدميرها إلى مخيم طولكرم وسط المدينة، شمال الضفة الغربية، حيث أخلى جنود الاحتلال سكان المخيم بعد إجبارهم على ترك منازلهم ليلاً، لتبدأ الجرافات العسكرية عمليات الهدم والحرق.

ويقول هاني سرحان، وهو أحد سكان مخيم طولكرم، للجزيرة نت "الوضع في المخيم كارثي جدا، الناس خرجت دون وجهة تستطيع الذهاب إليها، الدمار في البنية التحتية والشوارع والكهرباء كبير جدا".

ويضيف "يأتي كل هذا ضمن الحرب على المخيمات التي بدأها الاحتلال قبل عدة أشهر، فقوات الاحتلال تعمل على تقسيم المخيم إلى مربعات، وتعمل في كل مربع على حدة، الوضع صعب جدا، وهناك خطر في التنقل بين الأزقة، لذا اضطرت الناس للخروج، إسرائيل حوّلت المخيم لمنطقة لا يمكن العيش فيها".

في المقابل، يرى سرحان أن ما تفعله إسرائيل في المخيمات لن يغير الواقع في عقول اللاجئين، الذين يرون أن المخيمات تمثل امتدادا لحقهم في أراضيهم المحتلة عام 1948، ويقول "نحن هنا ضيوف في هذه المخيمات، أراضينا في فلسطين الداخل، وسنعود لها".

معاناة متنقلة

وبحسب أهالي مخيم طولكرم، فإن قوات الاحتلال تحاصر البيوت وتجبر الناس على النزوح منها، تمهيدا لهدمها، كما حدث في مخيم جنين، حيث أُجبر الناس على التحرك من المخيم باتجاه واحد، وهو طريق محاذٍ للمستشفى إلى وسط مدينة جنين، ومنه خرج الناس باتجاه ضواحي المدينة والقرى.

وتسبب هذا الإجراء بأزمة للنازحين الذين لم يجدوا مكانا لاستيعابهم، بحسب حسين الشيخ علي، من سكان طولكرم، والذي قال للجزيرة نت إن "عملية الإخلاء حدثت في الليل، فتحوا ممرا واحدا للخروج من المخيم، ثم تركوا الناس في الشارع، في البداية فتحت الأوقاف مسجدين لتبيت العائلات فيها، لكن حتى الآن الناس لا تعرف إلى أين تذهب".

إعلان

وأضاف أن عملية الإخلاء السريعة هذه تأتي تمهيدا للهدم، "فجرافات الاحتلال دمرت الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، التي لم تكن مؤهلة أصلا منذ الاقتحامات السابقة للمخيم، لكن هدم المنازل وإحراقها يعني إفراغ المخيم للتخلص منه".

"كل هذا هو ضمن مشروع احتلال الضفة الذي بدأته إسرائيل بعد الحرب على غزة، المخيم الآن بيئة طاردة للسكان، كل وسائل الحياة العادية مدمرة فيه، وأخيرا ستقوم إسرائيل بهدم منازله وإحراقها"، حسب ما يقول الشيخ علي.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن "هناك إجبارا للمواطنين على النزوح من منازلهم في مخيم طولكرم، حيث نتابع هذه القضية، وأعطيت تعليمات لجهات الاختصاص من أجل توفير أماكن إيواء، سواء بفتح عدد من المساجد، أو تجهيز قاعات، وقد تم تأمين كل النازحين".

مقالات مشابهة

  • من رفح إلى العالم: التهجير خط أحمر.. التفاف تاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • خبير: إسرائيل تسعى لتنفيذ التهجير القسري كوسيلة لتصفية القضية الفلسطينية
  • «العربي الناصري»: الإعلام الإسرائيلي فشل في تشويه موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية
  • سياسة.. فن.. رياضة القضية الفلسطينية
  • مختار غباشي: إسرائيل تسعى لتنفيذ التهجير القسري كوسيلة لتصفية القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: مصر تذّكر العالم مجددا بثوابتها الوطنية تجاه القضية الفلسطينية
  • أحمد موسى: المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يزور مصر لحل القضية الفلسطينية
  • من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات
  • اليماحي يشيد بدور السعودية في تعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن القضية الفلسطينية
  • سياسيون: إسرائيل عدونا الأكبر نوايا ترامب تصفية القضية الفلسطينية